رحّبت منظمة الصحة العالمية (المنظمة) ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) اليوم باتفاقات التمويل البالغة قيمتها 10 ملايين دولار أمريكي التي وقّعها مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية بغرض زيادة تعزيز برامج مكافحة شلل الأطفال والحصبة في ثمانية بلدان. وقد وُقِّع الاتفاق على هامش مؤتمر قمة الصحة العالمية في برلين.
وسيوفّر التمويل الجديد مبلغاً قدره 5 ملايين دولار أمريكي لكل من اليونيسف والمنظمة استجابةً لنداءٍ صادر عنهما من أجل اتخاذ إجراءات طارئة لتلافي حدوث أوبئة كبرى لشلل الأطفال والحصبة. وقد حثّت المنظمة واليونيسف البلدان على إعطاء الأولوية لتطعيم الأطفال في الوقت الذي تعيدان فيه بناء نظم التمنيع الخاصة بهما في أعقاب حالات التعطيل العالمية الكبرى التي شهدتها خدمات التمنيع بسبب جائحة كوفيد-19. وقد تسبّبت الجائحة في تعرّض ملايين الأطفال الضعفاء بصورة متزايدة لخطر الإصابة بأمراض الأطفال التي يمكن الوقاية منها.
وبفضل هذه المساهمة السخية من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، ستدعّم المنظمة برامج مكافحة شلل الأطفال والحصبة في الصومال والعراق والسودان من خلال شراء المعدات المختبرية؛ وتعزيز الترصّد؛ ورقمنة برنامج التمنيع الموسّع؛ وتعزيز سلسلة أجهزة التبريد؛ وتنظيم دورات تدريبية للقائمين على حملات التطعيم. وستدعم اليونيسف البلدان الخمسة المعرضة لخطر شديد، والمتمثلة في أفغانستان وجمهورية أفريقيا الوسطى وجمهورية الكونغو الديمقراطية وغينيا وباكستان، في شراء لقاحات شلل الأطفال والحصبة وإمدادات مثل معدات سلسلة أجهزة التبريد والمحاقن وتوزيعها داخل هذه البلدان؛ وتوظيف القائمين على التطعيم وتدريبهم؛ وتعزيز نظم التمنيع على نحو مستدام.
وقال الدكتور تيدروس أدحانوم غيبريسوس، المدير العام للمنظمة: "لقد كان لجائحة كوفيد-19 أثر مدمّر على خدمات التمنيع على الصعيد العالمي. إنّ الدعم السخي المقدّم من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية سيساعد المنظمة على إنقاذ أرواح الأطفال، مما يعود بالنفع على نحو 50 مليون شخص ويتيح تلافي حدوث فاشيات كبرى لأمراضٍ يمكن الوقاية منها باللقاحات، بما فيها شلل الأطفال والحصبة، في الصومال والعراق والسودان".
وقالت المديرة التنفيذية لليونيسف، كاثرين راسل "لا يمكننا أن نترك كوفيد-19 يتسبب في أوبئة جديدة ناجمة عن أمراض الأطفال. وقد أدت الجائحة إلى تعطّل خدمات التمنيع الروتيني حول العالم، تاركةً ملايين الأطفال الضعفاء عرضةً لخطر متزايد للإصابة بشلل الأطفال والحصبة وغيرهما من أمراض الأطفال التي يمكن الوقاية منها. وسيتجسد هذا الاتفاق الجديد في إنقاذ الأرواح وفي نظم تمنيع أقوى من شأنها أن تعود بالنفع على ملايين الأطفال".
وقال الدكتور عبد الله الربيعة، المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية: "إن اتفاق التعاون هذا سيعزّز العمل العالمي الرامي إلى حماية الأطفال الضعفاء المعرضين بصورة متزايدة لخطر الإصابة بأمراض الأطفال التي يمكن الوقاية منها. كما يؤكد التزام المملكة العربية السعودية بإنقاذ الأرواح وتأمين المستقبل. ويأتي هذا الاتفاق نتيجة لالتزام المملكة بالعمل مع المنظمة واليونيسف على التصدي للتحديات الصحية العالمية بصورة مشتركة".
وفي مؤتمر قمة الصحة العالمية الذي يجمع بين الحكومات والمانحين والمجتمع المدني والدعاة، جدّدت اليونيسيف والمنظمة نداءهما إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لتلافي حدوث أوبئة الحصبة وشلل الأطفال، كما تعيدان تأكيد التزامهما باستئصال الأمراض التي يمكن الوقاية منها باللقاحات.