عشر سنين فقط تفصل بيننا وبين عام 2030، لذلك تناشد منظمة الصحة العالمية جميع البلدان تسريع جهودها من أجل الوفاء بالتزاماتها بتحقيق التغطية الصحية الشاملة وغيرها من الغايات المرتبطة بالصحة في إطار أهداف التنمية المستدامة.
وقد كان عام 2019 نقطة تحوّل بالنسبة للتغطية الصحية الشاملة. ففي الجمعية العامة للأمم المتحدة التي عُقدت في أيلول/سبتمبر الماضي، اتفق قادة العالم على إصدار إعلان سياسي بشأن التغطية الصحية الشاملة. ولأول مرة، توحّدت جميع الدول الأعضاء البالغ عددها 193 دولة عضواً في الأمم المتحدة، حول التزام مشترك شامل بتحقيق هذا الهدف. وفي تشرين الأول/أكتوبر، اجتمع المشرّعون من 140 بلداً في جميعة الاتحاد البرلماني الدولي المنعقدة في بلغراد بصربيا، ليعتمدوا قراراً شاملاً بشأن التغطية الصحية الشاملة، متعهدين بتعزيز الصلاحيات البرلمانية من أجل ترجمة هذا الالتزام السياسي إلى قوانين وسياسات وبرامج ونتائج ملموسة.
وبوحي من هذه الإنجازات، اشترك رئيس الوزراء الياباني، آبي شينزو، والمدير العام للمنظمة، الدكتور تيدروس أدحانوم غيبريسوس، في كتابة مقال رأي نشرته صحيفة الواشنطن بوست في كانون الأول/ديسمبر المنصرم، تطرقا فيه إلى تجربة اليابان وكيف أنها تبرهن على كون التغطية الصحية الشاملة ركيزة أساسية للتنمية.
وفي هذا السياق، قال الكاتبان "لقد أثبتت بلدان مثل اليابان أن التغطية الصحية الشاملة ليست أمراً يمكن تحقيقه فحسب، وإنما هي مصدر عطاء طويل الأمد يُسهم في ازدهار الأمم واستقرارها. فالاستثمار في الصحة في مرحلة مبكرة من التنمية الاقتصادية للبلد من شأنه أن يهيئ البنية التحتية الضرورية للنمو الاقتصادي والتنمية الاجتماعية على نحو شامل ومستدام".
وسيتيح عام 2020 العديد من الفرص الإضافية للبلدان للتقدم نحو هذه الغاية. ففي منتدى التغطية الصحية الشاملة، المقرر تنظيمه بالتزامن مع مؤتمر جائزة الأمير ماهيدول في بانكوك، في الفترة من 28 كانون الثاني/يناير إلى 2 شباط/فبراير، سيجتمع الخبراء ومقررو السياسات في مجال الصحة العمومية من جميع أنحاء العالم للوقوف على التحديات وبلورة الحلول الكفيلة بتعزيز النُظم الصحية، بما يشمل مصادر التمويل المستدام.
وفي كانون الأول/ديسمبر، ستكون قمة طوكيو بشأن "التغذية من أجل النمو" فرصةً هامةً تستفيد منها البلدان في ترسيم مسيرتها نحو بلوغ غايات أهداف التنمية المستدامة المرتبطة بالقضاء على سوء التغذية بجميع أشكاله.
وعلى مدار العام، ستحتفل المنظمة بالسنة الدولية لكادر التمريض والقِبالة، من أجل تسليط الضوء على الدور المحوري لأفراد هذا الكادر في بلوغ التغطية الصحية الشاملة والحفاظ عليها. وسيصدر تقرير جديد عن حالة التمريض في العالم بمناسبة يوم الصحة العالمي (7 نيسان/أبريل)، حيث يتُوقع مواصلة النقاش بهذا الشأن أثناء جمعية الصحة العالمية في أيار/مايو. وستسعى المنظمة إلى الاستفادة من مؤتمر قمة مجموعة العشرين في المملكة العربية السعودية، ومؤتمر قمة مجموعة الدول الصناعية السبع (G7) في الولايات المتحدة الأمريكية، للتأكد من بقاء الصحة على رأس أولويات قادة أثرى بلدان العالم.
والأهم من ذلك أن المنظمة ستواصل العمل في البلدان ومعها من أجل تحويل رؤية "الصحة للجميع" إلى واقع يعيشه الجميع في كل مكان.