أعلنت اليوم منظمة الصحة العالمية (المنظمة) والاتحاد الأوروبي عن إبرام اتفاق جديد لدعم عملية التحول الرقمي في النظم الصحية وتوسيع نطاق اعتماد شبكة المنظمة العالمية لإصدار الشهادات الصحية الرقمية في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى. وستعمل هذه الشراكة المُقامة بين الاتحاد الأوروبي والمنظمة على تعزيز قدرات التأهب لمواجهة الجوائح وتسريع وتيرة التقدم المُحرز من أجل تحسين صحة الجميع وعافيتهم.
وقد أعلن عن الاتفاق في مؤتمر قمة الصحة العالمية لعام 2025 كل من الدكتورة يوكيكو ناكاتاني المديرة العامة المساعدة في المنظمة والمعنية بالنظم الصحية والإتاحة والبيانات؛ والدكتور محمد يعقوب جنابي مدير المنظمة الإقليمي لأفريقيا؛ والسيد مارتن سيشيل نائب المدير العام للمديرية العامة التابعة للمفوضية الأوروبية والمعنية بالشراكات الدولية.
والشبكة العالمية لإصدار الشهادات الصحية الرقمية هي عبارة عن نظام عالمي يمكّن البلدان من التحقق بمأمونية وموثوقية عبر الحدود من الشهادات الصحية الرقمية المعتمدة وطنياً. ويستفيد النظام من شبكة الاتحاد الأوروبي لإصدار الشهادات الرقمية بشأن مرض كوفيد التي سهلت التحقق من شهادات التطعيم والفحص والتعافي الممنوحة للمسافرين الدوليين أثناء التنقل بين 76 بلداً ومنطقة. ولكن لم تتمكن سوى أربعة بلدان في إقليم المنظمة الأفريقي - وهي بنن وكابو فيردي وسيشيل وتوغو - من الانضمام إلى شبكة الاتحاد الأوروبي لإصدار الشهادات الرقمية بشأن مرض كوفيد.
وأثبتت الشبكة العالمية لإصدار الشهادات الصحية الرقمية، منذ نقلها إلى المنظمة في عام 2023، قدرتها الراسخة على دعم عملية رقمنة الشهادة الدولية للتطعيم أو الاتقاء، والمعروفة باسمها الشائع البطاقة الصفراء، بما يتماشى مع اللوائح الصحية الدولية المحدثة. وقد تؤدي الاستفادة القصوى من إمكاناتها إلى تعزيز تتبع شهادات التطعيم على الصعيد العالمي، والحد من ممارسات الاحتيال، وتبسيط المتطلبات الصحية الدولية.
وبموجب الاتفاق المشترك الجديد الذي ينص على منحة مقدمة من الاتحاد الأوروبي بمبلغ 8 ملايين يورو خلال الفترة الممتدة من عام 2025 إلى عام 2028، ستتعاون المنظمة مع الاتحاد الأوروبي في تعزيز الجهود الوطنية الرامية إلى النهوض بعملية التحول الرقمي في النظم الصحية بأفريقيا جنوب الصحراء الكبرى. وستوفر المنظمة الخبرة التقنية والسياساتية، بالتعاون مع شركاء إقليميين مثل المراكز الأفريقية لمكافحة الأمراض والوقاية منها.
ويشكل الاستثمار الموظف من الاتحاد الأوروبي جزءاً من مسار عمل الصحة الرقمية لمبادرة فرقة أوروبا المعنية بالشراكة الصحية القائمة بين الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي، والتي تجمع بين أصحاب المصلحة الأوروبيين والأفارقة لإقامة منظومة صحة رقمية مرنة في جميع أنحاء القارة بما يتماشى مع استراتيجية البوابة العالمية للاتحاد الأوروبي.
تمكين البلدان والشعوب
تزود الشبكة العالمية لإصدار الشهادات الصحية الرقمية البلدان بالدعم اللازم لإقامة نظم صحية رقمية موثوقة ويمكن تشغيلها بينياً وتعود بفوائد مباشرة على الناس – وتزودهم بسجلات صحية آمنة ومحمولة أينما سافروا، بما يشمل تزويدهم بها أثناء الطوارئ الصحية. وتُدار السجلات الصحية الشخصية بمأمونية من جانب كل بلد على حدة أو من جانب نظامه الصحي، علماً بأن هذه السجلات لا يمكن أن تتطلع عليها أطراف أخرى، بما فيها المنظمة.
وتستند الشبكة إلى معايير معترف بها دولياً بشأن الخصوصية وحماية البيانات وإمكانية التشغيل البيني، وتعد مشاركة البلدان فيها طوعية. وتعزز الشبكة التعاون عبر الحدود فيما بين البلدان والشركاء، بما يرسّخ الأمن الصحي اليوم ويرسي في الوقت نفسه الأسس اللازمة لإقامة نظم صحية أقدر على الصمود وتركز على الأجيال القادمة.