جنيف/برازافيل/نيويورك/داكار - سيقوم أكثر من 000 190 من القائمين بالتمنيع بلقاح شلل الأطفال في 13 بلدا في غرب ووسط أفريقيا بتمنيع أكثر من 116 مليون طفل خلال الأسبوع المقبل، للتعامل مع آخر معقل لشلل الأطفال في القارة الإفريقية.
وتعد حملة التمنيع المتزامنة، واحدة من أكبر الحملات التي نفذت في أفريقيا، جزءاَ من التدابير العاجلة الرامية إلى وقف شلل الأطفال بشكل دائم في القارة. فجميع الأطفال دون سن الخامسة من العمر في 13 بلدان ألا وهي بنين، والكاميرون، وجمهورية أفريقيا الوسطى، وتشاد، وكوت ديفوار، وجمهورية الكونغو الديمقراطية، وغينيا، وليبريا، ومالي، وموريتانيا، والنيجر، ونيجيريا، وسيراليون، سيتم تمنيعهم بالتزامن في إطار جهد منسق لزيادة المناعة في مرحلة الطفولة ضد شلل الأطفال في جميع أنحاء القارة. وفي آب / أغسطس 2016، أصاب المرض أربعة أطفال بالشلل في المناطق غير المستتبة امنياً في ولاية بورنو، وشمال شرق نيجيريا والذي يعتبر بشكل كبير المكان الوحيد في القارة الذي لا يزال الفيروس يحكم قبضته عليه.
"ومنذ عشرين عاماً، أطلق نيلسون مانديلا حملة البلدان الأفريقية "دحر شلل الأطفال في إفريقيا"" وذكر ماتشيديسو موتي المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لإفريقيا "في هذا الوقت كانت كل البلدان الأفريقية موبوءة بشلل الأطفال، وكان هناك أكثر من 75000 طفل مصابون بالشلل طيلة عمرهم من جراء هذا المرض المثير للقلق. وبفضل تكريس الحكومات والمجتمعات والآباء والعاملين الصحيين جهودهم لهذا المرض، أمكن الآن دحر هذا المرض ليقتصر على هذا الملاذ الأخير (المستودع الأخير) له".
غير أن الدكتور مويتي حذر من هشاشة التقدم، نظرا لطبيعة الفيروس المعرض للتحول إلى أوبئة. وعلى الرغم من اقتصار المرض على منطقة صغيرة نسبيا من القارة، فقد حذر الخبراء من سهولة انتشاره في المناطق التي تعاني من ضعف الحماية في البلدان المجاورة. ولهذا السبب أعلن وزراء الصحة العمومية الإقليميين في خمسة بلدان في حوض بحيرة تشاد - الكاميرون وجمهورية أفريقيا الوسطى وتشاد والنيجر ونيجيريا – الفاشية كطارئة صحية عمومية إقليمية والتزموا بإجراء العديد من حملات التمنيع المتزامنة.
وذكرت المديرة الإقليمية لليونيسف في غرب ووسط أفريقيا السيدة ماري بيير بويريه أنه من خلال التزام الزعماء الأفارقة القوي، الجزم بإمكانية التخلص من هذا المستودع الأخير لشلل الأطفال، وبالتالي حماية جميع الأجيال القادمة من الأطفال الأفارقة من آثار هذا المرض المسبب للعجز من الآن وإلى الأبد. واضافت "ان القضاء على شلل الاطفال سيكون بمثابة انتصار عظيم لا يضاهيه أي انتصار آخر، الامر الذي لن ينقذ الاجيال القادمة من الاطفال من قبضة مرض يمكن الوقاية منه تماماً فحسب، بل سيظهر للعالم أجمع ما يمكن للقارة الأفريقية القيام به عندما تتوحد وراء هدف مشترك".
وبهدف وقف الانتشار المحتمل لهذا المرض بشكل خطير في أقرب وقت ممكن، سيتولى المتطوعون تقديم لقاح شلل الاطفال الفموي الثنائي التكافؤ الى كل بيت في جميع المدن والبلدان والقرى في البلدان البالغ عددها 13 بلداً. ولتحقيق النجاح في هذا المسعى، سيعمل هذا الجيش من المتطوعين والعاملين الصحيين طوال 12 ساعة يومياً، أو سيسافرون سيراً على الأقدام أو بالدراجة، في ظل رطوبة عادة ما تكون خانقة ودرجات حرارة تتجاوز 40 درجة مئوية. وستحمل كل فرقة من فرق التمنيع اللقاح في حقائب خاصة مليئة بعبوات الثلج لضمان الاحتفاظ باللقاح في درجة حرارة تقل من 8 درجات مئوية.
وقال مايكل ك ماكغفرن، رئيس اللجنة الدولية للتغلب على شلل الأطفال التابعة لمنظمة الروتاري: "إن هذه الاستجابة المنسقة بشكل استثنائي هي بالضبط ما نحتاج إليه لوقف فاشية مرض شلل الأطفال". واضاف "ان كل عنصر من عناصر المجتمع المدني في هذه البلدان الافريقية وكل مجتمع محلي وكل الآباء وكل زعيم مجتمعي سيعملون معاً لتحقيق هدف مشترك واحد وهو حماية اطفالهم من الشلل مدى الحياة الناجم عن هذا المرض القاتل".
وتعتبر المشاركة الكاملة للقادة السياسيين وقادة المجتمع المحلي على جميع المستويات - وصولا إلى المنطقة - أمراً حاسماً لنجاح الحملة. ولن يتم تعبئة جميع قطاعات المجتمع المدني لضمان الوصول إلى كل طفل إلا من خلال المشاركة الكاملة لهذه القيادة.
ملاحظات للمحررين
لقاح شلل الأطفال الفموي ثنائي التكافؤ يمنع الأطفال من اثنين من الأنماط المصلية الثلاثة لفيروس شلل الأطفال البري ألا وهما 1 و3 كما تم استئصال فيروس شلل الأطفال البري من النمط 2.
وتتولى الحكومات الوطنية قيادة المبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال والتي تراسها منظمة الصحة العالمية ومنظمة الروتاري الدولية والمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها وصندوق الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) بدعم من مؤسسة بيل ومليندا غيتس. ومنذ إطلاق المبادرة في جمعية الصحة العالمية في عام 1988، نجحت المبادرة في تقليص حالات الإصابة بشلل الأطفال على الصعيد العالمي بأكثر من 99%. وتتلقى المبادرة دعماً مالياً من حكومات البلدان المتضررة من شلل الأطفال؛ ومؤسسات القطاع الخاص، والحكومات المانحة، والمنظمات المتعددة الأطراف، والأفراد، والمنظمات الإنسانية والمنظمات غير الحكومية، والشركات الشريكة.