WHO
Destruction at Al Ahli hospital following an attack, 13 May 2025
© الصورة

منظمة الصحة العالمية تحذر من أن النظام الصحي بات على حافة الانهيار مع تصاعد الأعمال ‏العدائية في غزة

22 أيار/مايو 2025
بيان صحفي
القدس/ القاهرة/ جنيف

لا تزال العمليات العسكرية الإسرائيلية المكثفة تهدد النظام الصحي المصاب أصلاً بالضعف، وسط تفاقم النزوح الجماعي للسكان والنقص الحاد في الغذاء والماء والإمدادات الطبية والوقود والمأوى.

وقد اضطرت أربعة مستشفيات رئيسية في غزة (مستشفى كمال عدوان، والمستشفى الإندونيسي، ومستشفى حمد لإعادة التأهيل والأطراف الصناعية، ومستشفى غزة الأوروبي) إلى تعليق خدماتها الطبية في الأسبوع الماضي بسبب قربها من الأعمال العدائية أو مناطق الإجلاء والهجمات. وسجلت منظمة الصحة العالمية (المنظمة) 28 هجوماً على مرافق الرعاية الصحية في غزة خلال هذه الفترة و697 هجوماً عليها منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2023.

ولا يزال 19 فقط من أصل 36 مستشفى في قطاع غزة يؤدي عمله، بما في ذلك مستشفى واحد يقدم الرعاية الأساسية للمرضى المتبقين الذين لا يزالون داخل المستشفى، ويعانون من نقص حاد في الإمدادات والافتقار إلى العاملين الصحيين واستمرار انعدام الأمن وزيادة عدد المصابين، وكل ذلك بينما يعمل الموظفون في ظروف مستحيلة. ومن بين هذه المستشفيات الـ 19، يقدم 12 مستشفى مجموعة متنوعة من الخدمات الصحية، في حين أن بقية المستشفيات ليس بمقدورها إلا توفير الرعاية الصحية الطارئة الأساسية. ولحق الضرر أو الدمار بما لا يقل عن 94٪ من جميع المستشفيات في قطاع غزة.

وتهدد الأعمال العدائية المتزايدة وأوامر الإجلاء الجديدة الصادرة في مختلف أنحاء شمال غزة وجنوبها في اليومين الماضيين بحمل المزيد من المرافق الصحية على الخروج من الخدمة. ويشمل ذلك مستشفى واحداً، و11 مركزاً للرعاية الأولية، و13 نقطة طبية داخل مناطق الإجلاء، و5 مستشفيات إضافية، ومستشفى ميدانياً واحداً، و9 مراكز للرعاية الأولية، و23 نقطة طبية على مسافة لا تتجاوز 1000 متر من تلك المناطق.

وجُرّد شمال غزة من جميع مرافق الرعاية الصحية تقريباً. فمستشفى العودة لايعمل إلا بطاقته الدنيا، ويقدم خدماته كنقطة استقرار في حالات الرضوح. ويواجه خطراً وشيكاً بالإغلاق بسبب استمرار انعدام الأمن وتقييد الوصول إليه في الوقت الراهن. ووفقاً لما جاء في التقارير، تعرّض الطابق الثالث من المستشفى يوم الأربعاء لهجوم أسفر عن إصابة أحد الموظفين. كما ألحقت الأعمال العدائية في المنطقة أضراراً بخزان المياه وخط الأنابيب. واليوم، تعرّض المستشفى للهجوم مرة أخرى. وأفادت التقارير بأن الطابقين الثالث والرابع قد أصيبا، وأن اثنين من العاملين الصحيين قد جُرحا. واشتعلت النيران في خيام فرز المرضى، بما فيها خيمة قدمتها المنظمة، مما أسفر أيضاً عن احتراق جميع الإمدادات الطبية الموجودة في المستودع وتدمير المركبات الموجودة في قبو المبنى. وأعيقت اليوم بعثة أوفدتها المنظمة في محاولة للوصول إلى المستشفى.

وأصبح المستشفى الإندونيسي خارج الخدمة بسبب استمرار الوجود العسكري منذ 18 أيار/ مايو، مما يجعل الوصول إليه مستحيلاً. وبالأمس، اضطرت بعثة المنظمة الموفدة إلى المستشفى إلى إلغاء مهمتها بسبب الوضع الأمني بعد الانتظار قرابة أربع ساعات لإنجاز إجراءات السماح لها بالمرور. وكان فريق المنظمة يعتزم إيصال الغذاء والماء للمرضى، وتقييم حالتهم، وتحديد المعدات الضرورية لنقلهم. وحاولت المنظمة الوصول إلى المستشفى مرة أخرى اليوم، لكن المهمة أعيقت.

وفي 20 أيار/ مايو، خرج عن الخدمة مستشفى كمال عدوان، الذي كان المركز الوحيد لعلاج المرضى الذين يعانون من سوء التغذية الحاد الوخيم في شمال غزة، بعد أعمال عدائية مكثفة في المنطقة المجاورة له، مما أجبر المرضى على الإجلاء أو الخروج من المستشفى قبل الأوان.

وفي جنوب غزة، تعاني مستشفيات مجمع ناصر الطبي والأمل والأقصى من اكتظاظ أعداد ضخمة من المصابين، أدت إلى تفاقمه موجةٌ جديدة من النزوح إلى دير البلح وخان يونس. ولا يزال مستشفى غزة الأوروبي خارج الخدمة في أعقاب هجوم وقع في 13 أيار/ مايو أدى إلى قطع الخدمات الحيوية، بما فيها جراحة الأعصاب ورعاية القلب وعلاج السرطان، وكل هذه الخدمات ليست متوفرة في أماكن أخرى في غزة.

وفي الوقت الراهن، لا يزال عدد الأسرّة المتاحة في المستشفيات في جميع أنحاء قطاع غزة 2000 سرير فقط لعدد من السكان يتجاوز مليوني نسمة، وهو ما لا يكفي بلا أدنى شك لتلبية الاحتياجات الحالية. ومن بين هذه الأسرّة، يوجد ما لا يقل عن 40 سريراً معرضة لخطر الفقدان لأنها موجودة في مستشفيات داخل مناطق الإجلاء المعلنة حديثاً، بينما يُحتمل فقدان 850 سريراً إضافياً إذا تدهورت الأوضاع في المرافق القريبة من هذه المناطق.

واستمرار الأعمال العدائية والوجود العسكري يحول دون حصول المرضى على خدمات الرعاية، ويعرقل تقديم الموظفين للرعاية، ويمنع المنظمة وشركاءها من إعادة إمداد المستشفيات.

ومع كل مستشفى يخرج من الخدمة، يفقد المرضى إمكانية الحصول على خدمات الرعاية الصحية، وتُجهض الجهود التي تبذلها المنظمة وشركاؤها للحفاظ على النظام الصحي في غزة. هذا التدمير منهجي. فلا تكاد تكتمل إعادة تأهيل المستشفيات وتجديد مواردها حتى تتعرض للأعمال العدائية أو الهجوم مرة أخرى. يجب إنهاء هذه الحلقة المدمرة.

وفي خضم استمرار الخوف وانعدام الأمن، يواصل العاملون الصحيون، بمن فيهم العاملون الصحيون في فرق الطوارئ الطبية الوطنية والدولية، تقديم الرعاية العاجلة في غزة. والمنظمة تحييهم على شجاعتهم والتزامهم.

وتدعو المنظمة إلى توفير حماية نشطة لمرافق الرعاية الصحية. ويجب ألا تتعرض المستشفيات أبداً للعسكرة أو الاستهداف.

وتدعو المنظمة إلى السماح بدخول المساعدات على نطاق واسع إلى غزة عبر جميع الطرق الممكنة، وإلى إيصال المساعدات الإنسانية دون عوائق للناس أينما كانوا. وتؤكد المنظمة من جديد، مرددةً ما جاء على لسان رئيس وكالة الأمم المتحدة للإغاثة، أن لدى الأمم المتحدة وشركائها خطة واضحة ومبدئية وفعالة لإيصال المعونة، تشتمل على ضمانات ضد تحويل مسارها، وقد ثبت نجاح هذا النظام ويجب تمكينه من مواصلة عمله.

وتدعو المنظمة إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار.