يحيل المدير العام لمنظمة الصحة العالمية ("المنظمة") طيه تقرير الاجتماع الثاني للجنة الطوارئ المنشأة بموجب اللوائح الصحية الدولية (2005) بشأن فاشية جدري القردة المندلعة في بلدان متعددة، الذي عُقد يوم الخميس 21 تموز/يوليو 2022 من الساعة 12:00 إلى الساعة 19:00 بالتوقيت الصيفي لوسط أوروبا.
ويعرب المدير العام للمنظمة عن خالص امتنانه لرئيس اللجنة وأعضائها ومستشاريها لإمعانهم النظر في المسائل المتعلقة بهذه الفاشية، فضلا عن تقديمهم مساهمات قيمة للنظر فيها. وقد تعذّر على أعضاء اللجنة التوصل إلى توافق في الآراء في مشورتهم بشأن توصيف هذا الحدث بأنه طارئة صحية عامة تثير قلقاً دولياً.
ويدرك المدير العام للمنظمة التعقيدات والشكوك التي تكتنف هذا الحدث الصحي العام. وقد قرر المدير العام بعد النظر في آراء أعضاء اللجنة ومستشاريها إلى جانب عوامل أخرى، وفقا للوائح الصحية الدولية، أن فاشية جدري القردة المندلعة في بلدان متعددة تشكّل طارئة صحية عامة تثير قلقاً دولياً.
وقد نظر المدير العام للمنظمة أيضا في آراء اللجنة لدى إصدار مجموعة التوصيات المؤقتة الواردة أدناه.
===
التوصيات المؤقتة الصادرة عن المدير العام للمنظمة بشأن فاشية جدري القردة المندلعة في بلدان متعددة
تسري هذه التوصيات المؤقتة على فئات مختلفة من الدول الأطراف، استنادا إلى وضعها الوبائي وأنماط انتقال العدوى فيها وقدراتها. وتندرج كل دولة طرف، في أي وقت معين من الأوقات، إما في إطار الفئة 1 أو في إطار الفئة 2. وقد تندرج بعض الدول الأطراف أيضا ضمن الفئة 3 و/أو الفئة 4.
ويؤمل أن تنفذ جميع التوصيات المؤقتة في إطار الاحترام التام للمبادئ الراسخة لحقوق الإنسان والإدماج والكرامة لجميع الأفراد والمجتمعات.
الفئة 1: الدول الأطراف، التي لم يسبق أن سُجلت فيها حالات إصابة بجدري القردة بين البشر أو لم تُكتشف فيها حالة إصابة بجدري القردة منذ أكثر من 21 يوما
1-أ- تفعيل أو استحداث آليات تنسيق صحية ومتعددة القطاعات لتعزيز جميع جوانب الاستعداد للاستجابة لجدري القردة ووقف انتقال العدوى بين البشر.
1-ب- التخطيط لتدخلات و/أو تنفيذ تدخلات ترمي إلى تجنب الوصم والتمييز ضد أي فرد أو فئة سكانية قد تتضرر من جدري القردة، درءا لاستمرار انتقال فيروس جدري القردة دون الكشف عنه. وينبغي أن ينصب تركيز هذه التدخلات على ما يلي: تعزيز الإبلاغ الذاتي الطوعي وسلوك التماس الرعاية؛ وتيسير الحصول على الرعاية السريرية ذات الجودة العالية في الوقت المناسب؛ وحماية حقوق وخصوصية وكرامة الأفراد المتضررين ومخالطيهم في جميع المجتمعات.
1-ج- ترسيخ وتكثيف الترصد الوبائي، بما في ذلك إتاحة الاختبارات التشخيصية الموثوقة والميسورة التكلفة والدقيقة، للاعتلالات التي تطابق أعراضها جدري القردة في إطار نظم الترصد الوطنية القائمة. ولأغراض ترصد الأمراض، ينبغي اعتماد تعاريف للحالات فيما يتعلق بحالات جدري القردة المشتبه فيها والمحتملة والمؤكدة.
1-د- تكثيف قدرات الكشف من خلال التوعية وتدريب العاملين الصحيين، بمن فيهم العاملون في مجال الرعاية الأولية، وعيادات الصحة البولية التناسلية والجنسية، وأقسام الرعاية العاجلة/ الطوارئ، وعيادات طب الأسنان، وطب الجلد، وطب الأطفال، وخدمات فيروس العوز المناعي البشري، والأمراض المعدية، وخدمات الأمومة، وطب التوليد وأمراض النساء، وغيرها من مرافق رعاية الحالات الحادة.
1-ه- إذكاء الوعي بشأن انتقال فيروس جدري القردة، وما يتصل به من تدابير الوقاية والحماية، وأعراض وعلامات جدري القردة في أوساط المجتمعات المتضررة حاليا في أماكن أخرى تشهد هذه الفاشية المندلعة في بلدان متعددة (لا سيما، على سبيل الذكر لا الحصر، المثليين ومزدوجي الميل الجنسي وغيرهم من الرجال الذين يمارسون الجنس مع رجال أو الأفراد الذين لديهم شركاء جنسيون متعددون) وكذلك في أوساط الفئات السكانية الأخرى التي قد تكون معرضة للخطر (مثل المشتغلين بالجنس ومغايري الهوية الجنسانية).
1-و- إشراك أبرز الفئات المجتمعية وشبكات الصحة الجنسية والمجتمع المدني لزيادة إتاحة معلومات موثوقة ووقائعية عن جدري القردة واحتمال انتقاله إلى الفئات السكانية أو المجتمعات المحلية التي قد تكون أكثر عرضة لخطر الإصابة بالعدوى.
1-ز- تركيز الإبلاغ عن المخاطر وجهود الدعم المجتمعي على البيئات والأماكن التي تحدث فيها اللقاءات الحميمة (مثل تجمعات الرجال الذين يمارسون الجنس مع رجال وأماكن ممارسة الجنس). ويشمل ذلك التواصل مع منظمي الفعاليات الكبيرة والصغيرة ومع مالكي ومديري أماكن ممارسة الجنس ودعمهم لترويج تدابير الحماية الشخصية والسلوك الذي يحد من المخاطر.
1-ح- إبلاغ المنظمة فورا، عن طريق القنوات المنشأة بموجب أحكام اللوائح الصحية الدولية، بحالات جدري القردة المحتملة والمؤكدة، بما في ذلك استخدام الحد الأدنى من مجموعة البيانات الواردة في استمارة المنظمة للإبلاغ عن الحالات.
1-ي- تنفيذ جميع الإجراءات اللازمة للاستعداد لتطبيق أو مواصلة تطبيق مجموعة التوصيات المؤقتة الموجهة إلى الفئة 2 أدناه في حالة الكشف لأول مرة أو مجددا عن حالة أو أكثر من حالات جدري القردة المشتبه فيها أو المحتملة أو المؤكدة.
الفئة 2: الدول الأطراف، التي سُجلت فيها حالات إصابة بجدري القردة وافدة مؤخرا في أوساط البشر و/أو تشهد انتقالاً لفيروس جدري القردة بين البشر، بما في ذلك في أوساط الفئات السكانية الرئيسية والمجتمعات المحلية المعرضة بشدة لخطر العدوى
2-أ- تنفيذ استجابة منسقة
2-أ-1 تنفيذ إجراءات الاستجابة بهدف وقف انتقال فيروس جدري القردة بين البشر، مع التركيز على سبيل الأولوية على المجتمعات المحلية المعرضة بشدة لخطر العدوى، والتي قد تختلف حسب السياق وتشمل المثليين ومزدوجي الميل الجنسي وغيرهم من الرجال الذين يمارسون الجنس مع رجال. وتشمل هذه الإجراءات: الإبلاغ عن المخاطر والمشاركة المجتمعية على نحو محدد الأهداف، والكشف عن الحالات، ودعم عزل الحالات وعلاجها، وتتبع المخالطين، والتمنيع المستهدف للأشخاص المعرضين بشدة للإصابة بجدري القردة.
2-أ-2 تمكين المجتمعات المحلية المتضررة وتيسير ودعم اضطلاعها بدور قيادي في إعداد الاستجابة للمخاطر الصحية التي تواجهها والمساهمة الفعالة في هذه الاستجابة ورصدها. وتوسيع نطاق الموارد التقنية والمالية والبشرية إلى أقصى حد ممكن واستدامة المساءلة المتبادلة بشأن أنشطة المجتمعات المتضررة.
2-أ-3 تنفيذ إجراءات الاستجابة بهدف حماية الفئات الضعيفة (الأفراد منقوصو المناعة، والأطفال، والنساء الحوامل) الذين قد يكونون عرضة لخطر الإصابة بمرض جدري القردة الوخيم. وتشمل هذه الإجراءات: الإبلاغ عن المخاطر والمشاركة المجتمعية على نحو محدد الأهداف، والكشف عن الحالات، ودعم عزل الحالات وعلاجها، وتتبع المخالطين. وقد تشمل أيضا التمنيع المستهدف الذي يراعي بعناية المخاطر والفوائد بالنسبة إلى الفرد في سياق عملية مشتركة لاتخاذ القرار السريري.
2-ب إشراك المجتمعات المحلية وحمايتها
2-ب-1 إذكاء الوعي بشأن انتقال فيروس جدري القردة، واتخاذ إجراءات للحد من خطر انتقال المرض من شخص إلى آخر، ومن الأعراض السريرية عند المجتمعات المحلية المتضررة من الفاشية، التي قد تختلف حسب السياق، وتشجيع الإقبال على تدابير الوقاية واستخدامها على نحو سليم، واعتماد تدابير مستنيرة للتخفيف من المخاطر. وقد يشمل ذلك في سياقات مختلفة تقييد ملامسة الجلد للجلد أو أشكال أخرى من الاتصال الوثيق مع الآخرين أثناء ظهور الأعراض عليهم، وقد يشمل التشجيع على التقليل من عدد الشركاء الجنسيين حيثما كان ذلك مناسبا، بما في ذلك في سياق الفعاليات التي تخصص فيها أماكن لممارسة الجنس، واتباع تدابير وممارسات الحماية الشخصية، بما في ذلك أثناء التجمعات الصغيرة أو الكبيرة للفئات المعرضة بشدة لخطر العدوى، أو ما يرتبط بتلك التجمعات.
2-ب-2 العمل مع منظمي التجمعات (الكبيرة والصغيرة)، بما فيها التجمعات التي يحتمل أن تفضي إلى لقاءات ذات طابع جنسي حميمي أو التي قد تشمل أماكن لممارسة الجنس، من أجل الترويج لتدابير وسلوكيات الحماية الشخصية، وتشجيع المنظمين على تطبيق نهج قائم على المخاطر في إقامة مثل هذه الفعاليات، وبحث إمكانية تأجيل الفعاليات التي يتعذر تطبيق تدابير للحد من المخاطر فيها. وينبغي إتاحة جميع المعلومات اللازمة للإبلاغ عن المخاطر بشأن الخيارات الشخصية والوقاية من العدوى ومكافحتها، بما في ذلك التنظيف المنتظم لأماكن الفعاليات ومبانيها.
2-ب-3 إعداد تدخلات الإبلاغ عن المخاطر والمشاركة المجتمعية على نحو محدد الأهداف، بما في ذلك استنادا إلى الرصد المنهجي لوسائل التواصل الاجتماعي (من خلال المنصات الرقمية مثلا) للاطلاع على التصورات الناشئة والشواغل وانتشار المعلومات الخاطئة التي قد تعيق إجراءات الاستجابة.
2-ب-4 التواصل مع ممثلي المجتمعات المحلية المتضررة، والمنظمات غير الحكومية، والمسؤولين المنتخبين والمجتمع المدني، وعلماء السلوك لاستشارتهم بشأن النهُج والاستراتيجيات الرامية إلى تجنب وصم أي فرد أو فئة سكانية أثناء تنفيذ التدخلات المناسبة، حتى يتسنى اعتماد سلوك التماس الرعاية وإتاحة اختبارات الكشف والتدابير الوقائية والرعاية السريرية في الوقت المناسب، ومنع انتقال فيروس جدري القردة دون الكشف عنه.
2-ج الترصّد وتدابير الصحة العامة
2-ج-1 تكثيف ترصد الاعتلالات التي تطابق أعراضها جدري القردة في إطار خطط الترصد الوطنية القائمة، بما في ذلك إتاحة الاختبارات التشخيصية الموثوقة والميسورة التكلفة والدقيقة.
2-ج-2 إبلاغ المنظمة بوتيرة أسبوعية وعبر القنوات المنشأة بموجب أحكام اللوائح الصحية الدولية بحالات جدري القردة المحتملة والمؤكدة، بما في ذلك استخدام الحد الأدنى من مجموعة البيانات الواردة في استمارة المنظمة للإبلاغ عن الحالات.
2-ج-3 تعزيز القدرات المختبرية، والقدرات الدولية على إحالة العينات حسب الحاجة، لتشخيص عدوى فيروس جدري القردة، وما يتصل بذلك من أنشطة الترصد، استناداً إلى استخدام اختبار تضخيم الحمض النووي (NAAT)، مثل تفاعل البوليميراز التسلسلي (PCR) التقليدي أو في الوقت الحقيقي.
2-ج-4 تعزيز القدرات في مجال تحديد المتواليات الجينية، والقدرات الدولية على إحالة العينات حسب الحاجة، بالاعتماد على القدرات الحالية لتحديد المتواليات في جميع أنحاء العالم، لتحديد الزمر الفيروسية الدائرة وتطورها، وتبادل بيانات التسلسل الجيني من خلال قواعد البيانات المتاحة للجمهور.
2-ج-5 عزل الحالات طوال الفترة المعدية. وينبغي أن تشمل السياسات المتصلة بعزل الحالات تقديم الدعم الصحي والنفسي والمادي والأساسي للعيش اللائق. وسيستدعي أي تعديل لسياسات العزل في مرحلة لاحقة من فترة العزل التخفيف من أي مخاطر متبقية على الصحة العامة.
2-ج-6 خلال فترة العزل، ينبغي إطلاع المصابين على كيفية التقليل إلى أدنى حد من خطر نقل العدوى إلى شخص آخر.
2-ج-7 إجراء تتبع للمخالطين في أوساط الأفراد المخالطين لأي شخص قد تتبين إصابته بجدري القردة إصابة مشتبه فيها أو محتملة أو مؤكدة، بما في ذلك: تحديد هوية المخالطين (وإحاطتها بالسرية)، والتدبير العلاجي، والمتابعة لمدة 21 يوما من خلال مراقبة صحية قد تكون ذاتية أو مدعومة من موظفي الصحة العامة. وينبغي أن تشمل السياسات المتصلة بالتدبير العلاجي للمخالطين الدعم الصحي والنفسي والمادي والأساسي للعيش اللائق.
2-ج-8 النظر في الاستخدام المستهدف للقاحات الجيل الثاني أو الثالث المضادة للجدري أو لجدري القردة (المشار إليه فيما يلي باللقاح (اللقاحات)) للوقاية اللاحقة للتعرض عند المخالطين، بما يشمل المخالطين في سياق الأسرة والشركاء الجنسيين وغيرهم من مخالطي الحالات المجتمعية والعاملين الصحيين حيث يحتمل حدوث خرق في تطبيق قواعد استخدام معدات الحماية الشخصية.
2-ج-9 بحث إمكانية الاستخدام المستهدف للقاحات بغرض الوقاية السابقة للتعرض عند الأشخاص المعرضين لخطر العدوى؛ وقد يشمل ذلك العاملين الصحيين المعرضين بشدة لخطر العدوى، وموظفي المختبرات العاملين في مناولة الفيروسات الجدرية، وموظفي المختبرات السريرية الذين يجرون اختبارات تشخيصية لجدري القردة، والمجتمعات المعرضة بشدة لخطر العدوى أو تمارس سلوكيات تنطوي بشدة على خطر العدوى، مثل الأشخاص الذين لديهم شركاء جنسيون متعددون.
2-ج-10 عقد اجتماعات للفريق الاستشاري التقني الوطني للتمنيع لاتخاذ أي قرار بشأن سياسة التمنيع واستخدام اللقاحات. وينبغي أن تسترشد هذه القرارات بتحليل المخاطر والفوائد. وفي جميع الظروف، ينبغي أن يسترشد استخدام اللقاحات بالوقت اللازم لتحقيق فعالية المناعة الوقائية التي يحتمل أن يوفرها التطعيم.
2-ج-11 إشراك المجتمعات المعرضة بشدة لخطر العدوى في عملية اتخاذ القرار فيما يتعلق بأي لقاح يتم طرحه.
2-د- التدبير العلاجي السريري والوقاية من العدوى ومكافحتها
2-د-1 وضع واستخدام مسارات وبروتوكولات الرعاية السريرية الموصى بها لفحص الحالات المشتبه في إصابتها بجدري القردة وفرزها وعزلها واختبارها وتقييمها سريريا؛ وتوفير التدريب لمقدمي الرعاية الصحية بناء على ذلك، ورصد تنفيذ تلك البروتوكولات.
2-د-2 وضع وتنفيذ بروتوكولات متعلقة بتدابير الوقاية من العدوى ومكافحتها، تشمل هندسة وإدارة واستخدام معدات الحماية الشخصية؛ وتوفير التدريب لمقدمي الرعاية الصحية بناء على ذلك، ورصد تنفيذ تلك البروتوكولات.
2-د-3 تزويد العاملين الصحيين والعاملين في المختبرات بما يناسب من معدات الحماية الشخصية، وفق ما تقتضيه المرافق الصحية والمختبرات، وتدريب جميع الموظفين على استخدام معدات الحماية الشخصية.
2-د-4 وضع وتحديث وتنفيذ بروتوكولات الرعاية السريرية للتدبير العلاجي للمرضى الذين يعانون من حالات جدري القردة غير المعقدة (مثل الحفاظ على نظافة الآفات الجلدية، والتخفيف من الألم، والحفاظ على القدر الكافي من الماء والغذاء)؛ والمرضى الذين تظهر عليهم أعراض وخيمة؛ ومضاعفات حادة؛ وكذلك لرصد العواقب المتوسطة أو الطويلة الأجل وتدبيرها علاجيا.
2-د-5 مواءمة جمع البيانات والإبلاغ عن الحصائل السريرية، باستخدام المنصة السريرية العالمية لمنظمة الصحة العالمية بشأن جدري القردة.
2-ه- الأبحاث المتعلقة بالتدابير الطبية المضادة
2-ه-1 بذل كل الجهود اللازمة لاستخدام اللقاحات الحالية أو الجديدة المضادة لجدري القردة في إطار الدراسات التعاونية بشأن النجاعة السريرية، باستخدام أساليب التصميم الموحدة وأدوات جمع البيانات فيما يخص البيانات السريرية وبيانات الحصائل، لتسريع وتيرة توليد الأدلة بشأن النجاعة والمأمونية، وجمع البيانات عن فعالية اللقاحات (مثلا بمقارنة مقررات التطعيم بجرعة واحدة أو جرعتين)، وإجراء دراسات بشأن فعالية اللقاحات.
2-ه-2 بذل كل الجهود اللازمة لاستخدام العلاجات الحالية أو الجديدة والعوامل المضادة للفيروسات لعلاج حالات جدري القردة في إطار الدراسات التعاونية بشأن النجاعة السريرية، باستخدام أساليب التصميم الموحدة وأدوات جمع البيانات فيما يخص البيانات السريرية وبيانات الحصائل، لتسريع وتيرة توليد الأدلة بشأن النجاعة والمأمونية.
2-ه-3 إذا تعذر استخدام اللقاحات ومضادات الفيروسات لعلاج جدري القردة في سياق إطار بحثي تعاوني، فيمكن النظر في استخدامها بموجب بروتوكولات إتاحة موسعة، مثل الاستخدام الطارئ الخاضع للرصد للتدخلات غير المسجلة والتحقيقية، في ظروف معينة، باستخدام جمع منسق لبيانات الحصائل السريرية (مثل المنصة السريرية العالمية للمنظمة بشأن جدري القردة).
2-و- السفر الدولي
2-و-1- اعتماد وتطبيق التدابير التالية:
- ينبغي لكل فرد:
- تظهر عليه علامات وأعراض مطابقة لعدوى فيروس جدري القردة؛ أو تعتبره السلطات الصحية المختصة مصابا بعدوى جدري القردة إصابة مشتبهاً بها أو محتملة أو مؤكدة؛
- تم تحديده باعتباره مخالطا لمصاب بجدري القردة، ويخضع من ثم للرصد الصحي،
أن يتجنب الإقدام على أي سفر، بما في ذلك السفر الدولي، إلى أن يتقرر أنه لم يعد يشكل خطرا على الصحة العامة. ويستثنى من هذا التقييد كل فرد يحتاج إلى السفر للحصول على رعاية طبية عاجلة أو للفرار من أوضاع تهدد حياته، مثل النزاعات أو الكوارث الطبيعية؛ ومخالطوه الذين توافق السلطات الصحية المعنية دون الوطنية أو السلطات الصحية الوطنية، في حالة السفر الدولي، على ترتيبات ما قبل مغادرتهم لضمان استمرارية الرصد الصحي؛
- يمكن للعاملين عبر الحدود، الذين حُدد أنهم مخالطون لمصاب بجدري القردة ويخضعون من ثم للرصد الصحي، أن يواصلوا أنشطتهم اليومية الروتينية شريطة أن تقوم السلطات الصحية بتنسيق الرصد الصحي على النحو الواجب من جانبي/جميع جوانب الحدود.
2-و-2- إنشاء قنوات تشغيلية بين السلطات الصحية وسلطات النقل ومشغلي وسائل النقل ونقاط الدخول من أجل:
- تيسير تتبع المخالطين على الصعيد الدولي فيما يتعلق بالأفراد الذين ظهرت عليهم علامات وأعراض مطابقة لعدوى فيروس جدري القردة أثناء السفر أو عند العودة؛
- توفير مواد إعلامية عند نقاط الدخول بشأن العلامات والأعراض المطابقة لجدري القردة؛ والوقاية من العدوى ومكافحتها؛ وكيفية التماس الرعاية الطبية في مكان المقصد؛
ولا تنصح المنظمة باتخاذ أي تدابير إضافية عامة أو مستهدفة ذات صلة بالسفر الدولي غير تلك المحددة في الفقرتين 2-و-1 و2-و-2.
الفئة 3:الدول الأطراف، التي تشهد انتقالا لجدري القردة حيواني المنشأ معروفا أو مشتبها به، بما في ذلك الدول التي يعرف حدوث انتقال لجدري القردة حيواني المنشأ فيها أو التي أبلغ فيها عنه من قبل، والدول التي وُثق فيها وجود فيروس جدري القردة في أي نوع حيواني، والدول التي قد يشتبه في حدوث إصابة بعدوى أنواع حيوانية فيها، بما في ذلك في البلدان المتضررة حديثا.
3-أ- إنشاء أو تفعيل آلية التنسيق التعاوني في إطار نهج الصحة الواحدة أو آليات أخرى على المستوى الاتحادي والوطني ودون الوطني و/أو المحلي، حسب الاقتضاء، بين سلطات الصحة العامة والطب البيطري والحياة البرية لفهم ورصد وإدارة مخاطر انتقال العدوى من الحيوان إلى الإنسان ومن الإنسان إلى الحيوان في الموائل الطبيعية، والبيئات الحرجية وغيرها من البيئات البرية أو المنظمة، ومحميات البراري، والبيئات المنزلية وشبه المنزلية، وحدائق الحيوان، ومحلات الحيوانات الأليفة وملاجئ الحيوانات وأي أماكن قد تتعرض فيها الحيوانات للنفايات المنزلية.
3-ب- إجراء تحقيقات ودراسات مفصلة في الحالات لتوصيف أنماط انتقال العدوى، بما في ذلك حالات الانتقال المشتبه فيها أو الموثقة للعدوى من الحيوان إلى الإنسان وانتقالها المرتد من الإنسان إلى الحيوان. وفي جميع السياقات، ينبغي تحديث استمارات التحقيق في الحالات وتكييفها للحصول على معلومات عن المجموعة الكاملة من حالات التعرض المحتملة وطرق انتقال العدوى الحيوانية المنشأ ومن إنسان إلى آخر. وتبادل نتائج هذه المساعي، بما في ذلك إبلاغ المنظمة المستمر عن الحالات.
الفئة 4: الدول الأطراف التي لديها قدرات تصنيعية في مجال التدابير المضادة الطبية
4-أ- ينبغي للدول الأطراف التي لديها قدرات تصنيعية لوسائل تشخيص الجدري وجدري القردة أو اللقاحات أو العلاجات أن تزيد من إنتاج التدابير المضادة الطبية وإتاحتها.
4-ب ينبغي للدول الأطراف والمصنعين أن يعملوا مع المنظمة لضمان إتاحة وسائل التشخيص واللقاحات والعلاجات وغيرها من الإمدادات الضرورية استنادا إلى احتياجات الصحة العامة وبروح التضامن وبتكلفة معقولة للبلدان في البلدان حيث تشتد الحاجة إليها لدعم الجهود الرامية إلى وقف انتشار جدري القردة في المستقبل.
===
وقائع الاجتماع
عُقد الاجتماع الثاني للجنة الطوارئ المُنشأة بموجب اللوائح الصحية الدولية بشأن فاشية جدري القردة المندلعة في بلدان متعددة عبر تطبيق زووم، وبحضور الرئيس ونائب الرئيس شخصياً في مبنى مقر المنظمة الرئيسي في جنيف، سويسرا.
وانضم أعضاء اللجنة ومستشاروها إلى الاجتماع بواسطة خدمة التداول بالفيديو، وشارك فيه إجمالاً 15 عضواً من أعضاء اللجنة البالغ عددهم 16 عضواً وجميع مستشاريها البالغ عددهم 10 مستشارين.
ورحب مدير المنظمة العام باللجنة مشيراً إلى أنه دعا إلى عقد اجتماع ثان لها من أجل تقييم الآثار الفورية والمتوسطة الأجل المترتبة على تطور فاشية جدري القردة المندلعة في بلدان متعددة والإدلاء بآرائها بشأن ما إذا كان هذا الحدث يشكل طارئة صحية عامة تثير قلقاً دولياً.
وأعرب مدير المنظمة العام عن قلقه إزاء عدد الحالات التي أُبلغت بها المنظمة في عدد متزايد من البلدان، وسلط الضوء على التحديات المطروحة بسبب التعقيد الذي تتسم به أنماط انتقال العدوى في مختلف الأقاليم. وشدّد، إضافة إلى ذلك، على إدراكه بأن البت في أن الحدث يشكل طارئة صحية عامة تثير قلقاً دولياً ينطوي على دراسة عوامل متعددة لبلوغ الهدف النهائي المتمثل في حماية الصحة العامة.
وأطلع ممثل مكتب المستشار القانوني أعضاء اللجنة ومستشاريها على أدوارهم ومسؤولياتهم وولاية لجنة الطوارئ بموجب المواد ذات الصلة من اللوائح الصحية الدولية.
وأطلع مسؤول الشؤون الأخلاقية من إدارة الامتثال وإدارة المخاطر والأخلاقيات أعضاء اللجنة ومستشاريها على أدوارهم ومسؤولياتهم. كما ذُكّر أعضاء اللجنة ومستشاروها بواجبهم إزاء الحفاظ على سرية مناقشات الاجتماع وعمل اللجنة، وكذلك بمسؤوليتهم الفردية عن إشعار المنظمة في الوقت المناسب بأية مصالح ذات طابع شخصي أو مهني أو مالي أو فكري أو تجاري قد تؤدي إلى تضارب متصوّر أو مباشر في المصالح. وتم استقصاء كل واحد من الأعضاء والمستشارين الحاضرين، ولم يتبين وجود أي تضارب في المصالح.
وتسلّم دفة الاجتماع رئيس لجنة الطوارئ الدكتور جان - ماري أوكو - بيل الذي عرض أغراض الاجتماع التالية: تقديم آراء إلى المدير العام للمنظمة بشأن ما إذا كانت فاشية جدري القردة المندلعة في بلدان متعددة تشكل طارئة صحية عامة تثير قلقاً دولياً، وإذا كان الأمر كذلك، استعراض التوصيات المؤقتة المقترح تقديمها للدول الأطراف.
العروض
عرضت أمانة المنظمة الوضع الوبائي العالمي مسلطة الضوء على أنه المنظمة قد أُبلغت، في الفترة الواقعة بين 1 كانون الثاني/ يناير و20 تموز/ يوليو 2022، بنحو 533 14 حالة محتملة ومؤكدة مختبرياً للإصابة بالمرض من 72 بلداً في جميع أقاليم المنظمة الستة (منها 3 وفيات في نيجيريا ووفاتان في جمهورية أفريقيا الوسطى)؛ وهو ما يشكّل زيادة على عددها البالغ 040 3 حالة في 47 بلداً في مطلع أيار/ مايو 2022.
ويتواصل انتقال العدوى في بلدان كثيرة لم تبلغ سابقاً عن حالات إصابة بجدري القردة، ويجري حالياً الإبلاغ عن أكبر عدد من الحالات من بلدان في الإقليم الأوروبي وإقليم الأمريكتين للمنظمة.
وتتركز غالبية حالات جدري القردة المُبلغ عنها حالياً بين الذكور، ويحدث معظمها في أوساط الذكور الذين يعرّفون أنفسهم على أنهم مثليون ومزدوجو الميل الجنسي وغيرهم من الرجال الذين يمارسون الجنس مع رجال في المناطق الحضرية ويتجمعون في شبكات اجتماعية وجنسية. وتشمل التقارير المبكرة عن إصابة أطفال بالعدوى بعض الحالات التي لا تربطها صلات وبائية معروفة بحالات أخرى.
وطرأت زيادة كبيرة أيضاً على عدد الحالات في بلدان غرب أفريقيا ووسطها واقترنت بتباين واضح في الخصائص الديمغرافية مقارنة بتلك الملحوظة في أوروبا والأمريكتين، مع وجود عدد أكبر من النساء والأطفال بين الحالات.
وتشير النماذج الرياضية في تقديراتها إلى أن عدد التكاثر الأساسي (R0) يزيد على 1 في فئات الرجال الذين يمارسون الجنس مع رجال ويقل عن 1 في سياقات أخرى. فمثلاً، يُقدّر هذا العدد R0 بنحو 1,8 في إسبانيا و1.6 في المملكة المتحدة و1.4 في البرتغال.
ويشير المظهر السريري لحالات جدري القردة الناجمة عن فاشيات مندلعة خارج أفريقيا إلى مرض يزول تلقائياً، لا يتطابق نمطه عادةً مع الحالات الموصوفة في فاشيات سابقة، ويتسم بآفات جلدية موضعية في المنطقة التناسلية أو العجانية/الشرجية أو حول الفم، دون أن تنتشر عادةً إلى مناطق أخرى في الجسم، وتظهر قبل الإصابة بتضخم العقد اللمفاوية، والحمى، والشعور بالتوعك، والألم المصاحب للآفات.
ويُقدّر متوسط فترة حضانة المرض لدى الحالات المبلغ عنها بين 7,6 و9,2 أيام (بناءً على بيانات الترصد الواردة من هولندا والمملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وأيرلندا الشمالية (المملكة المتحدة) والولايات المتحدة الأمريكية (الولايات المتحدة)). ويُقدّر متوسط الفاصل الزمني التسلسلي بمعدل 9,8 أيام (فاصل الثقة 95٪/ 5.9 -21.4 يوماً، استناداً إلى دراسة 17 زوجاً من الحالات-المخالطين في المملكة المتحدة).
وأبلغ عن عدد قليل من الحالات في صفوف العاملين الصحيين، ولم تقف التحقيقات حتى الآن على حالات انتقال للعدوى في سياق مزاولة المهنة، رغم أن التحقيقات لا تزال جارية.
وأشارت الأمانة إلى أنه رغم ما يظهر من تزايد في عدد حالات جدري القردة والبلدان التي تشهد فاشياته، فإن تقييم المنظمة للمخاطر لم يتغير منذ انعقاد الاجتماع الأول للجنة في 23 حزيران/ يونيو 2022، وأن مستوى المخاطر يعدّ "معتدلاً" على الصعيد العالمي وفي جميع أقاليم المنظمة الستة، باستثناء الإقليم الأوروبي الذي يعدّ مستوى المخاطر فيه "عالياً".
وتشير أعمال النمذجة التي ينجزها المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومكافحتها (المركز الأوروبي) وهيئة التأهب والاستجابة للطوارئ الصحية التابعة للمفوضية الأوروبية (هيئة التأهب والاستجابة) إلى أن عزل الحالات وتتبع مخالطيها قد يؤديان دوراً فاعلاً في السيطرة على الفاشية. ولكن الخبرة العملية المكتسبة حتى الآن في مجال الاستجابة لهذا الحدث تشير إلى أن تنفيذ هذه التدخلات على أرض الواقع صعب للغاية – بسبب عوائق الحصول على اختبارات التشخيص التي تحول دون تحديد الحالات؛ وصعوبة عزل الحالات لمدة 21 يوماً في السياق الحالي التالي للإغلاقات المرتبطة بجائحة كوفيد-19؛ وصعوبة تتبع المخالطين بسبب تعددهم غالباً وربما كانوا مجهولي الهوية. كما تشير نماذج المركز الأوروبي وهيئة التأهب والاستجابة إلى أن إضافة التدخلات المتعلقة بالتطعيم يمكن أن تزيد فرص السيطرة على الفاشية، لأن إعطاء العلاج الوقائي السابق للتعرض للأفراد الأشد عرضةً للعدوى هو على ما يبدو الاستراتيجية الأكثر فعالية لاستعمال اللقاحات عندما يكون تتبع المخالطين غير فعال أو يتعذر تنفيذه عملياً. غير أن محدودية البيانات المتوفرة عن فعالية اللقاح ضد جدري القردة تشكل أحد القيود التي تواجه أعمال النمذجة. إضافة إلى ذلك، فإن تطبيق هذه الاستراتيجية للتطعيم ينطوي على تحديات، منها تلك المتعلقة بالحصول على اللقاحات.
وتظهر المتواليات الجينومية للفيروس التي حصل عليها من عدة بلدان بعض الاختلاف عن زمرة غرب أفريقيا. وما زال العمل جارياً لفهم ما إذا كانت التغيرات الجينومية الملحوظة تؤدي إلى تغيرات في النمط الظاهري مثل تعزيز قابلية الانتقال، أو الفوعة، أو الإفلات المناعي، أو مقاومة مضادات الفيروسات، أو الحدّ من أثر التدابير المضادة.
ومن المعروف أن العديد من أنواع الحيوانات معرضة للإصابة بفيروس جدري القردة في بيئتها الطبيعية (مثل سناجب الحبال، وسناجب الأشجار، والجرذان الجرابية الغامبية، وقوارض الزغبة، والرئيسيات غير البشرية)، غير أن من المحتمل أن ينتقل الفيروس على نحو مرتدّ من البشر إلى أنواع حيوانات أخرى معرضة لخطر الإصابة به في بيئات مختلفة. وحتى الآن، لا توجد في الوقت الحالي بينات موثقة على حالات انتقال العدوى البشرية المنشأ متاحة لأمانة المنظمة أو شريكيها في نهج الصحة الواحدة، أي منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) والمنظمة العالمية لصحة الحيوان.
وعرضت أمانة المنظمة أيضاً بإيجاز استجابة المنظمة حتى الآن والعمل الجاري إنجازه لإعداد خطة المنظمة الاستراتيجية بشأن التأهب والاستجابة لجدري القردة، التي يتمثل هدفها الإجمالي في وقف انتقال عدوى المرض من إنسان إلى آخر.
وقدّم ممثلو كل من إسبانيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة وكندا ونيجيريا (بهذا الترتيب) معلومات محدّثة للجنة عن الوضع الوبائي في بلدانهم وجهود الاستجابة المبذولة حالياً في هذ الصدد. وباستثناء نيجيريا، أفادت البلدان الأربعة المتبقية بأن نسبة 99٪ من الحالات أصابت رجالاً يمارسون الجنس مع رجال، وخصوصاً من يعاشرون منهم عدة شركاء.
وفي إسبانيا، تَواصل تراجع الحالات خلال الأسابيع القليلة الماضية، ولكن من المرجح أن تكون البيانات ناقصة بسبب حالات التأخير في الإبلاغ. وقد أبلغ عن معظم الحالات في المناطق الحضرية الرئيسية وورد عدد قليل جداً من التقارير عن حدوث حالات عدوى بين إناث وأطفال تربطها صلات وبائية برجال يمارسون الجنس مع رجال. ويُعرض العلاج الوقائي السابق للتعرض عن طريق التطعيم على العاملين الصحيين والمخالطين والأشخاص المصابين بفيروس العوز المناعي البشري، ولكن إمدادات اللقاح قليلة.
وأبلغت المملكة المتحدة عن عدد قليل من الحالات الوخيمة لجدري القردة (من بينها حالات التهاب الدماغ)، وتعتزم أيضاً تعديل تعريفها لحالة جدري القردة لتشمل الحالات المرضية المعترف بها حديثاً مثل التهاب المستقيم. وأفضت التحقيقات البيئية إلى تحديد وجود الحمض النووي الريبي لفيروس جدري القردة (المفترض أنه معد بسبب القيم المتوسطة لعتبة الدورة (Ct)) على الأسطح في المستشفيات والمنازل. وتتسم استراتيجية اللقاح بأهداف محددة وترمي إلى وقف انتقال العدوى بواسطة إعطاء العلاج الوقائي التالي للتعرض والسابق له للرجال الذين يمارسون الجنس مع رجال والمعرضين بشدة للإصابة بالعدوى.
وتتوزع حالات جدري القردة في الولايات المتحدة على نطاق واسع في جميع أنحاء البلد، رغم أن معظمها يتركز في ثلاث مدن كبرى. ومع تسجيل عدد قليل من الحالات بين أطفال وامرأة حامل واحدة، فإن نسبة 99% منها ناجمة عن اتصال جنسي بين الذكور.
أمّا في كندا، فقد تركزت نسبة 99% من الحالات في فئة الرجال الذين يمارسون الجنس مع رجال، ويتبع البلد نهجاً يركز إجمالاً على إعطاء العلاج الوقائي السابق للتعرض نظراً للتحديات التي ينطوي عليها تتبع المخالطين؛ ويركز النهج بشدة على العمل مع منظمات مجتمعية تقدم الدعم لفئات السكان الرئيسية المتضررة.
وسجلت نيجيريا حالات إصابة بجدري القردة يزيد عددها بقليل على 800 حالة في الفترة الواقعة بين أيلول/ سبتمبر 2017 و10 تموز/ يوليو 2022، وبلغ معدل الوفيات 3% من مجموع الحالات المؤكدة. وتركزت معظم الحالات بين رجال تتراوح أعمارهم بين 31 و40 عاماً؛ ولم تُقدم أي بينات بشأن انتقال العدوى جنسياً. ولُوحظ أن عام 2022 شهد أكبر عدد من الحالات المُبلغ عنها سنوياً منذ عام 2017.
وعقب انتهاء العروض، عقد أعضاء اللجنة ومستشاروها جلسة أسئلة وأجوبة لكل من الأمانة والبلدان المقدمة للعروض.
وما زال القلق يساور اللجنة إزاء طائفة واسعة من المسائل، تشمل ما يلي: الحاجة إلى تحسين فهم ديناميات انتقال العدوى؛ وتأثير الخوف من الوصم على سلوكيات السعي إلى الحصول على الخدمات الصحية بين الرجال الذين يمارسون الجنس مع رجال؛ والآثار المحتملة على تقديم الرعاية القائم على الحقوق من جانب وزارات الصحة وغيرها من السلطات؛ والتحديات المتعلقة باستخدام تدابير الصحة العامة والتدابير الاجتماعية لوقف انتقال العدوى من شخص إلى آخر، بما في ذلك العزل وإتاحة الاختبارات وتتبع المخالطين، خصوصاً بسبب كثرة المخالطين مجهولي الهوية؛ والتجمعات المحلية والدولية الكبرى المُزمع إقامتها والمركزة على الرجال الذين يمارسون الجنس مع رجال وما يرتبط بها من فعاليات متفرقة عامة وخاصة، مما يؤدي إلى زيادة احتمالات التعرض للمرض من خلال اللقاءات الجنسية الحميمة ومن ثم استشراء الفاشية؛ والحاجة إلى تقييم مستمر للتدخلات التي ربما أحدثت أثراً على انتقال العدوى (مثل مقررات التطعيم بجرعة واحدة مقارنة بجرعتين ومدى فعالية اللقاح بشكل عام، نظراً لحالات التعرض الظاهر عبر الأغشية المخاطية المسبب للعدوى في بعض الحالات)؛ وتحديد الأنشطة الرئيسية للإبلاغ عن المخاطر على نحو محدد الأهداف وإشراك المجتمعات المحلية، والعمل في إطار الشراكة الوثيقة مع المجتمعات المحلية المتضررة، وتزويد المنظمات التي تقودها المجتمعات المحلية بالدعم اللازم لكي تؤدي دورها الهام في مجال الاستجابة للفاشية.
وأُعرب عن الانشغال بوجه خاص حيال كيفية تسعير اللقاحات ومضادات الفيروسات وتوزيعها في المستقبل القريب وإتاحتها بطريقة منصفة.
جلسة تداول
اجتمعت اللجنة مجدداً في جلسة مغلقة لدراسة المسائل المتعلقة بما إذا كان الحدث يشكل طارئة صحية عامة تثير قلقاً دولياً أم لا، والنظر، إذا كان الأمر كذلك، في التوصيات المؤقتة التي صاغتها أمانة المنظمة وفقاً لأحكام اللوائح الصحية الدولية.
وبناءً على طلب الرئيس، ذكّرت أمانة المنظمة أعضاء اللجنة بولايتهم وذكّرت بتعريف عبارة "طارئة صحية عامة تسبب قلقاً دولياً" المنصوص عليه في اللوائح الصحية الدولية، على أنها: حدث استثنائي يشكّل خطراً يحدق بالصحة العامة في الدول الأخرى وذلك بسبب انتشار المرض دولياً، وقد يقتضي استجابة دولية منسقة.
واستعرضت اللجنة البينات التي جمعتها الأمانة على أساس الاعتبارات المقترحة خلال اجتماعها الأول من أجل إعادة تقييم وضع الفاشية، ولاحظت اللجنة مقدار الثقة المعتدل عموماً في البيانات المتاحة من أجل اتخاذ أي قرار مستنير بشأن تلك الاعتبارات.
ومن بين الاعتبارات التسعة المطروحة استناداً إلى البيانات المتاحة حالياً، هناك اعتباران شهدا تغيرات كبيرة منذ انعقاد الاجتماع السابق، هما: زيادة عدد البلدان المبلغة عن أول حالة إصابة بجدري القردة، وزيادة عدد الحالات في بعض بلدان غرب أفريقيا ووسطها. وهناك بينات على حدوث زيادة طفيفة في معدل النمو الإجمالي للحالات الناجمة عن الفاشية. ورغم الإبلاغ عن حدوث حالات بين العاملين الصحيين، فقد أُفيد بأن معظمها ناجم عن التعرض المجتمعي. وأُبلغ عن عدد محدود من الحالات بين المشتغلين بالجنس في تقارير عن الحالات ومن خلال رصد وسائل التواصل الاجتماعي. كما أبلغ عن انتقال ثانوي للعدوى إلى بعض الأطفال والنساء، وأبلغ كذلك عن ملاحظة انتقال محدود للعدوى بين الفئات الضعيفة (الأفراد المنقوصو المناعة أو الحوامل أو الأطفال، رغم الإبلاغ عن إصابة عدد قليل من الأطفال بالعدوى دون وجود صلة وبائية تربطهم بحالات أخرى). ورغم استمرار الإبلاغ عن حالات تعاني من آلام مبرحة والاضطرار إلى إدخال بعضها إلى المستشفى لعلاج الألم أو العدوى الثانوية، وفي حين لم يطرأ تغيير على وخامة الحالات من الناحية السريرية عموماً منذ انعقاد الاجتماع السابق، فقد أُبلغ عن عدد قليل من الحالات الوخيمة وحالتين أُدخلتا إلى وحدة العناية المركزة وخمس وفيات. ولا يوجد في الوقت الراهن بيانات متاحة حالياً عن احتمال الانتقال المرتدّ للفيروس من البشر إلى الحيوانات. وفيما يتعلق بالتغيرات المحتملة في جينوم الفيروس، لا تزال التحقيقات جارية فيما يخص التقارير المقدمة عن التغيرات التي قد تؤثر على سمات الفيروس. ولم يُبلغ حتى الآن عن أي دوران لزمرة الفيروس الموجودة عادة في وسط أفريقيا خارج نطاق أماكن تواجدها المعتادة.
الاستنتاجات
أعرب أعضاء اللجنة عن طائفة من الآراء بشأن الاعتبارات المعروضة عليهم، ولم يستطيعوا التوصل إلى توافق في الآراء حول المشورة المقدمة إلى مدير المنظمة العام بشأن ما إذا كان ينبغي البت في أن فاشية جدري القردة المندلعة في بلدان متعددة تشكل طارئة صحية عامة تثير قلقاً دولياً أم لا. ويرد أدناه ملخص بالعناصر الداعمة للآراء التي أعرب عنها أعضاء اللجنة بشأن تأييد أو عدم تأييد هذا القرار. وجسدت هذه الآراء ما يلي:
آراء أعضاء اللجنة المؤيدة للتوصيف المحتمل للفاشية بأنها طارئة صحية عامة تثير قلقاً دولياً
- تستوفي فاشية جدري القردة المندلعة في بلدان متعددة جميع المعايير الثلاثة التي يتضمنها تعريف عبارة طارئة صحية عامة تثير قلقاً دولياً الوارد في المادة 1 من اللوائح ([...] حدث استثنائي [...] (1) يشكّل خطراً يحدق بالصحة العامة في الدول الأخرى وذلك بسبب انتشار المرض دولياً (2) وقد يقتضي استجابة دولية منسقة)؛
- الواجب الأخلاقي إزاء نشر جميع الوسائل والأدوات المتاحة للاستجابة لهذا الحدث، على نحو ما أبرزه قادة مجتمعات المثليات والمثليين ومزدوجي الميل الجنسي ومغايري الهوية الجنسانية وحاملي صفات الجنسين (LGBTI+) من عدة بلدان، مع مراعاة أن الفئة المجتمعية الأكثر تضرراً حالياً خارج أفريقيا هي نفسها التي أُبلغ في البداية عن تضررها في المراحل الأولى من اندلاع جائحة فيروس العوز المناعي البشري/الإيدز؛
- الاتجاهات التصاعدية الملحوظة في عدد الحالات المبلغ عنها عالمياً في عدد متزايد من البلدان، والتي يُرجح مع ذلك ألا تعكس جسامة الحجم الحقيقي للفاشية (الفاشيات)؛
- حالات جدري القردة المبلغ عنها بين الأطفال والحوامل التي تذكّر بأولى مراحل اندلاع جائحة فيروس العوز المناعي البشري؛
- توقع اندلاع موجات من حالات جدري القردة في المستقبل مع تسلل فيروس جدري القردة إلى صفوف فئات سكانية إضافية معرضة للخطر؛
- أساليب انتقال العدوى المؤدية إلى استمرار الفاشية الحالية ليست مفهومة تماماً؛
- التغيرات الطارئة على المظهر السريري لحالات جدري القردة الملحوظة حالياً مقارنة بالمشهد السريري المعروف حتى الآن؛
- الحاجة إلى توليد المزيد من البينات فيما يتصل بمدى فعالية استخدام التدابير الصيدلانية وغير الصيدلانية على حد سواء في مكافحة الفاشية؛
- حالات المراضة الجسيمة الناجمة عن فاشية (فاشيات) جدري القردة؛
- الآثار المحتملة في المستقبل على الصحة العامة والخدمات الصحية إذا ترسخ المرض في صفوف البشر في جميع أنحاء العالم، ولاسيما بالنسبة للفيروسة الجدرية المسببة للمرض البشري، إذ تناقصت مناعة السكان بشكل كبير على الصعيد العالمي انخفضت بعد استئصال الجدري؛
- وفيما يلي الفوائد المتصور تحقيقها من التوصيف المحتمل للفاشية بأنها طارئة صحية عامة تثير قلقاً دولياً:
- الحفاظ على مستوى عال من الوعي واليقظة، الأمر الذي من شأنه أن يزيد احتمال وقف انتقال فيروس جدري القردة من إنسان إلى آخر؛
- تعزيز الالتزام السياسي ببذل الجهود اللازمة في مجال الاستجابة؛
- زيادة فرص الإفراج عن الأموال اللازمة لأغراض الاستجابة والبحث، فضلاً عن تخفيف وطأة آثار المرض الاجتماعية والاقتصادية؛
- تعزيز تنسيق جهود الاستجابة على الصعيد الدولي، وخصوصاً لضمان الإنصاف في إتاحة اللقاحات ومضادات الفيروسات؛
- مواقف الوصم والتهميش والتمييز المحتملة التي قد تنتج عن التوصيف المحتمل للفاشية بأنها طارئة صحية عامة تثير قلقاً دولياً ينبغي ألا تشكل مانعاً يحول دون هذا التوصيف، ويتعين التصدي لها.
آراء أعضاء اللجنة غير المؤيدة للتوصيف المحتمل للفاشية بأنها طارئة صحية عامة تثير قلقاً دولياً
- لم يتغير التقييم الإجمالي للمخاطر العالمية الذي عرضته أمانة المنظمة عما تم عرضه على اللجنة في 23 حزيران/يونيو 2022؛
- · يجري الإبلاغ عن العبء الأكبر للفاشية حالياً في 12 بلداً في أوروبا والأمريكتين، دون وجود مؤشرات، حسب البيانات المتاحة، على حدوث زيادة مطردة في عدد الحالات في أي من هذه البلدان، فضلاً عن ملاحظة علامات مبكرة تشير إلى استقرار عدد الحالات أو تراجعها في بعض البلدان؛
- تلاحظ الغالبية العظمى من الحالات بين الرجال الذين يمارسون الجنس مع رجال متعددين، وهناك فرصة لوقف الانتقال الحالي بواسطة تدخلات تستهدف هذه الشريحة السكانية تحديداً، رغم التحديات التشغيلية. وما زالت الحالات الملحوظة خارج هذه الفئة السكانية، بما في ذلك بين العاملين الصحيين، محدودةً حتى الآن؛
- تبدو وخامة المرض منخفضة؛
- ما زال الوضع الوبائي ينضج شيئاً فشيئاً، مع توقع حدوث موجات في المستقبل، ويجري استخلاص مؤشرات أوضح عن فعالية السياسات والتدخلات؛
- يبدو أن مخاطر عرقلة جهود الاستجابة التي قد تنجم عن التوصيف المحتمل للفاشية بأنها طارئة صحية عامة تثير قلقاً دولياً تفوق منافعها للأسباب التالية:
- الوصم والتهميش والتمييز الذي قد يسببه توصيف الفاشية بأنها "طارئة صحية عامة تثير قلقاً دولياً" ضد الفئات المجتمعية المتضررة حالياً، لا سيما في البلدان التي تجرّم المثلية الجنسية وتلك التي لا تحظى فيها مجتمعات المثليات والمثليين ومزدوجي الميل الجنسي ومغايري الهوية الجنسانية وحاملي صفات الجنسين بمكانة راسخة ولا تشارك في حوار مع الحكومات. وقد أشارت الفئات المجتمعية المعنية في بعض البلدان إلى أن الحد من الوصم المرتبط بجدري القردة – الذي قد يكون مرضاً ظاهراً بخلاف فيروس العوز المناعي البشري – يتطلب اتباع نُهُج جديدة، وهو ما قد يكون صعباً في سياق الإعلان عن طارئة صحية عامة تثير قلقاً دولياً؛
- يبدو أن الإجراءات التي اتخذتها أمانة المنظمة منذ أيار/مايو 2022 لدق ناقوس الخطر بشأن فاشية جدري القردة المتكشفة، بما في ذلك عقد اللجنة، كانت فعالة في حفز جهود الاستجابة الفورية في العديد من البلدان في نصف الكرة الشمالي؛
- يُنظر إلى الإرشادات التقنية الصادرة عن الأمانة لتوجيه جهود الاستجابة الوطنية على أنها ملائمة وشاملة، دون وجود عراقيل محددة تمنع تنفيذها على الصعيد العالمي؛
- بالنسبة لبلدان غرب ووسط أفريقيا، حيث تمسّ الحاجة إلى بناء القدرات في مجالات الترصد والمختبرات والاستجابة، لا يُنظر إلى توصيف الفاشية بأنها طارئة صحية عامة تثير قلقاً دولياً على أنه أداة حافزة أو معززة لهذه الجهود؛
- توصيف الفاشية بأنها طارئة صحية عامة تثير قلقاً دولياً من شأنه أن يضخم تصور مخاطر المرض في أوساط عامة الناس على نحو مصطنع وغير مبرر، مما قد يؤدي بدوره إلى زيادة الطلب على اللقاحات اللازم استخدامها بحصافة؛
- عدم توصيف الفاشية بأنها طارئة صحية عامة تثير قلقاً دولياً لا يعني "بقاء الأمور على حالها". فالتبليغ بقرار المدير العام للمنظمة سيظل فرصة للتأكيد على ضرورة مواصلة الطيف الكامل من الإجراءات اللازمة في مجال الصحة العامة على نحو يتجاوز مجرد اتخاذ قرار يستقطب الأضواء.
وبعد انتهاء المداولات، قدّم أعضاء اللجنة مُدخلات بشأن التوصيات المؤقتة المقترحة المذكورة سابقاً، في حال قرر المدير العام للمنظمة أن فاشية جدري القردة المندلعة في بلدان متعددة تشكل طارئة صحية عامة تثير قلقاً دولياً.
===