تحول التركيز من المناطق الحضرية إلى بعض أنأى الأماكن في العالم بعد مضي شهر واحد على الاستجابة لفاشية الإيبولا في جمهورية الكونغو الديمقراطية.
ويعقب هذا التحول سلسلة من الإجراءات التي لم يسبق لها مثيل ودعت إلى التفاؤل الحذر بخصوص فعالية الاستجابة.
سلسلة من الإجراءات الأولى
في 9 أيار/ مايو أي في اليوم الذي تلى إعلان البلد لفاشية مرض فيروس الإيبولا في بيكورو، وصل أول فريق للاستجابة تابع للمنظمة ووزارة الصحة إلى عاصمة المقاطعة مبانداكا ليشرع في إنشاء سلسلة التبريد المتخصصة اللازمة لتخزين اللقاح.
وبحلول 11 أيار/ مايو، بدأت الأفرقة تتبع مخالطي جميع المرضى في طور المرض النشيط وعكفت الجهات الشريكة للمنظمة على إنشاء مراكز العلاج في بيكورو. وفي اليوم التالي، أقيم جسر جوي يصل إلى بيكورو ونُشر مختبر متنقل لتسريع اختبار تحري العدوى.
وبعد ستة أيام فقط منذ توجيه الإنذار، كانت أول دفعة مكونة من أكثر من 4000 جرعة للقاح في طريقها من جنيف إلى كينشاسا. وهذه هي المرة الأولى التي أتيحت فيها اللقاحات في هذا التوقيت المبكر في إطار الاستجابة.
واستُهل تطعيم المخالطين المحيطين بالمرضى في 21 أيار/ مايو.
وفي 4 حزيران/ يونيو، وافقت لجنة معنية بالأخلاقيات في البلد على استخدام 5 علاجات دوائية اختبارية في إطار الاستخدام لدواع إنسانية تبعاً للتوصيات المقدمة من فريق للخبراء عقدته المنظمة. وهذه هي المرة الأولى التي أتيحت فيها هذه العلاجات في غمرة الاستجابة.
وقال الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس، المدير العام للمنظمة، ما يلي: "من السابق لأوانه للغاية إعلان النصر إلا أن الإشارات إيجابية وتدعونا إلى التفاؤل الحذر. فنحن مزودون بوسائل جديدة وقد عملنا مع الحكومة والجهات الشريكة لنا بصورة عاجلة لإنقاذ الأرواح. وسنظل متيقظين إلى أن يوضع حد لهذه الفاشية".
ولغاية 7 حزيران/ يونيو، سُجل ما مجموعه 59 حالة مؤكدة ومحتملة ومشتبهاً فيها من حالات الإصابة بالإيبولا من بينها 27 حالة وفاة. وأكدت حالة جديدة في 6 حزيران/ يونيو.
الانتقال من المدن إلى الغابات
ركزت المرحلة الأولى للاستجابة على حماية بلدة بيكورو ومدينة مبانداكا من زيادة مطردة محتملة في عدد الحالات مما كان بمقدوره أن يهدد المدن الكبرى في البلد والبلدان المجاورة له الواقعة على ضفاف النهر.
وقال الدكتور بيتر سلامة، نائب المدير العام المعني بالتأهب للطوارئ والاستجابة لها في المنظمة، الذي عاد من بعثته الثانية إلى البلد في 8 حزيران/ يونيو، ما يلي: "تتعلق المرحلة المقبلة بالترصد في إطار حملة انتشار لأفرقة خبراء الوبائيات بالدراجات النارية على مدى مئات الكيلومترات عبر الغابات الاستوائية النائية. وتعمل هذه الأفرقة من أجل العثور على كل حالة بسرعة وتتتبع مخالطي المرضى وتشرك المجتمعات المحلية بما فيها السكان الأصليون داخل قريتي إيتوبو وإيبوكو وحولهما. ومن الضروري أن نتابع الفيروس حيثما يتوجه ونحافظ على خفتنا وقدرتنا على الاستجابة وتركيزنا الشديد".
وإذ تتواصل الاستجابة داخل البلد، تدعم المنظمة 9 بلدان تقع على حدود جمهورية الكونغو الديمقراطية لتعزيز قدراتها الوطنية في مجالي التأهب للطوارئ والاستجابة لها. وتعرض خطة مستكملة في 7 حزيران/ يونيو بإيجاز السبل التي تسمح لهذه البلدان باستعراض استعدادها للاستجابة بينما تحدد أي ثغرات في قدراتها. وتعمل المنظمة عن كثب مع وزارات الصحة والجهات صاحبة المصلحة الحكومية على نطاق أوسع والجهات الشريكة في هذه البلدان من أجل تنفيذ تلك التدابير.
وتعزيزاً للاستجابة ودعماً للتأهب، سيذهب الدكتور تيدروس إلى جمهورية الكونغو الديمقراطية يوم الأحد وإلى جمهورية أفريقيا الوسطى وهي في عداد أضعف البلدان المجاورة.