لقد جمعت منظمة الصحة العالمية خبراء عالميين من أجل المساهمة في تصميم خارطة طريق المنظمة للنهوض بالنظام الإيكولوجي الصحي الرقمي. واجتمع الفريق الاستشاري التقني المعني بالصحة الرقمية التابع للمنظمة لأول مرة هذا الأسبوع بهدف مناقشة مجموعة من المواضيع المتعلقة بتصريف شؤون البيانات، والاستخدام الأخلاقي والمنصف للتكنولوجيات الرقمية، ومساعدة المجتمعات المحلية على الاستفادة من حلول الصحة الرقمية التي ثبتت نجاعتها والفعالة من حيث التكلفة.
وقال المدير العام للمنظمة، الدكتور تيدروس أدحانوم غبريسوس: "بينما تواجه جميع الحكومات اليوم تزايدا في طلبات الخدمات الصحية من مواطنيها، هناك العديد من التكنولوجيات الرقمية التي توفر حلولًا تساعد على تلبية هذه الاحتياجات. غير أن ذلك يقتضي من البلدان أن تثق في ما ثبتت نجاعته. وتجعل خطة العمل المتفق عليها اليوم جهودنا منصبّة على مساعدة العالم على الاستفادة من التكنولوجيات والحلول الصحية الرقمية، مع تجنب إساءة استخدام بيانات الناس وضمان حماية صحتهم".
وقد تمخّض الاجتماع الذي عُقد في مقر المنظمة الرئيسي في جنيف لمدة يومين عن الاتفاق على خطة عمل ترمي إلى تحديد المجالات التي ستركّز عليها أنشطة فريق الخبراء وأولوياته خلال العامين المقبلين. وانصب اهتمام الاجتماع على تحديد دور المنظمة في دعم التحول الرقمي العالمي بشكل أفضل. وفيما يلي المواضيع التى جرت مناقشتها:
- وضع إطار عالمي يتيح للمنظمة اعتماد التكنولوجيات والحلول الصحية الرقمية وتنفيذها وتوسيع نطاقها.
- توصيات بشأن الاستخدام المأمون والأخلاقي للتكنولوجيات الرقمية بهدف تعزيز النظم الصحية الوطنية من خلال تحسين جودة الرعاية وتغطيتها، وزيادة إتاحة المعلومات المتعلقة بالصحة.
- مشورة بشأن نماذج الدعوة والشراكة الكفيلة بتسريع استخدام القدرات الصحية الرقمية في البلدان من أجل تحقيق حصائل صحية أفضل.
- مشورة بشأن التكنولوجيات الصحية الرقمية الناشئة ذات الامتداد والتأثير العالميين، لضمان عدم إهمال أحد.
وقال ستيف دايفيس، الرئيس المشارك للفريق الاستشاري، والرئيس والمدير التنفيذي لبرنامج التكنولوجيا الملائمة في مجال الصحة ("PATH") غير المستهدف للربح إن الخطة الجديدة توفر توجها كفيلا بمساعدة المنظمة على تعظيم الاستفادة من إمكانات المشهد الصحي الرقمي وتحديد الاتجاهات والأدوات والفرص المستقبلية.
واستطرد السيد دايفيس قائلا "تواصل المنظمة تأكيد التزامها القوي بتسخير التكنولوجيات والبيانات الرقمية في سبيل مواجهة التحديات الصحية الأكثر إلحاحًا في العالم من خلال إنشاء فريق الخبراء الاستشاري التقني الجديد المعني بالصحة الرقمية. وإنه لشرف لي أن أشارك في رئاسة هذا الفريق الذي يضم مجموعة متنوعة من الخبراء المنتمين إلى الحكومات والمجتمع المدني ومبتكري التكنولوجيا والمنظمات غير الحكومية. ونحن ملتزمون بالعمل مع المنظمة على تحديد أدوات ونهج رقمية وذات صلة بالبيانات تكون مستدامة وقابلة للتوسع وكفيلة بتلبية احتياجات الصحة العالمية".
وقال برناردو ماريانو، مدير إدارة الصحة الرقمية والابتكار التابعة للمنظمة: "يمكن للتكنولوجيات الرقمية أن تلعب دوراً هاما في تحسين صحة الناس عبر العالم".
وأضاف السيد ماريانو قائلا: "يتمثل هدف المنظمة في ضمان مأمونية التكنولوجيات الصحية الرقمية وإتاحة الأدوات التي ثبتت نجاعتها للجميع في كل أنحاء العالم". ويمكن للصحة الرقمية أن تساهم في توسيع نطاق الرعاية الصحية الأولية وتمكين العاملين الصحيين من مكافحة الأمراض المعاودة أو الجديدة وضمان استفادة الناس من التحول في الصحة الرقمية. إن ما نطلق عليه اليوم "الصحة الرقمية" سيعني في المستقبل بكل بساطة الطريقة التي نقدم بها الخدمات الصحية في العصر الرقمي".
وسيجتمع أعضاء الفريق الاستشاري التقني بانتظام خلال العام المقبل بهدف تنفيذ خطة عمل الفريق دعماً لبرنامج عمل المنظمة بشأن الصحة الرقمية.
وسيوفر الخبراء، الذين يمثّلون كلاً من القطاع العام والقطاع الخاص والقطاع الاجتماعي، رؤى وتوجيهات وتعليقات وفرصًا جديدة للمنظمة، لأن ذلك يساعد على إحداث التحول في مجال الصحة الرقمية على صعيد البلدان والعالم. وينتمي أعضاء الفريق إلى مجموعة واسعة من مجالات الصحة الرقمية، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي، والواقع الافتراضي والمعزّز، والابتكار في مجال الطب الحيوي، والجراحة الآلية، والتكنولوجيا القابلة للارتداء. ويضمّ الفريق أيضًا خبراء في مجال الصحة والعافية، والأخلاقيات، وتصريف الشؤون، والأمن، والاقتصاد، والقانون.
وفي مطلع هذا العام، أنشأت المنظمة لأول مرة إدارة معنية بالصحة الرقمية بهدف الاضطلاع بالعمل المتعلق بالتكنولوجيات الصحية الرقمية، ويأتي قرار جمعية الصحة العالمية ج ص ع71-7 بشأن الصحة الرقمية ليدعم هذا العمل.