ترحّب منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة، والمنظمة العالمية لصحة الحيوان، وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، ومنظمة الصحة العالمية (المنظمة)، بالتعريف العملي لنهج "الصحة الواحدة" الذي صاغه مؤخراً الفريق الاستشاري التابع لها، وهو فريق الخبراء الرفيع المستوى المعني بنهج الصحة الواحدة (فريق الخبراء)، الذي يمثل أعضاؤه مجموعة واسعة من التخصصات في القطاعات العلمية والمتعلقة بالسياسات ذات الصلة بالصحة الواحدة في جميع أنحاء العالم.
وتعمل المنظمات الأربع معاً على تعميم نهج الصحة الواحدة من أجل أن تكون على استعداد أفضل للوقاية من التهديدات الصحية العالمية والتنبؤ بها والكشف عنها والاستجابة لها وتعزيز التنمية المستدامة.
وينص تعريف نهج الصحة الواحدة الذي وضعه فريق الخبراء على ما يلي:
إن نهج الصحة الواحدة هو نهج متكامل وموحد يهدف إلى تحقيق التوازن المستدام وتحسين صحة الناس والحيوانات والنُظم الإيكولوجية.
ويقرّ بأن صحة البشر، والحيوانات الأليفة والبرية، والنباتات، والبيئة الأوسع نطاقاً (بما في ذلك النُظم الإيكولوجية) ترتبط ببعضها ارتباطاً وثيقاً وتعتمد على بعضها بعضاً.
ويحشد هذا النهج قطاعات وتخصصات ومجتمعات متعددة على مستويات مختلفة من المجتمع لكي تعمل عمل معاً على تعزيز الرفاه والتصدي للتهديدات التي تطال الصحة والنظم الإيكولوجية، إضافة إلى القيام في الوقت ذاته بمعالجة الحاجة الجماعية إلى المياه النظيفة والطاقة والهواء والغذاء المأمون والمغذّي، واتخاذ إجراءات بشأن تغير المناخ، والمساهمة في التنمية المستدامة.
وقد كان فريق الخبراء هو أول من أثار مسألة وضع تعريف لنهج "الصحة الواحدة"، ووافق على هذا التعريف فيما بعد المنظمات الشريكة الأربع، بهدف وضع صياغة وفهم مشتركين لنهج الصحة الواحدة.
ويهدف التعريف الشامل الجديد الذي وضعه فريق الخبراء لنهج "الصحة الواحدة" إلى تعزيز فهم وتفسير واضحين في شتى القطاعات ومجالات الخبرة.
وفي حين أن الصحة والغذاء والمياه والطاقة والبيئة تشكل جميعها مواضيع أوسع نطاقاً تنطوي على شواغل متخصصة وتتعلق بقطاع محدد، فإن التعاون بين القطاعات والتخصصات سيساهم في حماية الصحة، والتصدي للتحديات الصحية مثل ظهور الأمراض المعدية ومقاومة مضادات الميكروبات وتعزيز صحة نظمنا الإيكولوجية وسلامتها. وعلاوة على ذلك، يمكن لنهج الصحة الواحدة، الذي يربط بين البشر والحيوانات والبيئة، أن يساعد في معالجة الطيف الكامل لمكافحة الأمراض - من الوقاية من الأمراض إلى الكشف عنها والتأهب والاستجابة لها وإدارتها - وتحسين الصحة والاستدامة وتعزيزهما.
ويمكن تطبيق هذا النهج على المستويات المجتمعية ودون الوطنية والوطنية والإقليمية والعالمية، ويعتمد على الإدارة المشتركة والفعالة والتواصل والتعاون والتنسيق. ومن خلال اتباع نهج الصحة الواحدة، سيكون من الأسهل على الناس أن يفهموا بشكل أفضل الفوائد المشتركة والمخاطر والمقايضات والفرص المتاحة لإيجاد حلول عادلة وشاملة.
وعن طريق توحيد الجهود للمنظمات الأربع، يجري إعداد خطة عمل عالمية شاملة من أجل نهج الصحة الواحدة، وتتلقى هذه الخطة الدعم والمشورة من فريق الخبراء. وتهدف هذه الخطة إلى تعميم وتشغيل نهج "الصحة الواحدة" على المستويات العالمية والإقليمية والوطنية، ودعم البلدان في وضع الأهداف والأولويات الوطنية للتدخلات وتحقيقها، وتعبئة الاستثمارات، وتعزيز نهج شامل للمجتمع وتمكين التعاون والتعلم والتبادل في شتى المناطق والبلدان والقطاعات.
ومع إقرارنا بأهمية نهج الصحة الواحدة وترحيبنا بتعريف نهج الصحة الواحدة الذي وضعه فريق الخبراء، ستواصل المنظمات الثلاث وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة تنسيق أنشطة نهج الصحة الواحدة وتنفيذها، بما يتماشى مع روح التعريف الجديد لنج الصحة الواحدة الذي وضعه فريق الخبراء.