في قرار توافقي يهدف إلى حماية العالم من أزمات الأمراض المعدية في المستقبل، وافقت جمعية الصحة العالمية اليوم على الشروع في عملية عالمية لصياغة نص اتفاقية أو اتفاق أو صك دولي آخر بموجب دستور منظمة الصحة العالمية (المنظمة)، والتفاوض بشأنه، بغية تعزيز الوقاية من الجوائح والتأهب والاستجابة لها.
وقال الدكتور تيدروس أدحانوم غيبريسوس، المدير العام للمنظمة، إن القرار الذي اتخذته جمعية الصحة العالمية تاريخي في طبيعته، وحيوي في رسالته، ويمثل فرصة لا تتكرر مرتين في الجيل الواحد لتعزيز الهيكل الصحي العالمي الرامي إلى حماية وتعزيز رفاه جميع الناس.
وقال الدكتور تيدروس: "لقد سلطت جائحة كوفيد -19 الضوء على العيوب العديدة التي تعتري النظام العالمي لحماية الناس من الجوائح: افتقار أشد الناس ضعفا إلى اللقاحات؛ وافتقار العاملين الصحيين إلى المعدات الضرورية لأداء عملهم المنقذ للحياة؛ والنهُج الأنانية التي تعوق التضامن العالمي اللازم لمواجهة أي تهديد عالمي.
"ولكننا في الوقت نفسه شاهدنا حالات ملهمة من مظاهر التعاون العلمي والسياسي، بدءا من التطوير السريع للقاحات، إلى التزام البلدان اليوم بالتفاوض على اتفاق عالمي سيساعد في تعزيز سلامة الأجيال المقبلة من آثار الجوائح."
وقد اجتمعت جمعية الصحة في دورة استثنائية هي الثانية على الإطلاق منذ تأسيس المنظمة في عام 1948، واعتمدت مقرراً إجرائياً وحيدا بعنوان: "عالم متضامن". وينصّ المقرر الإجرائي للجمعية على إنشاء هيئة تفاوض حكومية دولية (هيئة التفاوض) لصياغة اتفاقية أو اتفاق أو صك دولي آخر بشأن الوقاية من الجوائح والتأهب والاستجابة لها، والتفاوض بشأنه، بغية اعتماده بموجب المادة 19 من دستور المنظمة، أو أي من أحكام الدستور الأخرى على النحو الذي تراه هيئة التفاوض مناسبا.
وتخوّل المادة 19 من دستور المنظمة جمعية الصحة العالمية سلطة اعتماد اتفاقيات أو اتفاقات بشأن أي مسألة تدخل ضمن نطاق اختصاص المنظمة. وكان الصك الوحيد الذي أنشئ بموجب المادة 19 حتى الآن هو اتفاقية المنظمة الإطارية بشأن مكافحة التبغ، التي قدمت إسهاما كبيرا وسريعا في حماية الناس من التبغ منذ دخولها حيز النفاذ في عام 2005.
وبموجب المقرر الإجرائي الذي اعتُمد اليوم، ستعقد هيئة التفاوض اجتماعها الأول بحلول 1 آذار/مارس 2022 (للاتفاق على أساليب العمل والأطر الزمنية) واجتماعها الثاني بحلول 1 آب/أغسطس 2022 (لمناقشة التقدم المحرز بشأن مسودة أولية). وستعقد أيضاً جلسات علنية لإثراء مداولاتها؛ وتقدم تقريرا مرحليا إلى جمعية الصحة العالمية السادسة والسبعين في عام 2023؛ وتقدم وثيقتها الختامية إلى جمعية الصحة العالمية السابعة والسبعين في عام 2024 لكي تنظر فيها.
وطلبت أيضاً جمعية الصحة العالمية من المدير العام للمنظمة بموجب هذا المقرر الإجرائي أن يتولى توجيه الدعوة إلى عقد اجتماعات هيئة التفاوض وأن يقدم الدعم لأعمالها، بوسائل منها تيسير مشاركة هيئات منظومة الأمم المتحدة الأخرى والجهات الفاعلة غير الدول وأصحاب المصالح المعنيين الآخرين في هذه العملية بالقدر الذي تقرره هيئة التفاوض.