في احتفال مؤثر أُقيم في جمعية الصحّة العالميّة الخامسة والسبعين في جنيف، مُنِحت جوائز لمجموعة من الأفراد من جميع أنحاء العالم تقديراً لإسهاماتهم البارزة في مجال الصحّة العامّة.
وتحدّث الدكتور تيدروس أدحانوم غيبريسوس، المدير العام لمنظّمة الصحّة العالميّة (المنظّمة) لدى افتتاحه حفل توزيع الجوائز، قائلاً: "إن هذه الجوائز والمكافآت الممنوحة في مجال الصحّة العامّة لعام 2022 هي لتكريم أفراد ومؤسسات من جميع أنحاء العالم على نجاحهم في التصدي لطائفة واسعة من التحديات الصحّية. ويشرفنا أن نجتمع معاً ههنا لتكريم هؤلاء الأبطال الحقيقيين في مجال الصحّة. كما أعرب عن شكري للمؤسسات والمنشآت التي تدعم هذه الجوائز بسخاء".
والعديد من الجوائز الممنوحة في مجال الصحّة العامّة أنشأتها شخصيات مرموقة في مجال الصحة العامة، أو أُنشِئت تخليداً لذكراهم.
وتُرسَل دعوة تسمية المرشحين لكل جائزة سنوياً عقب اختتام جمعية الصحّة العالميّة. ويمكن تقديم الترشيحات من جانب الإدارات الصحّية الوطنية للدول الأعضاء في المنظّمة وأي شخص تلقى إحدى هذه الجوائز سابقاً. وقد اختير الفائزون بالجوائز لعام 2022 في دورة المجلس التنفيذي الخمسين بعد المائة المعقودة في كانون الثاني/ يناير 2022 بناءً على توصيات مقدّمة من هيئات اختيار الفائزين لكل جائزة.
الفائزون بجوائز عام 2022
جائزة مؤسسة إحسان دغرمجي لصحّة الأسرة
الفائز بالجائزة: البروفيسور محمد هابيرال، تركيا
البروفيسور هابيرال شخصية رائدة في الجراحة العامّة وزرع الأعضاء وعلاج الحروق، وقد ساعد في إنشاء إطار قانوني بشأن زرع الأعضاء في تركيا، ساعياً في الوقت ذاته إلى تعزيز قبوله في المجتمع من خلال نهج شامل لصحّة الأسرة والمجتمع، وعمل مع أوساط أسر المرضى الذين يعانون من أمراض ميؤوس من شفائها وأوساط القادة الدينيين. وقد أدى دوره القيادي وتعاونه مع المؤسسات الوطنية والإقليمية والعالميّة إلى إنشاء العديد من مراكز زرع الأعضاء في تركيا وتدريب الكثير من المهنيين الصحّيين المهتمين بهذا المجال.
جائزة ساساكاوا للصحّة
الفائز بالجائزة: الدكتور بايسان روامفيبونسوك، تايلند
الدكتور روامفيبونسوك طبّيب عيون متخصّص في رعاية شبكية العين، وقد ركز طوال السنوات الـ 25 الماضية على دراسة السبب الرئيسي الثاني للعمى في تايلند - أي اعتلال الشبكية السكري. وابتكر الدكتور روامفيبونسوك طريقة خاصة لفحص هذه الحالة وبدأ بتطبّيقها، ومن ثم قاد مبادرة رائدة لتدريب كادر الموظفين غير المختصين بطب العيون على استخدام هذه الطريقة وتمكينهم من الكشف بشكل صحيح عن اعتلالات الشبكية في كل مكان في تايلند، بما في ذلك في المناطق النائية. وبفضل عمله أصبح فحص اعتلال الشبكية السكري الآن برنامجاً متاحاً مجاناً للجميع في جميع أنحاء البلد وتديره وزارة الصحّة العامّة.
جائزة مؤسسة الإمارات العربية المتحدة للصحّة
الفائز بالجائزة: شبكة نيكاراغوا لمكافحة الملاريا
اضطلع المكوّن الوطني المعني بالملاريا لدى وزارة تمكين المواطن من أجل الصحّة في نيكاراغوا على مدى أكثر من 50 عاماً بدور رئيسي في تنفيذ البرنامج الوطني لمكافحة الملاريا، بدعم من الشبكة المجتمعية للمتعاونين المتطوعين (شبكة ColVol)، وهي شبكة مؤلفة من مجموعة من العاملين الصحّيين المحليين الذين يركّزون على ترصد الملاريا وتشخيصها وعلاجها في بلدية بويرتو كابيزاس بنيكاراغوا. وتضطلع الشبكة بدور قيادي في مجال إشراك المجتمعات المحلية وإيصال الخدمات الأساسية إلى المجتمعات النائية والمتنوعة عرقياً. وقد انخفض بشكل كبير عبء مرض الملاريا في المجتمعات المحلية الحاصلة على خدمات الشبكة.
جائزة سمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح للبحوث في مجالي الرعاية الصحّية للمسنّين وتعزيز الصحّة
الفائزة بالجائزة: الدكتورة هنادي خميس مبارك الحمد، قطر
تتولى الدكتورة هنادي الحمد القيادة الوطنية لأولوية الشيخوخة الصحية في وزارة الصحّة العامّة وهي مديرة قسم أمراض الشيخوخة والرعاية الطويلة الأجل وخدمات التأهيل في قطر، وقد تصدرت تطوير برامج مبتكرة مثل العيادات الافتراضية لكبار السن ووحدة الرعاية النهارية العاجلة في قطر. وبفضل عملها المتميز، تحققت زيادة بنسبة 20% في السعة الاستيعابية لمرافق الرعاية الطويلة الأجل؛ ودُمجت الآن بالكامل الخدمات الصحّية المتنقلة وخدمات الرعاية المنزلية؛ وأُنشِئت صفحة إلكترونية لكبار السن تقدم معلومات عن الشيخوخة الصحية؛ ووُسّع نطاق خدمات التأهيل المجتمعية وخدمات عيادات الذاكرة على مستوى الرعاية الأولية.
جائزة الدكتور لي جونغ - ووك التذكارية للصحّة العامّة
الفائزان بالجائزة: البروفيسور براكيت فاثيساتوغكيت، تايلند، ومركز علاج انخفاض الحرارة الشديد، بولندا
البروفيسور براكيت فاثيساتوغكيت، تايلند
البروفيسور براكيت فاثيساتوغكيت من تايلند هو الأمين التنفيذي لهيئة العمل من أجل مكافحة التدخين والتمتع بالصحّة منذ عام 1986 وعضو اللجنة الوطنية لمكافحة تعاطي التبغ بوزارة الصحّة العامّة في تايلند، وقد كرّس حياته المهنية لمكافحة التبغ، مما أسفر ليس عن تحسين بروتوكولات العلاج والرعاية للمرضى فحسب، بل أيضاً عن مجموعة جديرة بالإعجاب من تدابير مكافحة التبغ، من بينها فرض الضرائب على التبغ والقيود على إعلانات التبغ ورعاية شركات التبغ للأحداث الرياضية. ويؤدي البروفيسور فاثيساتوغكيت دوراً رائداً في الدعوة إلى تطبيق هذه التدابير، ويعمل في مختلف القطاعات، ويحرص على إشراك عامّة الجمهور وإقامة الشبكات وتمكينها.
مركز علاج انخفاض الحرارة الشديد، بولندا
لقد كان مركز علاج انخفاض الحرارة الشديد في بولندا أول مرفق بولندي مخصّص لعلاج مرضى انخفاض الحرارة في البلد ومن أوائل المراكز الطبّية في العالم المخصّصة لعلاج انخفاض الحرارة العرضي. وقد أنشأ المركز كل من الدكتور توماس داروتشا الخبير في مجال العلاج خارج الجسم والدكتور سيلويريوس كوسينسكي أخصائي التخدير والعناية المركزة. وقد شرع مركز علاج انخفاض حرارة الجسم الشديد في تنفيذ العديد من مشاريع البحث والتطوير لتصميم حلول تكنولوجية حديثة يُستفاد منها في تشخيص حالة انخفاض حرارة الجسم وعلاجها. كما أنجز عملاً رائداً في ميدان تدريب المستجيبين الأوائل في فرق الإنقاذ العاملة في الجبال لإنقاذ الأرواح.
وتجمع الطائفة الكبيرة من الأطباء والخبراء العاملين في المركز بين العمل الطبّي والبحثي والعمل الاجتماعي، وتعترف بمشكلة "انخفاض حرارة الجسم في المناطق الحضرية" والبعد الاجتماعي لانخفاض درجة الحرارة العرضي. ويشمل ذلك ضرورة توعية الأشخاص المعرضين لمخاطر انخفاض الحرارة، ولاسيما في أوساط من يعيشون في ظروف التشرد أو الفقر.
جائزة نيلسون مانديلا لتعزيز الصحّة
الفائز بالجائزة: الدكتور وو زونيو، الصين
يُعرف الدكتور زونيو وو، كبير أخصائيي الوبائيات في المركز الصيني لمكافحة الأمراض والوقاية منها، بإنجازاته البارزة في مجال الوقاية من الأيدز والعدوى بفيروسه، مثل السياسات الابتكارية المسنّدة بالبيّنات التي وضعها للوصول إلى الفئات الأشد عرضة للإصابة بالأيدز والعدوى بفيروسه. كما كان الدكتور وو رائداً في تصميم برامج التوعية وتجريبها وتوسيع نطاقها لزيادة استخدام الواقي الذكري بين العاملين في مجال الجنس، وأنشأ أول برنامج لاستبدال الإبر في الصين وأول علاج واسع النطاق للاستعاضة عن المواد الأفيونية. وكان أثر هذه التدابير كبيراً، حيث لا يمثل متعاطو المخدرات اليوم سوى 1% من مجموع المصابين بعدوى فيروس العوز المناعي البشري في الصين، بعد أن كانوا يمثلون نصفهم في عام 2004.
وبفضل عمل الدكتور وو، أصبح اختبار الكشف عن فيروس العوز المناعي البشري الآن أداة وقاية رئيسية في أوساط جميع الفئات المعرّضة للخطر، وشهد عام 2020 إجراء حوالي 300 مليون اختبار كشف للفيروس في الصين. كما أصبحت توصيات الدكتور وو بشأن التدخلات الخاصة بتوعية الفئات المعرضة للخطر بمثابة سياسة وطنية.