أعلنت منظمة الصحة العالمية عن إنشاء مجلس جديد يُعنى باقتصاديات الصحة للجميع، يعمل فيه كبار خبراء الاقتصاد وخبراء الصحة، على وضع "الصحة للجميع" في صميم تفكيرنا في كيفية تحقيق القيمة والنمو الاقتصادي.
وقال الدكتور تيدروس أدحانوم غيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية عندما أعلن عن ذلك يوم الجمعة، آخر أيام الدورة المستأنفة لجمعية الصحة العالمية الثالثة والسبعين، "لقد كشفت جائحة كوفيد-19 عن عواقب النقص المزمن في الاستثمار في الصحة العامة. ولكننا لا نحتاج إلى المزيد من الاستثمارات فحسب؛ بل يتعيّن علينا أيضاً أن نعيد التفكير في مدى تقديرنا للصحة".
وسيسعى المجلس، الذي ترأسه الخبيرة الاقتصادية الذائعة الصيت، الأستاذة ماريانا مازوكاتو، أستاذة اقتصاديات الابتكار والقيمة العامة والمديرة المؤسسة لمعهد الابتكار والمنفعة العامة في كلية لندن الجامعية، إلى خلق مجموعة من الأعمال التي تنظر إلى الاستثمار في النظم الصحية المحلية والعالمية كاستثمار في المستقبل، لا كتكلفة قصيرة الأجل. فتصميم مثل هذه الاستثمارات يجعل اقتصاداتنا أكثر صحة وشمولاً واستدامة.
وقد كشفت جائحة كوفيد-19 التي بلغ فيها عدد الحالات المبلغ عنها 52 مليون حالة و1,3 مليون وفاة، عن العواقب الوخيمة المترتبة على النقص المزمن في الاستثمار في الصحة على الاقتصاد العالمي وعلى حياة مليارات البشر وسبل عيشهم في جميع أنحاء العالم.
وخلال العام الماضي، تسببت الجائحة في أزمة اجتماعية اقتصادية لا مثيل لها؛ أزمة قوضت الاستقرار والتضامن على الصعيد العالمي، وأوضحت مدى الترابط بين الصحة والاقتصاد، وكانت بمثابة تذكرة بأن الصحة هي حق من حقوق الإنسان.
وقالت الأستاذة مازوكاتو "إننا نعيش أزمات متعددة، اقتصادية ومناخية وصحية. فإذا استمرينا في ترقيع النظام كل مرة، سنظل متأخرين على الدوام. ويسعدني أن أعمل عن كثب مع الدكتور تيدروس على برنامج اقتصادي استباقي للصحة للجميع، من أجل تشكيل اقتصاداتنا بحيث تكون العافية والإدماج في صميم الطريقة التي نعمل بها على تحقيق القيمة وقياسها وتوزيعها".
ولن تكون العودة إلى الوضع المعتاد بعد الجائحة كافية – فنحن بحاجة إلى إحداث تحوّل يقوم على الابتكار في نظمنا الصحية من أجل تحقيق العافية الاقتصادية في كل مكان.
فكما قال الدكتور تيدروس: "لقد حان الوقت لرواية جديدة لا ترى الصحة تكلفةً بل استثماراً يشكل أساس الاقتصادات المنتجة والقادرة على الصمود والمستقرة".
ومن المتوقع أن يعقد المجلس المعني باقتصادات الصحة للجميع دورته الافتراضية الأولى في الأسابيع المقبلة من أجل مناقشة خطة عمله وطريقة عمله. وسينتج المجلس القيادة الفكرية اللازمة لتنفيذ التغيير، وسيساعد على توجيه المبادرات التجريبية على الصعيد القطري.