London School of Hygiene and Tropical Medicine
Mother holding baby
© الصورة

هناك حاجة ماسة إلى لقاح للوقاية من المكورات العقدية من الفئة "ب" الفتاكة

دراسة جديدة تكشف أن البكتيريا هي السبب الرئيسي للولادات المبتسرة وحالات الإعاقة ووفيات الأطفال على صعيد العالم

2 تشرين الثاني/نوفمبر 2021
أخبار الإدارات
جنيف/ لندن
  • العبء العالمي للمكورات العقدية من الفئة "ب" أكبر بكثير ممّا كان معترفاً به سابقاً، لأنه يرتبط بأكثر من نصف مليون ولادة مبتسرة سنوياً، ويتسبب كذلك في وفاة 100,000 مولود تقريباً، وما لا يقل عن 46,000 حالة إملاص، وعدد كبير من حالات الإعاقة المستديمة.
  • رغم أن البكتيريا المسببة للمرض غير ضارة بمعظم الحوامل اللواتي يحملنها، فإنها يمكن أن تكون خطيرة للغاية عندما تنتقل إلى الأطفال أثناء الحمل أو الولادة أو في الأسابيع الأولى من العمر.
  • هناك حاجة ماسة إلى لقاحات جديدة للحد من الوفيات المرتبطة بالمكورات العقدية من الفئة "ب" وحماية أرواح الرضع وصحتهم في جميع أنحاء العالم.

كشف تقرير جديد صادر عن منظمة الصحة العالمية (المنظمة) وكلية لندن للصحة والطب الاستوائي (كلية لندن) عن التأثير العالمي المفزع للمكورات العقدية من الفئة "ب" (المكورات العقدية) - وهي بكتيريا شائعة الانتشار يمكن أن تنتقل في رحم الأم أو أثناء الولادة أو في الأسابيع الأولى من العمر - وتتسبب سنوياً في وفاة حوالي 000 150 طفل، وفي أكثر من نصف مليون ولادة مبتسرة وعدد كبير من حالات الإعاقة المستديمة.

ويوجّه التقرير دعوة عاجلة إلى تطوير لقاحات للأمهات ضد المكورات العقدية للحد من هذه الخسائر، ويشدّد على أنها لقاحات يمكن أن تكون عالية المردودية - وتعود بفوائد صحية كبيرة - في أقاليم العالم كافّة.

وتحدث الدكتور فيليب لامباش، المسؤول الطبي في إدارة التمنيع واللقاحات والمستحضرات البيولوجية في المنظمة ومؤلف التقرير، قائلاً: إن هذا البحث الجديد يثبت أن المكورات العقدية تشكل تهديداً كبيراً من التهديدات المُستهان بها بالنسبة لبقاء المواليد على قيد الحياة ورفاههم، مما يخلّف آثاراً مدمرة على أسر كثيرة جداً في العالم. وتضم المنظمة صوتها إلى الشركاء في الدعوة إلى التعجيل بتطوير لقاح للأمهات ضد المكورات العقدية الذي من شأنه أن يعود بفوائد هائلة على بلدان العالم بأسره".

ويحدّد هذا البحث الجديد لأول مرة الدور الرئيسي للمكورات العقدية في الولادات المبتسرة، وكذلك الاعتلالات العصبية الناجمة عنها - مثل الشلل الدماغي وفقدان السمع البصر - التي يمكن أن تحدث الإصابة بالعدوى المرتبطة بالمكورات العقدية.

وهناك العديد من لقاحات المكورات العقدية المرشحة قيد التطوير، ولكن لم يُوفّر بعدُ أي واحد منها، رغم مرور عدة عقود من العمل على تطويرها.

وتحدثت البروفيسورة جوي لاون، مديرة مركز الصحة الإنجابية للأمهات وصحة المراهقين والأطفال في كلية لندن وإحدى المساهمات في إعداد التقرير، قائلةً: "إن عدوى المكورات العقدية من الفئة "ب" تشكل تحدياً خطيراً لكل أسرة متضررة بها، وفي كل بلد، وقد يؤدي تطعيم الأمهات ضدها إلى إنقاذ أرواح مئات الآلاف من الأطفال في السنوات المقبلة، ولكن العالم لم ينتج بعد أي لقاح ضدها رغم مرور 30 عاماً على طرح هذا الموضوع لأول مرة. وقد حان وقت العمل الآن لحماية المواطنين الأكثر عرضةً للخطر في العالم بلقاح مضاد للمكورات العقدية."

ويحمل ما متوسطه 15٪ من جميع الحوامل حول العالم – أي قرابة 20 مليون حامل سنوياً - بكتيريا المكورات العقدية في المهبل، دون أن تصحب ذلك أي أعراض عادةً. ومن ثم يمكن أن تنتقل البكتيريا من الحامل إلى الجنين في الرحم، أو إلى المولود أثناء المخاض.

ويمثل العلاج الوقائي بالمضادات الحيوية الذي يُعطى للحامل أثناء المخاض الوسيلة الرئيسية حالياً لوقاية المواليد من مرض المكورات العقدية، إذا كُشف عن البكتيريا أثناء الحمل. بيد أنه ما زالت هناك مخاطر صحية كبيرة حتى في الأقاليم التي ترتفع فيها معدلات التغطية بالعلاج الوقائي، لأن من المستبعد أن يحول هذا التدخل دون وقوع معظم حالات الإملاص أو الولادات المبتسرة المرتبطة بالمكورات العقدية، أو مرض المكورات العقدية الذي يُصيب الطفل في وقت لاحق عقب الولادة.

والأهم من ذلك أن العبء الأكبر للمكورات العقدية يقع على عاتق البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل التي يصعب فيها للغاية إجراء الفحوص وإعطاء المضادات الحيوية أثناء الولادة، وتمسّ فيها بالتالي الحاجة إلى إيجاد لقاح للمرض. وتتركز أعلى معدلات الإصابة بالمكورات العقدية لدى الأمهات في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى (التي تستأثر بنصف العبء العالمي للمرض تقريباً)، وفي شرق آسيا وجنوب شرقها.

وتحدثت الدكتورة مارتينا لوكونغ باي، منسقة البرنامج الوطني المتعدد القطاعات لمكافحة وفيات الأمهات والمواليد والأطفال في وزارة الصحة العامة بالكاميرون، وهي من المساهمين أيضاً في إعداد التقرير، قائلة: "إن من شأن إيجاد لقاح جديد للأمهات ضد المكورات العقدية أن يغير قواعد اللعبة فيما يخص الحد من وفيات المواليد والأمهات في البلدان الأشدّ تضرراً بالمرض - وخصوصاً أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى التي يبلغ فيها عبء هذه الوفيات مستوىً مثيراً للذعر. ونحن نناشد جميع أصحاب المصلحة أن يتعاملوا مع هذه المسألة على أنها مسألة ذات أولوية أخلاقية".

ويدعو التقرير الباحثين ومطوري اللقاحات والممولين إلى تسريع وتيرة تطوير لقاح فعال ضد المكورات العقدية بحيث يتسنى إعطاؤه للحوامل أثناء خضوعهن لفحوص الحمل الروتينية.

وتشير التقديرات إلى أنه إذا بلغت نسبة تطعيم الحوامل ضد المكورات العقدية أكثر من 70%، فإنه يمكن حينئذ تجنب أكثر من 50,000 وفاة مرتبطة بتلك المكورات سنوياً - فضلاً عن تجنب أكثر من 170,000 ولادة مبتسرة. ووفقاً لما يرد في التقرير، فإن صافي الفوائد النقدية الناتجة عن تطعيم الأمهات ضد المكورات العقدية لمدة عام قد يصل إلى ما مقداره 17 مليار دولار أميركي – تتراكم على مدى عدة سنوات – إذا تم توفير اللقاحات بأسعار معقولة.

ويبرز التقرير فجوات كبيرة تتخلل البيانات وتسبب بعض أوجه عدم اليقين بشأن العبء الإجمالي للوفيات والأمراض الناجمة عن المكورات العقدية. فكثيراً ما يتدنى مستوى تحري الأسباب المعدية لحالات الإملاص مثلاً، في مختلف البلدان، ما يعني أن النصيب الفعلي للمكورات العقدية في وقوعها قد يكون أعلى بكثير من ذلك.

وتحدثت السيدة ديبي فوروود التي ولدت ابنتها آدا ميتة عقب إصابتهما كلتيهما بعدوى المكورات العقدية، قائلة: "من الصعب وصف مدى الحزن الذي يصيبك أو عمقه عندما يموت طفلك، أو الشعور بالذنب المصاحب لذلك، وإلى أي حد يغيّرك ذلك، ويغير أسرتك، وعلاقاتك إلى الأبد. لم يكن بالإمكان إنقاذ آدا إلا بلقاح مضاد للمكورات العقدية. وعندما يتسنى طرح لقاح مضاد للمرض على نطاق واسع، فسوف أبكي وأصرخ بوجه الظلم الذي أتى به بعد فوات الأوان بالنسبة لها ولجميع الأطفال الآخرين الذين يعانون ويموتون سنوياً دون داع بسب تأخر اللقاح. ولكنني سأبكي فرحاً أيضاً لأن أطفالاً آخرين كُثر سيعيشون في المستقبل، وستُنتشل أسرهم من الجحيم التي يعيشها من يفقد طفله".

وقد صدر هذا التقرير في المؤتمر العالمي المعني بالمكورات العقدية، المعقود في إطار الندوة الدولية بشأن مرض المكورات العقدية، الذي تعقده المنظمة وكلية لندن من يوم الأربعاء 3 تشرين الثاني/ نوفمبر إلى يوم الجمعة 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 2021. والهدف من هذا المؤتمر هو تعبئة طاقات الباحثين بشأن كيفية سد الفجوات التي تتخلل البيانات وتسريع وتيرة البحوث العلمية للحد من آثار هذه البكتيريا المهددة لأرواح الناس في جميع أرجاء العالم.

لمزيد من المعلومات أو طلبات إجراء المقابلات، يُرجى الاتصال بتيلي هاينز على العنوان: press@lshtm.ac.uk، ولورا كينان على العنوان: keenanl@who.int، والعنوان: mediainquiries@who.int.

الوسائط المتعددة:

يمكن الاطلاع هنا على الصور والمواد المتعلقة بهذا التقرير والمؤتمر المعقود في إطار الندوة الدولية بشأن مرض المكورات العقدية.

تفاصيل النشر:

تفاصيل التقرير المشترك بين منظمة الصحة العالمية وكلية لندن للصحة والطب الاستوائي في الفترة اللاحقة لحظر النشر: www.who.int/teams/immunization-vaccines-and-biologicals/immunization-analysis-and-insights/vaccine-impact-value/group-b-streptococcus-full-value-of-vaccine-assessment

تفاصيل ملحق مجلة الأمراض المعدية السريرية في الفترة اللاحقة لحظر النشر: https://academic.oup.com/cid/pages/strep-b-worldwide

ويمكن الاطلاع هنا أيضاً على النسخ المحظور نشرها من التقرير والورقات الصادرة عن مجلة الأمراض المعدية السريرية.

ملاحظات للمحررين:

العبء السنوي للمكورات العقدية معبراً عنه بالأرقام في عام 2020

         •        19,700,000 امرأة حامل حاملة لعدوى المكورات العقدية من الفئة "ب"

         •        518,000 ولادة مبتسرة مرتبطة بالمكورات العقدية

         •        390,000 حالة إصابة بالمكورات العقدية بين الرضع

         •        91,000 وفاة بين المواليد

         •        +46,000 حالة إملاص

         •        40,000 رضيع متعايشين مع اعتلالات عصبية عقب الإصابة بعدوى مرتبطة بالمكورات العقدية

نبذة عن التقرير والورقات المرتبطة به

يحدّث التقرير المعنون الأهمية العالمية للقاح المكورات العقدية من الفئة "ب" التقديرات العالمية الحالية لعبء المكورات العقدية، التي نشرتها المنظمة وكلية لندن لأول مرة في عام 2017، ومولتها مؤسسة بيل وميليندا غيتس. وتشتمل هذه التقديرات الجديدة للمرة الأولى على بيانات عن الولادات المبتسرة المرتبطة بالمكورات العقدية، وكذلك خطورة إصابة الناجين من هذه المكورات بضعف النمو العصبي، بالاستناد إلى بيانات جديدة وردت من الدانمرك وخمسة بلدان منخفضة ومتوسطة الدخل (هي الأرجنتين والهند وكينيا وموزامبيق وجنوب أفريقيا).

وترتبط بهذا التقرير سلسلة مكونة من تسع ورقات تولى إعدادها 61 مؤلفاً منحدرين من 6 قارات، ونُشرت في ملحق مجلة الأمراض المعدية السريرية تحت عنوان – 'كل بلد، كل أسرة: مرض المكورات العقدية من الفئة "ب" في جميع أنحاء العالم'. وترد في تلك الورقات بيانات أكثر تعمقاً عن مرض المكورات العقدية، فضلاً عن التكاليف الباهظة التي تتكبدها الأسر بسبب الاعتلالات الناجمة عن المرض. وتكشف ورقتان تقودهما المنظمة عن مدى الاستعداد لوضع البرامج المعنية بالانتفاع باللقاحات ومزيد من المعلومات عن حجم الأسواق التي تُطرح فيها وإمكانية استدامتها.

ويمثل هذا التقرير أول نتيجة لخريطة الطريق المعنونة "دحر التهاب السحايا بحلول عام 2030" التي وضعتها المنظمة والشركاء، بمن فيهم كلية لندن.

نبذة عن الندوة الدولية بشأن مرض المكورات العقدية

الندوة الدولية بشأن مرض المكورات العقدية لعام 2021 مؤتمر عالمي معني بالمكورات العقدية من الفئة "ب": تسريع وتيرة اتخاذ إجراءات مسندة بالبينات، فيما يخص كل أسرة، في كل مكان، وهي ندوة تعقدها منظمة الصحة العالمية ومركز اللقاحات ومركز الصحة الإنجابية للأمهات وصحة المراهقين والأطفال التابع لكلية لندن للصحة والطب الاستوائي. والتسجيل في المؤتمر مجاني عبر الإنترنت في الرابط التالي: ISSAD.org، والذي سيُعقد من يوم الأربعاء 3 تشرين الثاني/ نوفمبر إلى يوم الجمعة 5 تشرين الثاني/ نوفمبر.

نبذة عن كلية لندن للصحة والطب الاستوائي

كلية لندن للصحة والطب الاستوائي مركز رائد عالمياً في مجال البحوث والدراسات العليا والتعليم المستمر في مجالي الصحة العامة والعالمية. وتتمتع الكلية بحضور دولي قوي ولديها أكثر من 3500 موظف و5000 طالب يعملون في المملكة المتحدة وبلدان العالم بجميع أنحائه، وهي تدرّ دخلاً سنوياً من البحوث قدره 180 مليون جنيه إسترليني.

وكلية لندن واحدة من مؤسسات البحث الأعلى تقييماً في المملكة المتحدة، وهي تتشارك مع وحدتين جامعيتين تابعتين لمجلس البحوث الطبية في غامبيا وأوغندا، وقد اختيرت جامعة العام في جوائز تايمز للتعليم العالي لعام 2016. وتتمثل مهمتها في تحسين الصحة وتعزيز الإنصاف في مجال الصحة بالمملكة المتحدة والعالم؛ وذلك بالعمل في إطار إقامة الشراكات لتحقيق التميز في البحوث المتعلقة بالصحة العامة والعالمية والتعليم وترجمة المعارف إلى سياسات وممارسات.

لمتابعتنا على تويتر: @LSHTM/ للاستماع إلى النشرات الصوتية عن علوم الفيروسات الصادرة عن الكلية

www.lshtm.ac.uk

نبذة عن منظمة الصحة العالمية

تأسست منظمة الصحة العالمية في عام 1948، وهي وكالة الأمم المتحدة التي تربط بين البلدان والشركاء والناس لتعزيز الصحة والحفاظ على سلامة العالم وخدمة الضعفاء - حتى يتمكن الجميع، في كل مكان، من التمتع بأعلى مستوى ممكن من الصحة.

www.who.int

للاتصال الإعلامي

Laura Keenan


في منظمة الصحة العالمية

الهاتف: +41 79 500 65 64

استفسارات وسائل الإعلام