© منظمة الصحة العالمية / ناتالي نقاش
عامل رعاية صحية يستعد لمعاينة المرضى وجمع عينات من الجهاز التنفسي لمن تظهر عليهم أعراض مرضية لفحصها والكشف فيها عن فيروسات الأنفلونزا وفيروس كورونا 2 المسبِّب للمتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة وفيروسات الجهاز التنفسي الأخرى.
© الصورة

تقرير جديد يبرز الحاجة إلى توظيف استثمارات مستدامة في برامج الوقاية من العدوى ومكافحتها

29 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
بيان صحفي
جنيف/ باري

بعد مرور خمس سنوات تقريباً على الإبلاغ لأول مرة عن مرض كوفيد-19، صدر تقرير عالمي جديد عن منظمة الصحة العالمية (المنظمة) بشأن الوقاية من العدوى ومكافحتها يثبت بطء وتيرة التقدم المُحرز في سد الثغرات الخطيرة في مجال الوقاية من حالات العدوى الناجمة عن الرعاية الصحية.

ويمكن الوقاية من نسبة كبيرة من حالات العدوى الناجمة عن الرعاية الصحية بفضل تحسين ممارسات الوقاية من العدوى ومكافحتها والخدمات الأساسية للإمداد بالمياه والصرف الصحي والنظافة الصحية، والتي تعد أيضاً من "أفضل الخيارات" العالية المردودية للحد من مقاومة مضادات الميكروبات في أماكن الرعاية الصحية. ويرد في هذا التقرير، الصادر أثناء إقامة حدث جانبي لمجموعة البلدان السبع استضافته إيطاليا، تقييم أساسي موجه إلى راسمي السياسات والمهنيين المعنيين بشؤون الوقاية من العدوى ومكافحتها وعاملي الرعاية الصحية وأصحاب المصلحة لتوجيه ما يتخذونه من إجراءات.

ويرى التقرير أنه رغم وجود نسبة 71٪ من البلدان التي لديها الآن برامج فاعلة بشأن الوقاية من العدوى ومكافحتها، فإن نسبة البلدان التي استوفت جميع المتطلبات الدنيا الصادرة عن المنظمة بشأن الوقاية من العدوى ومكافحتها اقتصرت على 6٪ في الثنائية 2023-2024، وهي أقل بكثير من الغاية المحددة في خطة عمل المنظمة العالمية وإطار الرصد بشأن الوقاية من العدوى ومكافحتها لتحقيق نسبة تزيد على 90٪ بحلول عام 2030. ويسلط التقرير الضوء أيضاً على أن المرضى في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل معرضون لخطر الإصابة بالعدوى أثناء تقديم الرعاية الصحية بمقدار يصل إلى 20 مرة مقارنة بالبلدان المرتفعة الدخل.

وتحدث الدكتور تيدروس أدحانوم غيبريسوس المدير العام للمنظمة قائلاً: "إن جائحة كوفيد-19 جنباً إلى جنب مع فاشيات كل من الإيبولا وماربورغ وجدري القردة (الإمبوكس) هي من أوضح الأمثلة التي تثبت قدرة المُمرضات على الانتشار بسرعة وتعاظم خطرها في أماكن الرعاية الصحية. وتشكل حالات العدوى هذه الناجمة عن الرعاية الصحية تهديداً يومياً في كل المستشفيات والعيادات، ولا يقتصر تهديدها أثناء اندلاع الأوبئة والجوائح. وبإمكان كل بل بلد، بل ويجب عليه، بذل المزيد من الجهود للوقاية من حالات العدوى هذه ومكافحتها بمجرد ظهورها."

وتتسبب حالات العدوى الناجمة عن الرعاية الصحية في رقود المرضى في المستشفيات لمدة أطول ومعاناتهم من مضاعفات مثل الإنتان، بل ومن الإعاقة أو الوفاة ببعض الحالات. ولا يُستغنى أيضاً عن معالجة حالات العدوى الناجمة عن الرعاية الصحية بفضل تحسين ممارسات الوقاية من العدوى ومكافحتها للحد من مخاطر مقاومة مضادات الميكروبات، لأن التقديرات الصادرة مؤخراً تشير إلى ظهور 136 مليون حالة عدوى ناجمة عن الرعاية الصحية ومقاومة للمضادات الحيوية سنوياً.

كما رأى التقرير أن مرافق الرعاية الصحية تواجه تحديات كبيرة في مجال توفير التمويل والموارد اللازمة، بما في ذلك نقص أعداد المهنيين المعنيين بشؤون الوقاية من العدوى ومكافحتها وما يلزم من ميزانيات لتحقيق ذلك، وخاصة في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل. كما أبلغ ربع البلدان تقريباً عن حالات نقص في إمداداتها من معدات الحماية الشخصية في عام 2023.

ووفقاً لبيانات جديدة صادرة عن المنظمة ومنظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي، تشير التقديرات إلى حالات العدوى الناجمة عن الرعاية الصحية قد تودي بحياة 3,5 مليون مريض سنوياً إن لم تُتّخذ إجراءات عاجلة بصددها. ومن شأن تحسين تدابير الوقاية من العدوى ومكافحتها على جميع المستويات أن يساعد في تقليل عدد الوفيات. وتشير تقديرات النمذجة إلى أن تدخلات الوقاية من العدوى ومكافحتها في نقاط الرعاية في المرافق الصحية التي تتولى تنسيقها وزارات الصحة أو الشبكات القائمة هي تدخلات يمكن أن تسهم في تجنب وفيات يصل عددها إلى 000 821 وفاة سنوياً بحلول عام 2050. كما أن من شأن هذه التدخلات أن تحقق وفورات سنوية في نفقات الرعاية الصحية بمبلغ يصل إلى 112 مليار دولار أمريكي وتحقق مكاسب اقتصادية بمبلغ يصل إلى 124 مليار دولار أمريكي.

ومن جهته، تحدث الدكتور بروس أيلوارد المدير العام المساعد للمنظمة لشؤون التغطية الصحية الشاملة وصون الصحة طوال العمر قائلاً: "إن المنظمة ملتزمة بتزويد البلدان بالدعم الازم لضمان أن يكون كل من تُتاح له الرعاية الصحية ويقدمها في مأمن من حالات العدوى الناجمة عن الرعاية الصحية بحلول عام 2030. وينبغي أن تنظر كل البلدان إلى مسألة الوفاء بجميع المتطلبات الدنيا بشأن الوقاية من العدوى ومكافحتها على الصعيد الوطني وصعيد مرافق الرعاية الصحية على أنها أولوية لحماية المرضى وعاملي الرعاية الصحية والحيلولة دون تعريضهم لمعاناة لا داعي لها."