مبادرة تسريع إتاحة أدوات مكافحة كوفيد-19 (ACT) تنشر استراتيجية وميزانية بأولويات محددة لعام 2021 من أجل تغيير مسار جائحة كوفيد-19

12 آذار/مارس 2021
بيان صحفي

مبادرة تسريع إتاحة أدوات مكافحة كوفيد-19 هي شراكة مبنية على الإنصاف تضم وكالات رئيسية للصحة العامة وأطلقتها منظمة الصحة العالمية (المنظمة) والمفوضية الأوروبية وفرنسا ومؤسسة بيل وميليندا غيتس في نيسان/ أبريل 2020.

وقد أحرزت المبادرة في أقل من سنة تقدماً حقيقياً لتسريع وتيرة إنهاء جائحة كوفيد-19. وسرّعت تطوير اختبارات تشخيصية وعلاجات ولقاحات ونظم صحية لمكافحة كوفيد-19 وأحدثت فرقاً حقيقياً في القدرة على التصدي لهذا المرض على نطاق العالم، شريطة أن يتمكن العالم من ضمان الإنصاف في توزيع هذه الأدوات الحيوية.

ومع ذلك، ما زال العالم يتعرض لتهديد لا مثيل له وسريع التطور بسبب مرض كوفيد-19. فهناك ثلاثة تغييرات رئيسية مرتبطة بالجائحة والبيئة التشغيلية للمبادرة اقتضت تحديث الأولويات واحتياجات التمويل ومبررات الاستثمار الخاصة بالمبادرة. فأولاً،  تتوافر اللقاحات المضادة لكوفيد-19 في الوقت الحالي لكن إمداداتها تواجه مصاعب جمة. وثانياً، تظهر أشكال متحورة للفيروس لها خصائص تثير القلق بشكل متزايد. وثالثاً، لم توظّف استثمارات كافية في الحلول العالمية الرامية إلى توسيع نطاق إتاحة أدوات مكافحة كوفيد-19 على الرغم من الدعم القيّم المقدم من الحكومات والسلطات التنظيمية والجهات المصنعة وغيرها من الجهات صاحبة المصلحة.

وتحتل مبادرة تسريع إتاحة أدوات مكافحة كوفيد-19 مكاناً يؤهلها للتصدي لهذه التحديات. ففي عام 2020، تم التركيز بشكل كبير على إعداد حزمة متينة من المنتجات وتقييمها من خلال الاستثمار في البحث والتطوير وتقييم المنتجات وتحديد معالم السوق إلى جانب إرساء أسس الشراء على نطاق واسع والتوريد داخل البلدان. والآن بعد أن أصبحت هناك مجموعة أولية من الأدوات الفعالة والميسورة التكلفة لمكافحة كوفيد-19، يتزايد تركيز الموارد على تحقيق أقصى تأثير لهذه الأدوات في مجال الصحة العامة. وفي عام 2021، تستهدف المبادرة الاستفادة على أكمل وجه من هذه الأدوات الراهنة والأحجام المتوافرة ثم توسيع نطاق التصنيع، بينما يتواصل الاستثمار في تعزيز البحث والتطوير وتحقيق الأداء الأمثل للمنتجات.

وقد حددت المبررات الأصلية للاستثمار في المبادرة المنشورة في أيلول/ سبتمبر 2020 ما مجموعه 38.1 مليار دولار أمريكي كمبلغ ضروري لتمويل عمل المبادرة بالكامل. وبناء على الأولويات الاستراتيجية المحدثة المبينة أعلاه، كيّفت كل ركيزة احتياجاتها من الموارد. وعلى الرغم من المساهمات السخية المقدمة من الجهات المانحة والبالغة قيمتها 11 مليار دولار أمريكي حتى الآن، ما زالت المبادرة تتطلب مبلغاً إضافياً قدره 22.1 مليار دولار أمريكي في عام 2021 لتفي بكامل وعودها وتموّل عملها الأساسي بهدف توفير ما يزيد على ملياري جرعة من اللقاحات و900 مليون اختبار وما يصل إلى 100 مليون علاج جديد. ويسمح نشر استراتيجية وميزانية أكثر تفصيلاً بتفسير هذه الأرقام بالتفصيل.

ويتطلب التصدي لكوفيد-19 استثمارات مالية كبيرة إلا أن العواقب المالية والاقتصادية لعدم اتخاذ أي إجراء هي أكبر بكثير. ففي كانون الثاني/ يناير 2021، بيّنت دراسة طلبت غرفة التجارة الدولية إجراءها أن البلدان المرتفعة الدخل، وإن كانت التغطية التطعيمية ضد كوفيد-19 واسعة فيها، ستتكبد تكاليف إضافية قدرها 2.4 تريليون دولار أمريكي في عام 2021 وحده نتيجة لعدم الإنصاف في إتاحة أدوات مكافحة كوفيد-19 في بلدان أخرى. وفائدة الاستثمار في المبادرة أعظم بكثير من الفوائد المضاعفة المحتملة لاستثمارات الدعم المالي على المستوى المحلي. وإن لم يسيطَر على انتقال عدوى كوفيد-19 في جميع أنحاء العالم، فسيظل هذا المرض يهدد الجميع في كل مكان.

وقال الدكتور تيدروس أدحانوم غيبريسوس، المدير العام للمنظمة، معلقاً على نشر الاستراتيجية والميزانية اليوم ما يلي: "أحرزت المبادرة تقدماً ملحوظاً إلا أن ظهور أشكال متحورة جديدة للفيروس والإمداد المحدود باللقاحات ونقص الاستثمار جعلا من الضروري تحديث الاستراتيجية والميزانية اللتين ترسمان خريطة الطريق من أجل الخروج من الجائحة. وإذ يقترب موعد الذكرى السنوية الأولى لإنشاء المبادرة، ندعو جميع الأمم إلى العمل معاً بروح التضامن العالمي. ولا يعتبر هذا الأمر الإجراء المناسب الذي ينبغي اتخاذه فحسب بل يعد أيضاً أسرع طريقة وأكثرها فعالية لإنقاذ الأرواح وحماية النظم الصحية واستعادة نشاط الاقتصاد."

وقال الدكتور ريتشارد هاتشيت، الرئيس التنفيذي للائتلاف المعني بابتكارات التأهب لمواجهة الأوبئة: "بدأ مرفق كوفاكس في الأسابيع الأخيرة بعكس اتجاه انعدام الإنصاف الذي لوحظ في المرحلة الأولى من نشر اللقاحات على الصعيد العالمي. وعلى الرغم من ذلك، فقد دخلنا مرحلة جديدة وأقل قابلية للتنبؤ بها من الجائحة مع تزايد انتشار الأشكال المتحورة للفيروس المسبب لكوفيد-19. ومن الأساسي تقاسم اللقاحات المطورة على المستوى العالمي على أسرع وجه للحد من انتشار المرض وإبطاء الطفرات الفيروسية ووضع حد للجائحة. وعلينا بموازاة ذلك أن نضاعف جهودنا في مجال البحث والتطوير حتى نتزوّد بالأدوات اللازمة للتصدي للسلالات المتحورة المستجدة للفيروس."

وقالت إيما هاني، رئيسة خدمات إتاحة التطعيم والمسؤولة عن مبادرة تسريع إتاحة أدوات مكافحة كوفيد-19 في مؤسسة وسائل التشخيص الجديدة الابتكارية: "أدت الشراكة في كنف مبادرة تسريع الإتاحة، في أقل من سنة واحدة، إلى حفز تطوير اختبارات سريعة موثوقة وميسورة التكلفة وتوفيرها وتكثيف التصنيع والاحتفاظ بأحجام مهمة للبلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط. وبينما نحرز تقدماً سريعاً، ينتشر الفيروس بسرعة مماثلة. فظهور أشكال متحورة جديدة للفيروس في العالم يبرز الحاجة المستمرة إلى الإنصاف في إتاحة اختبارات تشخيصية ونظم متينة للترصد حتى لا نسير بغير هدى في خضم الجائحة. ومن الأساسي الكشف عن نوبات الاحتدام وبؤر الانتشار لوقف معاودة ارتفاع أعداد الحالات خلال بدء استخدام اللقاحات."

وقال الدكتور سيث بيركلي، الرئيس التنفيذي للتحالف العالمي من أجل اللقاحات والتمنيع: "تمكنت آلية التزام السوق المسبق لكوفاكس التي ينسقها التحالف العالمي، بفضل مبلغ قدره 6 مليارات دولار أمريكي تعهدت به الجهات المانحة المساهمة فيها حتى الآن، من بدء حماية الفئات المعرضة للخطر في البلدان المنخفضة الدخل عن طريق اللقاحات المضادة لكوفيد-19 المنقذة للأرواح. ومع أن عملنا ما زال في مقتبل الطريق، فقد أصبح بإمكاننا الآن رؤية فوائد إيجاد حل متعدد الأطراف لهذه الجائحة. وأشجع البلدان وغيرها من الجهات على مواصلة دعم المهمة الحاسمة لمبادرة تسريع إتاحة أدوات مكافحة كوفيد-19 عبر جميع ركائز المبادرة."

وقال بيتر ساندز، المدير التنفيذي للصندوق العالمي: "حققت الشراكة في ظل مبادرة تسريع إتاحة أدوات مكافحة كوفيد-19 تقدماً ملحوظاً في أقل من عام واحد، بما في ذلك شراء أكثر من 50 مليون اختبار لتشخيص كوفيد-19 لفائدة البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط. ومع ذلك، نخوض الآن معركة صعبة مع ظهور أشكال متحورة جديدة للفيروس تقودنا إلى المجهول.  ولا بد من تقليص أوجه الإجحاف في إتاحة اختبارات تحري الفيروس إذا أردنا النجاح في احتواء انتشار الفيروس ورصد ظهور سلالات متحورة جديدة للفيروس. كما يجب أن نواصل تعزيز توافر اختبارات سريعة وميسورة التكلفة ونشرها لدعم البلدان في التصدي لجائحة سريعة التطور."

وقالت هنرييتا فور، المديرة التنفيذية لليونيسف: "مع تزايد إنتاج اللقاحات المضادة لكوفيد-19 وتوافرها، ستضمن الاستراتيجية المنقحة تزويد البلدان بما يلزمها من موارد ودعم لإعطاء اللقاحات بشكل منصف. وفي إطار الدعم الذي تقدمه اليونيسف إلى هذه المبادرة التاريخية، سنواصل أيضاً التركيز على خدمات أساسية أخرى متعلقة بصحة الأم والطفل تشمل خدمات التمنيع وتكتسي أهمية حاسمة لإنقاذ الأرواح بينما نسعى إلى عكس مسار الجائحة."

وقال الدكتور فيليب دونيتون، المدير التنفيذي للمرفق الدولي لشراء الأدوية: "تجسد هذه الاستراتيجية الجديدة الواقع الوبائي الذي نواجهه جميعاً في الوقت الحالي، أي وجود فيروس يخضع لطفرات ولا يتوقف عند الحدود الوطنية ويهدد فعالية الأدوات التي في حوزتنا لمكافحة هذه الجائحة. وقد آن الأوان للمضي قدماً بالتزام راسخ بإتاحة العلاجات والاختبارات اللازمة للتغلب على كوفيد-19 للجميع بشكل منصف، إلى جانب نشر استخدام اللقاحات. وستكون لأنشطة البحث والتطوير وتأهب البلدان وشراء علاجات مجربة، ولا سيما الأكسجين الطبي، أهمية حيوية في الأشهر المقبلة."

يجب أن نعمل الآن معاً في إطار مبادرة تسريع الإتاحة (ACT) لإنهاء المرحلة الحادة من الجائحة.

ملاحظات للمحررين

مبادرة تسريع إتاحة أدوات مكافحة كوفيد-19 هي مبادرة تعاون عالمي قائمة ومثبتة الفعالية ترمي إلى تسريع وتيرة تطوير الاختبارات التشخيصية والعلاجات واللقاحات لمكافحة كوفيد-19 وإنتاجها وضمان الإنصاف في إتاحتها. وقد أُنشئت المبادرة استجابةً لنداء وجهه قادة مجموعة العشرين في شهر آذار/ مارس واستهلتها منظمة الصحة العالمية والمفوضية الأوروبية وفرنسا ومؤسسة بيل وميليندا غيتس في نيسان/ أبريل 2020.

وهذه المبادرة ليست هيئة لصنع القرار أو منظمة جديدة، وإنما هي مبادرة تستهدف تسريع جهود التعاون بين المنظمات القائمة من أجل وضع حد للجائحة. وهي إطار للتعاون مصمّم لحشد الجهات الفاعلة الرئيسية بهدف وضع حد للجائحة في أسرع وقت ممكن عن طريق تسريع وتيرة تطوير الاختبارات التشخيصية والعلاجات واللقاحات وضمان الإنصاف في توزيعها وتوسيع نطاق توفيرها لحماية النظم الصحية والنهوض بالمجتمعات والاقتصادات في المدى القريب. وتستند المبادرة إلى تجربة منظمات عالمية رائدة في مجال الصحة تتصدى لأصعب التحديات الصحية في العالم وتتمكن من خلال تعاونها من تحقيق نتائج جديدة وأكثر طموحاً في مكافحة كوفيد-19. ويتشارك الأعضاء في المبادرة الالتزام بضمان حصول جميع الأشخاص على كل الأدوات اللازمة للقضاء على مرض كوفيد-19 وبالعمل على أساس علاقات الشراكة التي لم يسبق لها مثيل لتحقيق ذلك.

وللمبادرة أربع ركائز هي: وسائل التشخيص، والعلاجات، واللقاحات، وتعزيز النُظم الصحية.

  • ركيزة وسائل التشخيص، التي يشارك الصندوق العالمي ومؤسسة وسائل التشخيص الجديدة الابتكارية في قيادتها وتركز على ضمان الإنصاف في إتاحة الاختبارات التشخيصية الجديدة والراهنة ودعم البلدان في استخدامها ونشرها وتدعيم طائفة الوسائل التشخيصية من خلال الاستثمار في أنشطة البحث والتطوير لتوفير اختبارات جيدة ومنخفضة التكلفة وسهلة الاستخدام. ومحور تركيز هذه الركيزة في عام 2021 هو شراء ما لا يقل عن 900 مليون اختبار من الاختبارات الجزيئية والاختبارات التشخيصية السريعة للكشف عن المستضدات (AG-RDTs) وتوزيعها على البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط.
  • ركيزة العلاجات، التي يقودها المرفق الدولي لشراء الأدوية ومؤسسة ولكوم الاستئمانية. ويمكن أن يكون للعلاجات دور في جميع مراحل مرض كوفيد-19 أي في الوقاية من العدوى؛ وإزالة الأعراض ووقف انتقال العدوى إلى أشخاص آخرين؛ وعلاج الأعراض أو الوقاية منها؛ وإتاحة علاج منقذ للحياة في حال ظهور أعراض خطيرة؛ وتوفير علاج يمكن أن يسهم في تسريع التعافي. وتستهدف هذه الركيزة خلال فترة الاثني عشر شهراً المقبلة تطوير ملايين الجرعات العلاجية وتصنيعها وتوزيعها لمساعدة المرضى المعانين من كوفيد-19 على التعافي من المرض.
  • ركيزة اللقاحات، التي يقودها الائتلاف المعني بابتكارات التأهب لمواجهة الأوبئة والتحالف العالمي من أجل اللقاحات والتمنيع ومنظمة الصحة العالمية، والتي تركز على تسريع وتيرة أعمال البحث عن لقاح ناجع لفائدة جميع البلدان وتدعم في الوقت نفسه بناء قدرات التصنيع وشراء الإمدادات مسبقاً حتى يتسنى توزيع ما لا يقل عن ملياري جرعة من اللقاح بشكل عادل على السكان الأشد تعرضاً للخطر وللمرض على الصعيد العالمي بحلول نهاية عام 2021.
  • ركيزة ربط النظم الصحية، التي يقودها البنك الدولي والصندوق العالمي ومنظمة الصحة العالمية، والتي تسعى إلى ضمان إمكانية إتاحة هذه الأدوات لمن يحتاجها.
  • مسار العمل المتعلق بالإتاحة والتخصيص، الذي يشمل جميع هذه الركائز وتقوده منظمة الصحة العالمية.

وقد دعمت المبادرة منذ نيسان/ أبريل 2020 أسرع الجهود العالمية المبذولة وأكثرها تنسيقاً ونجاحاً في التاريخ لتطوير أدوات ترمي إلى مكافحة المرض. وبفضل التقدم الملحوظ المحرز في مجال البحث والتطوير في الأوساط الأكاديمية والقطاع الخاص وفي إطار المبادرات الحكومية، ساهمت المبادرة في تعزيز فهمنا للوسائل الفعالة في مكافحة المرض. وحولت قدرتنا على التصدي لكوفيد-19 على نطاق العالم إذ تتوافر اللقاحات المهيأة لبدء استخدامها في العالم بأسره، والاختبارات التشخيصية السريعة للكشف عن المستضدات المنخفضة التكلفة والعالية الأداء التي يمكن أن تكشف الآن عن انتقال العدوى في كل مكان، والعلاجات الميسورة التكلفة لمكافحة حالات المرض الوخيمة التي يمكن أن تنقذ الأرواح في أي سياق، والنظم الصحية المهيأة لبدء استخدام الأدوات. 

 

للاتصال الإعلامي

استفسارات وسائل الإعلام

مختارات