© WHO / Barry Christianson
الممرضة نتويانتو تأخذ عينة دم من غرانفيل، 38 عاماً، أثناء زيارة المتابعة التي قام بها في فيليبي بلازا في كيب تاون يوم 23 أيار/مايو 2024.
© الصورة

حماية الفئات السكانية الأكثر عرضة للخطر من الانقطاعات المفاجئة في الخدمات الأساسية المتعلقة بفيروس العوز المناعي البشري

27 شباط/فبراير 2025
أخبار الإدارات

أسهمت خدمات الوقاية والاختبار والعلاج الخاصة بفيروس العوز المناعي البشري والتهاب الكبد والأمراض المنقولة جنسياً في إحراز تقدم غير مسبوق في تحسين صحة السكان على مدى العقدين الماضيين، إذ مكّنت من تجنب ملايين الإصابات الجديدة بفيروس العوز المناعي البشري والوفيات المرتبطة بالإيدز.

وكان لاستثمارات المساعدات الخارجية في الاستجابة العالمية لفيروس العوز المناعي البشري، مثل خطة الرئيس الأمريكي الطارئة للإغاثة المتعلقة بالإيدز والصندوق العالمي لمكافحة الإيدز والسل والملاريا، دور محوري في هذا النجاح الذي تحقق، وأسهمت أيضاً إسهاماً كبيراً في التقدم نحو القضاء على فيروس التهاب الكبد B وC، ومكافحة الأمراض المنقولة جنسياً. بيد أن الانقطاعات المفاجئة في المساعدات الخارجية وفي تقديم الخدمات تهدّد هذه المكاسب، مما يعرّض ملايين الأشخاص للخطر - لا سيما الأشخاص المصابون بفيروس العوز المناعي البشري والفئات السكانية الأكثر عرضة للإصابة به والفئات الضعيفة.

وقد توقفت بصفة نهائية العديد من التدخلات الوقائية الأساسية المسندة بالأدلة، بما في ذلك العلاج الوقائي قبل التعرض لفيروس العوز المناعي البشري وخدمات الحد من الضرر لدى الأشخاص الذين يتعاطون المخدرات بالحقن والبرامج التي يقودها المجتمع المحلي.

وتشير تقارير أولية أُطلعت عليها منظمة الصحة العالمية إلى أن خدمات الوقاية والعلاج المقدمة للفئات السكانية الأكثر عرضة للخطر قد تأثرت بشدة أكثر من غيرها. وتفيد هذه التقارير عن إغلاق مراكز صحية كانت تقدم تدخلات الوقاية والاختبار والعلاج للفئات السكانية الأكثر عرضة للخطر وكانت تتلقى سابقاً دعما بتمويل من الولايات المتحدة. وتؤدي هذه الانقطاعات إلى نقص في عدد الموظفين، وانقطاع سلسلة الإمدادات، وزيادة العوائق التي تحول دون إتاحة الخدمات للفئات السكانية الأكثر عرضة للخطر – ومنهم الرجال المثليون وغيرهم من الرجال الذين يمارسون الجنس مع الرجال، والمشتغلون بالجنس، ومتعاطو المخدرات بالحقن، ونزلاء السجون، ومغايرو الهوية الجنسانية والمتنوعون جنسانياً – وهي الفئات المعرضة للإصابة بالعدوى والوفاة، فضلاً عن التعرض لمزيد من الوصم والتمييز.

وتقوض هذه التطورات قدرة مقدمي الخدمات على تنفيذ التوصيات الأساسية لمنظمة الصحة العالمية التي تشمل ما يلي:

  • ينبغي أن يتلقى جميع الأشخاص المصابين بفيروس العوز المناعي البشري العلاج بمضادات الفيروسات القهقرية في نفس اليوم لتحسين صحتهم والوقاية من انتقال العدوى عن طريق تحقيق كبت الحمل الفيروسي على نحو مستدام؛
  • ينبغي أن يتاح الحصول على العلاج بمضادات الفيروسات القهقرية دون انقطاع لجميع السكان، بمن فيهم الفئات السكانية الأكثر عرضة للخطر والمتعايشة مع فيروس العوز المناعي البشري، أثناء انقطاع الخدمات؛
  • ينبغي تنفيذ نُهُج تركز على الأشخاص وتهيئة بيئات خالية من الأحكام المسبقة والتمييز لتعزيز الثقة وتشجيع المشاركة المستمرة في الرعاية ودعم إعادة مشاركة أولئك الذين قد تخلوا عن العلاج.

يجب أن تظل خدمات الوقاية الأساسية أولوية

يعدّ ضمان حصول الفئات السكانية الأكثر عرضة للخطر على خدمات الوقاية الخالية من التمييز ضروريا في الاستجابة لفيروس العوز المناعي البشري وفيروس التهاب الكبد والأمراض المنقولة جنسياً. وقد أثبتت الخدمات المجتمعية باستمرار فعاليتها في زيادة إتاحة البرامج وتقبّلها، والتخفيف من آثار الوصم والتمييز. وتيسر هذه البرامج تقديم تدخلات أثبتت فعاليتها من خلال إخضاعها لبحوث علمية صارمة، وأوصت بها منظمة الصحة العالمية لحماية الأفراد من حالات العدوى الجديدة والأضرار.

وتشمل خدمات الوقاية الأساسية التي أوصت بها منظمة الصحة العالمية الواقيات الذكرية ومواد التزليق؛ واختبارات فيروس العوز المناعي البشري وفيروس التهاب الكبدB  و C، وغيرها من الأمراض المنقولة جنسياً؛ والعلاج الوقائي بعد التعرض لفيروس العوز المناعي البشري والعلاج الوقائي قبل التعرض للفيروس؛ وأنشطة الحد من الأضرار بما في ذلك توزيع الإبر والمحاقن والنالوكسون للوقاية من الوفيات الناجمة عن الجرعات الزائدة، وبرامج العلاج بمواد ناهضات الأفيون.

الالتزام بالتمويل المستدام والنظم الصحية المتكاملة

بينما تعكف البلدان ووزارات الصحة على التخفيف من أثر انقطاع الخدمات، يجب عليها أن تسعى إلى إيجاد حلول طويلة الأجل، بما في ذلك التمويل المحلي المستدام لحماية هذه الخدمات الصحية الحيوية. وهذا ضروري للحفاظ على الاتجاه التنازلي في معدلات الإصابة بفيروس العوز المناعي البشري والوفيات الناجمة عنه، وإحراز تقدم نحو القضاء على فيروس التهاب الكبد ومكافحة الأمراض المنقولة جنسياً.

وتشدد منظمة الصحة العالمية أيضاً على أهمية اتباع نهج متكامل إزاء فيروس العوز المناعي البشري، يجمع بين تقديم خدمات خالية من الوصم والتمييز في مجال السل والتهاب الكبد والصحة الجنسية والإنجابية والأمراض غير السارية تحت مظلة رعاية صحية أولية قوية. ويؤدي دمج فيروس العوز المناعي البشري إلى ترشيد الموارد وتحسين الصحة العامة للسكان.

وتظل منظمة الصحة العالمية ملتزمة بدعم الحكومات الوطنية والشركاء من المجتمع المحلي والمجتمع المدني والجهات المانحة في التكيف مع تحول الدعم المقدم من المانحين لحماية صحة وعافية الأشخاص الأكثر عرضة لخطر الإصابة بفيروس العوز المناعي البشري والتهاب الكبد والأمراض المنقولة جنسياً.