منظمة الصحة العالمية / كارين ريدي
طفلان ينامان تحت ناموسية معالجة بمبيدات الحشرات في قرية فويرو، لوسبالوس، تيمور-ليشتي.
© الصورة

المنظمة تُشهِد على خلو تيمور-ليشتي من الملاريا

24 تموز/يوليو 2025
بيان صحفي
جنيف

أشهدت منظمة الصحة العالمية (المنظمة) على خلو تيمور-ليشتي من الملاريا، وهو إنجاز رائع لبلد أعطى الأولوية للقضاء على هذا المرض وشرع في توجيه استجابة منسقة له عمّت أرجاء البلد ككل بعد فترة وجيزة من نيله الاستقلال في عام 2002. 

وتحدث الدكتور تيدروس أدحانوم غيبريسوس المدير العام للمنظمة قائلاً: "تهنئ المنظمة تيمور-ليشتي شعباً وحكومة على هذا الإنجاز الكبير. وإن النجاح الذي حققته تيمور-ليشتي يثبت أن القضاء على الملاريا ممكن عندما تتضافر الإرادة السياسية القوية والتدخلات الذكية والاستثمارات المحلية والخارجية المستدامة والعاملين الصحيين المتفانين." 

وبصدور هذا الإعلان اليوم، يصبح مجموع عدد البلدان والأقاليم التي أشهدت المنظمة على خلوها من الملاريا 47 بلداً وإقليماً واحداً. وتيمور-ليشتي هو ثالث بلد يُشهَد على خلوه من المرض في إقليم جنوب شرق آسيا التابع للمنظمة، بعد ملديف وسري لانكا اللتين أُشهد على خلوهما من المرض في عامي 2015 و2016 على التوالي. 

وتُشهد المنظمة على تخلص البلد من الملاريا عندما يثبت، بما لا يدع مجالاً للشك، أن سلسلة انتقال عدوى المرض المحلية المنشأ قد توقفت في أنحاء البلد كله على الأقل خلال السنوات الثلاث الماضية تباعاً. 

ومن جهته، تحدث الدكتور إيليا أنطونيو دي أراوجو دوس ريس أمارال، وزير الصحة في حكومة تيمور-ليشتي قائلاً: "لقد نجحنا في مساعينا. فقد كانت الملاريا واحداً من ألد أعدائنا إثر فتكها بالناس بصمت وضراوة، وفقدنا الكثير من الأرواح بسبب هذا المرض الذي ينبغي الوقاية منه. ولكن عاملينا الصحيين لم يستسلموا أبداً، كما أن مجتمعاتنا المحلية صمدت بصلابة، وساندنا شركاؤنا، مثل المنظمة في هذه المساعي. ونجحنا في تخفيض الحالات من 000 223 حالة إلى صفر حالة - وتخلصنا من المرض لنكرم بذلك كل روح فقدت وكل روح أُنقذت الآن. وعلينا أن نصون هذا الانتصار بفضل الاستمرار في توخي الحيطة والحذر وعمل المجتمع لمنع الملاريا من معاودة الظهور في البلد." 

تحول سريع من بلد مثقل بعبء الملاريا إلى بلد خال منها 

لقد خطت تيمور-ليشتي منذ نيلها الاستقلال في عام 2002 خطوات واسعة في مجال مكافحة الملاريا - وخفضت حالات الإصابة بالمرض من ذروتها التي زادت على 000 223 حالة مشخصة سريرياً في عام 2006 إلى صفر حالة محلية المنشأ اعتباراً من عام 2021 فصاعداً. 

ويعود فضل النجاح الذي حققته تيمور - ليشتي في التخلص من الملاريا إلى الإجراءات السريعة التي اتخذتها وزارة الصحة في عام 2003 لإنشاء البرنامج الوطني لمكافحة الملاريا الذي كُرّس لتخطيط جهود مكافحة المرض على الصعيد الوطني وتنفيذها ورصدها. واقتصر بداية تعداد موظفي البرنامج على موظفين اثنين متفرغين، ولكنه تمكن من إرساء الأساس اللازم لإحراز التقدم في وقت مبكر بفضل قوة القيادة التقنية والقدرات الإدارية والاهتمام بالتفاصيل. 

وفي غضون سنوات قليلة، اعتمد البلد فحوص التشخيص السريع والعلاجات المركبة المكونة أساساً من مادة الأرتيميسينين في إطار تطبيق المبادئ التوجيهية الوطنية لعلاج الملاريا، وبدأ في توزيع الناموسيات المعالجة بمبيدات الحشرات المديدة المفعول مجاناً على المجتمعات الأكثر عرضة للخطر. 

كما قامت تيمور-ليشتي في عام 2009، بدعم من الصندوق العالمي لمكافحة الإيدز والسل والملاريا، بتوسيع نطاق جهودها المبذولة لمكافحة النواقل في كل أرجاء البلد من خلال توزيع الناموسيات المعالجة بمبيدات الحشرات المديدة المفعول والرش الثمالي في الأماكن المغلقة. كما جرى توسيع نطاق وسائل تشخيص الملاريا باستخدام الفحص المجهري وفحوص التشخيص السريع في نقاط الرعاية الموجود في جميع المراكز الصحية المحلية. 

وبعد أن واجهت تيمور-ليشتي تحديات بشأن النقص الحاد في العاملين الصحيين والأطباء، قامت بتوظيف الاستثمارات وتطوير نظامها الصحي الثلاثي المستويات - الذي يضم المستشفيات الوطنية والمستشفيات المرجعية والمراكز الصحية المجتمعية والمراكز الصحية - لضمان إتاحة خدمات الرعاية لمعظم السكان في غضون ساعة من السير على الأقدام. وإضافة إلى ذلك، يُزوّد المواطنون بخدمات صحية مجانية في نقاط الرعاية في إطار السياسة التي تتبعها الحكومة بشأن توفير الرعاية الصحية للجميع مجاناً. كما تعمل العيادات المتنقلة الشهرية وبرامج التوعية المجتمعية على مواصلة تعزيز الخدمات الصحية في المناطق الريفية. 

ويسلط نجاح تيمور - ليشتي في مكافحة الملاريا الضوء على أهمية القيادة القطرية والتعاون المتين بين وزارة الصحة والمنظمة والمجتمعات المحلية والمنظمات غير الحكومية والجهات المانحة والقطاعات الحكومية المتعددة. ويوجد نظام متكامل لترصد المرض حالة بحالة في الوقت الحقيقي يكفل الإسراع في جمع البيانات وتوجيه الاستجابات، بينما يعمل العاملون الصحيون المدربون على ضمان الكشف عن حالات الملاريا وفحصها في الوقت المناسب، بما يشمل قيامهم بذلك على الحدود. وقد مهدت هذه الجهود المتكاملة السبيل أمام الإشهاد رسمياً على خلو البلد من الملاريا. 

كما تحدث الدكتور أرفيند ماثور ممثل المنظمة في تيمور-ليشتي قائلاً: "إن الإشهاد على خلو تيمور-ليشتي من الملاريا هو انتصار وطني حاسم تقف وراء إحرازه القيادة الجريئة والجهود الحثيثة للعاملين الصحيين وتصميم الشعب على ذلك. وبوصف تيمور-ليشتي دولة حديثة، فقد ظلت مركزة على التخلص من المرض - بفضل إجراء الفحوص وتوفير العلاج وإجراء التحقيقات بسرعة، لأن القضاء على انتقال العدوى وإنهاء الوفيات وإبقاء مستواها عند الصفر لا يتطلب الاستعانة بالعلوم فحسب، بل يستدعي عزيمة وإصراراً على تحقيق ذلك. فهذا الانتصار يحمي الأجيال في الوقت الحاضر والمستقبل، ويثبت ما يمكن أن يحققه بلد عازم على تحقيق ما يصبو إليه". 

ملاحظة للمحرر 

إشهاد المنظمة على خلو البلدان من الملاريا 

يتخذ المدير العام للمنظمة القرار النهائي بشأن الإشهاد على خلو بلد ما من الملاريا بناءً على توصية من الفريق الاستشاري التقني المعني بالتخلص من الملاريا والإشهاد على التخلص منها، والتحقق من صحة ذلك من اللجنة الاستشارية لسياسات مكافحة الملاريا. وللاطلاع على مزيد من المعلومات عن العملية التي تضطلع بها المنظمة بشأن الإشهاد على خلو البلدان من الملاريا، يرجى زيارة هذا الرابط.