النقاط الرئيسية:
- مازال فيروس كورونا-سارس-2 سارياً ويشهد تطوّرات جينية ومستضدية مهمة في بروتين الحسكة.
- تَسْتَحِث لقاحات XBB.1.5 الأحادية التكافؤ المضادة لكوفيد-19 على نطاق مختلف المنصّات، استجابة الأضداد المُستعدِلة تفاعلية متبادلة على نطاق واسع ضد متحوّرات فيروس كورونا-سارس-2 الدائرة.
- نظراً إلى التطوّر الحالي لفيروس كورونا-سارس-2 واتساع نطاق الاستجابات المناعية التي أثبتتها لقاحات XBB.1.5 الأحادية التكافؤ ضد المتحوّرات الدائرة، ينصح الفريق الاستشاري التقني المعني بتركيبة لقاحات كوفيد-19 بالاحتفاظ بتركيبة مستضد لقاح كوفيد-19 الحالي، أي المتحوّر XBB.1.5 الأحادي التكافؤ في لقاح كوفيد-19.
ويواصل الفريق الاستشاري التقني التابع للمنظمة والمعني بتركيبة لقاحات كوفيد-19 (الفريق الاستشاري التقني) عقد اجتماعاته بانتظام لتقييم الآثار المترتبة على تطوّر فيروس كورونا-سارس-2 على تركيبة مستضد لقاح كوفيد-19، ولإسداء المشورة إلى المنظمة بشأن مدى الحاجة إلى إدخال التغيير على تركيبة المستضد في لقاحات كوفيد-19 المستقبلية. وفي أيار/ مايو 2023، أوصى الفريق الاستشاري التقني باستخدام تركيبات أحادية التكافؤ من إحدى السلالات المنحدرة من المتحوّر XBB.1، مثل XBB.1.5، مستضداً للقاح. وقد عمد العديد من المُصنّعين (الذين يستخدمون الرنا المرسال ومنصّات اللقاح القائمة على البروتين وعلى النواقل الفيروسية) إلى تحديث تركيبة مستضد لقاح كوفيد-19 بالتحوّل إلى تركيبات المتحوّر XBB.1.5 الأحادية التكافؤ التي صدرت موافقة السلطات التنظيمية على استخدامها.
وقد اجتمع الفريق الاستشاري التقني مرة أخرى في 4-5 كانون الأول/ ديسمبر 2023 لاستعراض التطوّر الجيني والمستضدي لفيروس كورونا-سارس-2، وأداء اللقاحات المُعتمدة حالياً المضادة لمتحوّرات فيروس كورونا-سارس-2 الدائرة، والآثار المترتبة على تركيبة المستضد في لقاح كوفيد-19. ويستند استعراض البيّنات الذي يُجريه الفريق الاستشاري التقني مرتين في السنة إلى ضرورة الرصد المستمر لتطوّر فيروس كورونا-سارس-2 وحركية المناعة المكتسبة من اللقاح.
البيّنات المشمولة بالاستعراض
تضمنت البينات المنشورة وغير المنشورة التي استعرضها الفريق الاستشاري التقني ما يلي: (1) تطوّر فيروس كورونا-سارس-2، بما في ذلك الخصائص الجينية والمستضدية لمتحوّرات الفيروس السابقة والحالية، وأثر تطوّر الفيروس على الاستعدال المتبادل والحماية المتبادلة بعد التطعيم و/أو العدوى؛ (2) ومدى فعّالية اللقاحات المُعتمدة حالياً خلال فترات سريان السلالة المنحدرة من المتحوّر XBB؛ (3) ورسم خرائط اﻟﻣﺳﺗﺿدات لتحليل العلاقات المستضدية لمتحوّرات فيروس كورونا-سارس-2 باستخدام أمصال الحيوانات التي لم تتعرض للفيروس والأمصال البشرية بعد التطعيم و/أو العدوى؛ (4) وبيانات الاستمناع الأولية عن أداء اللقاحات المُعتمدة حالياً المضادة لمتحوّرات فيروس كورونا-سارس-2 الدائرة باستخدام الأمصال الحيوانية والبشرية؛ (5) والاستجابة المناعية الخلوية (للخلايا التائية والبائية) بعد التطعيم و/أو العدوى. ويمكن الاطلاع على المزيد من التفاصيل الخاصة بالبيانات المتاحة للعموم التي استعرضها الفريق الاستشاري التقني في ملحق البيانات المرفق. وأما البيانات غير المنشورة و/أو السرية التي خضعت لاستعراض الفريق، فهي غير معروضة.
ملخص البيّنات المتاحة
- مازال تطوّر فيروس كورونا-سارس-2 مستمراً. واستناداً إلى التسلسلات الجينية المتاحة، تتسم المتحوّرات الدائرة على نطاق أقاليم المنظمة بالتغاير.
- ومازال هناك قدر كبير من التطوّر الجيني والمستضدي الذي يطرأ على بروتين الحسكة لفيروس كورونا‑سارس-2.
- وفي 2 كانون الأول/ ديسمبر 2023، كانت السلالات المنحدرة من المتحوّر XBB بما في ذلك XBB.1.5 وXBB.1.16 وEG.5 وHK.3 وHV.1 تشكّل 73٪ من التسلسلات الجينية المتاحة لدى المبادرة العالمية لتبادل جميع بيانات الإنفلونزا، وقد تراجعت هذه النسبة منذ ذلك الحين. ويحتوي متحوّر فيروس كورونا‑سارس-2 BA.2.86موضع الاهتمام، الذي جُمعت أول عيّنة منه في تموز/ يوليو 2023، على 36 إحلالاً للأحماض الأمينية مقارنة بالمتحوّر XBB.1.5، بما في ذلك في مواقع المستضدات الرئيسية في بروتين الحسك. وشهدت نسبة المتحوّر BA.2.86 والسلالات المنحدرة منه، بما في ذلك السلالة JN.1 (التي يوجد فيها إحلال واحد إضافي في بروتين الحسكة مقارنة بالمتحوّر BA.2.86 (L455S)، زيادة مطردة. وفي 2 كانون الأول/ ديسمبر 2023، كان المتحوّر BA.2.86 والسلالات المنحدرة منه، بما في ذلك السلالة JN.1، يشكّل 17% من السلالات المتاحة لدى المبادرة العالمية لتبادل جميع بيانات الإنفلونزا، وينتمي نصف هذه النسبة إلى السلالة JN.1.
- وينطوي العديد من هذه السلالات المشتقة من المتحوّرين XBB- وBA.2.86 (مثل EG.5 وHV.1 وHK.3 وJN.1) على تغيّرات تطوّرت على نحو مستقل في بروتين الحسكة في حاتِمَة الضد المُستعدِل، تتعلق ببقايا الحمضين الأمينيين 455 و/أو 456. ويسلط ذلك الضوء على الضغط المناعي الحالي على هذا الحاتِمَة.
- وفي الحيوانات التي لم تتعرّض للفيروس، استحثّت لقاحات XBB.1.5 الأحادية التكافؤ أضداد مستعدِلة تفاعلت تفاعلاً متبادلاً مع السلالات المنحدرة من المتحوّر XBB (مثل EG.5 وHV.1 وHK.3). ومع ذلك، فلم يُستعدَل المتحوّرين BA.2.86 وJN.1 على نحو جيد، ما يشير إلى أن المتحوّرين BA.2.86 وJN.1 يمكن تمييزهما من الناحية المستضدية عن المتحوّر XBB.1.5 في هذا النموذج.
- وفي المقابل، فإن الأمصال المأخوذة من البشر المطعمين بلقاحات XBB.1.5 الأحادية التكافؤ، سواء الذين سبق لهم التعرّض للفيروس أو الذين لم يتعرّضوا له من قبل، استعدلت السلالات المنحدرة من المتحوّر XBB بما في ذلك السلالات EG.5 وHK.3 وHV.1، فضلاً عن السلالتين BA.2.86 وJN.1. ومع ذلك، فلا يوجد إلا قدر قليل من البيانات التي تشير إلى الاستعدال المتبادل في حال السلالة JN.1.
- ويحتمل أن تكون الاختلافات التي لوحظت في التفاعل المتبادل للمتحوّرين BA.2,86 وJN.1 في الحيوانات التي لم تتعرّض للعدوى من قبل، مقارنة بالمصل البشري، ناتجة عن الاستجابة المناعية التراكمية المكتسبة من العدوى ومن لقاحات فيروس كورونا-سارس-2 في البشر.
- وفي الدراسات التي تناولت فعّالية اللقاحات، استمر ارتفاع مستوى الحماية التي تكفلها لقاحات الرنا المرسال الثنائية التكافؤ (الفيروس المرجعي -BA.1 أو BA.4/5) ولقاح البروتين القائم على بيتا ضد المرض الوخيم خلال فترات دوران السلالة المنحدرة من المتحوّر XBB. ولكن مستوى الحماية من المرض المصحوب بأعراض ومن العدوى كان أقل وتتضاءل الحماية بسرعة كبيرة خلال عدة أشهر. ولم تُعتمد لقاحات XBB.1.5 الأحادية التكافؤ إلا مؤخراً، ولذا مازالت تقديرات فعّالية اللقاحات التي تحتوي على هذه التركيبة محدودة للغاية. وتشير بيانات الاستمناع قبل السريرية والسريرية الخاصة بلقاحات XBB.1.5 الأحادية التكافؤ إلى توقع أن يرتبط ارتفاع عيار الأضداد المُستعدِلة ضد المتحوّرات فيروس كورونا‑سارس-2 الدائرة بارتفاع مستويات الفعّالية المقدرة للقاحات مقارنة بلقاحات كوفيد-19 التي تحتوي على تركيبة مستضد قائمة على الفيروس المرجعي أو ثنائية تكافؤ (تحتوي على المتحوّر -BA.1 أو -BA.4/5).
ويُقرّ الفريق الاستراتيجي التقني بوجود عدة أوجه للقصور في البيانات المتاحة، وهي:
- هناك فجوات مستمرة ومتنامية في الترصد الجيني/ الجينومي لفيروس كورونا-سارس-2 على الصعيد العالمي، ويشمل ذلك قلة أعداد العيّنات الخاضعة لتحليل التسلسل الجيني والتنوع الجغرافي المحدود.
- مازال توقيت ظهور المتحوّرات المستقبلية وطفراتها المحدّدة، وخصائصها المستضدية ذات الصلة، ومخاطرها المحتملة على الصحة العامة، غير معروفة.
- وعلى الرغم من أنه ثبت أن عيار الأضداد المُستعدِلة يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالحماية من عدوى فيروس كورونا-سارس-2 وبتقديرات فعّالية اللقاح، فهناك عناصر متعدّدة للحماية المناعية الناتجة عن العدوى و/أو التطعيم. وتقتصر البيانات المتعلقة بالاستجابات المناعية بعد الإصابة بعدوى السلالات المنحدرة من المتحوّر XBB أو التطعيم بلقاح XBB.1.5 إلى حد كبير على الأضداد المُستعدِلة، وتقل البيانات المتعلقة بسائر جوانب الاستجابة المناعية، بما في ذلك المناعة الخلوية.
- كما أن تقديرات فعّالية اللقاحات إزاء متحوّرات فيروس كورونا-سارس-2 الدائرة حالياً، بما في ذلك السلالات المنحدرة من المتحوّر XBB، محدودة من حيث عدد الدراسات، والتنوع الجغرافي، ومنصّات اللقاح الخاضعة للتقييم، والمجموعات السكانية الخاضعة للتقييم، ومدة المتابعة، والتقديرات المقارنة للقاحات XBB.1.5 الأحادية التكافؤ في مقابل التركيبات الأخرى.
التوصيات بشأن تركيبة مستضد لقاح كوفيد-19
نظراً إلى التطوّر الحالي لفيروس كورونا-سارس-2 واتساع نطاق الاستجابات المناعية التي أثبتتها لقاحات XBB.1.5 الأحادية التكافؤ ضد المتحوّرات الدائرة، ينصح الفريق الاستشاري التقني المعني بتركيبة لقاحات كوفيد‑19 بالاحتفاظ بتركيبة مستضد لقاح كوفيد-19 الحالي، أي XBB.1.5 الأحادي التكافؤ (مثل hCoV-19/USA/RI-CDC-2-6647173/2022، GenBank: OQ054680.1, GISAID: EPI_ISL_16134259 أو WHO Biohub: 2023-WHO-LS-01، GenBank: OQ983940، GISAID EPI_ISL_16760602) للقاح كوفيد-19.
كما يمكن النظر في تركيبات و/أو منصّات أخرى تحقق استجابة قوية للأضداد المُستعدِلة ضد المتحوّرات الدائرة حالياً، بما في ذلك السلالات المنحدرة من المتحورين -XBB وBA.2.86. ووفقاً لسياسة فريق الخبراء الاستشاري الاستراتيجي التابع للمنظمة والمعني بالتمنيع، يمكن لبرامج التطعيم أن تستمر في استخدام أي لقاح من لقاحات كوفيد-19 التي أذنت المنظمة باستعمالها في حالات الطوارئ أو التي خضعت لاختبار المنظمة المسبق للصلاحية.
البيانات المطلوبة والاعتبارات الأخرى
نظراً إلى قلة البيّنات التي استندت إليها التوصيات المذكورة أعلاه والتطوّر المستمر المتوقع للفيروس، يُشجِّع الفريق الاستشاري التقني بشدة على توليد البيانات التالية:
- الاستجابات المناعية ونقاط النهاية السريرية (أي فعّالية اللقاحات) في المجموعات البشرية المتنوعة التي تتلقى لقاحات كوفيد-19 التي تستند إلى تركيبة مستضدية أحادية التكافؤ بالمتحوّر XBB.1.5، على نطاق مختلف منصّات اللقاحات، والمزيد من البيانات حول أداء جميع لقاحات كوفيد-19 المُعتمدة حالياً المضادة لمتحوّرات فيروس كورونا-سارس-2 الناشئة.
- وتعزيز الترصّد الوبائي والفيروسي، عملاً بالتوصيات الدائمة بشأن كوفيد-19 وفقاً للوائح الصحية الدولية (2005)، لتحديد مدى اختلاف المتحوّرات الناشئة من الناحية المستضدية وقدرتها على إزاحة المتحوّرات الدائرة.
- التقييم السريري لمستضدات اللقاح الجديدة، ولاسيما تلك التي تنشأ عن السلالات المنحدرة من المتحورين XBB وBA.2.86.
وكما ذُكر سابقاً، مازال الفريق الاستشاري التقني يُشجِّع على مواصلة تطوير اللقاحات التي قد تعزّز الحماية من عدوى فيروس كورونا-سارس-2 وسريانه.