الإنصاف في مجال اللقاحات

الإنصاف في مجال اللقاحات

إنما يظل الأمر مستحيلا إلى أن يتحقق
– نيلسون مانديلا

WHO / Blink media - Uma Bista
The team validated the virus DNA to confirm the first COVID-19 case in Thailand.
© الصورة

المشكلة

في عام 2021، حددت منظمة الصحة العالمية غاية بلوغ تغطية تطعيم عالمية ضد كوفيد-19 بنسبة 70% بحلول منتصف عام 2022. وحتى حزيران/يونيو 2022، لم تبلغ هذه الغاية سوى 58 دولة من مجموع 194 دولة عضواً في المنظمة. أما في البلدان المنخفضة الدخل فلم يحصل على مقرر التطعيم الأولي الكامل سوى 37% من العاملين في مجال الرعاية الصحية.

غير أن الظروف التي تتيح لجميع البلدان بلوغ الغايات العالمية، بما يشمل الإمدادات والدعم التقني والتمويل، باتت الآن مهيأة. وبفضل التنسيق بين مورّدي اللقاحات ومصنّعيها على المستويات العالمي والإقليمي والثنائي، أصبح بمقدور البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل الآن أن توائم بشكل أفضل إمدادات اللقاحات التي تصل إليها باحتياجاتها المحددة من جرعات اللقاح.

ولأول مرة منذ اندلاع الجائحة، لم تعد إمدادات اللقاح العالمية تشكّل عائقاً جسيماً.

وفي حين تجري معالجة الاختناقات التجارية وحلحلة قيود التصدير، لا تزال صادرات بعض المنتجات المتعلقة بالتطعيم مقيدةً، مما يشير إلى استمرار حالات النقص على الصعيد العالمي. ويعني ذلك أن التحدي الأكبر اليوم هو إيصال اللقاحات، بمعنى حقنها في أذرع الأفراد حرفياً.

واعتماد نهج منسق متواصل بقيادة البلد نفسه لتطبيق استراتيجيات التطعيم المحددة وطنياً كفيل بأن يدعم تحقيق الغايات العالمية.

وتتمثل الفوائد الأعظم لهذا النهج في إعطاء الأولوية للتطعيم الكامل وإعطاء الجرعات المعززة للفئات الأشد عرضة للخطر، أي لكبار السن والعاملين الصحيين والأشخاص المصابين بأمراض مصاحبة، بمن في ذلك المصابون بنقص المناعة.

الحل

لا بد من التزام قيادي قوي بتطبيق خطط التطعيم المفصلة والمقدرة التكاليف. ويجب الحفاظ على الزخم اللازم لتطعيم الفئات ذات الأولوية العليا، مثل العاملين الصحيين والأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم 60 عاماً والأشخاص منقوصي المناعة.

وسيتعين تدعيم قدرات النظام الوطني للرعاية الصحية. كما سيتعين بشكل متزايد إدماج خدمات التطعيم ضد كوفيد-19 ضمن خدمات التطعيم الأخرى ورفدها بتدخلات صحية واجتماعية أخرى لتحقيق أعظم الأثر وبناء قدرات طويلة الأمد.

ومع تضاؤل الإحساس بخطر الفيروس لدى الناس، يتعين تكييف خطط الإبلاغ عن المخاطر والمشاركة المجتمعية بعناية لتعزيز الطلب على التطعيم. كما يتعين توفير التمويل المحلي والدولي وتنسيقه وإتاحته على عجل لتحقيق أهداف الخطط الواضحة للبلدان.

وقد أطلقت منظمة الصحة العالمية بالشراكة مع اليونيسف وتحالف اللقاحات "غافي" وجهات أخرى شريكة من بينها البنك الدولي، الشراكة المعنية بإيصال لقاحات كوفيد-19، وهي مسعى دولي مشترك مبني على نهج "الفريق القُطري الواحد" و"الخطة الواحدة" و"الميزانية الواحدة"، من أجل تعزيز استعداد البلدان وتكثيف الدعم لجهود إيصال اللقاحات. وتركز الشراكة على 34 بلداً يتدنى فيها مستوى التغطية، وتقوم على القيادة الحكومية من أجل تسريع وتيرة التطعيم ضد كوفيد-19.

وعلى الرغم من النجاح التراكمي للشراكة منذ إطلاقها في كانون الثاني/يناير 2022، لا تزال البلدان المنخفضة الدخل وبلدان الشريحة الدنيا من الدخل المتوسط تواجه صعوبات في تحقيق تغيير ملموس في معدلات التطعيم.

ويشكّل ذلك تهديداً جاداً للتعافي الاقتصادي الهش، لأسباب من بينها خطر ظهور متحورات جديدة تثير موجات أوسع من المرض الوخيم والوفيات بين الفئات السكانية التي تتدنى نسبة التغطية بالتطعيم في أوساطها. ويعني أيضاً أن تسريع وتيرة إيصال الأدوات الأخرى لمكافحة كوفيد-19 وعلاجاته يشكّل أولوية حاسمة لمساعدة العالم على بناء طبقات متعددة من الحماية ضد الفيروس. ولا بد من اتخاذ إجراءات منسقة وعاجلة من البلدان والشركاء الدوليين والوكالات الدولية، إلى جانب وزراء المالية في بلدان مجموعة العشرين، لرفع مستويات التطعيم والتعجيل بإتاحة اللقاحات.

لقد وقعنا في فخ الجائحة، لكننا نعرف مخرجاً

إن أسرع طريقة لإنهاء الجائحة هي ضمان توافر اللقاحات للجميع، في كل مكان. ولكن قلة قليلة من البلدان فقط تتوفر لها اللقاحات على نطاق واسع، مما يعني أن الفيروس سيواصل طفراته وسيعبر الحدود ويعيث الفساد في جميع أنحاء العالم. مرة أخرى، نناشد البلدان والشركات التي تسيطر على سلسلة الإمدادات العالمية للقاحات أن تعطي الأولوية عاجلاً لمرفق كوفاكس والصندوق الائتماني الأفريقي لحيازة اللقاحات. انضموا إلينا في كفاحنا لإنهاء الجائحة. اتصلوا بالحكومات والشركات الصيدلانية للعمل معاً من أجل إيصال أدوات مكافحة كوفيد-19 إلى أكبر عدد ممكن من الناس.

سلسلة بانديميكا تضمّ سبعة مقاطع رسوم متحركة يمكن مشاهدتها هنا بأكثر من 10 لغات.

لنعمل معاً (#ACTogether) من أجل الإنصاف في مجال اللقاحات (#VaccinEquity). تعهَّد بتقديم الدعم بإضافة اسمك أو مؤسستك إلى الإعلان الوارد أدناه، وشجِّع الآخرين على القيام بذلك!

لنعمل معاً من أجل إحداث الفارق

نستطيع جميعا أن نساعد في حل مشكلة عدم الإنصاف في مجال اللقاحات. فيمكن أن يتبرع الأفراد باللقاحات التي يدير شؤونها الناس من خلال موقع GoGiveOne – حيث يمكنك الحصول على لقاح لك ومنح لقاح لشخص يحتاج إليه.

ويمكن للمجتمع المدني أن يحشد الحكومات لكي تمارس قدرتها على التغيير.

ويمكن للقطاع الخاص أن يتبرع بالجرعات والأموال.

ويمكن للمصنعين تقاسم الملكية الفكرية حتى يتسنى تسريع إنتاج اللقاحات وتوسيع نطاقه.

ويمكن للحكومات أن تتقاسم جرعات اللقاح، وتساعد على تأمين الأموال، وتزيل أي حواجز تحول دون التوزيع المنصف.