- مرفق كوفاكس يمكنه الحصول على لقاحات كوفيد-19 الكافية لحماية 70% من السكان في 91 بلداً من البلدان المنخفضة الدخل
- الطلب على اللقاح والإقبال عليه ضعيفان، وتظل البلدان المنخفضة الدخل هي الأشد تخلفاً عن الركب
- لسد الفجوة في الإنصاف في توزيع اللقاحات، يدعو مرفق كوفاكس البلدان إلى تحديد غايات طموحة للتنفيذ، وتدعو جميع الشركاء إلى ضمان حصول البلدان على الموارد اللازمة لتسريع الاستراتيجيات الوطنية والتوسّع فيها.
بعد 18 شهراً تقريباً من إعطاء أول لقاح لكوفيد-19، تحقق تقدم مذهل ــ حيث تُوزّع الدول المنخفضة الدخل مليارات جرعات لقاح كوفيد-19 في عملية لطرح اللقاح غير مسبوقة من حيث السرعة والحجم والوصول الديمُغرافي. ومع ذلك، وعلى الرغم من هذا التقدم، ومن تراجع القصور في العرض على الصعيد العالمي، فإن أوجه عدم المساواة بين البلدان المنخفضة والمرتفعة الدخل مازالت تؤدي إلى خسارة الأرواح وإطالة أمد الجائحة بزيادة المخاطر التي يطرحها ظهور متحوّرات الفيروس الجديدة التي قد تكون أشد فتكاً.
ففي البلدان المنخفضة الدخل لم يحصل على جرعة لقاح وحيدة إلا 16٪ من السكان، مقارنة بنحو 80٪ في البلدان المرتفعة الدخل. وفي بعض البلدان المنخفضة الدخل، لا تُكفل الحماية للعديد من الأشخاص الأشد تعرضاً للمخاطر في المجتمع - مثل العاملين في الرعاية الصحية، وكبار السن، والأشخاص المصابين بحالات مرضية أساسية - في حين يحصل الشباب والبالغون الأصحاء على جرعات مُعزّزة في البلدان الثرية.
ويجب على العالم أن يعمل بسرعة على سد هذه الفجوة في الإنصاف.
وبعد عام من العُسر، أصبحنا الآن في وضع كان يبدو مستحيلاً قبل عامين، فقد زاد الآن العرض على الصعيد العالمي بما يكفي لدعم الهدف الجامع المُتمثل في دعم التطعيم المُنصف والكامل لجميع السكان البالغين والمراهقين في العالم. ويمكن لمرفق كوفاكس الحصول على أكثر من الجرعات اللازمة لتمكين 91 بلداً من البلدان المنخفضة الدخل التي تدعمها آلية التزام السوق المسبق لكوفاكس - التي توفّر جرعات طيف واسع من لقاحات كوفيد-19 تموّلها الجهات المانحة - من تحقيق غاياتها المحدّدة في ضوء الغاية العالمية للمنظمة المتمثلة في حماية 70٪ من السكان في كل بلد. ويمكننا أن ندعم هذه البلدان في تحقيق غاياتها الفردية وإعطاء الأولوية للتغطية الكاملة للفئات الشديدة التعرّض للمخاطر. ووفقاً لخريطة الطريق المُحدّثة لفريق الخبراء الاستشاري الاستراتيجي المعني بالتمنيع التي صدرت في كانون الثاني/ يناير 2022 - والتي توصي بإعطاء جرعات مُعزّزة للفئات ذات الأولوية – يقبل مرفق كوفاكس الآن ويشجع طلبات البلدان للحصول على الجرعات لشن حملات التطعيم المُعزّز.
ويتمتع مرفق كوفاكس بوضع يؤهله لتوزيع هذه الجرعات كي تصل إلى من يحتاجون إليها. ففي غضون 15 شهراً فقط، استطاع مرفق كوفاكس – بوصفه ركيزة اللقاحات في إطار الشراكة الخاصة بتسريع إتاحة أدوات مكافحة كوفيد-19 - شحن أكثر من 1,4 مليار لقاح إلى 87 بلداً من البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل حول العالم. وتمثل شحنات كوفاكس 82٪ من اللقاحات التي تورّد إلى البلدان المنخفضة الدخل ومعظم لقاحات كوفيد-19 التي تُستعمل في البيئات التي تشهد الأزمات الإنسانية. وساعد عمل مرفق كوفاكس، بفضل قيادته لجهود التطعيم العالمية الأسرع والأكبر والأشد تعقيداً في التاريخ، على رفع متوسط نسب الأشخاص الحاصلين على حماية دورة التطعيم الكاملة في البلدان المنخفضة الدخل وبلدان الشريحة الدنيا من فئة الدخل المتوسط إلى 46٪.
وتتمثل المهمة الآن في البناء على هذا الأساس لمساعدة البلدان على توفير الحماية الكاملة للفئات الشديدة التعرّض للمخاطر، وتحقيق الغايات الوطنية الخاصة بالتطعيم، وسد الفجوة في الإنصاف في توزيع لقاحات كوفيد-19 على الصعيد العالمي إلى الأبد. ولكن ثمة عقبات مازالت تحول دون ذلك، وهي ضعف الطلب على اللقاح والإقبال عليه، وتخلف البلدان المنخفضة الدخل عن الركب تخلفاً شديداً.
الطلب على اللقاحات وتوريدها
تولّت الحكومات الوطنية في البلدان المنخفضة الدخل القيادة بتوزيع أكثر من 3,8 مليارات جرعة من لقاحات كوفيد‑19. وتراجع عدد البلدان التي تقل فيها نسبة التغطية عن 10% من السكان من 34 بلداً في كانون الثاني/ يناير إلى 18 بلداً في يومنا هذا. وحققت بعض البلدان التي تدعمها آلية التزام السوق المسبق - مثل، بوتان وكمبوديا وفييت نام وملديف وفيجي وبنغلاديش - نسبة تغطية تزيد على 70٪.
واستناداً إلى جهود التأهب القُطري التي بُذلت حتى الآن، تتلقى البلدان الأشد تخلفاً عن الركب دعماً مًصمّماً خصيصاً. وفي كانون الثاني/ يناير 2022، أبرمت المنظمة واليونيسف والتحالف العالمي من أجل اللقاحات والتمنيع شراكة توريد لقاحات كوفيد-19، وهي مبادرة مشتركة بين الوكالات تستند إلى الموارد القائمة على الصعيد العالمي والإقليمي والقُطري لدعم توريد لقاحات كوفيد-19 إلى البلدان المنخفضة الدخل. وتقدم شراكة توريد لقاحات كوفيد‑19 الدعم التشغيلي العاجل على وجه التحديد إلى البلدان التي بلغت فيها نسبة التغطية بالتطعيم الكامل 10٪ أو أقل، في كانون الثاني/ يناير 2022، والتي يقع العديد منها في أفريقيا. وبحلول منتصف نيسان/ أبريل 2022، كان التمويل العاجل بمبلغ 29 مليون دولار قد تم تنسيقه وصرفه - في غضون 15 يوم عمل أو أقل - إلى عشرة بلدان على نطاق الوكالات الثلاث. وقد دفعت شراكة توريد لقاحات كوفيد-19 المشاركة السياسية مع عدد من البلدان ذات معدلات التطعيم المنخفضة، من أجل إبقاء توريد اللقاحات على رأس جدول الأعمال السياسي، وتحديد الفرص السانحة لدمج التطعيم بلقاحات كوفيد-19 مع التدخلات الصحية الأخرى.
وفي حين أن شراكة توريد لقاحات كوفيد-19 وغيرها من الجهود تساعد البلدان المنخفضة الدخل على إحراز التقدم، فمازالت هناك تحديات يلزم التصدي لها. ففي العديد من البلدان، أدى متحوّر أوميكرون من تراجع المخاطر المتصوّرة للفيروس وصارت هناك أولويات صحية أخرى يركّز عليها الناس والحكومات. ولذا تتعاظم أهمية خيار دمج التطعيم ضد كوفيد-19 مع أنشطة النُظم الصحية الأخرى - مثل حملات التطعيم ضد الحصبة وشلل الأطفال، أو توزيع الناموسيات المضادة للملاريا. كما يُعد التطعيم ضد كوفيد-19 فرصة لتعزيز النُظم الصحية، بما في ذلك تدريب العاملين الصحيين، وتعزيز نُظم معلومات إدارة الصحة، ومواصلة تحسين سلسلة التبريد، وصياغة طرق جديدة للعمل في البيئات الهشة وتلك التي يمزقها النزاع.
ومن خلال حوارنا المُستمر مع البلدان التي تدعمها آلية التزام السوق المسبق، نعلم أن الطلب يتسم بالديناميكية الشديدة ويصعب التنبؤ به، حتى بالنسبة إلى البلدان نفسها. وبفضل مُدخلات الحكومات الوطنية، أصبح مرفق كوفاكس قادراً على الوصول إلى بعض التقديرات الأولية للطلب الإجمالي في البلدان التي تدعمها آلية التزام السوق المسبق. ويشير تحليلنا لآخر التنبؤات بشأن الطلب لأغراض التخطيط، التي زودتنا بها هذه البلدان، إلى أن الطلب القُطري من الآن وحتى بداية عام 2023 يقدر بنحو 330 مليون جرعة من جرعات مرفق كوفاكس، فضلاً عن الجرعات التي تسلمتها البلدان أو قبلتها بالفعل. ومع ذلك، فإن هذه الأرقام تظل أرقاماً دينامية، وسوف تتطوّر مع تغيّر الأوضاع على أرض الواقع ومع ظهور متحوّرات جديدة. ومن ثم، سيعمل مرفق كوفاكس مع الحكومات الوطنية على تحديث هذه التقديرات باستمرار.
ولكي يواصل العالم إحراز تقدم حقيقي في سد الفجوة في الإنصاف في توزيع اللقاح على الصعيد العالمي، نوجّه دعوة عاجلة إلى البلدان لتحديد غايات طموحة تدعمها خطط ملموسة للتنفيذ - مع إعطاء الأولوية للتغطية الكاملة للفئات الشديدة التعرّض للمخاطر - وندعو جميع الشركاء إلى التنسيق بشأن تزويد البلدان بالموارد اللازمة لتسريع الاستراتيجيات الوطنية وتوسيع نطاقها، وتحفيز الطلب والتغلب على العقبات التشغيلية. وتُعد الأشهر الثلاثة أو الأربعة القادمة حاسمة الأهمية لتسريع حملات التطعيم ضد كوفيد-19، والتحرّك لدمج جهود التطعيم ضد كوفيد-19 في النُظم الروتينية للصحة الأولية.
الإمدادات
يشهد على العمل الرائد للدوائر العلمية والصناعية أن هناك الآن ما يكفي من الإمدادات لتلبية الاحتياجات العالمية، وأن الانتقال من تحديد التسلسل الجيني لفيروس كورونا-سارس-2 ونشره، إلى طرح لقاح كوفيد-19 للاستعمال في الطوارئ لم يستغرق سوى 327 يوماً.
وبينما نسعى جاهدين إلى مساعدة البلدان على طرح المزيد من الجرعات، يجب علينا أيضاً أن نعمل على ضمان بقاء الإمدادات متاحة في الوقت الملائم. فقد شهد مرفق كوفاكس حالات التأخر في تأمين الجرعات في عام 2021. ومع توافر العديد من الجرعات الآن نتيجة لاتفاقات الشراء المُسبق إلى جانب الجرعات المُتبرع بها، والطابع الديناميكي الذي يتسم به الطلب القُطري إلى جانب فائض العرض على الصعيد العالمي، غالباً ما سيزيد العرض الإجمالي على الطلب. ومع ذلك، يعمل مرفق كوفاكس مع الشركات المُصنّعة للمساعدة على جعل العرض أشد استجابة لظروف الطلب المتغيّرة.
وتُعد زيادة العرض على الطلب الآن على الصعيد العالمي وفي مرفق كوفاكس، وضعاً مواتياً في ظل الجائحة، لأنه يضمن لجميع البلدان توافر العرض على المدى الطويل وإمكانية اختيار المنتج. ويجب أن تُعطى الآن الأولوية لحماية السكان على وجه السرعة. ويكتسي ذلك أهمية جوهرية، نظراً إلى أن عام 2021 قد أثبت بوضوح أثر العرض غير المُخطط له والذي لا يمكن التنبؤ به، على قدرة البلدان التي تقل فيها موارد النُظم الصحية على التخطيط لحملات التطعيم وتنفيذها. فاليقين بشأن توافر الإمدادات يمكن البلدان من التخطيط لحملات التطعيم الوطنية بمزيد من الثقة، ويضمن وجود مخزون احتياطي باستمرار داخل البلاد، ويساعد على الطرح السلس والفعّال.
وفي حين أنه ينبغي بذل كل جهد ممكن للحد من إهدار الجرعات وانتهاء صلاحيتها، ينبغي أيضاً للبلدان المنخفضة الدخل أن تكون قادرة على قبول الجرعات وتحديد غايات طموحة، دون التعرّض للوصم في حال إهدار الجرعات، لأنه يُعد أمراً لا مفر منه في جهود التمنيع ضد أي مرض، في أي بلد.
ويلتزم مرفق كوفاكس بتزويد البلدان بإمدادات طويلة الأجل يمكن التنبؤ بها تلائم جميع السياقات، وبالحفاظ على المخزونات الاحتياطية لضمان مواكبة العرض للتغيّرات التي تطرأ على الطلب. وسيشمل ذلك العمل مع الجهات المُصنّعة والجهات المانحة لضمان وصول أي لقاحات جديدة مكيّفة مع المتحوّرات إلى مرفق كوفاكس في الوقت نفسه الذي تصل فيه إلى البلدان المرتفعة الدخل.
وندعو البلدان المانحة والجهات المُصنّعة إلى دعم مرفق كوفاكس بضمان ملاءمة كم الجرعات المقدمة وتوقيتها لاحتياجات البلدان المنخفضة الدخل، قدر الإمكان. وينبغي للجهات المانحة أن تدعم مرفق كوفاكس في الحفاظ على حافظة متنوعة تشمل اللقاحات المكيّفة مع المتحوّرات إذا اقتضى الأمر. وينبغي للجهات المانحة أن تعمل مع مرفق كوفاكس على إعادة جدولة اتفاقات الشراء المسبق الحالية أو إعادة تعيين حجم الإمدادات التي تنص عليها.
إن معاناة العالم من تداعي التحديات والأزمات، لا تغيّر من حقيقة أن الجائحة - أزمتنا الجماعية - لم تنته بعد. ويجب أن يظل سد الفجوة في الإنصاف في توزيع اللقاحات أولوية ملحّة للمجتمع الدولي.
ملاحظة للمحررين
لمحة عامة عن مرفق كوفاكس
مرفق كوفاكس هو الركيزة الخاصة باللقاحات في مبادرة تسريع إتاحة أدوات مكافحة كوفيد-19، ويخضع مرفق كوفاكس للقيادة المشتركة بين الائتلاف المعني بابتكارات التأهب لمواجهة الأوبئة، والتحالف العالمي من أجل اللقاحات والتمنيع، ومنظمة الصحة العالمية، واليونيسيف، ويعمل بالشراكة مع مصنّعي اللقاحات في البلدان المتقدمة والبلدان النامية، ومنظمة الصحة للبلدان الأمريكية، وغيرهم من الشركاء. ويُعد مرفق كوفاكس المبادرة العالمية الوحيدة التي تعمل مع الحكومات والمصنّعين لضمان الإتاحة المُنصفة للقاحات كوفيد-19.
دور الائتلاف المعني بابتكارات التأهب لمواجهة الأوبئة في مرفق كوفاكس
يقود الائتلاف المعني بابتكارات التأهب لمواجهة الأوبئة محفظة كوفاكس للبحث والتطوير في مجال اللقاحات، حيث يستثمر في أنشطة البحث والتطوير بشأن مجموعة متنوعة من اللقاحات المرشحة الواعدة دعماً لتطوير لقاحات مأمونة وفعّالة يمكن إتاحتها للبلدان المشاركة في مرفق كوفاكس. وفي إطار هذا العمل، حصل الائتلاف على حق الشفعة فيما يتعلق بجرعات عدد من اللقاحات لصالح مرفق كوفاكس، ووضع استثمارات استراتيجية في مجال تصنيع اللقاحات، تشمل حجز ما يلزم من القدرات لتصنيع جرعات لقاحات كوفاكس في شبكة من المرافق. كما يستثمر الائتلاف في اللقاحات المرشحة من "الجيل المقبل" واللقاحات التي تكفل الحماية من المتحوّرات، وهو ما سيوفّر للعالم خيارات إضافية لمكافحة كوفيد-19 مستقبلاً.
دور التحالف العالمي من أجل اللقاحات والتمنيع في مرفق كوفاكس
يقود التحالف العالمي من أجل اللقاحات والتمنيع عمليات الشراء والتوزيع على نطاق واسع لصالح كوفاكس، حيث ينسّق تصميم وإدارة مرفق كوفاكس وآلية التزام السوق المسبق لكوفاكس، ويعمل مع شريكيْ التحالف التقليدييْن، أي اليونيسف ومنظمة الصحة العالمية، إلى جانب الحكومات، بشأن استعداد البلدان وتوزيع اللقاحات.
وفي إطار هذا الدور، يستضيف التحالف مكتب مرفق كوفاكس لتنسيق تشغيل وإدارة الآلية ككل، ويقيم علاقات مالية وقانونية مع 193 مشاركا في المرفق، ويدير محفظة صفقات مرفق كوفاكس: التفاوض على اتفاقات الشراء المسبقة مع مصنعي اللقاحات المرشحة الواعدة لتأمين جرعات منها نيابة عن جميع المشاركين في المرفق.
كما ينسّق التحالف تصميم آلية التزام السوق المسبق لمرفق كوفاكس وتشغيلها وجمع التبرعات لها، وهي الآلية التي تتيح إمكانية حصول 92 اقتصاداً من الاقتصادات المنخفضة الدخل على جرعات اللقاح المُموّلة من المانحين. وفي إطار هذا العمل، يموّل التحالف مشتريات اليونيسف من اللقاحات ويشرف على توزيعها على جميع المشاركين في آلية التزام السوق المسبق - بتفعيل اتفاقات الشراء المسبق بين التحالف والمصنّعين- ويدعم عمل الشركاء والحكومات في مجاليْ الاستعداد والتوزيع. ويشمل ذلك تقديم الدعم المكيّف حسب احتياجات الحكومات واليونيسف ومنظمة الصحة العالمية وغيرهم من الشركاء من حيث معدات سلسلة أجهزة التبريد والمساعدة التقنية والمحاقن والمركبات وغيرها من جوانب العملية اللوجستية المعقدة للغاية المتعلقة بالتوزيع. وشارك التحالف أيضاً في تصميم آلية "التعويض عن الضرر بغض النظر عن الطرف المسؤول عنه" وآلية كوفاكس للاحتياطي الخاص بالأوضاع الإنسانية، وفي تعبئة التمويل لهما ودعم تشغيلهما.
دور منظمة الصحة العالمية في مرفق كوفاكس
تضطلع المنظمة بأدوار متعددة في إطار مرفق كوفاكس، حيث تقدم إرشادات معيارية في مجال السياسات والتنظيم والمأمونية وأنشطة البحث والتطوير والتخصيص المتعلقة باللقاحات، فضلاً عن استعداد البلدان وتوزيع اللقاحات. ويتولى فريق الخبراء الاستشاري الاستراتيجي المعني بالتمنيع التابع لها إعداد توصيات مسندة بالبيّنات بشأن سياسات التمنيع. وتضمن برامج المنظمة الخاصة بالإدراج في قائمة الاستخدام في الطوارئ/ الاختبار المسبق للصلاحية، اتّساق عمليات الاستعراض والترخيص على نطاق الدول الأعضاء. وتوفّر المنظّمة تنسيقاً عالميّاً ودعماً للدول الأعضاء فيما يتعلّق برصد مأمونيّة اللقاحات. وقد أعدّت المنظمة مواصفات المنتجات المستهدفة للقاحات كوفيد-19 وتتولى التنسيق التقني في مجال البحث والتطوير. وتقود المنظمة، بالتعاون مع اليونيسف، مسار الاستعداد والتنفيذ على الصعيد القُطري، الذي يقدم الدعم إلى البلدان في الوقت الذي تستعدّ فيه لتلقّي وإعطاء اللقاحات. ويوفّر هذا المسار أدوات وإرشادات ورصد ومساعدة تقنية في الميدان من أجل التخطيط للقاحات ونشرها، بالتعاون مع التحالف العالمي من أجل اللقاحات والتمنيع والعديد من الشركاء الآخرين الذين يعملون على الصعيد العالمي والإقليمي والقُطري. وبالتعاون مع الشركاء في مرفق كوفاكس، وضعت المنظمة برنامجاً للتعويض عن الضرر بصرف النظر عن الطرف المسؤول، في إطار التزامات التعويض والمسؤولية المحدودة المدة.
دور اليونيسيف في مرفق كوفاكس
تستفيد اليونيسف من خبرتها بوصفها أكبر مشتر للقاحات في العالم، وتعمل مع المصنّعين والشركاء على شراء جرعات من لقاحات كوفيد-19، وفي مجال الشحن واللوجستيات والتخزين. وتشتري اليونيسف بالفعل أكثر من ملياريْ جرعة من اللقاحات سنوياً لأغراض التمنيع الروتيني والاستجابة للفاشيات نيابة عن 100 بلد تقريباً. وتقود اليونيسف، بالتعاون مع الصندوق الدائر التابع لمنظمة الصحة للبلدان الأمريكية، الجهود الرامية إلى شراء وتوريد جرعات من لقاحات كوفيد-19 لمرفق كوفاكس. وبالإضافة إلى ذلك، تعمل اليونيسف والتحالف العالمي من أجل اللقاحات والتمنيع ومنظمة الصحة العالمية مع الحكومات على مدار الساعة من أجل ضمان استعداد البلدان لتلقّي اللقاحات، مع ضمان توافر معدات سلسلة التبريد المناسبة وتدريب العاملين الصحيين على توزيعها. وتضطلع اليونيسف أيضاً بدور ريادي في إطار الجهود الرامية إلى تعزيز الثقة في اللقاحات من خلال التواصل بشأن الثقة في اللقاحات وتتبع المعلومات المغلوطة والتصدي لها في جميع أنحاء العالم.
نبذة عن مبادرة تسريع إتاحة أدوات مكافحة كوفيد-19
مبادرة تسريع إتاحة أدوات مكافحة كوفيد-19 (مُسَرِّع الإتاحة) إطار عالمي رائد جديد للتعاون يهدف إلى تسريع استحداث وإنتاج الاختبارات التشخيصيّة لكوفيد-19 وعلاجاته ولقاحاته، وإتاحتها بشكل منصف. وقد أُنشئت المبادرة استجابةً لنداء وجهه قادة مجموعة العشرين في شهر آذار/ مارس واستهلتها منظمة الصحة العالمية والمفوضية الأوروبية وفرنسا ومؤسسة بيل وميليندا غيتس في نيسان/ أبريل 2020.
وهذه المبادرة ليست هيئة لصنع القرار أو منظمة جديدة، ولكنها تسعى إلى تسريع جهود التعاون بين المنظمات القائمة من أجل إنهاء الجائحة. وهي إطار للتعاون صُمّم بهدف الجمع بين الجهات الفاعلة الرئيسية بهدف إنهاء الجائحة في أسرع وقت ممكن بفضل تسريع وتيرة استحداث الاختبارات والعلاجات واللقاحات، وتوزيعها على نحو منصف، وتوفيرها على نطاق واسع، وبالتالي ضمان حماية النظم الصحية واستعادة المجتمعات لعافيتها وانتعاش الاقتصادات على المدى القصير. وتستند المبادرة إلى خبرة منظمات الصحة العالمية الرائدة التي تتصدى حالياً لأصعب التحديات الصحية في العالم، والتي يمكنها، بفضل مضافرة جهودها، أن تحقق نتائج جديدة أكثر طموحاً في مجال مكافحة كوفيد-19. ويشترك أعضاؤه في الالتزام بضمان حصول جميع الناس على جميع الأدوات اللازمة لدحر جائحة كوفيد-19 وبالعمل على تحقيق ذلك في إطار مستويات غير مسبوقة من الشراكة.
وتتألف المبادرة من أربعة مجالات عمل، وهي: وسائل التشخيص، والعلاجات، واللقاحات، والربط بين النُظم الصحية. وهناك مسار عمل متعلق بالإتاحة والتخصيص يشمل مجالات العمل هذه كافة.