ضمان مأمونية اللقاحات

10 آذار/مارس 2025

تعلَّم المزيد عن اللقاحات - من كيفية عملها إلى كيفية تصنيعها - في سلسلة "تفسير اللقاحات" الصادرة عن المنظمة. 

كيف تُختبر اللقاحات ويُرصد استعمالها  

تُستعمل معظم اللقاحات منذ عقود من الزمن لتطعيم ملايين من الأشخاص سنوياً على نحو مأمون، سواء بشكل روتيني أم في إطار التصدي لتهديدات مرضية معينة.  

وقبل اعتماد أي لقاح في بلد ما، يخضع اللقاح المطوّر في المختبر لفحوص دقيقة وصارمة ويمر بمراحل متعددة من التجارب السريرية التي تُجرى عليه. كما تُجري السلطات الصحية تقييماً دقيقاً لنتائج تلك التجارب للمساعدة على التأكد من استيفاء اللقاح لأعلى معايير المأمونية والنجاعة قبل اعتباره لقاحاً مناسباً للاستعمال. 

وبمجرد اعتماد اللقاحات وبدء استعمالها في البلدان، تقوم السلطات الصحية الوطنية برصد مأمونية اللقاحات باستمرار للكشف عن أي شواغل محتملة وتبديدها فوراً. وفي حالة وقوع حدث ضائر، يقوم فريق مستقل من الخبراء بتقييم ما إذا كان هذا الحدث ناجم عن اللقاحات. 

وتساعد المنظمة البلدان على تعزيز نظم رصد مأمونية اللقاحات والاستجابة لها. وعلى الصعيد العالمي، تُجمع التقارير عن الأحداث المتعلقة بمأمونية اللقاحات وتُحلَّل في قاعدة بيانات في مركز أوبسالا للرصد، وهو مركز متعاون مع المنظمة ومتخصّص في رصد مأمونية الأدوية واللقاحات. ويساعد هذا النظام العالمي على الكشف حتى عن إشارات المأمونية الضعيفة والنادرة. وبالإضافة إلى ذلك، تتولى اللجنة الاستشارية العالمية المعنية بمأمونية اللقاحات، وهي عبارة عن فريق مستقل من الخبراء، تقييم التقارير المتعلقة بمأمونية اللقاحات وإسداء المشورة الموثوقة والعلمية إلى المنظمة. وتصدر المنظمة نيابة عن هذه اللجنة، بيانات منتظمة بشأن مأمونية اللقاحات.

التطعيم أكثر أماناً من الإصابة بالعدوى

درِّب اللقاحات جهازنا المناعي على التعرّف على الفيروس المستهدَف وتكوين أضداد لمكافحة المرض، دون الإصابة بالمرض ذاته. وبعد تلقّي التطعيم، يكون الجسم مستعدًا لمكافحة تلك الجراثيم بقدر أكبر من الفعالية، ومن ثمّ الوقاية من المرض والمضاعفات وحتى الموت، وهي من المخاطر التي تنطوي عليها العدوى الطبيعية. 

إن حصولك على التطعيم في الوقت المحدد، وفقًا للجدول الزمني الذي توصي به السلطات الصحية في بلدك، يضمن لك السلامة والحماية قدر الإمكان. أما تأخير التطعيم فيعرّض حياتك للخطر. وفي حال إصابتك بالعدوى، قد لا يتوفر لجسمك ما يكفي من الوقت لتكوين المناعة، على عكس الأشخاص الذين تلقّوا التطعيم بالفعل.  

فعلى سبيل المثال، فإن عدم تلقّي الأطفال للقاح الحصبة يعرّضهم بشدة لخطر الإصابة بمضاعفات وخيمة، بما فيها الالتهاب الرئوي وتورم الدماغ وحتى الموت. وتنتشر الحصبة بسهولة ويمكن أن تُصيب الأفراد الذين لم يتلقوا التطعيم إصابة سريعة، ولا سيما الأطفال منهم. 

وإذا فاتك أنت أو طفلك أيّ من اللقاحات الموصى بها، فتحدَّث إلى أحد العاملين في مجال الرعاية الصحية عن كيفية استدراك ما فاتكما من التطعيم.

ما يمكن توقّعه أثناء التطعيم 

يمكن للمهنيين الطبيين أن يقدموا أفضل النصح للأفراد عمّا إذا كان ينبغي أن يتلقوا اللقاح أم لا وفي أي وقت ينبغي أن يتلقوه. وقد يضطر بعض الأفراد إلى تأخير تلقّي بعض اللقاحات أو تجنّبها بسبب سنهم أو حالتهم الصحية أو عوامل أخرى محددة. وإذا كانت لديك أي مخاوف بهذا الشأن، فناقِشها مع العامل في مجال الرعاية الصحية من أجل ضمان حماية صحتك على أفضل وجه. 

وسيتولى عامل صحي إعطاء اللقاح، وسيُطلب من الشخص الذي يتلقاه الانتظار لمدة تتراوح من 15 إلى 30 دقيقة قبل مغادرة موقع التطعيم لكي يتسنى للعاملين الصحيين مراقبته لغرض الكشف عن أي تفاعلات غير متوقعة ناجمة عن التطعيم.

لماذا تعتبر الآثار الجانبية الخفيفة للّقاحات أمراً طبيعيا

لقد صُمّمت اللقاحات لغرض توفير المناعة للمرء دون التعرض لمخاطر الإصابة بالمرض. ومن الشائع حدوث بعض الآثار الجانبية التي تتراوح بين الخفيفة والمتوسطة عند تلقّي التطعيم. ويعزى ذلك إلى أن جهازك المناعي يأمر جسمك بالتفاعل بطرق معينة، حيث يزيد من تدفق الدم لتمكين المزيد من الخلايا المناعية من الدوران، ويرفع درجة حرارة جسمك من أجل قتل الفيروس. 

إنّ حدوث آثار جانبية تتراوح بين الخفيفة والمتوسطة، مثل الحمى الخفيفة أو آلام العضلات، أمر طبيعي ولا يستدعي القلق: فهي علامات تدل على أن الجهاز المناعي للجسم يستجيب للقاح، وبالتحديد للمستضد (المادة التي تفعّل الاستجابة المناعية)، ويستعد لمواجهة الفيروس. وعادة ما تزول هذه الآثار الجانبية من تلقاء نفسها بعد بضعة أيام. 

والآثار الجانبية الشائعة والخفيفة أو المتوسطة أمر جيد لأنها تدل على أن اللقاح فعال. بيد أن عدم حدوث آثار جانبية لا يعني أن اللقاح غير فعال، بل يعني أن كل شخص يستجيب بشكل مختلف.  

يرجى الاطلاع على الأسئلة والأجوبة بشأن مأمونية اللقاحات على موقع المنظمة الإلكتروني لمعرفة المزيد عن الآثار الجانبية الشائعة والأفراد الذين ينبغي لهم استشارة الطبيب قبل تلقّي التطعيم. 

آثار جانبية أقل شيوعاً 

ينبغي للأفراد أن ينبّهوا مقدّمي الرعاية الصحية في حال ما إذا تعرّضوا، بعد التطعيم، لأي آثار جانبية غير متوقعة أو غيرها من الأحداث الصحية، مثل الآثار الجانبية التي تستمر لأكثر من ثلاثة أيام. وتشمل الآثار الأقل شيوعاً تفاعلات أرجية وخيمة، مثل التَأَق، وهو تفاعل نادر للغاية.  

وترصد السلطات الوطنية والهيئات الدولية، بما فيها المنظمة، عن كثب أي آثار جانبية غير متوقعة عقب التطعيم.

تلقّي لقاحات مختلفة أثناء زيارة واحدة 

من المأمون تلقِّي جرعات متعددة من لقاحات مختلفة خلال زيارة واحدة. وتنطوي اللقاحات المخلَّطة - أي العديد من أنواع المستضدات في جرعة واحدة - على نفس الدرجة من المأمونية والفعالية من اللقاحات الفردية.  

ويعد تلقِّي عدة لقاحات أو لقاحات مخلَّطة في زيارة واحدة أمراً مهماً لحماية الأطفال من أمراض مختلفة في أسرع وقت ممكن. وييسّر ذلك أيضاً إعطاء الجرعات الموصى بها في الوقت المحدد. 

كما أن تلقِّي جرعات متعددة لا يربك جهاز المناعة. فالمستضدات الموجودة في اللقاحات صغيرة الحجم مقارنةً بما تواجهه أجسامنا بصورة طبيعية كل يوم.