وصف الوضع الراهن
الوضع في لمحة سريعة
أعلنت وزارة الصحة والسكان في جمهورية الكونغو، في 17 تموز/ يوليو 2023، عن الاشتباه في اندلاع فاشية ثلاثية لالتهاب المعدة والأمعاء، مع اعتبار حمى التيفود وداء الشيغيلات والكوليرا أسباباً محتملة للفاشية.
ومنذ الإبلاغ عن الحالة الأولى في 28 حزيران/ يونيو 2023، وحتى 29 آب/ أغسطس 2023، أُبلِغ عمَّا مجموعه 2389 حالة مشتبه فيها، منها 52 حالة وفاة (معدل إماتة الحالات الإجمالي 2,2%).
وحدَّدت التحاليل المختبرية التي أجراها المختبر الوطني للصحة العامة 83 حالة إصابة ببكتيريا الشيغيلا، و22 حالة ببكتيريا السالمونيلا التيفية، و21 حالة ببكتيريا الضمة الكوليرية، ولم يُجرَ اختبار السُّميَّة للسلالة.
وتعد مدينة دوليسي، عاصمة مقاطعة نياري في الجزء الغربي من البلاد، بؤرة هذه الفاشية.
وفعَّلت وزارة الصحة والسكان، بدعم من منظمة الصحة العالمية، آلية تنسيق متعددة القطاعات تساهم في تعزيز قدرات الترصد والقدرات المختبرية والسريرية، وتنفيذ أنشطة إزالة التلوث والإبلاغ عن المخاطر. وتجري الوزارة أيضاً استقصاءً وبائياً متعمقاً.
وتصنِّف المنظمة المخاطر التي تُشكِّلها هذه الفاشية الثلاثية على أنها مرتفعة على المستوى الوطني، ومعتدلة على المستوى الإقليمي، ومنخفضة على المستوى العالمي.
وصف الوضع الراهن
أبلغت وزارة الصحة والسكان في جمهورية الكونغو، في 14 تموز/يوليو 2023، عن 1384 حالة كانت أعراضها السائدة متمثلة في الحمى (39 درجة مئوية و40 درجة مئوية)، والصداع، وآلام البطن، والإسهال، والقيء، والتعب.
ثم أعلنت الوزارة رسمياً، في 17 تموز/ يوليو 2023، فاشية ثلاثية مشتبه فيها لالتهاب المعدة والأمعاء، مع اعتبار حمى التيفود وداء الشيغيلات والكوليرا أسباباً محتملة للفاشية.
وكانت أول حالة في الفاشية قد أُبلِغ عنها في 28 حزيران/ يونيو 2023. ومنذئذٍ، وحتى 29 آب/ أغسطس 2023، أُبلِغ عمَّا مجموعه 2389 حالة مشتبه فيها، منها 52 حالة وفاة (معدل إماتة الحالات الإجمالي 2,2%). وشكَّلت حالات حمى التيفود المشتبه فيها 50,2% (العدد = 1200) من جميع الحالات، يليها داء الشيغيلات (46,9%؛ العدد = 1120)، ثم الكوليرا (2,9%؛ العدد = 69).
وخضعت ثماني وثمانون حالة (3,7٪) من الحالات المشتبه فيها لجراحة طارئة بسبب انثقاب الأمعاء، وهو من المضاعفات المعروفة التي تحدث في حالة حمى التيفود غير المعالجة.
ومدينة دوليسي، عاصمة مقاطعة نياري التي يقطنها أكثر من 110,000 نسمة، هي بؤرة الفاشية الحالية، إذ أُبلِغ فيها عن 2178 حالة مشتبه فيها (91,2% من جميع الحالات) و33 حالة وفاة (معدل إماتة الحالات 1,5%) للأمراض المُعديَة الثلاثة مجتمعة.
الشكل 1: توزيع حالات الإصابة المشتبه فيها بحمى التيفود وداء الشيغيلات والكوليرا حسب تاريخ الإبلاغ في مدينة دوليسي، مقاطعة نياري، 28 حزيران/ يونيو - 29 آب/ أغسطس 2023 (العدد = 2178).
ومنذ بداية الفاشية، شهدت مدينة دوليسي تدفقاً للحالات على المرافق الصحية، إذ دخل إليها ما يزيد على 600 حالة مشتبه فيها خلال شهري تموز/ يوليو وآب/ أغسطس. ثم لوحظ انخفاض في عدد المرضى الذي يدخلون إلى المرافق الصحية بدءاً من شهر أيلول/ سبتمبر.
وأبلغت خمس مقاطعات أخرى أيضاً في جمهورية الكونغو (بوينزا، وبرازافيل، وكويلو، وبوانت نوار، وبول) عن حالات مشتبه فيها.
ومن بين 2071 حالة (86,7%) كانت تتوافر بشأنها معلومات عن العمر والجنس، كانت 51,6% (العدد = 1068) من الإناث، وكانت الفئة العمرية الأكثر تأثراً هي الفئة 11-20 سنة (العدد = 674؛ 32,5%)، تليها الفئة 0-10 سنوات (العدد = 506؛ 24,4%)، ثم الفئة 21-30 سنة (العدد = 403؛ 19,4%).
الشكل 2: توزيع الحالات المشتبه فيها (العدد = 2071) حسب العمر والجنس
وتتوزع نتائج العزل المتاحة من المختبر الوطني للصحة العامة على النحو التالي (عدد العينات التي فُحِصت غير معروف):
- 83 حالة إصابة مؤكَّدة ببكتيريا الشيغيلا (الفلكسنيرية والزحارية). والفئة العمرية الأكثر تأثراً هي المرضى الذين تتراوح أعمارهم بين 5 سنوات و30 سنة، وهي تمثل 64% (53/83) من حالات الإصابة ببكتيريا الشيغيلا المؤكَّدة مختبرياً.
- 22 حالة إصابة مؤكَّدة ببكتيريا السالمونيلا التيفية. والفئة العمرية الأكثر تأثراً هي المرضى الذين تتراوح أعمارهم بين 5 سنوات و30 سنة، وهي تمثل 59% (13/22) من حالات الإصابة بالتيفود المؤكَّدة مختبرياً.
- 21 حالة إصابة مؤكَّدة ببكتيريا الضمة الكوليرية، ومنها 11 حالة عدوى مصاحبة ببكتيريا الشيغيلا وحالة عدوى مصاحبة واحدة ببكتيريا السالمونيلا التيفية. وأظهرت اختبارات تحديد أنماط المجموعات المصلية وجود المجموعة المصلية O1 من النمط المصلي إينابا في ثمانية من أصل تسع عينات أجريت عليها اختبارات تحديد الأنماط المصلية. ومع ذلك، ونظراً لطول مدة عدم الإبلاغ عن حالات الكوليرا في البلاد (حيث كانت آخر فاشية موثَّقة في عام 2016) وغياب الصلات الوبائية مع سائر فاشيات الكوليرا الجارية (أي في جمهورية الكونغو الديمقراطية والكاميرون المجاورين)، فإن اختبارات توليد السموم لا تزال مطلوبة للتثبُّت من تأكيد مسببات الكوليرا وفقاً لمعايير المنظمة وفرقة العمل العالمية المعنية بمكافحة الكوليرا. والفئة العمرية الأكثر تأثراً بالنسبة لحالات الكوليرا المؤكَّدة تتراوح بين 5 سنوات و30 سنة، وهي تمثل 76% (16/21) من حالات الإصابة المؤكَّدة مختبرياً.
وأشارت نتائج مخطط الحساسية للمضادات الحيوية الذي أُجري على 78 عينة براز خضعت للتحليل إلى وجود مقاومة و/ أو حساسية منخفضة للكاربابينيمات، والسيفالوسبورينات من الجيل الثالث، والكينولونات، في العديد من العزلات المُبلَغ عنها لبكتيريا الشيغيلا والسالمونيلا، في حين أُبلِغ عن حساسية معظم عزلات بكتيريا السالمونيلا التيفية للسيبروفلوكساسين (عدد نتائج مخطط الحساسية للمضادات الحيوية حسب العامل المُمْرِض والدواء غير معروف).
الخصائص الوبائية للمرض
الكوليرا عدوى معوية حادة تنتج عن ابتلاع بكتيريا الضمة الكوليرية الموجودة في الماء أو الطعام الملوَّث. ويرتبط هذه المرض أساساً بعدم كفاية فرص الحصول على مياه الشرب المأمونة وعدم كفاية مرافق الصرف الصحي. وهو مرض خبيث للغاية، ويمكن أن يسبب إسهالاً مائياً حاداً وخيماً ويؤدي إلى ارتفاع معدلات المراضة والوفيات، ويمكن أن ينتشر سريعاً، اعتماداً على تكرار التعرُّض والفئة السكانية المعرَّضة والبيئة المحيطة. وتصيب عدوى الكوليرا الأطفال والبالغين على حد سواء، وقد تؤدي إلى الوفاة إذا لم تُعَالج. وتتراوح فترة الحضانة بين 12 ساعة وخمسة أيام بعد تناول طعام أو ماء ملوَّث. ولا تظهر أي أعراض على معظم الأشخاص المصابين ببكتيريا الضمة الكوليرية، على الرغم من وجود البكتيريا في برازهم لمدة تتراوح من يوم إلى 10 أيام بعد الإصابة، ثم تُنثَر مرة أخرى في البيئة المحيطة، مما قد يؤدي إلى إصابة أشخاص آخرين. ويعاني غالبية الأشخاص الذين تظهر عليهم الأعراض من أعراض خفيفة أو معتدلة، بينما تُصَاب أقلية منهم بإسهال مائي حاد وقيء مع جفاف شديد. والكوليرا مرض يمكن علاجه بسهولة، ويمكن علاج معظم الأشخاص بنجاح من خلال الإعطاء الفوري لمحلول تعويض السوائل عن طريق الفم.
وبعد عقود من التقدُّم المُحرَز في مكافحة الكوليرا، سُجِّل ارتفاع مفاجئ في حالات الإصابة بالكوليرا في العديد من البلدان منذ عام 2021. وفي الفترة من 1 كانون الثاني/ يناير 2023 إلى 15 آب/ أغسطس 2023، أبلغ ما لا يقل عن 28 بلداً عن حالات إصابة بالكوليرا، مقابل 16 بلداً في الفترة نفسها من عام 2022. ويعد الإقليم الأفريقي التابع للمنظمة الإقليم الأكثر تضرراً حيث أبلغت 16 بلداً عن حالات إصابة بالكوليرا منذ بداية عام 2023. وكانت الكونغو قد أبلغت، في الفترة ما بين عامي 1997 و2016، عمَّا مجموعه ست فاشيات للكوليرا، كان آخرها في ناحية مبويا (إقليم بلاتو)، وسُجِّلت فيها 18 حالة إصابة، منها ثلاث وفيات (معدل إماتة الحالات 16,7%).
وداء الشيغيلات عدوى مَعدِيَّة معوية يسببها أحد الأنواع الأربعة من بكتيريا الشيغيلا (الشيغيلا السونية، والشيغيلا الفلكسنرية، والشيغيلا البويدية، والشيغيلا الزحارية). ويوجد المرض في أمعاء الأشخاص المصابين، ويمكن أن ينتقل عن طريق البراز المحتوي على جسيمات البراز إلى فم شخص آخر من خلال الملامسة المباشرة أو غير المباشرة (من خلال الذباب مثلاً) مع براز شخص مصاب، أو الأدوات الناقلة للعدوى، أو استهلاك الطعام أو الماء الملوَّث، أو مخالطة شخص لآخر. وقد أصبح الانتقال المستمر عبر الاتصال الجنسي أحد أهم العناصر في الخصائص الوبائية لأنواع بكتيريا الشيغلا.
والبشر هم المستودع الوحيد للمرض، ويمكنهم إفراز البكتيريا في برازهم لمدة أسابيع بعد نوبة الزحار. ويمكن أن يقلل العلاج بالمضادات الحيوية الكافية حالة حمل البكتيريا. ويمكن أن يساهم حاملو المرض العديمو الأعراض أيضاً في انتشار المرض. ويُوصَى باستخدام الفلوروكينولونات والسيفالوسبورينات والأزيثروميسين لعلاج الحالات الأكثر وخامة التي تعاني من ظروف صحية كامنة أو للحد من انتقال العدوى.
أما حمى التيفود فهي عدوى تهدد الحياة، وتسببها بكتيريا السالمونيلا التيفية. وعادة ما تنتشر عن طريق الطعام أو الماء الملوَّث. وفور ابتلاع بكتيريا السالمونيلا التيفية، فإنها تتكاثر وتنتشر في مجرى الدم. وتشمل الأعراض الحمى المطوَّلة، والتعب، والصداع، والغثيان، وآلام البطن، والإمساك أو الإسهال. وقد يعاني بعض المرضى من طفح جلدي. أما حالات الإصابة الوخيمة، فقد تؤدي إلى مضاعفات خطيرة، مثل انثقاب الأمعاء، أو حتى الوفاة. ويمكن علاج المرضى بالمضادات الحيوية على الرغم من أن المقاومة المتزايدة لأنواع مختلفة من المضادات الحيوية تجعل العلاج أكثر تعقيداً. وقد أجرت المنظمة الاختبار المسبق للصلاحية لاثنين من اللقاحات المتقارنة المضادة للتيفود منذ كانون الأول/ ديسمبر 2017، ويجري إدراجهما في برامج تمنيع الأطفال في البلدان التي يتوطنها التيفود.
الاستجابة في مجال الصحة العامة
- تدعم المنظمة وزارة الصحة والسكان في إجراء استقصاء وبائي متعمق لهذه الفاشية الثلاثية لتوصيفها بشكل أفضل، ولا سيما السمات الوبائية لحالات انثقاب الأمعاء والوفيات.
- وُضِعت خطة وطنية متكاملة للاستجابة لفاشيات داء الشيغيلات وحمى التيفود والكوليرا.
- فعَّلت الوزارة آليات تنسيق متعددة القطاعات على المستوى الوطني وفي مقاطعات نياري وكويلو وبوينزا.
- تدعم المنظمة الوزارة في تعزيز الترصد في مرافق الرعاية الصحية والمجتمعات المحلية التي يجري فيها البحث النشط عن الحالات المشتبه فيها. وأُقيم مختبر متنقل في مدينة دوليسي.
- يجري حالياً الرصد البيئي من خلال اختبار جودة المياه وإزالة التلوث من مصادر المياه الموبوءة.
- نُفِّذت أنشطة التواصل بشأن المخاطر والمشاركة المجتمعية مع تكثيف الزيارات المنزلية في مدينة دوليسي، بما في ذلك أنشطة تعزيز النظافة العامة.
- عزَّزت الوزارة قدرات الرعاية السريرية من خلال نشر جراحين إضافيين لإجراء العمليات الجراحية للمرضى الذين يعانون من حالات انثقاب الأمعاء، ووضع خطة رعاية تعتمد على أنماط الحساسية للمضادات الحيوية.
تقييم المنظمة للمخاطر
على الرغم من عدم توافر بيانات مرجعية وبائية عن السنوات السابقة، فإن العدد المرتفع للحالات المشتبه فيها والوفيات الناجمة عن حمى التيفود والشيغيلا المشتبه فيها والمُبلَغ عنها خلال شهرين، مما أدى إلى تدفق الحالات على المرافق الصحية، وكذلك العدد المرتفع للمرضى الذين خضعوا لتدخل جراحي بسبب انثقاب الأمعاء، لا يعتبران أعداداً عادية.
وعلى الرغم من الإبلاغ عن فاشيات متفرقة للكوليرا في جمهورية الكونغو، فإن مدينة دوليسي، بؤرة الفاشية الحالية، لم تسجِّل مثل هذه الفاشية من قبل. ولا تزال فاشيات الكوليرا مستمرة في جمهورية الكونغو الديمقراطية والكاميرون المجاورين، غير أنه لم يجرِ التعرف على أي صلة وبائية معها. وحتى الآن، لم يُبلَغ عن أي انتشار للمرض إلى بلدان أخرى فيما يتصل بهذه الفاشية.
وتُصنِّف المنظمة المخاطر على أنها مرتفعة على المستوى الوطني. ويعتمد هذا التصنيف على الديناميكية السريعة للفاشية وارتفاع معدلات المِراضَة والوفيات الناجمة عنها، والضغط الواقع على كاهل نظام الرعاية الصحية وارتفاع مخاطر الإصابة بالعدوى المرتبطة بالرعاية الصحية، ومحدودية الوصول إلى مياه الشرب المأمونة في مدينة دوليسي، وضعف البنية التحتية للمياه والصرف الصحي، وسوء ممارسات النظافة العامة، والقيود الملحوظة التي تحد من سرعة الكشف عن الحالات المشتبه فيها وتأكيدها والتدبير العلاجي لها. وتسهم محدودية المعلومات المتاحة عن التأكيدات المختبرية وسمات مقاومة مضادات الميكروبات التي ينطوي عليها المرض في زيادة مدى تعقيد عملية تصميم الاستجابة الفعالة في مجال الصحة العامة. وتُعتَبَر المخاطر معتدلة على المستوى الإقليمي ومنخفضة على المستوى العالمي.
نصائح المنظمة
تُبْرِز الفاشية أهمية تدابير الصحة العامة في منع انتشار مُسبِّبات المرض المقاوِمة وغير المقاوِمة. ونظراً لأن هذه الفاشية تنطوي على بكتيريا متعددة سلبية اللون في صبغة غرام، فيجب إيلاء اهتمام خاص لاحتمال وجود إنزيمات بيتا لاكتاماز الموسَّعة الطيف وإنزيمات كاربابينيماز، حيث يمكن أن تنتشر أفقياً بين الأنواع وتزيد مدى تعقيد عملية العلاج. وبالإضافة إلى ذلك، فعلى الرغم من حساسية عزلات بكتيريا السالمونيلا التيفية للسيبروفلوكساسين، فإن المقاومة المُبلَغ عنها لحمض الناليديكسيك قد تشير إلى انخفاض الحساسية للفلوروكينولونات.
وفي حين أن المقاومة الناشئة في بكتيريا السالمونيلا التيفية قد تؤدي بالفعل إلى تعقيد عملية العلاج، فإن حمى التيفود لم تزل شائعة في الأماكن التي تعاني من سوء مستوى خدمات الصرف الصحي ونقص مياه الشرب المأمونة. والتوصيات الرئيسية والأكثر أهمية في هذا الصدد هي إتاحة الوصول إلى مياه الشرب المأمونة، وتوفير مرافق الصرف الصحي الملائمة، والحفاظ على النظافة العامة بين العاملين في مناولة الأغذية، والتطعيم ضد التيفود. وتوصي المنظمة بالتطعيم ضد التيفود تصدياً للفاشيات المؤكَّدة لحمى التيفود، وتوصي بالنظر في تطعيم المسافرين إلى المناطق التي يتوطنها التيفود. وعلاوة على ذلك، ففي المناطق التي يُرخَّص فيها بلقاح التيفود المتقارن (TCV)، فإن المنظمة توصي باستعماله (من بين لقاحات التيفود المتاحة) باعتباره اللقاح المفضَّل نظراً لما له من خصائص مناعية مُحسَّنة. وينبغي تنفيذ التطعيم ضد التيفود في سياق جهود مكافحة المرض الأخرى. وكذلك، فنظراً لأن بكتيريا السالمونيلا التيفية تكتسب سريعاً آليات مقاومة جديدة، توصي المنظمة بتعزيز ترصد مقاومة مضادات الميكروبات لرصد المقاومة المعروفة، واكتشاف المقاومة الجديدة والناشئة، والسيطرة على انتشارها وتقاسم بيانات الترصد محلياً ودولياً في الوقت المناسب.
وفيما يتعلق بالترصد، يعد الكشف الفوري عن حالات الإسهال الدموي والإبلاغ عنها الخطوة الأولى الأساسية في رصد داء الشيغيلات المتوطن ومكافحة داء الشيغيلات الوبائي. وينبغي استخدام الترصد المختبري في عزل وتحديد بكتيريا الشيغيلا وإجراء اختبار الحساسية لمضادات الميكروبات. وتُشجَّع الدول الأطراف على الرجوع إلى الوثائق الإرشادية للمنظمة بشأن ترصد الأمراض المنقولة بالأغذية والتصدي لها.
وتوصي المنظمة بتحسين إمكانية الوصول إلى المياه النظيفة ومرافق الصرف الصحي للحيلولة دون انتقال الكوليرا. ويُنصَح بتعزيز الترصد، ولا سيما على مستوى المجتمعات المحلية. وينبغي تنفيذ التدبير العلاجي المناسب للحالات في المناطق المتأثرة بالفاشيات للحد من الوفيات، بما في ذلك تحسين الوصول إلى الرعاية من خلال إنشاء مراكز علاج الكوليرا ونقاط تعويض السوائل عن طريق الفم في المجتمع المحلي. وينبغي استخدام لقاح الكوليرا الفموي، وفي الآن ذاته إدخال تحسينات على خدمات المياه والصرف الصحي للسيطرة على فاشيات الكوليرا ومنع حدوثها في المناطق المعروف عنها أنها معرضة بشكل كبير لخطر تفشي الكوليرا. ومن الضروري التأكد من أن البلدان مهيأة للكشف سريعاً عن أي فاشية للكوليرا والتصدي لها للحد من خطر انتشار المرض إلى مناطق جديدة.
وتوصي المنظمة برصد ممارسات الوقاية من العدوى ومكافحتها، والمياه والصرف الصحي والنظافة العامة، وإدارة النفايات وسلامة الغذاء في المرافق الصحية، رصداً دقيقاً وتحسينها متى اكتُشِفت ثغرات فيها، ولا سيما في المرافق التي تشهد زيادات كبيرة في أعداد المرضى. وينبغي تفعيل تدابير التحوُّط من المخالطة، بما في ذلك عزل الحالات، في المرافق الصحية لجميع المرضى الذين تظهر عليهم بداية حادة لأعراض الجهاز الهضمي، ولا سيما الذين يعانون من سلس البول. وينبغي بذل الجهود لتجنب العزل الجماعي للمرضى الذين يعانون من أشكال مختلفة من عدوى الجهاز الهضمي. وينبغي أن ترصد المرافق الصحية عن كثب الحالات التي يعاني فيها المرضى الداخليون الذين يدخلون إلى المرافق لأسباب أخرى من أعراض عدوى الجهاز الهضمي بعد مرور 48 ساعة على دخولهم كمرضى داخليين، إذ يشير ذلك إلى احتمال حدوث عدوى مرتبطة بالرعاية الصحية.
ولا تنصح المنظمة بتطبيق أي قيود على السفر أو التجارة بناءً على المعلومات الحالية المتوافرة عن هذا الحدث.
معلومات إضافية
- وزارة الصحة والسكان في الكونغو. الإعلان عن أوبئة الكوليرا وداء الشيغيلات وحمى التيفود في مدينة دوليسي بمقاطعة نياري (بالفرنسية)
- صحائف الوقائع - التيفود
- المبادئ التوجيهية لمنظمة الصحة العالمية بشأن مكافحة داء الشيغيلات، بما في ذلك الأوبئة الناجمة عن بكتيريا الشيغيلا الزحارية من النمط 1 (بالإنكليزية)
- صحائف الوقائع - الكوليرا
- فاشية الكوليرا في بلدان متعددة، التقرير السادس الخارجي عن الحالة - 6 أيلول/ سبتمبر 2023 (بالإنكليزية)
- فرقة العمل العالمية المعنية بمكافحة الكوليرا (بالإنكليزية)
- المبادئ التوجيهية التقنية بشأن الترصد المتكامل للأمراض والاستجابة لها في الإقليم الأفريقي: الطبعة الثالثة (بالإنكليزية)
للاقتباس المرجعي: منظمة الصحة العالمية (21 أيلول/ سبتمبر 2023). أخبار فاشيات الأمراض: الاشتباه في فاشية ثلاثية لحمى التيفود وداء الشيغيلات والكوليرا - الكونغو متاحة على الرابط: https://www.who.int/ar/emergencies/disease-outbreak-news/item/2023-DON488