أخبار فاشيات الأمراض

حمى الضنك - الوضع العالمي

21 كانون الأول/ديسمبر 2023

وصف الوضع الراهن

نظرة عامة عالمية 

الوضع الحالي 

ارتفع معدل الإصابة بحمى الضنك في العالم بشكل ملحوظ على مدى العقدين الماضيين، ممّا يشكل تحدياً كبيراً ماثلاً أمام الصحة العامة. وقد وثقت منظمة الصحة العالمية (المنظمة) بين عامي 2000 و2019 زيادة قدرها عشرة أمثال في الحالات المُبلغ عنها بكل أنحاء العالم، بحيث ازدادت الحالات من 000 500 حالة إلى 5.2 مليون حالة. وشهد عام 2019 وصول الحالات إلى ذروة غير مسبوقة وأُبلغ فيه عن انتشار الحالات عبر أنحاء 129 بلداً.

وبعد انخفاض طفيف طرأ على الحالات بين عامي 2020 و2022 بسبب جائحة مرض فيروس كورونا (كوفيد-19) وتدني معدل الإبلاغ عن الحالات، لُوحظ في عام 2023 ارتفاع كبير في حالات حمى الضنك على صعيد العالم وتميز بزيادة كبيرة في عدد وحجم ومعدل اندلاع فاشيات عديدة في آن معاً وانتشارها في مناطق لم تتأثر سابقاً بحمى الضنك.

وانتقال حمى الضنك دوري ويمكن توقع اندلاع فاشيات كبيرة من المرض كل 3 و4 سنوات. وقد شهدنا أثناء جائحة كوفيد-19 انتقالاً معتدلاً لحمى الضنك في بعض المناطق وانخفاضاً في معدلات انتقالها في مناطق أخرى مما تسبب في افتقار الكثير من الناس إلى التمنيع ضد أنماط مصلية معينة من فيروسها. ومع ذلك، فإن البيانات المتعلقة بالأنماط المصلية الدائرة من حمى الضنك محدودة.

وقد أدى انتقال حمى الضنك باستمرار منذ بداية عام 2023 مقترناً بارتفاع غير متوقع في حالات الإصابة بها إلى ارتفاع عدد حالاتها بمستوى غير مسبوق تقريباً تجاوز خمسة ملايين حالة والإبلاغ عن أكثر من 5000 وفاة ناجمة عن المرض في أكثر من 80 بلداً/أرضاً وفي أقاليم المنظمة الخمسة التالية: أقاليم كل من أفريقيا والأمريكتين وجنوب شرق آسيا وغرب المحيط الهادئ وشرق المتوسط على الصعيد العالمي (الشكل 1). وأُبلغ في إقليم الأمريكتين عن 80٪ تقريباً من هذه الحالات، أو 4.1 مليون حالة. وحمى الضنك من أكثر الفيروسات المنقولة بالمفصليات انتشاراً على نطاق واسع وتسبب أكبر عدد من حالات الإصابة بأمراض الفيروسة المنقولة بالمفصليات في إقليم الأمريكتين وتقترن بانتشار أوبئتها الدورية بشكل متواتر كل 3 إلى 5 سنوات. وإضافة إلى ذلك، أُبلغ عن مجموعات من حالات حمى الضنك المحلية الأصل في إقليم المنظمة الأوروبي. ولكن من المحتمل أن تكون هذه الأرقام أقل من العبء الحقيقي لأن معظم حالات العدوى الأولية غير مصحوبة بأعراض ولأن الإبلاغ عن حمى الضنك ليس إلزامياً في بلدان كثيرة.

ويوجد عدة عوامل مرتبطة بتزايد خطر انتشار وباء حمى الضنك، ومنها التوزيع الآخذ في التغير للنواقل (البعوضة الزاعجة المصرية والزاعجة المنقطة بالأبيض في المقام الأول)، وخصوصاً في البلدان التي لم يظهر فيها المرض سابقاً؛ وعواقب ظاهرة النينيو في عام 2023 وتغير المناخ مما أسفر عن ارتفاع درجات الحرارة وزيادة معدلات هطول الأمطار والرطوبة من بين أمور أخرى؛ وهشاشة النظم الصحية في سياق اندلاع جائحة كوفيد-19، وانعدام الاستقرار السياسي والمالي في البلدان التي تواجه أزمات إنسانية معقدة وتنقّلات السكان بمعدلات عالية. وتُصعّب أيضاً هذه العوامل الاستجابة للوباء وتزيد خطورة انتشاره في بلدان أخرى. وربما أدى ضعف نظم الترصد في العديد من البلدان المتضررة إلى تأخر الإبلاغ والاستجابة والعجز عن تحديد الأعراض، ممّا أسهم في زيادة حصائل حمى الضنك الوخيمة.

وقدرت المنظمة أن مخاطر المرض كبيرة على الصعيد العالمي نظراً لتزايد مخاطر انتقال عدواه وارتفاع عدد حالاته ووفياته.

الشكل (1): البلدان/الأراضي/المناطق التي أبلغت عن حالات حمى الضنك المحلية الأصل (تشرين الثاني/نوفمبر 2022 - تشرين الثاني/نوفمبر 2023) *

* استناداً إلى أحدث البيانات المتاحة (ينبغي تفسير البيانات عقب مراعاة الاختلافات في معدلات الإبلاغ واختلاف تعاريف الحالات بين الأقاليم).

نظرة عامة إقليمية

إقليم المنظمة الأفريقي

الإقليم الأفريقي من بين الأقاليم الأربعة الأولى الأكثر تضرراً بأمراض الفيروسة المنقولة بالمفصليات، ومنها الحمى الصفراء، وحمى الضنك، وداء الشيكونغونيا، وحمى أونيونغ نيونغ، وحمى الوادي المتصدع، ومرض زيكا. وأُبلغ في عام 2023 عن 991 171 حالة إصابة بحمى الضنك في بلدان الإقليم و753 وفاة. وكُشف عن بينات تثبت دوران حمى الضنك بين صفوف السكان المحليين و/أو فيما بين المسافرين العائدين من أكثر من 30 بلداً أفريقياً.

وأُبلغ عن وقوع فاشيات في 15 بلداً من أصل 47 بلداً أفريقياً، ومنها بنن وبوركينا فاسو وكابو فيردي وتشاد وكوت ديفوار وإثيوبيا وغانا وغينيا ومالي وموريشيوس والنيجر ونيجيريا وساو تومي وبرينسيبي والسنغال وتوغو. وقد اندلعت الفاشيات بمعظم هذه البلدان في عام 2023، باستثناء ساو تومي وبرينسيبي التي تبين فيها أنها استمرار لفاشية كانت قد نشبت في نيسان/أبريل 2022. وكانت الفاشيات مستمرة حتى يوم 19 كانون الأول/ ديسمبر 2023 في 11 بلداً، وأُعلن عن انتهائها في كل من تشاد وغينيا وموريشيوس وساو تومي وبرينسيبي.

وكانت بوركينا فاسو البلد الأكثر تضرراً بالإقليم في عام 2023، حيث شهدت زيادة كبيرة في حالات حمى الضنك مقارنة بالفترات نفسها من عامي 2021 و2022. وبلغ في 18 كانون الأول/ ديسمبر العدد التراكمي للحالات المُبلغ عنها في البلد خلال عام 2023 ما مقداره 878 146 حالة مُشتبه فيها، منها 346 68 حالة محتملة (فحص التشخيص السريع إيجابي) و688 وفاة فيما بين الحالات المُشتبه فيها، وهو ما يمثل معدل إماتة حالات بنسبة 0.5٪.

وإن عبء حمى الضنك في أفريقيا غير مفهوم جيداً بسبب ما يلي: (أ) تشابه الأعراض السريرية الشائعة وغير المحددة للمرض مع الملاريا وغيرها من الأمراض الحموية المدارية؛ (ب) ومحدودية القدرات المختبرية اللازمة لكشف حمى الضنك وتأكيدها بالوقت المناسب، وهو أمر بالغ الأهمية لكشف الحالات والإبلاغ عنها ومنع انتشارها؛ (ج) وقصور الترصد ومحدودية الإبلاغ عن الحالات، وخاصة حمى الضنك.

ويتواصل بذل جهود رامية إلى تحسين فهم ديناميات انتقال حمى الضنك وغيرها من الفيروسات المنقولة بالمفصليات في الإقليم.  وقد أيّد مكتب المنظمة الإقليمي لأفريقيا إطار المكافحة المتكاملة للأمراض المدارية والأمراض المنقولة بالنواقل والتخلص منها واستئصالها (بالإنكليزية) في الإقليم الأفريقي للفترة 2022-2030. كما قام المكتب الإقليمي بصياغة إطار لتنفيذ المبادرة العالمية لمكافحة الفيروسات المنقولة بالمفصليات من جانب دول أعضاء مستهدفة في الإقليم الأفريقي التابع لمنظمة الصحة العالمية (بالإنكليزية).

إقليم الأمريكتين التابع للمنظمة:

أُبلغ في الفترة الواقعة بين 1 كانون الثاني/ يناير 2023 و11 كانون الأول/ ديسمبر 2023 عمّا مجموعه 4.1 مليون حالة يُشتبه في إصابتها بحمى الضنك (بمعدل إصابة تراكمي قدره 419 حالة لكل 000 100 نسمة)، منها 6710 حالات وخيمة (0.16٪ من الحالات المُشتبه فيها) و2049 وفاة (معدل إماتة الحالات 0.05٪) من جانب 42 بلداً وأرضاً في إقليم الأمريكتين، بالتلازم مع إبلاغ 15 بلداً عن وجود فاشيات نشطة فيها. ومن بين إجمالي عدد حالات حمى الضنك المُسجّلة حتى يوم 12 تشرين الثاني/ نوفمبر 2023 (الأسبوع الوبائي 48 من عام 2023)، تأكدت مختبرياً 122 895 1 حالة منها (45٪).

ويقوم حالياً 46 بلداً وإقليماً بالإبلاغ منهجياً وأسبوعياً بواسطة منصة المعلومات الصحية للأمريكتين عن العدد الإجمالي لحالات حمى الضنك ومعدلات الإصابة بها وعدد حالاتها الوخيمة وعدد الوفيات ومعدلات الفتك الناجمة عنها، فضلاً عن البيانات المتعلقة بترصد الحشرات. وقد أبلغت البرازيل في الأسبوع الوبائي 48 من العام عن أكبر عدد من الحالات المُشتبه فيها بالإقليم (ن = 404 909 2؛ بواقع 1359 حالة لكل 000 100 نسمة)، تلتها بيرو (ن = 279 271؛ بواقع 813 حالة لكل 000 100 نسمة)، والمكسيك (ن = 616 235؛ بواقع 179 حالة لكل 000 100 نسمة). وفيما يتعلق بحمى الضنك الوخيمة، فقد أبلغت كولومبيا عن معظم الحالات (1504 حالات؛ بنسبة 1.35٪ من الحالات)، تلتها البرازيل (1474 حالة؛ بنسبة 0.05٪ من الحالات)، والمكسيك (1272 حالة؛ بنسبة 0.54٪ من الحالات)، وبيرو (1065 حالات؛ بنسبة 0.39٪ من الحالات)، وبوليفيا (640 حالة؛ بنسبة 0.44٪ من الحالات).

ورغم أن حمى الضنك متوطنة في معظم بلدان أمريكا الجنوبية والمكسيك وأمريكا الوسطى وبلدان منطقة البحر الكاريبي، فقد شهد النصف الثاني من عام 2023 زيادة مفزعة في حالاتها، بعد أن تجاوزت حالاتها التراكمية في ذاك العام كل الأرقام الإجمالية السنوية السابقة واتسعت رقعة انتشارها في بعض البلدان لتصل إلى ما هو أبعد من المناطق المتضررة تاريخياً بانتقال عدوى المرض. كما ارتفع معدل الإصابة بحمى الضنك في الأمريكتين على مدى العقود الأربعة الماضية من 1,5 مليون حالة في ثمانينيات القرن العشرين إلى 17,5 مليون حالة في العقد 2010-2019. وقبل عام 2023، شهد عام 2019 أعلى عدد من حالات حمى الضنك تاريخياً وسُجلّت فيه أكثر من 3.18 مليون حالة و208 28 حالات وخيمة و1823 وفاة (معدل إماتة الحالات 0.06).

وحمى الضنك من أكثر الفيروسات المنقولة بالمفصليات انتشاراً على نطاق واسع وتسبب أكبر عدد من حالات الإصابة بأمراض الفيروسة المنقولة بالمفصليات في إقليم الأمريكتين وتقترن بانتشار أوبئتها الدورية بشكل متواتر كل 3 إلى 5 سنوات. ويوجد تقريباً 500 مليون شخص في الإقليم من المعرضين لخطر الإصابة بعدوى حمى الضنك اليوم. وينتشر البعوض من نوع الزاعجة المصرية الناقل لحمى الضنك على نطاق واسع في الأمريكتين، باستثناء كندا الخالية من المرض ونواقله. أمّا في أوروغواي التي يوجد فيها هذا النوع من البعوض، فقد أبلغ عن انتقال محدود لحالات حمى الضنك المحلية الأصل آخر مرة في عام 2016، ولم يُبلغ منذ ذلك الحين إلا عن حالات وافدة من المرض.

وتدور حالياً في الأمريكتين جميع الأنماط المصلية الأربعة من فيروس حمى الضنك (فيروس حمى الضنك من النمط 1 وفيروس حمى الضنك من النمط 2 وفيروس حمى الضنك من النمط 3 وفيروس حمى الضنك من النمط 4). وقد كُشف بشكل متكرر عن فيروس حمى الضنك من النمطين 3 و4 في عام 2023 بعد أن ساد الكشف عن فيروسها من النمطين 1 و2 لعدة سنوات. ورغم ذلك تواصل تسعة بلدان الإبلاغ عن دوران مشترك للأنماط المصلية الأربعة من حمى الضنك. كما كُشف عن دوران متزامن لجميع هذه الأنماط المصلية في كل من البرازيل وكولومبيا وكوستاريكا وغواتيمالا وهندوراس والمكسيك ونيكاراغوا وبنما وفنزويلا. وجرى تعزيز شبكة مختبرات تشخيص الفيروسات المنقولة بالمفصليات في الأمريكتين (المُسّماة اختصاراً بالإسبانية شبكة RELDA) لمواجهة انتشار النمطين المصليين الجديدين من حمى الضنك ومعاودة ظهور أمراض الفيروسة الأخرى المنقولة بالمفصليات، مثل داء الشيكونغونيا ومرض زيكا وفيروس غرب النيل التي تدور كلها حالياً في الإقليم جنباً إلى جنب مع حمى الضنك. ويتمثل الغرض الرئيسي من الشبكة في ضمان ترصد المختبرات بفعالية وتركيب قدرات قوية للاستجابة للفاشيات والأوبئة.

إقليم شرق المتوسط التابع للمنظمة:

كان قد أُبلغ في الإقليم عن حمى الضنك وأوبئتها الوخيمة لأول مرة في عام 1998، وازدادت منذ ذلك الحين معدلات تواتر حالات الإصابة بها وانتشارها جغرافياً واقترنت باندلاع فاشياتها في جميع البلدان التسعة الموطونة بها، وهي: أفغانستان وجيبوتي ومصر وعمان وباكستان والمملكة العربية السعودية والصومال والسودان واليمن.

ويوجد من بين هذه البلدان بلدان هشة ومتأثرة بالصراعات وضعيفة مثل أفغانستان وباكستان والسودان والصومال واليمن. وتتفاقم الفاشيات بسبب تعطل الخدمات الصحية (السودان)، وهشاشة النظم الصحية (أفغانستان والصومال والسودان وباكستان واليمن)، وتنقّلات السكان الجماعية، ورداءة البنية التحتية لتوريد المياه وخدمات الصرف الصحي، وتكرر وقوع الكوارث الطبيعية مثل الفيضانات التي تؤثر على الصومال والسودان وباكستان واليمن، إلى جانب الزلازل في أفغانستان. كما أُبلغ عن اندلاع فاشيات في بلدان متوسطة ومرتفعة الدخل مثل مصر وعمان والمملكة العربية السعودية بسبب تغير المناخ ممّا أسفر عن هطول الأمطار بمعدلات غير عادية. وأبلغت باكستان (ن = 072 20) والمملكة العربية السعودية وعمان في عام 2023 عن أكبر عدد من الحالات المؤكدة حتى الآن.

وأثناء ظهور هذه الأوبئة، كان معروفاً أن الأنماط المصلية الأربعة من فيروس حمى الضنك تدور في الإقليم، علماً بأن بعوضة الزاعجة المصرية هي الناقل المهيمن والرئيسي الذي ينقل حمى الضنك في البلدان الموطونة بها في إقليم شرق المتوسط. وأبلغت في الآونة الأخيرة كل من البحرين وإيران وقطر عن وجود البعوض من نوع الزاعجة المصرية فيها، وإن لم يُوثّق فيها انتقال حمى الضنك محلياً. وإضافة إلى ذلك، أُبلغ أيضاً عن وجود الناقل الثانوي لحمى الضنك وهو البعوض من نوع الزاعجة المنقطة بالأبيض من عشرة بلدان في إقليم شرق المتوسط (أفغانستان وإيران والأردن ولبنان والمغرب وعمان وباكستان وفلسطين وسوريا وتونس).

وهناك عوامل عديدة تقوّض فعالية تدابير الاستجابة، ومنها ما يلي: "1" محدودية القدرات المختبرية "2" والتحديات المواجهة في إتاحة الرعاية الصحية "3" ونقص الموارد البشرية "4" ومحدودية ترصد النواقل وانعدام اتساق ترصدها "5" ومقاومة مبيدات الحشرات "6" وضعف المشاركة المجتمعية والتثقيف الصحي "7" وتجزؤ نظام الترصد "8" واستمرار أعمال القتال المسلح في بلدان كثيرة من إقليم شرق المتوسط ممّا يزيد أوجه تعقيد جهود الاستجابة.

إقليم المنظمة الأوروبي:

إقليم المنظمة الأوروبي غير موطون بحمى الضنك وترتبط حالاتها أساساً بالسفر؛ ولكن أُبلغ منذ عام 2010 عن حالات محلية الأصل في عدد من بلدان الإقليم، ومنها كرواتيا وفرنسا وإسرائيل وإيطاليا والبرتغال وإسبانيا. وفي عام 2018 الذي أُتيحت فيه بيانات عن المرض هي الأكثر شمولاً، أُبلغت المنظمة بما مجموعه 2500 حالة إصابة بحمى الضنك بواسطة الآلية الإقليمية السنوية لجمع بيانات الترصد، واستأثرت ألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة بأغلبية تلك الحالات. كما كانت الغالبية العظمى من تلك الحالات هي حالات وافدة، ولكن تجدر الإشارة إلى أن الحصول على بيانات شاملة ما زال صعباً.

وأُبلغ في الفترة الواقعة بين 1 كانون الثاني/ يناير و5 كانون الأول/ ديسمبر 2023 عن حالات محلية الأصل وفاشيات متفرقة من المرض في البلدان الثلاثة التالية: إيطاليا (ن = 82) وفرنسا (ن = 43) وإسبانيا (ن = 3). ومن غير الشائع إجراء الاختبارات الروتينية للكشف عن حمى الضنك بالدول الأعضاء في إقليم المنظمة الأوروبي ما لم يكن هناك تاريخ سفر واشتباه في وجود أعراض سريرية، وعليه فإن من المرجح أن تكون الأعداد الفعلية لحالات حمى الضنك في عام 2023 أقل ممّا هي عليه في الواقع. وأُبلغ في إيطاليا عن وفاة حالة وافدة واحدة ناجمة عن السفر؛ ولم يُبلغ عن أية وفيات إضافية في البلدان الأوروبية خلال عام 2023 حتى الآن.

وإن البعوض من نوع الزاعجة المنقطة بالأبيض، وهو الناقل الرئيسي لفيروس حمى الضنك في أوروبا، موجود بشكل راسخ في العديد من بلدان جنوب أوروبا. وكُشِف كذلك عن هذا النوع من البعوض في شمال أوروبا وغربها خلال السنوات العشر الماضية، وهو قادر على السبات أثناء فصل الشتاء. كما حُدّد خلال عام 2023 هذا النوع من البعوض في 13 بلداً في الإقليم، وهي زيادة ملحوظة عمّا كان عليه عددها في عام 2013 بواقع ثمانية بلدان.

ومع أن فصل الشتاء البارد يحول دون سريان الأمراض المنقولة بواسطة البعوض على مدار السنة، فإن الظروف المناخية المواتية لانتقال فيروس حمى الضنك في أوروبا آخذة في التحسّن مما يؤدي إلى حدوث فيضانات وتكوين برك المياه الراكدة، وتهيئة الظروف الملائمة لأسراب النواقل المختصة. أمّا البعوض من نوع الزاعجة المصرية (وهو الناقل الرئيسي لحمى الضنك في معظم البلدان)، فإنه لا يتأقلم جيداً مع العيش في فصل الشتاء ولكنه موجود بشكل راسخ في قبرص وماديرا، البرتغال منذ عام 2022.

ومن المحتمل أن تؤدي هذه الاتجاهات إلى زيادة عدد حالات الإصابة بحمى الضنك والوفيات المحتملة الناجمة عنها.

وتسهم نظم الصحة العامة القوية الموجودة في العديد من البلدان، والتي تقدم خدمات منها، إتاحة التشخيص المبكر وإحالة الحالات والتدبير العلاجي للحالات الوخيمة، في الحد من الآثار الصحية الوخيمة ومن استمرار المرض في الانتشار بكلا النوعين من الحالات الوافدة وتلك المحلية الأصل.

إقليم جنوب شرق آسيا التابع للمنظمة:

من المعروف أن هناك 10 دول من أصل 11 دولة عضواً موطونة بفيروس حمى الضنك في إقليم جنوب شرق آسيا التابع للمنظمة. وقد أبلغت في عام 2023 عدة بلدان، ومنها بنغلاديش وتايلاند، عن زيادة ملحوظة في حالات حمى الضنك مقارنة بالسنوات السابقة. وتُصنّف تحديداً الهند وإندونيسيا وميانمار وسري لانكا وتايلند ضمن البلدان الأشد توطناً بالمرض في العالم والبالغ عددها 30 بلداً.

وسجلت بنغلاديش وتايلاند عدداً أكبر من حالات حمى الضنك في عام 2023 مقارنة بعام 2022. كما شهدت بنغلاديش بحلول تشرين الثاني/ نوفمبر 2023 ارتفاعاً كبيراً في الحالات وصل عددها إلى 167 307 حالة مقارنة بعددها المُبلغ عنه في عام 2022 برمته بواقع 382 62 حالة. وشهدت تايلند زيادة تجاوزت نسبتها 300٪ بعد أن زادت حالات حمى الضنك فيها من 678 46 حالة في عام 2022 إلى 655 136 حالة في عام 2023 (لغاية يوم 22 تشرين الثاني/نوفمبر 2023). وارتفع خلال الفترة نفسها عدد الوفيات في بنغلاديش من 281 وفاة (معدل إماتة الحالات 0.45٪) إلى 1598 وفاة (معدل إماتة الحالات 52٪)، بينما ارتفع عددها في تايلاند من 34 وفاة (معدل إماتة الحالات 7٪) إلى 147 وفاة (معدل إماتة الحالات 11٪). وتراوح معدل إماتة الحالات في بلدان أخرى بين 0.04٪ في نيبال و0.72٪ في إندونيسيا. ومن الضروري توخي الحذر في تفسير هذه الأرقام بسبب الاختلافات في تعاريف الحالة المُتبعة عبر أنحاء البلدان ككل، لأن بعض النظم يركز أساساً على الإبلاغ عن حالات حمى الضنك المُدخلة إلى المستشفى أو حالات حمى الضنك الوخيمة.

وإضافة إلى ذلك، لُوحظت تحولات مكانية وزمانية في أنماط الإصابة بحمى الضنك في عام 2022 واستمرت تلك التحولات في عام 2023. وشهدت نيبال وبنغلاديش ارتفاعاً حاداً في أعداد الحالات في وقت أبكر من المعتاد. وانتقلت الحالات في نيبال من وادي كاتماندو في عام 2022 إلى منطقة تيراي الجنوبية الشرقية ومقاطعات التلال في إقليم غانداكي في عام 2023. وشهدت الهند في عام 2023 زيادة في الحالات بولاية كيرالا والولايات الشمالية الشرقية المتاخمة حدودياً لبنغلاديش مقارنة بالعام السابق.

إقليم غرب المحيط الهادئ التابع للمنظمة:

ما زال إقليم غرب المحيط الهادئ يواجه عبئاً ثقيلاً من أمراض الفيروسة المنقولة بواسطة البعوض، وخصوصاً حمى الضنك. وتتسبب هذه الأمراض في حالات مراضة ووفيات كثيرة، ولا سيما فيما بين غير المُزوّدين بخدمات الرعاية الصحية الأولية الجيدة.

وأُبلغ في الفترة الواقعة بين 1 كانون الثاني/ يناير 2023 و7 كانون الأول/ ديسمبر 2023 عن أكثر من 000 500 حالة إصابة بحمى الضنك و750 وفاة من ثمانية بلدان/أراضي/مناطق في إقليم غرب المحيط الهادئ التابع للمنظمة، وهي: أستراليا وكمبوديا والصين وجمهورية لاو الديمقراطية الشعبية وماليزيا والفلبين وسنغافورة وفييت نام. وكانت الفلبين أكثر البلدان تضرراً بالمرض حيث أبلغت عن 355 167 حالة و575 وفاة (معدل إماتة الحالات 0.34٪)، وفييت نام التي أبلغت عن 557 149 حالة و36 وفاة (معدل إماتة الحالات: 0.02٪)، علماً بأن حمى الضنك متوطنة في بلدان عديدة مثل كمبوديا وجمهورية لاو الديمقراطية الشعبية والفلبين وفييت نام.

وأُبلغ في بلدان/أراضي جزر المحيط الهادئ (ن = 21) خلال عام 2023 عن مرض شبيه بحمى الضنك1 من تسعة بلدان/أراضي، حيث وصل إجمالي عدد الحالات إلى 339 13 حالة بزيادة قدرها 28٪ من الحالات المُبلغ عنها لغاية يوم 30 تشرين الثاني/ نوفمبر مقارنة بعام 2022. ومن بين البلدان الأكثر تضرراً فيجي التي أبلغت عن 8418 حالة في عام 2022 و522 11 حالة في عام 2023، أي بزيادة نسبتها 37٪.

ولا تزال الدول الأعضاء الموطونة بانتقال المرض تبلغ عن أوبئة حمى الضنك الموسمية الأطول أمداً والمتزايدة الحجم والانتشار من حيث الرقعة الجغرافية. ولكن معدل الإصابة بالمرض أقل موثوقية بسبب نقص الإبلاغ عن الحالات، وخاصة في البلدان والأراضي الجزرية في المحيط الهادئ وفقاً لنظام الإبلاغ الذي تطبقه حالياً بشأن ترصد متلازمات حمى الضنك بوصفها اعتلالاً شبيهاً بحمى الضنك. وعلاوة على ذلك، فإن عدد الوفيات المُبلغ عنها بسبب حمى الضنك الوخيمة متباين، وعليه فإن معدلات إماتة الحالات قد تبدو متناقضة على الصعيدين القطري ودون الوطني.

ونظراً لتوطن حمى الضنك وثقل عبء الصحة العامة في إقليم غرب المحيط الهادئ، فقد أقرت اللجنة الإقليمية لغرب المحيط الهادئ في عام 2008 الخطة الاستراتيجية لمكافحة حمى الضنك في إقليم آسيا والمحيط الهادئ للفترة
2008-2015 (القرار WPR/RC59.R6 (بالإنكليزية))، لتكون بمثابة خريطة طريق. وبالنظر إلى الاتجاهات الإقليمية المتزايدة في معدلات المراضة والوفيات الناجمة عن حمى الضنك، فقد وضعت لاحقاً في عام 2016 خطة العمل الإقليمية لغرب المحيط الهادئ بشأن الوقاية من حمى الضنك ومكافحتها. وأوصت تلك الخطة بإحداث تحول في الاستراتيجية من مرحلة احتواء الفاشيات إلى مرحلة الحد من تأثير حمى الضنك على المجتمعات المحلية.  وثمة فرصة سانحة أمام بلدان/أراضي المحيط الهادئ لتحسين التقيد بإطار المنظمة الحالي المعنون "إطار الخطط الوطنية بشأن ترصد ومكافحة نواقل المرض من البعوض الزاعج" (بالإنكليزية) في البلدان غير الموطونة بالمرض بإقليم المحيط الهادئ. ونظراً لتأثير تغير المناخ على انتشار أمراض الفيروسة المنقولة بالمفصليات ومعدلات توطنها، فإن من الضروري إقامة نظام شامل للإنذار المبكر يشمل جوانب ترصد المناخ والأمراض والفيروسات/الأنماط المصلية وترصد الحشرات، بحيث يكون قادراً على التنبؤ بالمخاطر المستقبلية المحيقة بالمجتمعات المحلية الضعيفة.

الخصائص الوبائية

ينتقل فيروس حمى الضنك إلى الإنسان عن طريق قرصه من البعوض المُصاب بعدوى المرض في مناخات مدارية وشبه مدارية عادة في أنحاء العالم بأسره وفي مناطق حضرية وشبه حضرية على الأغلب. والنواقل الرئيسية المسؤولة عن نقل المرض هي البعوض من نوع الزاعجة المصرية، وبدرجة أقل، البعوض من نوع الزاعجة المنقطة بالأبيض، وإن كان هذا الناقل الأخير أكثر انتشاراً في بعض الأقاليم مثل أوروبا وأمريكا الشمالية. 

ويوجد فيروس حمى الضنك في أربعة أنماط مصلية (فيروس حمى الضنك من النمط 1، وفيروس حمى الضنك من النمط 2، وفيروس حمى الضنك من النمط 3، وفيروس حمى الضنك من النمط 4). وتوفر العدوى بنمط مصلي واحد مناعة طويلة الأجل ضد النمط المصلي نفسه ومناعة مؤقتة فقط ضد الأنماط المصلية الأخرى، ولكن تزيد بعد ذلك خطورة الإصابة بحمى الضنك الوخيمة عند الإصابة بحالات عدوى ثانوية من نمط مصلي مختلف. ومن الشائع جداً أن تكون حالات حمى الضنك غير مصحوبة بأعراض أو تسبب اعتلالاً حموياً خفيفاً. ولكن قد يُصاب بعض المرضى بحمى الضنك الوخيمة التي قد تشمل الإصابة بصدمة أو نزيف شديد أو فشل حاد في الأعضاء. وغالباً ما تبدأ هذه المرحلة بعد زوال الحمى وتسبقها علامات تحذير مثل آلام البطن الشديدة، والتقيؤ المستمر، ونزيف اللثة، وتراكم السوائل، والخمول أو الأرق، وتضخم الكبد. 

ولا يوجد علاج محدد لحمى الضنك، ولكن تشخيص حالاتها في الوقت المناسب، وتحديد العلامات التحذيرية من حمى الضنك الوخيمة، والتدبير العلاجي السريري للحالات هي عناصر أساسية من عناصر الرعاية للحيلولة دون تطور المرض والإصابة بحمى الضنك الوخيمة والتعرض للوفاة.

الاستجابة في مجال الصحة العامة

تؤثر مشكلة عدم تجانس القدرات عبر أنحاء الدول الأعضاء ككل في القدرة على الكشف عن انتقال فيروس حمى الضنك المتوطن والوبائي والتصدي له. ومع أن غالبية البلدان الواقعة في أقاليم كل من الأمريكتين وجنوب شرق آسيا وغرب المحيط الهادئ موطونة بالمرض وقادرة على تدبير حالاته علاجياً، فإن هناك عدداً قليلاً من تلك البلدان لا تشترط الإبلاغ عن حالات حمى الضنك، ليتسبب بالتالي نقص الإبلاغ عن حالاتها أو عدم الإبلاغ عنها في ظهور جيوب ضعف داخل الأقاليم. ويؤدي استعار فاشيات متزامنة في عدة أقاليم تابعة للمنظمة إلى إجهاد قدرات الاستجابة للوباء. ولا تزال القدرة الكلية على الاستجابة لعدة فاشيات متزامنة تتعرض لإجهاد ناجم عن نقص الموارد في العالم، بما يشمل حالات نقص المجموعات الجيدة النوعية لتشخيص حمى الضنك لغرض الكشف عنها مبكراً، ونقص الموظفين السريريين المدربين على التعامل معها ومكافحة نواقلها، ونقص الموارد اللازمة لدعم التدخلات المنفذة في مجال إدارة المخاطر المحيقة بالمجتمع المحلي وإشراكه في العمل. كما لا تزال الوقاية من حمى الضنك ومكافحتها متباينة بسبب التغيرات الطارئة على الأنماط المصلية السائدة والدائرة من حمك الضنك والدوران المشترك لعدة أنماط مصلية منها في مختلف الأقاليم ومحدودية التمويل وتنافس الأولويات الصحية وتعدد التصورات المطروحة بشأن مدى فعالية التدخلات وتدابير المكافحة. وإن قدرات الترصد والاستجابة محدودة بوجه خاص في بلدان كثيرة من الإقليم الأفريقي، وهناك، مثلما ذكر سابقاً، خمس دول أعضاء في إقليم شرق المتوسط متأثرة بفيروس حمى الضنك تشهد نزاعات وكوارث طبيعية.

وثمة حاجة ملحة إلى زيادة أنشطة الدعوة وتعبئة الموارد في إطار اتباع نهج متكامل للتأثير على راسمي السياسات في البلدان المتضررة داخل تلك الأقاليم.

وتواصل المنظمة اضطلاعها بالأنشطة الواردة أدناه دعماً للدول الأعضاء في الاستجابة لهذا الحدث.

1- التنسيق والقيادة 

  • تشكيل فريق عالمي مشترك لدعم إدارة الأحداث في المنظمة يضم برنامج المنظمة للطوارئ الصحية (إدارتا الاستجابة والتأهب) والخبرة التقنية من إدارة أمراض المناطق المدارية المهملة لدعم الاستجابة للفاشيات.
  • تنفيذ استجابة متكاملة تتماشى مع المبادرة العالمية الشاملة لمكافحة الفيروسات المنقولة بالمفصليات. وهذه المبادرة هي عبارة عن خطة استراتيجية متكاملة للتصدي للفيروسات المنقولة بالمفصليات الناشئة والمعاودة للظهور التي يمكن أن تتحول إلى أوبئة وجوائح وهي تركّز على رصد المخاطر والوقاية من الجوائح والتأهب لمواجهتها والكشف عنها والاستجابة لها، وإقامة تحالف من الشركاء. كما تمثل هذه المبادرة جهداً تعاونياً بين البرنامج العالمي للطوارئ الصحية، وإدارة مكافحة أمراض المناطق المدارية المهملة، وإدارة التمنيع واللقاحات والمستحضرات البيولوجية. وستؤدي هذه المبادرة المتكاملة إلى إقامة تحالف من الشركاء الرئيسيين لتعزيز جهود التنسيق والتواصل وبناء القدرات والبحث والتأهب والاستجابة اللازمة لتخفيف حدة المخاطر المتزايدة للأوبئة الناجمة عن هذه الأمراض.

2- التأهب والاستجابة

  • رسم خرائط المناطق المعرضة للمخاطر لتصنيف البلدان (من حيث التأهب أو الاستعداد أو الاستجابة) والتمكين من وضع حزم مناسبة من التدخلات.
  • وضع خطة استجابة عملية عالمية وخطة استراتيجية بشأن التأهب والاستجابة، بما يشمل الاحتياجات والأموال اللازمة.
  • دعم الدول الأعضاء من خلال وضع مبادئ توجيهية بشأن التأهب لفاشيات حمى الضنك والاستجابة لها (بما يشمل تعزيز ترصد الأوبئة والحشرات، والتشخيص المختبري والترصد الجينومي، والتدبير العلاجي السريري للحالات، والإبلاغ عن المخاطر والمشاركة المجتمعية، وترصد النواقل ومكافحتها، وتنظيم الخدمات الصحية كذلك).
  • توفير الدعم التقني لجميع الفاشيات الجارية (علم الأوبئة، والمختبرات، والتدبير العلاجي للحالات، والإبلاغ عن المخاطر والمشاركة المجتمعية) بما يشمل العلوم السلوكية، وترصد البيئة والنواقل ومكافحتها).

3- التعاون المتعدد القطاعات

  • دعم البلدان في اعتماد استراتيجية متعددة القطاعات بشأن نهج الصحة الواحدة أثناء التأهب لمواجهة فاشيات حمى الضنك وغيرها من الأمراض المنقولة بالمفصليات كذلك والاستجابة لها.
  • التعاون مع الشركاء المعنيين بنهج الصحة الواحدة وتغير المناخ لتنسيق استجابة متعددة القطاعات لفاشيات حمى الضنك.
  • دعم عملية نشر الخبراء من خلال الشبكة العالمية للإنذار بحدوث الفاشيات والاستجابة لها والشركاء الاحتياطيين في البلدان التي تشهد فاشيات كبيرة الحجم. 

4- أنشطة مكافحة النواقل

  • دعم الدول الأعضاء (في البلدان ذات الأولوية) في تنفيذ الإدارة المتكاملة الفعالة للنواقل (ترصدها ومكافحتها) من خلال نشر مبادئ توجيهية وتزويد السلطات الوطنية بمواد الترصد الوبائي والمساعدة التقنية.
  • العمل مع الدول الأعضاء لدعم الاستجابة الموجهة لمكافحة النواقل بالتعاون مع تقنيين متخصصين في مكافحتها لأجل المساعدة في تنسيق الاستجابة.
  • دعم التدريب على إدارة مقاومة مبيدات الحشرات وترصد النواقل في الدول الأعضاء.

5- المختبرات

  • دعم تعزيز القدرات المختبرية للتمكن من تشخيص الحالات بدقة وكشفها في الوقت المناسب بالبلدان المتضررة والمعرضة للخطر.
  • الاستفادة من القدرات المبنية أثناء جائحة كوفيد-19 لتعزيز التشخيص الجزيئي والترصد الجينومي على الصعيد القطري.

6- دعم العمليات والخدمات اللوجستية 

  • العمل بشكل وثيق مع الموردين لتأمين مجموعات أدوات مكافحة حمى الضنك وإنشاء خط للبنود السائبة.
  • دعم الدول الأعضاء في شراء المعدات ومبيدات الحشرات وتوفير مجموعات أدوات إدارة مقاومة مبيدات الحشرات.

7- المبادئ التوجيهية المتعلقة بالتدبير العلاجي للحالات وبناء القدرات

  • إطلاع عاملي الرعاية الصحية على المبادئ التوجيهية المتعلقة بالتدبير العلاجي للحالات والتدريب السريري من خلال عقد الندوات عبر الإنترنت وجلسات تجديد المعارف.
  • الاستمرار في وضع المبادئ التوجيهية الصادرة عن المنظمة بشأن التدبير العلاجي السريري لحالات حمى الضنك وداء الشيكونغونيا ومرض زيكا والحمى الصفراء وتشخيصها، والمقرر استكمالها في أوائل عام 2024، والتي ستكون أداة مهمة.
  • أعدت المنظمة/منظمة الصحة للبلدان الأمريكية دورة افتراضية عن التعلم الذاتي مدتها 20 ساعة بشأن التدبير العلاجي السريري لحمى الضنك، وهي متاحة باللغتين الإسبانية والإنكليزية، وتركز على تحديد عوامل التنبؤ مبكراً بالمرض الوخيم (علامات التحذير) والحيلولة دون تطور حالات حمى الضنك إلى حمى الضنك الوخيمة والتعرض للوفاة. وقد دربت الدورة بالفعل أكثر من 000 312 طبيب سريري منذ تدشينها في أيلول/سبتمبر 2020 (منهم 000 219 طبيب دُرّبوا في عام 2023 لوحده).

8- الترصد الوبائي 

  • خُصّصت فضاءات افتراضية للتعاون في إطار جهود التعاون في مجال الترصد بين منظمة الصحة للبلدان الأمريكية والدول الأعضاء فيها، بحيث تسمح بأتمتة عملية إصدار مختلف التحليلات الوبائية وغرف المتابعة والنشرات الوبائية، لتعزّز بالتالي الترصد الوبائي لحمى الضنك وغيرها من الفيروسات المنقولة بالمفصليات.
  • أصدرت المنظمة/منظمة الصحة للبلدان الأمريكية في عام 2023 خمسة تحديثات للمعلومات عن حالة حمى الضنك في إقليم الأمريكتين وإنذاراً وبائياً بشأن زيادة حالات حمى الضنك في أمريكا الوسطى ومنطقة البحر الكاريبي.
  • استحدث مكتب المنظمة الإقليمي لأفريقيا أداة لتصنيف مخاطر حمى الضنك على الصعيد القطري، ويتواصل تكييف الأداة لأجل ستخدامها في أقاليم أخرى.
  • تعمل المنظمة على الصعيد العالمي لتعزيز ترصد حالات حمى الضنك وحمى الضنك الوخيمة والوفيات الناجمة عنها من أجل تحسين فهم العبء العالمي بطريقة أنسب توقيتاً.

9- الإبلاغ عن المخاطر والمشاركة المجتمعية 

  • إسداء المشورة بشأن تقييم المخاطر، بما يشمل اتباع نهج يركز على المجتمع.
  • دعم عملية وضع تدخلات مسندة بالبينات ومصممة خصيصاً لهذا الغرض في مجال الإبلاغ عن المخاطر والمشاركة المجتمعية والتشجيع على اتخاذ الإجراءات، سواء كانت فردية أم مجتمعية.
  • استعراض المواد الحالية المتعلقة بالإبلاغ عن المخاطر والمشاركة المجتمعية والعبر المستخلصة من الفاشيات السابقة والجارية.
  • وضع الصيغة النهائية لمجموعة أدوات الإبلاغ عن المخاطر والمشاركة المجتمعية بشأن حمى الضنك.

تقييم المنظمة للمخاطر

تؤكد البيانات المُستمدة حديثاً من عام 2023 على تصاعد حدة فاشيات حمى الضنك في عدة بلدان، وخصوصاً في بنغلاديش والبرازيل وبوركينا فاسو وفيجي وباكستان والفلبين وفييت نام. وإضافة إلى ذلك، تشهد البلدان غير الموطونة بحمى الضنك حالات المرض بشكل متزايد وهي تشكل قلقاً كبيراً في مجال الصحة العامة. ويرتبط ظهور حمى الضنك ومعاودة ظهورها وانتشارها غير المسبوق في العالم بمختلف العوامل التالية: (1) تغيير توزيع ناقلها وهو بعوضة الزاعجة المصرية وتكيفه مع المحيط؛ (2) وزيادة التوسع الحضري العشوائي وأنشطة الإنسان التي تعزز إيجاد بيئات مواتية للتفاعل بين النواقل والمضيف؛ (3) والتحولات الناجمة عن تغير المناخ في أنماط الطقس؛ (4) وهشاشة نظم الرعاية الصحية في سياق انعدام الاستقرار السياسي والمالي؛ (5) والدوران المشترك لعدة أنماط مصلية من حمى الضنك؛ (6) والتحديات المواجهة في تشخيص المرض سريرياً بسبب أعراضه غير المحددة؛ (7) وقصور القدرات المختبرية وقدرات الفحص؛ (8) واستمرار اندلاع الفاشيات المتزامنة لفترات طويلة، بما فيها جائحة كوفيد-19؛ (9) وانعدام وجود علاج محدد لحمى الضنك؛ (10) ومحدودية البيانات السلوكية المتاحة عن تصورات المخاطر المجتمعية والوعي وسلوكيات السعي إلى الحصول على الخدمات الصحية؛ (11) والافتقار إلى نهج يركز على المجتمع المحلي وإلى الموارد اللازمة للإبلاغ عن المخاطر والمشاركة المجتمعية دعماً لتعبئة طاقات المجتمعات المحلية وإشراكها في أنشطة مكافحة النواقل؛ (12) وقصور قدرات ترصد النواقل ومكافحتها؛ (13) وانعدام التنسيق فيما بين الجهات صاحبة المصلحة ونقص التمويل المزمن وتدني مستوى اهتمام الجهات المانحة؛ (14) وتنقل الأشخاص وحركة البضائع على نطاق واسع. 

وثمة تحديات إضافية يطرحها توسع انتشار فيروس حمى الضنك إلى ما هو أبعد من المناطق الموطونة بانتقاله. ويوجد عدد كبير من السكان لا يتمتعون بالمناعة ضد الفيروس الدائر حالياً، ممّا يزيد من خطورة اندلاع الفاشيات. وعلاوة على ذلك، قد يفتقر الناس في هذه المناطق إلى الوعي بعلامات التحذير من حمى الضنك، مما يسفر عن حالات تأخير محتملة في السعي إلى الحصول على الرعاية الصحية التي لا يُستغنى عنها للحد من الوفيات الناجمة عن الأمراض الوخيمة.  وتؤدي التحديات المواجهة في الوصول إلى المرافق الطبية، وتفاقم المشكلة بسبب محدودية الوصول إليها من الناحية الجغرافية، إلى زيادة صعوبة إتاحة خدمات الرعاية الصحية الأساسية. وتزداد حدة هذه التحديات بسبب نفاد مخزونات الإمدادات الأساسية اللازمة للوقاية من المرض ومكافحته، وكواشف التشخيص المختبري، وضرورة تدريب عاملي الرعاية الصحية باستمرار. 

وقد أدت هذه العوامل، إلى جانب عوامل أخرى مثل الأزمات المالية والهجرة الجماعية للمشردين داخلياً واللاجئين وأوجه القصور التنموية الطويلة المدى، إلى حرمان أعداد كبيرة من السكان عبر أنحاء القارات ككل من الرعاية الصحية الكافية، ممّا زاد بالتالي معدلات تعرضهم لحمى الضنك. ولكن من جدير بالذكر أن توزيع مخاطر حمى الضنك يختلف اختلافاً كبيراً فيما بين الأقاليم والبلدان وداخل البلدان. 

وبناءً على كل ما تقدم، تقدر المنظمة مخاطر المرض على أنها كبيرة على الصعيد العالمي. وبعد إجراء تقييم للمخاطر والاضطلاع بعملية تصنيف داخلي، اتفقت المكاتب الإقليمية للمنظمة على تنفيذ تدخلات ذات أولوية دعماً للدول الأعضاء. 

وتشارك عدة وكالات من قطاع الصحة العامة في أنشطة الوقاية من حمى الضنك والاستجابة لفاشياتها. ويتطلب التصدي لهذه التحديات اتباع نهج متكامل ومتعدد التخصصات والقطاعات، وخصوصاً على الصعيد الوطني لتحقيق هدفه المتمثل في الحد من أثر المرض على الصحة العامة. وتتعرض قدرات الاستجابة للأوبئة للإجهاد بفعل اندلاع الفاشيات المتزامنة في آن معاً بالاقتران مع الأزمات السياسية لتبرز الحاجة إلى إيجاد آليات قوية للاستجابة للطوارئ وتعزيز التعاون فيما بين الجهات صاحبة المصلحة. وما زال النقص العالمي في الموارد، بما يشمل حالات نقص المجموعات الجيدة النوعية لتشخيص حمى الضنك لأجل الكشف عنها مبكراً والافتقار إلى الموظفين السريريين المدربين والعاملين في مجال مكافحة النواقل ووعي المجتمع، يشكل عقبة كأداء أمام الاستجابة الفعالة. وفي الوقت الذي تسعى فيه جهود التنسيق المبذولة مع المنظمات الصحية العالمية مثل المنظمة والشركاء الآخرين إلى تحديد أولويات وتحليلات مشتركة، فإن الحاجة إلى دعم البلدان المتضررة وتعزيز التعاون باستمرار هي حاجة حتمية.

نصائح المنظمة

إن مكافحة النواقل بفعالية ضرورية للوقاية من فيروس حمى الضنك ومكافحته. وينبغي أن تستهدف أنشطة مكافحة النواقل جميع المناطق التي يوجد فيها خطر اختلاط بين الإنسان والنواقل، مثل محال الإقامة وأماكن العمل والمدارس والمستشفيات. وتشجع المنظمة على اتباع نهج الإدارة المتكاملة لنواقل الأمراض لمكافحة أنواع الزاعجة من البعوض. وينبغي أن يشتمل نهج الإدارة المتكاملة هذا على إزالة مواقع التكاثر المحتملة، والحد من أسراب النواقل، والتقليل إلى أدنى حد من تعرض الأفراد لها. ولابد أن يشمل ذلك استراتيجيات مكافحة النواقل من اليرقات والنواقل البالغة (أي الإدارة البيئية والحد من المصادر)، وخاصة رصد ممارسات تخزين المياه، وتصريف المياه من حاويات تخزينها في المنزل وتنظيفها أسبوعياً؛ وإبادة اليرقات في المياه غير الصالحة للشرب باستعمال الجرعات الصحيحة من مبيدات يرقات تخضع لاختبار المنظمة المسبق للصلاحية؛ وتوزيع الناموسيات المعالجة بمبيدات الحشرات على المرضى الداخليين المُصابين بالحمى/حمى الضنك لاحتواء انتشار الفيروس من المرافق الصحية. وقد يصعب في المناطق المكتظة بالسكان تقديم خدمات رش الأماكن المغلقة من أجل الاحتواء السريع للبعوض المصاب بعدوى حمى الضنك.

وتعزز المبادرة العالمية لمكافحة الفيروسات المنقولة بالمفصليات جانبي التنسيق والتعاون فيما بين الشركاء من عدة قطاعات واتباع نهج متكامل لإدارة النواقل واتخاذ تدابير مكافحة مستدامة على جميع المستويات. ويتمثل المبدأ التوجيهي للمبادرة في مواءمة جهود الوقاية من (الحشرات والأوبئة) وترصدها والتدبير العلاجي للحالات بواسطة النظم الصحية القائمة وبطريقة تكون فيها مستدامة وعالية المردودية وسليمة بيئياً.

تدابير الحماية الشخصية:

تشتمل تدابير الحماية الشخصية أثناء مزاولة الأنشطة في أماكن مفتوحة على الدهن الموضعي للجلد المكشوف بمنتجات طاردة للحشرات أو دهن الملابس بتلك المنتجات وارتداء قمصان طويلة الأكمام وسراويل. وإضافة إلى ذلك، يمكن أن تشتمل تدابير حماية الفرد في الأماكن المغلقة على استعمال منتجات الهباء الجوي لإبادة الحشرات المنزلية أو اللفائف الطاردة للبعوض أثناء النهار. ويمكن أن تقلل ستائر النوافذ والأبواب احتمال دخول البعوض إلى المنزل. وتزوّد الناموسيات المعالجة بمبيدات الحشرات الناس بحماية جيدة من قرص البعوض أثناء النوم نهاراً. ونظراً لأن البعوض من نوع الزاعجة (وهو الناقل الرئيسي للمرض) يبلغ ذروة نشاطه عند الفجر والغسق، فإنه يُوصَى باتخاذ تدابير الحماية الشخصية في هذين الوقتين من اليوم تحديداً. كما ينبغي أن تشمل تدابير الحماية الشخصية ومكافحة البعوض أماكن العمل والمدارس لأن النواقل هي حشرات البعوض التي تقرص أثناء النهار.

ترصد الحشرات

ينبغي الاضطلاع بأنشطة ترصد الحشرات بهدف تقييم إمكانية تكاثر البعوض من نوع الزاعجة في الحاويات ورصد مقاومة مبيدات الحشرات للمساعدة في اختيار أكثر التدخلات فعالية والقائمة على استعمال مبيدات الحشرات.

التدبير العلاجي للحالات:

لا يوجد علاج محدد لعدوى حمى الضنك، ولكن الكشف المبكر عن الحالات وإتاحة الرعاية الصحية المناسبة واللازمة لتدبيرها علاجياً يمكن أن يحد من الوفيات ويكشف بسرعة كذلك عن حالات حمى الضنك الوخيمة ويفضي إلى إحالتها في الوقت المناسب إلى مرافق الرعاية الصحية المتخصصة.

وتظهر على معظم المصابين بحمى الضنك أعراض خفيفة أو لا تظهر عليهم أية أعراض إطلاقاً، وتتحسّن حالتهم الصحية في غضون فترة تتراوح بين أسبوع واحد وأسبوعين.

والأفراد الذين يصابون بالعدوى للمرة الثانية هم أكثر عرضة من غيرهم لخطر الإصابة بحمى الضنك الوخيمة. وغالباً ما تظهر أعراض حمى الضنك الوخيمة بعد زوال الحمى من قبيل ما يلي:

  • ألم شديد في البطن 
  • التقيؤ المستمر 
  • التنفس السريع
  • نزيف اللثة أو الأنف  
  • التعب
  • الارتباك
  • وجود دم في القيء أو البراز
  • الشعور بالعطش الشديد
  • شحوب البشرة وبرودتها
  • الشعور بالوهن.

وينبغي أن يسارع الأشخاص الذين يبدون هذه الأعراض الوخيمة إلى التماس الرعاية فوراً.

تعزيز ترصد الحالات:

ينبغي تحسين ترصُّد الحالات في جميع البلدان المتضررة وفي العالم. كما ينبغي، حيثما أمكن، تخصيص الموارد اللازمة لتعزيز الترصد وتحديد العبء الإجمالي لحمى الضنك (أي بما يشمل حالات المرضى الخارجيين)، وإحصاء الحالات الوخيمة والمميتة، وتأكيد فيروس حمى الضنك وتحديد أنماطه المصلية الفرعية.

بحوث العمليات والتعلم من الأمثلة الناجحة:

على البلدان أن تتعلم وتعتمد أمثلة ناجحة على التدبير العلاجي الفعال للحالات، والوقاية من المرض، وإشراك المجتمع، ومكافحة نواقل حمى الضنك وغيرها من الفيروسات المنقولة بالمفصليات بواسطة تكثيف مشاريع البحوث، وخصوصاً في ضوء ما صدر مؤخراً من توصيات صادرة عن منظمة الصحة العالمية بشأن التجارب السريرية.

وينبغي أن تدقق وزارات الصحة والشركاء في استعراض التدخلات المحلية لقبولها وتوصية برامج الصحة العامة بتنفيذها لأجل تطويعها مبكراً لأغراض الحد من الأثر الصحي المتنامي لحمى الضنك.

ولا توصي المنظمة بفرض أية قيود عامة على حركة السفر أو التجارة في البلدان/الأراضي/المناطق بناءً على المعلومات المتاحة.

معلومات إضافية


1الاعتلالات المشابهة لحمى الضنك. تعريف الحالة: الإصابة بحمى تدوم ليومين على الأقل، إضافة إلى اثنين على الأقل من الأعراض التالية:

1- الغثيان أو التقيؤ؛ 2- آلام العضلات أو المفاصل؛ 3- صداع شديد أو ألم خلف العينين؛ 4- طفح جلدي؛ 5- نزيف

مرجع مقتبس: منظمة الصحة العالمية (21 كانون الأول/ديسمبر 2023). أخبار فاشيات الأمراض؛ حمى الضنك - الوضع العالمي، متاح على الرابط التالي: https://www.who.int/ar/emergencies/disease-outbreak-news/item/2023-DON498