التغذيه
تعدّ التغذية من الجوانب الأساسية للصحة والتنمية. فالتغذية الجيدة ترتبط بتحسّن صحة الرضيع والطفل والأم، وتقوية الجهاز المناعي، وأمان الحمل والولادة، وتدني مخاطر الأمراض غير السارية (مثل السكري وأمراض القلب والأوعية الدموية)، وطول العمر.
وعندما يكون الأطفال بصحة جيدة فإن قدرتهم على التعلّم تتحسن. كما أن الأفراد الذين يحظون بتغذية ملائمة تزداد إنتاجيتهم ويمكنهم إيجاد الفرص لكسر حلقات الفقر والجوع شيئاً فشيئاً.
ويشكّل سوء التغذية، بجميع أشكاله، خطراً جسيماً يهدد صحة الإنسان. ويواجه العالم اليوم عبئاً مزدوجاً لسوء التغذية يشمل كلاً من نقص التغذية وزيادة الوزن، لا سيما في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل. ويتخذ سوء التغذية أشكالاً متعددة، من بينها نقص التغذية (الهزال أو التقزم)، وعدم الحصول على ما يكفي من الفيتنامينات والمعادن، وزيادة الوزن، والسمنة، والأمراض غير السارية المرتبطة بالنظام الغذائي.
وتترتب على العبء العالمي لسوء التغذية آثار تنموية واقتصادية واجتماعية وطبية وخيمة ودائمة على الأفراد وأسرهم وعلى المجتمعات والبلدان.
تُظهر أحدث التقديرات أن 149,2 مليون طفل دون سن الخامسة يعانون من التقزم (قصر القامة الشديد بالنسبة لأعمارهم)، فيما يعاني 45,5 مليون طفل من الهزال (نقص الوزن بالنسبة لطولهم). ويشهد التقزم بين الأطفال تراجعاً في جميع الأقاليم باستثناء أفريقيا، فيما يعيش في آسيا أكثر من ثلاثة أرباع الأطفال المصابين بالهزال حول العالم.
ويرتبط نحو 47% من الوفيات بين الأطفال دون سن الخامسة بسوء التغذية، وتتركز بشكل رئيسي في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل.
ويعدّ فقر الدم (الأنيميا) مشكلة عالمية من مشاكل الصحة العامة ويؤثر بشكل خاص على صغار الأطفال والنساء الحوامل. وتشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى أن 40% من الأطفال دون سن الخامسة و37% من النساء الحوامل حول العالم مصابون بفقر الدم. كما أن نسبة 30 في المائة من النساء في سن الإنجاب مصابات بفقر الدم.
ويبلغ عدد الأشخاص البالغين حول العالم الذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة 1,9 مليار شخص ، فيما يعاني 38,9 مليون طفل دون سن الخامسة من زيادة الوزن. وتشهد معدلات زيادة الوزن والسمنة في مرحلة الطفولة ارتفاعاً، لا سيما في البلدان المرتفعة الدخل وبلدان الشريحة العليا من الدخل المتوسط.
ورغم أن الرضاعة الطبيعية تحمي من نقص التغذية وزيادة الوزن، فإن 44% فقط من الرضّع دون الشهر السادس من العمر يتلقون رضاعة طبيعية خالصة.
ويسهم الاستهلاك المرتفع للصوديوم (أكثر من 5 غرامات من الملح يومياً) في ارتفاع ضغط الدم ويرفع مخاطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة. غير أن معظم الأفراد يستهلكون كمية كبيرة من الملح، تتراوح بين 9 إلى 12 غراماً يومياً في المتوسط، أي بمعدل ضعف الحد الأقصى الموصى به.
وفقاً لاستراتيجية المنظمة بشأن التغذية للفترة 2016-2025، تسخّر المنظمة جهودها في المساعدة على وضع الأولويات والسياسات ومواءمتها ومناصرتها لدفع أهداف التغذية قدماً حول العالم؛ وتعدّ الإرشادات المستنيرة بالبيّنات والمستندة إلى أطر علمية وأخلاقية متينة؛ وتدعم اعتماد الإرشادات وتتنفيذ الإجراءات الفعالة في مجال التغذية؛ وتتولى رصد وتقييم تنفيذ السياسات والبرامج وحصائل التغذية.
ويسترشد عمل المنظمة بخطة التنفيذ الشاملة بشأن تغذية الأمهات والرضّع وصغار الأطفال التي اعتمدتها الدول الأعضاء بموجب القرار الذي اعتمدته جمعية الصحة العامة بهذا الخصوص في عام 2012. ومن الضروري أيضاً اتخاذ إجراءات لإنهاء سوء التغذية من أجل بلوغ الأهداف المتعلقة بالنظام الغذائي لخطة العمل العالمية بشأن الوقاية من الأمراض غير السارية ومكافحتها للفترة 2013-2020، والاستراتيجية العالمية بشأن صحة الأم والطفل والمراهق للفترة 2016-2030، وتقرير اللجنة المعنية بالقضاء على سمنة الأطفال (2016)، وخطة التنمية المستدامة لعام 2030.
وفي أيار/مايو 2018، اعتمدت جمعية الصحة العالمية برنامج العمل العام الثالث عشر للمنظمة الذي يوجّه سير أعمالها خلال الفترة 2019-2023. وقد أُدرجت فيه غاية تقليل مدخول الملح/الصوديوم والدهون المتحولة المنتجة صناعياً في سلسلة الغذاء، كجزء من الإجراءات ذات الأولوية التي تسعى لتنفيذها المنظمة لضمان حياة صحية وتعزيز رفاه الجميع في مختلف الأعمار.