الانتباذ البطاني الرحمي

15 تشرين الأول/أكتوبر 2025

حقائق رئيسية

  • يصيب الانتباذ البطاني الرحمي نحو 10% من النساء في العالم (190 مليون امرأة) ممّن هن في سن الإنجاب.
  • الانتباذ البطاني الرحمي مرض مزمن وتشمل أعراض الإصابة به: الألم الشديد أثناء الحيض؛ النزيف الغزير أثناء الحيض؛ الألم المزمن أثناء الحيض (ألم لا يزول عند انتهاء الدورة الشهرية)؛ العُقم؛ وانتفاخ البطن؛ الغثيان.
  • يحدث الانتباذ البطاني الرحمي في معظم الحالات في الحوض، ولكنّه يحدث لدى بعض النساء في أجزاء أخرى من الجسم، بما في ذلك البطن والصدر.
  • يمكن أن يؤثر الانتباذ البطاني الرحمي على الجماع وحركة الأمعاء و/أو التبول؛ وعلى الصحة النفسية (بما في ذلك الاكتئاب والقلق).
  • لا يوجد حاليا علاج للانتباذ البطاني الرحمي؛ والوصول إلى التشخيص المبكر والعلاج الفعال للانتباذ البطاني الرحمي محدود في العديد من الحالات، ويهدف العلاج إلى السيطرة على الأعراض والحد من الآثار الطويلة الأمد.

نظرة عامة

الانتباذ البطاني الرحمي مرض معقد يصيب كثيراً من النساء في العالم منذ بداية الدورة الشهرية الأولى (الحيض) وحتى سن اليأس، بغض النظر عن الأصل العرقي أو الوضع الاجتماعي. ويمكن أن يؤثر الانتباذ البطاني الرحمي أيضا على مغاييري الهوية الجنسانية والأشخاص غير الثنائيين الذين يحيضون. ولدى النساء المصابات بالانتباذ البطاني الرحمي، ينمو نسيج شبيه ببطانة الرحم (يوجد عادةً في بطانة الرحم فقط) خارج الرحم، مما يسبب التهاباً وتشكيل نسيج ندبي. 

ولا يوجد حاليا علاج معروف، ولكن يمكن علاج أعراض الانتباذ البطاني الرحمي بالأدوية أو، عند بعض النساء، بالجراحة.

ويُشخَّص الانتباذ البطاني الرحمي باستخدام تقنيات تصوير مثل الموجات فوق الصوتية. وقد تكون الإجراءات الباضعة مثل الجراحة ضرورية أيضا لتأكيد التشخيص. ومن الشائع أن يشخّص المرض بعد وقت متأخر جدا، وغالبا ما تستمر الأعراض أو تعاود الظهور بعد بدء العلاج.

الأسباب

تُجهل أسباب الإصابة بالانتباذ البطاني الرحمي.

وتشير أبحاث حديثة إلى أن الانتباذ البطاني الرحمي يرتبط باختلال نظام الجهاز المناعي. ولدى الأشخاص  المصابين بالانتباذ البطاني الرحمي معدلات أعلى من الاعتلالات الأخرى التي تصيب الجهاز المناعي، مثل الذئبة والتصلب المتعدد ومرض التهاب الأمعاء، وتاريخ مرضي للإصابة بالانتباذ البطاني الرحمي لدى الأسرة.

التشخيص

تتنوع الأعراض التي تظهر على المصابات بالانتباذ البطاني الرحمي وتشمل نطاقا واسعا، مما يعني أن العاملين في مجال الصحة والرعاية قد لا يتمكنون من تشخيصه بسهولة. وقد لا تعرف النساء اللواتي تظهر عليهن الأعراض أنهن مصابات بهذا المرض، في حين أن هناك نساء أخريات مصابات به لا تظهر عليهن أي أعراض. ويعد الوصول إلى التشخيص المبكر والعلاج الفعال للانتباذ البطاني الرحمي محدودا في العديد من البيئات، بما في ذلك البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل. ويتراوح متوسط الوقت اللازم للتشخيص حاليا ما بين 4 و12 عاما.

ويُمكن أن يساعد السجل الصحي الدقيق للحيض، بما في ذلك الألم وغزارة النزيف والأعراض المصاحبة، في تشخيص الانتباذ البطاني الرحمي.

ويمكن أن يُوصى بإجراء جراحة بالمنظار، حيث يمكن رؤية أنسجة بطانة الرحم مباشرة أو أخذ عينات من الأنسجة أثناء الجراحة لفحصها، ولكن هذا الإجراء غير متاح للعديد من النساء. ويمكن أيضا إجراء التشخيص السريري للانتباذ البطاني الرحمي استنادا إلى الأعراض التي تظهر على المرأة والفحوصات التصويرية مثل الموجات فوق الصوتية أو تصوير بالرنين المغنطيسي، ولا يلزم إجراء جراحة قبل بدء العلاج.

وتشمل الاختبارات التشخيصية الجديدة والناشئة التي تهدف إلى الكشف المبكر عن الانتباذ البطاني الرحمي اعتماد قوائم مراجعة بسيطة لتشخيص الأعراض، وفحوصات الدم، والإقبال على إجراء اختبارات ذاتية باستخدام اللعاب أو دم الحيض.

العلاج

لا توجد علاجات حالية تشفي من هذا المرض بشكل نهائي. وفي المقابل، تتوقف العلاجات على مدى وخامة المرض، والاختيارات الفردية، والآثار الجانبية، ومأمونية العلاجات على المدى الطويل وتكاليفها ومدى وفرتها، وما إذا كان الحمل مرغوبا أم لا.

ويمكن أن تساعد بعض الأدوية في التدبير العلاجي للانتباذ البطاني الرحمي وأعراضه، ومنها:

  • الأدوية المضادة للالتهابات غير الستيرودية، مثل إيبوبروفين ونابروكسين ومسكنات الألم الأخرى، التي غاالبا ما تستخدم لعلاج الألم؛
  • الأدوية الهرمونية التي يمكنها أيضا أن تخفف من شدة الألم و/أو تواتر الشعور به لدى بعض النساء. ومن هذه الوسائل ما يلي:
    • موانع الحمل الهرمونية المركبة (الحبوب، الشرائط اللاصقة، الحلقات)؛
    • البروجستينات (اللولب الهرموني، حقن أسيتات ميدروكسي بروجستيرون)؛ و
    • نظائر GnRH.

وتشمل المعدِّلات الهرمونية الأخرى مثبطات الأروماتاز. ومع ذلك، قد لا تكون بعض هذه الوسائل مناسبة للنساء اللواتي يرغبن في الحمل.

ويمكن أن يؤدي العلاج الجراحي إلى إزالة آفات الانتباذ البطاني الرحمي والالتصاقات والأنسجة الندبية. ويمكن النظر في إجراء استئصال الرحم (إزالة الرحم جراحيًا)، عادة مع إزالة المبيضين، بالنسبة للنساء اللواتي لا يستجبن للعلاجات الأخرى ولا يخططن لإنجاب أطفال. ومع ذلك، فإن استئصال الرحم ليس علاجا، وتظل الأعراض قائمة لدى بعض المرضى.

وغالبا ما يتوقف النجاح في الحد من أعراض الألم وزيادة معدلات الحمل من خلال الجراحة على مدى وخامة المرض. وإضافة إلى ذلك، قد تعاود الآفات الظهور حتى بعد القضاء عليها بنجاح، ويمكن أن تساهم تشوهات عضلات قاع الحوض في الألم الحوضي المزمن. وقد يُنصح بعلاجات الخصوبة، بما في ذلك تحفيز الإباضة أو الإخصاب داخل الرحم والإخصاب في المختبر، للنساء اللواتي يعانين من صعوبة في الحمل بسبب الانتباذ البطاني الرحمي. وبالإضافة إلى التحدث إلى الطبيب، يمكن للنساء المصابات بالانتباذ البطاني الرحمي الحصول على نصائح إضافية ومساعدة عاطفية من مجموعات دعم المرضى المحلية. ويمكن أيضا أن تساعد النهج المتعددة التخصصات للتدبير العلاجي للألم، بما في ذلك العلاج الطبيعي والمعالجة السلوكية المعرفية، في التخفيف من الألم المرتبط بالانتباذ البطاني الرحمي وتحسين نوعية الحياة. وتستهدف هذه العلاجات الأعراض الجسدية والعبء العاطفي المرتبط بالمرض.

وترتبط بعض العلاجات بآثار جانبية، وقد تظهر الأعراض المرتبطة بالانتباذ البطاني الرحمي مرة أخرى بعد انتهاء العلاج. ويعتمد اختيار العلاج على مدى فعاليته بالنسبة للفرد، وآثاره الجانبية الضارة، ومأمونيته على المدى الطويل وتكاليفه ووفرته.

الأثر

للانتباذ البطاني الرحمي آثار صحية واجتماعية واقتصادية كبيرة. ويمكن أن يؤدي الألم الشديد والنزيف الغزير أثناء الحيض والتعب والاكتئاب والقلق والعقم وتردي الصحة الجنسية والعزلة الاجتماعية إلى انخفاض كبير في نوعية الحياة.

ويرتبط الانتباذ البطاني الرحمي بالعقم على مستوى العالم. وتُعاني 25 إلى 50٪ من النساء المصابات بالعقم من الانتباذ البطاني الرحمي. ويمكن أن يؤدي النزيف الغزير أثناء الدورة الشهرية بسبب الانتباذ البطاني الرحمي إلى نقص الحديد والإرهاق. كما يمكن أن يؤدي الألم أثناء الجماع بسبب الانتباذ البطاني الرحمي إلى التوقف عن الجماع  أو تجنبه، مما يؤثر على الصحة الجنسية للمصابات بهذا المرض وشركائهن.

وتشعر بعض النساء المصابات بالانتباذ البطاني الرحمي بألم شديد أو أعراض أخرى تمنعهن من الذهاب إلى العمل أو المدرسة. ويمكن أن يسبب ذلك خسارة الدخل للأفراد وأسرهم ويكبد المجتمع تكاليف إضافية. وغالباً ما تتطلب العلاجات دفع التكاليف من المال الخاص، مما يزيد من الضغوط المالية على النساء المصابات بالانتباذ البطاني الرحمي.

وتتفاقم هذه الآثار بسبب الوصم والمعتقدات الاجتماعية التي غالباً ما تتجاهل أو تقلل من أهمية آلام الدورة الشهرية.

الوقاية

لا توجد في الوقت الحالي طريقة معروفة للوقاية من الانتباذ البطاني الرحمي. وقد يؤدي تعزيز الوعي والتشخيص المبكر والرعاية الصحية الجيدة إلى إبطاء أو وقف تقدم المرض وتخفيف الأعراض على المدى الطويل، بما في ذلك احتمال خطر حساسية الألم في الجهاز العصبي المركزي. ولا يوجد حالياً علاج لهذا المرض.

التحديات والأولويات

في العديد من البلدان، لا يدرك عامة الناس وأفراد الأسرة ومعظم العاملين في مجال الصحة والرعاية أن الألم المزمن في الحوض الذي تعاني منه المصابات بالانتباذ البطاني الرحمي ليس أمراً طبيعياً. ويؤثر التعامل مع الألم والأعراض الأخرى باعتبارها أمرا مألوفا ووصمها سلباً على الصحة النفسية ورفاه المصابات بالانتباذ البطاني الرحمي.

وفي البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، هناك نقص في الأفرقة المتعددة التخصصات التي تتوافر لديها مجموعة واسعة من المهارات والمعدات اللازمة للتشخيص المبكر والعلاج الفعال للانتباذ البطاني الرحمي. وبالإضافة إلى ذلك، هناك العديد من الفجوات المعرفية، وهناك حاجة إلى طرق تشخيصية غير جراحية وعلاجات طبية لا تمنع الحمل. ويعد تناول هذه القضايا محور التركيز الحالي للاستجابة للانتباذ البطاني الرحمي.

استجابة منظمة الصحة العالمية

تدرك منظمة الصحة العالمية أهمية الانتباذ البطاني الرحمي وتأثيره على الصحة والحقوق الجنسية والإنجابية للأشخاص، ونوعية حياتهم ورفاههم بوجه عام. وتهدف منظمة الصحة العالمية إلى وضع إرشادات وأدوات معيارية عالمية لدعم اعتماد سياسات وتدخلات فعالة لمعالجة الانتباذ البطاني الرحمي على الصعيد العالمي، بما في ذلك في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، ولصالح النساء المصابات به من المجتمعات المحلية المحرومة.

وتقيم منظمة الصحة العالمية شراكات مع العديد من أصحاب المصلحة، بما في ذلك المؤسسات الأكاديمية والجهات الفاعلة من غير الدول وغيرها من المنظمات التي تشارك بنشاط في البحوث لتحديد النماذج الفعالة للوقاية من الانتباذ البطاني الرحمي وتشخيصه وعلاجه ورعايته.