تلوّث الهواء داخل المنزل

16 تشرين الأول/أكتوبر 2024

 

الحقائق الرئيسية

  • هناك حوالي 2,1 مليار شخص في جميع أنحاء العالم (أي ثلث سكان العالم تقريباً) يطهون طعامهم باستعمال النيران المكشوفة أو المواقد غير الفعالة العاملة بوقود الكيروسين والكتل البيولوجية (الحطب والروث والمخلفات الزراعية) والفحم، ممّا يسبب تلوّث الهواء بشكل ضار داخل المنزل.
  • حصد تلوّث الهواء داخل المنزل أرواح 3,2 مليون شخص تقريباً في عام 2020، منهم أكثر من 237000 طفل دون سن الخامسة.
  • ترتبط الآثار المركبة لتلوث هواء المحيط وتلوث الهواء داخل المنزل بنحو 6.7 ملايين وفاة مبكرة سنوياً.
  • يسبب التعرض للهواء الملوّث داخل المنزل الإصابة بأمراض غير سارية، منها السكتة الدماغية ومرض القلب الإقفاري والانسداد الرئوي المزمن وسرطان الرئة.
  • تتحمل النساء والأطفال المسؤولون عادة عن أعمال منزلية مثل طهي الطعام وجمع الحطب العبء الصحي الأثقل من جراء استعمال الوقود والتكنولوجيات الملوّثة في المنازل.
  • من الضروري توسيع نطاق استعمال الوقود النظيف بأنواعه والتكنولوجيات اللازمة للحد من تلوّث الهواء داخل المنزل وحماية الصحة، والتي تشمل الطاقة الشمسية والكهرباء والغاز الحيوي وغاز النفط المُسال والغاز الطبيعي والوقود الكحولي بأنواعه، فضلاً عن المواقد العاملة بالكتل البيولوجية التي تستوفي الغايات المحددة بشأن الانبعاثات في المبادئ التوجيهية الصادرة عن المنظمة.  


لمحة عامة

لا يزال هناك حوالي 2.1 مليار شخص يطهون طعامهم بحرق الوقود الصلب (من قبيل الحطب والمخلفات الزراعية والفحم العضوي والفحم العادي والروث) والكيروسين، باستعمال نيران مكشوفة ومواقد مسرّبة للدخان، وهم معظمهم من الفقراء ويعيشون في بلدان منخفضة الدخل وأخرى متوسطة الدخل. وثمة تباين كبير في إتاحة بدائل الطهي الأنظف بين المناطق الحضرية وتلك الريفية: ففي عام 2021 اعتمدت نسبة 14٪ فقط من سكان المناطق الحضرية على أنواع الوقود والتكنولوجيات الملوّثة مقارنة بنسبة 49٪ من سكان الأرياف في العالم.

وينجم تلوّث الهواء داخل المنزل عن استعمال أنواع الوقود والتكنولوجيات غير الفعالة والملوّثة للهواء داخل المنزل وحوله، والتي تحتوي على طائفة من الملوّثات المضرّة بالصحة، بما فيها جسيمات صغيرة تتوغّل عميقاً داخل الرئتين وتدخل مجرى الدم. ويمكن في المساكن الرديئة التهوية أن يحتوي الدخان المنبعث داخل المنزل على جسيمات دقيقة بمعدلات تتجاوز المعدلات المقبولة بمقدار 100 مرة، والتي يرتفع تحديداً معدل التعرّض لها في صفوف النساء والأطفال الذين يقضون معظم وقتهم قرب المواقد المنزلية. كما يتطلب الاعتماد على أنواع الوقود والتكنولوجيات الملوّثة وقتاً طويلاً لطهي الطعام على وسيلة غير فعالة وجمع كميات الوقود وإعدادها لتشغيلها.

إرشادات

في ضوء الاستعمال الواسع النطاق لأنواع الوقود والمواقد الملوّثة لأغراض الطهي، أصدرت المنظمة مجموعة من الإرشادات المعيارية بعنوان المبادئ التوجيهية المتعلقة بنوعية الهواء الداخلي المترتبة على حرق الوقود داخل المنزل، التي تقدم إرشادات عملية مسندة بالبينات بشأن أنواع الوقود والتكنولوجيات المستعملة في المنزل التي يمكن اعتبارها نظيفة، بما فيها توصيات تناهض استعمال الكيروسين والفحم غير المعالج؛ وتحدد (في شكل غايات بشأن معدلات الانبعاث) أداء أنواع الوقود والتكنولوجيات اللازمة لحماية الصحة؛ وتشدد على أهمية معالجة جميع استعمالات الطاقة في المنزل، وخاصة لأغراض الطهي وتدفئة الأماكن والإضاءة ضماناً لتحقيق فوائد صحية وبيئية. وتعرف المنظمة أنواع الوقود والتكنولوجيات النظيفة المعززة للصحة عند استعمالها على أنها مصادر الطاقة الشمسية والكهرباء والغاز الحيوي وغاز النفط المُسال والغاز الطبيعي والوقود الكحولي، فضلاً عن المواقد العاملة بالكتل البيولوجية التي تستوفي الغايات المحددة بشأن الانبعاثات في المبادئ التوجيهية الصادرة عن المنظمة.

وإن لم تُتخذ إجراءات سياساتية قوية في هذا الصدد، فإن التقديرات تشير إلى أن عام 2030 سيظل يشهد تعذر إتاحة النظيف من أنواع الوقود والتكنولوجيات لنحو 1.8 مليار شخص (1). وثمة حاجة ماسة تحديداً إلى اتخاذ إجراءات في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى التي تجاوزت فيها معدلات نمو السكان معدلات إتاحة السبل النظيفة لطهي الطعام التي تعذرت إتاحتها أيضاً لنحو 923 مليون نسمة في عام 2022. وتشتمل الاستراتيجيات الرامية إلى زيادة استعمال الطاقة النظيفة في المنازل على سياسات تقدم الدعم المالي اللازم لشراء تكنولوجيات وأنواع وقود أنظف، وتحسين تهوية المنازل أو تصميمها، وشن حملات تواصل هادفة إلى تشجيع استعمال الطاقة النظيفة.

الآثار الصحية

يموت سنوياً 3,2 مليون شخص قبل الأوان بسبب اعتلالات تعزى إلى تلوّث الهواء داخل المنزل من جراء الاحتراق المنقوص للوقود الصلب بأنواعه والكيروسين المستعمل لأغراض الطهي (انظر البيانات المتعلقة بتلوّث الهواء داخل المنزل للاطلاع على التفاصيل). وتتسبّب الجسيمات الصغيرة والملوّثات الأخرى الناجمة عن تلوّث الهواء داخل المنزل في التهاب الشعب الهوائية والرئتين وتقليل قدرة الدم على حمل الأوكسجين.

والنسب التالية هي من بين هذه الوفيات البالغ عددها 3,2 مليون وفاة بسبب التعرض لتلوّث الهواء داخل المنزل:

  • نسبة 32% من الوفيات الناجمة عن مرض القلب الإقفاري: يمكن أن يتسبب التعرض لتلوّث الهواء داخل المنزل في نسبة 12% من إجمالي الوفيات الناجمة عن مرض القلب الإقفاري الذي يحصد أرواح أكثر من مليون شخص سنوياً في وقت مبكر؛
  • ونسبة 23% من الوفيات الناجمة عن السكتة الدماغية: يمكن أن تُعزى نسبة 12% تقريباً من إجمالي الوفيات المبكرة الناجمة عن السكتة الدماغية إلى التعرض يومياً للهواء الملوّث داخل المنزل بسبب استعمال أنواع الوقود الصلب والكيروسين في المنزل لأغراض الطهي.
  • ونسبة 21% من الوفيات الناجمة عن عدوى السبيل التنفسي السفلي: يؤدي التعرض لتلوّث الهواء داخل المنزل إلى زيادة خطورة الإصابة بعدوى الجهاز التنفسي السفلي في مرحلة الطفولة إلى الضعف تقريباً، ويتسبب في وفيات نسبتها 44% تقريباً من إجمالي الوفيات الناجمة عن الالتهاب الرئوي بين صفوف الأطفال دون سن الخامسة. ويشكل تلوّث الهواء داخل المنزل عامل خطر للإصابة بعدوى حادة في السبيل التنفسي السفلي لدى البالغين ويسهم بنسبة 22% من إجمالي الوفيات الناجمة عن الالتهاب الرئوي بين البالغين.
  • ونسبة 19% من الوفيات الناجمة عن مرض الانسداد الرئوي المزمن: يتسبّب التعرض للهواء الملوّث داخل المنزل في نسبة 23% من إجمالي الوفيات الناجمة عن الإصابة بمرض الانسداد الرئوي المزمن بين البالغين في البلدان المنخفضة الدخل وتلك المتوسطة الدخل.
  • ونسبة 6% من الوفيات الناجمة عن سرطان الرئة: تُعزى نسبة 11% تقريباً من الوفيات الناجمة عن سرطان الرئة بين البالغين إلى التعرّض لمواد مسرطنة موجودة في الهواء الملوّث داخل المنزل من جراء استعمال الكيروسين أو أنواع الوقود الصلب، مثل الحطب أو الفحم العضوي أو الفحم العادي، لتلبية احتياجات المنزل من الطاقة.

وقد تسبب تلوّث الهواء داخل المنزل في ضياع ما يُقدر بنحو 86 مليون سنة من سنوات العمر في ظل التمتع بالصحة في عام 2019، والقى بأثقل ظلاله على النساء اللواتي عشن في البلدان المنخفضة الدخل وتلك المتوسطة الدخل.

ويتسبب استنشاق الجسيمات (السخام) الناجمة عن تلوّث الهواء داخل المنزل في حوالي نصف وفيات الأطفال دون سن الخامسة بسبب عدوى السبيل التنفسي السفلي.

ويوجد أيضاً بيّنات تثبت وجود صلات بين تلوّث الهواء داخل المنزل وانخفاض الوزن عند الولادة والإصابة بالسل والساد (الكاتاراكت) وسرطان الأنف والبلعوم وسرطان الحنجرة.

الآثار المترتبة على الإنصاف في مجال الصحة والتنمية وتغيّر المناخ

يلزم إدخال تعديلات كبيرة على السياسات المنتهجة للإسراع في زيادة عدد الأفراد المتاحة لهم أنواع الوقود والتكنولوجيات النظيفة بحلول عام 2030 لمعالجة أوجه التفاوت في مجال الصحة وتنفيذ خطة التنمية المستدامة لعام 2030 وتخفيف وطأة تغير المناخ.

  • تلقي أنواع الوقود والتكنولوجيات الملوّثة لهواء المنزل بأثقل أعبائها الصحية على عاتق النساء والأطفال بشكل غير متناسب، لأنهم يقومون عادة بالأعمال المنزلية مثل طهي الطعام وجمع الحطب ويقضون وقتاً أطول في التعرض للدخان الضار المنبعث من المواقد وأنواع الوقود الملوّثة للهواء.
  • يزيد جمع الوقود من خطورة التعرض لإصابات العضلات والعظام ويستهلك وقتاً طويلاً من النساء والأطفال - ممّا يحد من فرص استفادتهم من التعليم والاضطلاع بأنشطة إنتاجية أخرى. وتواجه النساء والأطفال في البيئات الأقلّ أمناً خطر التعرّض للإصابات والعنف أثناء عملية جمع الوقود.
  • ينطوي العديد من أنواع الوقود والتكنولوجيات المستعملة في المنازل لأغراض الطهي والتدفئة والإضاءة على مخاطر محيقة بالسلامة. ويشكل تناول الكيروسين صدفة السبب الرئيسي لحالات تسمم الأطفال، وينجم جزء كبير من الحروق والإصابات البالغة التي تحصل في البلدان المنخفضة وتلك المتوسطة الدخل عن استعمال الطاقة لأغراض الطهي والتدفئة والإضاءة في المنزل (2).
  • يتسبب انعدام إتاحة الكهرباء لأكثر من 750 مليون شخص (1) في إجبار الأسر على الاعتماد على وسائل وأنواع وقود ملوّثة، مثل مصابيح الكيروسين المستعملة للإضاءة، ممّا يجعلهم عرضة لاستنشاق الجسيمات الدقيقة بمعدلات عالية جداً.
  • إن الوقت المستغرق في استعمال وإعداد الوقود اللازم للوسائل غير الفعالة والملوّثة يحد من الفرص الأخرى المتاحة للتمتع بالصحة وتحقيق التنمية، مثل الدراسة أو اغتنام أوقات الفراغ أو مزاولة أنشطة إنتاجية.
  • إن الكربون الأسود (الجسيمات السخامية) والميثان المنبعثان من احتراق الوقود في المواقد غير الفعالة هما من ملوّثات المناخ القوية والقصيرة العمر.
  • يشكل أيضاً تلوّث الهواء داخل المنزل مصدراً رئيسياً لتلوّث الهواء المحيط (الخارجي).

استجابة منظمة الصحة العالمية

تزود المنظمة البلدان والأقاليم بالدعم التقني وتساعدها في بناء قدراتها على إجراء تقييمات بشأن ما لديها من أنواع الوقود والتكنولوجيات المستعملة في المنازل وعلى زيادة معدلات استعمال أنواع الوقود والتكنولوجيات المعزّزة للصحة. وسعياً إلى معالجة تلوّث الهواء داخل المنزل وأثره السلبي على الصحة، تقوم المنظمة بما يلي:

 

 


  1. IEA, IRENA, UNSD, World Bank, WHO. 2024. Tracking SDG 7: The Energy Progress Report. World Bank, Washington DC.
    © World Bank. License: Creative Commons Attribution—NonCommercial 3.0 IGO (CC BY-NC 3.0 IGO). Available from: https://trackingsdg7.esmap.org/downloads
  2. Puthumana JS, Ngaage LM, Borrelli MR, Rada EM, Caffrey J, Rasko Y: Risk factors for cooking-related burn injuries in children, WHO Global Burn Registry. Bull World Health Organ. 2021 Jun 1;99(6):439-445. https://doi.org/10.2471%2FBLT.20.279786