E. Aegler/The End Fund
People affected by onchocerciasis (river blindness) develop eye lesions which can lead to visual impairment and permanent blindness.
© الصورة

داء كلابية الذنب (الأنكوسركية)

11 كانون الثاني/يناير 2022

حقائق رئيسية

  • داء كلّابية الذنب، المعروف باسم "العمى النهري"، تسبّبه الدودة الطفيلية المسماة كلّابية الذنب المتلوّية.
  • ينتشر طفيلي الداء وينتقل إلى البشر عن طريق التعرض لقرص متكرر من الذبابة السوداء الحاملة للعدوى والتي تتكاثر في الأنهار السريعة الجريان.
  • تشمل الأعراض حكّة الجلد الشديدة والاعتلالات المشوّهة للجلد وضعف البصر، بما في ذلك العمى الدائم.
  • يصيب المرض أساساً سكان الريف في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى واليمن، مع وجود بؤر أصغر للداء في المناطق الموطونة به في أجزاء من أمريكا اللاتينية.
  • العلاج المجتمعي بدواء الإيفرميكتين (المعروف أيضاً باسم الإعطاء الجماعي للأدوية) هو الاستراتيجية الأساسية المُتّبعة حالياً في التخلّص من داء كلّابية الذنب، على ألا تقل نسبة التغطية العلاجية به عن 80٪. وتتبرع شركة ميرك بدواء الإيفرميكتين تحت اسم العلامة التجارية Mectizan®.

 

نبذة عامة

ينتقل داء كلّابية الذنب إلى البشر عن طريق التعرض لقرص متكرر من الذبابة السوداء الحاملة للعدوى من جنس الدَّلفاء والتي تتكاثر في الأنهار والجداول السريعة الجريان. وتبتلع هذه الذبابة الناقلة للداء الديدان الخيطية المجهرية (الديدان غير الناضجة) عندما تقرص شخصاً مصاباً بعدوى الداء. وتنمو الديدان الخيطية المجهرية داخل الذبابة لتصبح يرقات معدية وتنتقل بعد ذلك إلى إنسان آخر أثناء قرصات لاحقة. وبمجرد دخول الديدان إلى المضيف البشري، فإنها تنضج وتصبح ديداناً بالغة وتشكل عقيدات تحت الجلد. ومع استمرار الديدان البالغة في التزاوج وتوليدها للديدان الخيطية المجهرية، فإنه يجب علاج المجتمعات المحلية لمدة تتراوح بين 10 أعوام و15 عاماً على الأقل للتخلّص من انتقال العدوى، وهي مدة عمر كلّابية الذنب المتلوّية البالغة.

نطاق المشكلة

يعيش أكثر من 99% من المصابين بعدوى الداء في أفريقيا واليمن، بينما تعيش النسبة المتبقية وهي 1٪ على المنطقة الحدودية بين البرازيل وفنزويلا (جمهورية - البوليفارية). وقد لزم في عام 2023 تزويد ما لا يقل عن 249,5 مليون شخص بعلاج وقائي ضد داء كلّابية الذنب. وأشارت الدراسة المتعلقة بالعبء العالمي للمرض في تقديراتها بعام 2017 إلى أن 14,6 مليون شخص من الحاملين لعدوى الداء اُصيبوا فعلاً بأمراض جلدية و1,15 مليون شخص أُصيبوا بالعمى.

وتحقّقت المنظمة من خلو خمسة بلدان من داء كلّابية الذنب بعد نجاحها في تنفيذ أنشطة التخلّص من الداء على مدى عقود من الزمن، وهي كالتالي: أربعة بلدان في إقليم الأمريكتين: كولومبيا (2013)، وإكوادور (2014)، والمكسيك (2015)، وغواتيمالا (2016)، وبلد واحد في الإقليم الأفريقي: النيجر (2025)

وأوقفت السنغال في عام 2022 العلاج وهي تخضع الآن للترصد في المرحلة اللاحقة للعلاج. كما أوقفت غينيا الاستوائية وإثيوبيا ومالي ونيجيريا والسودان وتنزانيا وتوغو وأوغندا وفنزويلا (جمهورية - البوليفارية) العلاج الجماعي للأدوية.

وعلى الصعيد العالمي، يعيش 1,8 مليون شخص في مناطق لم تعد بحاجة إلى الإعطاء الجماعي لأدوية علاج داء كلّابية الذنب.

وتمثل هذه الأهداف المرحلية دليلاً يثبت المفهوم القائل إن بالإمكان إحراز تقدم في مكافحة أمراض المناطق المدارية المهملة في جميع أنحاء القارة الأفريقية بأكملها.

ويمكن الحصول على معلومات مفصلة عن الإحصاءات السنوية لعام 2023 من السجل الوبائي الأسبوعي، الصادر يوم 11 تشرين الأول/ أكتوبر 2024.

علامات الداء وأعراضه السريرية

داء كلّابية الذنب مرض يصيب العين والجلد، وتنجم أعراضه عن الديدان الخيطية المجهرية التي تنتقل في جميع أنحاء جسم الإنسان في النسيج تحت الجلدي وتسبب استجابات التهابية شديدة عند موتها. وقد تظهر على المصابين بالعدوى أعراض مثل الحكة الشديدة وتغيرات جلدية أخرى. وتظهر لدى بعضهم الآخر آفات في العين يمكن أن تسبب ضعف البصر والعمى الدائم. وفي معظم الحالات تتكون عقيدات تحت الجلد بسبب الديدان البالغة. ويتسبب التعرض في وقت مبكر لعدوى كلّابية الذنب المتلوّية في إصابة الأطفال بالصرع.

برامج الوقاية من الداء ومكافحته والتخلّص منه

جرت في الفترة بين عامي 1974 و2002 مكافحة داء كلّابية الذنب في غرب أفريقيا بفضل العمل الذي أنجزه برنامج مكافحة داء كلّابية الذنب بالاستفادة أساساً من رش مبيدات الحشرات المضادة ليرقات الذبابة السوداء (مكافحة النواقل) من على متن الطائرات المروحية والطائرات العادية. واستُكمل هذا العمل لاحقاً بتوزيع دواء الإيفرميكتين على نطاق واسع منذ عام 1989.

ودُشّن في عام 1995 البرنامج الأفريقي لمكافحة داء كلّابية الذنب بهدف مكافحة الداء في البلدان المتبقية الموطونة به في أفريقيا، واختُتم البرنامج في نهاية عام 2015 بعد استهلال مرحلة الانتقال إلى القضاء على الداء. وتمثلت استراتيجية البرنامج الرئيسية في إرساء سبل توفير العلاج المستدام الموجه للمجتمع المحلي بدواء الإيفرميكتين ومكافحة النواقل بواسطة أساليب مأمونة بيئياً، حسب الاقتضاء.

وبناءً على النجاحات التي حققها برنامج مكافحة داء كلّابية الذنب والبرنامج الأفريقي لمكافحة داء كلّابية الذنب، دشّن مكتب المنظمة الإقليمي لأفريقيا المشروع الخاص الموسّع للقضاء على أمراض المناطق المدارية المهملة (مشروع إسبين المُنشأ في عام 2016 والقائم حتى الآن) لتزويد البرامج الوطنية لمكافحة أمراض المناطق المدارية المهملة بالدعم التقني وبذل جهود في مجال جمع الأموال اللازمة للمساعدة في تسريع وتيرة التخلّص من داء العمى النهري في البلدان الأفريقية.

وأُنشِئت لجان وطنية معنية بالتخلّص من داء كلّابية الذنب في 25 بلداً أفريقياً لوضع استراتيجيات جديدة وتنفيذها. كما قامت المنظمة والدول الأعضاء فيها وشركاؤها بتدشين الشبكة العالمية للتخلّص من داء كلّابية الذنب في كانون الثاني/ يناير 2023 بهدف دعم البلدان في تسريع وتيرة إحراز التقدم صوب بلوغ الغايات المحدّدة في خريطة الطريق بشأن التخلّص من داء كلّابية الذنب.

وقد دُشّن برنامج القضاء على داء كلّابية الذنب في الأمريكتين بعام 1992 (برنامج أويبا المُنشأ في عام 2016 والقائم حتى الآن) بهدف التخلّص من حالات المراضة ووقف انتقال داء العمى النهري في ستة بلدان موطونة بالداء في إقليم الأمريكتين، وهي: البرازيل وكولومبيا وإكوادور وغواتيمالا والمكسيك وفنزويلا. وهذا البرنامج هو عبارة عن شراكة مكونة من ستة بلدان موطونة بالداء ومنظمة الصحة للبلدان الأمريكية والقطاع الخاص والبلدان المانحة والمنظمات الإنمائية غير الحكومية.

علاج الداء

تُوصِي المنظّمة بعلاج داء كلّابية الذنب بدواء الإيفرميكتين مرة واحدة سنوياً على الأقل لمدة تتراوح بين 10 سنوات و15 سنة. وقد يلزم تعديل استراتيجيات العلاج في حالة تعايش كلّابية الذنب المتلوّية مع دودة لوا لوا، وهي دودة خيطية طفيلية أخرى متوطّنة في كلّ من أنغولا وغينيا الاستوائية وغابون والكاميرون وجمهورية أفريقيا الوسطى وتشاد والكونغو وجمهورية الكونغو الديمقراطية ونيجيريا وجنوب السودان. ويمكن أحياناً أن يسفر علاج الأشخاص الذين ترتفع مستويات تركيز دودة لوا لوا في دمهم عن تعرضهم لأحداث ضارة وخيمة، وينبغي أن تتبع البلدان المتضررة توصيات لجنة الخبراء المعنية بدواء الميكتيزان/ البرنامج الأفريقي لمكافحة داء كلّابية الذنب فيما يتعلق بالوقاية من الأحداث الضارة الوخيمة وتدبيرها علاجياً.

أولويات البحث

سيلزم لأجل التخلّص من داء كلّابية الذنب وضع برنامج عمل بحثي طموح دعماً لإحراز التقدم في تنفيذ برامج مكافحة الداء. وتشمل الاحتياجات المحدّدة في مجال البحث ما يلي:

  • الاستفادة المثلى من استراتيجيات رامية إلى الوصول لفئات السكان المهمشة والمهاجرة.
  • التحقّق من صحّة الخرائط المرسومة واستراتيجيات التدخل الآمن في المواضع التي يشترك داء كلّابية الذنب وداء اللوائيات في توطّنها.
  • تحديد عتبات بشأن وقف الإعطاء الجماعي للأدوية.
  • استحداث أدوات تشخيص متينة دعماً لعملية صنع القرارات المتعلقة ببرامج المكافحة.
  • إثبات فائدة البرامج المعنية بتدابير مكافحة النواقل.
  • اختبار مقررات علاجية جديدة.
  • تحسين تصميم المسوح بالاستفادة من أدوات جديدة للإحصاءات الجغرافية.
  • توجيه استجابة مناسبة لما يُكشف عنه أثناء الترصد من بوادر تدل على وجود كلّابية الذنب المتلوّية.
  • وضع استراتيجيات بشأن المرحلة اللاحقة للتحقّق من القضاء على الداء.
  • تقصي الفرص المتاحة لدمج جهود الترصّد.

استجابة المنظّمة

تزوّد المنظّمة أقاليم تشهد انتقالاً لداء كلّابية الذنب بالدعم اللازم لإجراء البحوث الإدارية والتقنية والعملية.

وحدّدت خريطة طريق المنظمة بشأن أمراض المناطق المدارية المهملة للفترة 2021-2030 داء كلّابية الذنب على أنه واحد من الأمراض التي تستهدف التخلّص منها. وتحدّد خريطة الطريق غايات طموحة من المقرر بلوغها بحلول عام 2030، وهي تتمثل في التخلّص من الإعطاء الجماعي لدواء الإيفرمكتين في بؤرة واحدة على الأقل في 34 بلداً، وفي نسبة تزيد على 50٪ من السكان في 16 بلداً على الأقل، وفي صفوف جميع فئات السكان الموطونة بالداء في 12 بلداً على الأقل.

ويتولى الفريق الفرعي الاستشاري التقني المعني بداء كلّابية الذنب الذي أنشأته المنظّمة في عام 2017 أداء دوري الإرشاد والإشراف اللازمين لإجراء البحوث العملية من أجل تحديد المناطق الموطونة بالداء التي يلزم فيها تطبيق الإعطاء الجماعي للأدوية. كما حدّد الفريق الاستشاري التقني المعني بوسائل تشخيص أمراض المناطق المدارية المهملة من بين أولوياته المحدّدة عملية استحداث أدوات جديدة لتشخيص داء كلّابية الذنب.

ومع التحوّل من مرحلة مكافحة الداء إلى مرحلة التخلّص منه، يلزم رسم خرائط مناطق شاسعة في أفريقيا لتقدير ما إذا كان انتقال عدوى الداء ناشطاً فيها وما إذا كان يلزم تزويدها بالعلاج. وقد وُضعت استراتيجية لأخذ العينات تحمل اسم "خريطة التخلّص من داء كلّابية الذنب" لمساعدة البلدان على إجراء تلك التقديرات وبدء العلاج عند اللزوم.