المقررات الإجرائية الصادرة عن جمعية الصحة العالمية ‏الثالثة والسبعين

7 آب/أغسطس 2020

اعتمدت الدول الأعضاء في منظمة الصحة العالمية عدداً من المقررات الإجرائية الرامية إلى النهوض بالصحة العمومية على الصعيد العالمي، والتي اقتُرحت على جمعية الصحة العالمية الثالثة والسبعين في أيار/مايو 2020 من خلال "إجراء الموافقة الصامتة الكتابي".

وتتعلق الاقتراحات بما يلي: تعزيز جهود التمنيع العالمية؛ والوقاية من سرطان عنق الرحم ومكافحته؛ والاستراتيجية العالمية للبحث والابتكار في مجال السل؛ ورعاية صحة العيون، بما في ذلك الوقاية من ضعف البصر والعمى؛ وتعزيز الجهود في مجال سلامة الأغذية، والاستراتيجية وخطة العمل العالميتان بشأن الصحة العمومية والابتكار والملكية الفكرية؛ وعقد التمتع بالصحة في مرحلة الشيخوخة؛ والتأهب لمواجهة الأنفلونزا.

تعزيز جهود التمنيع العالمية كي لا يُترك أحد وراء الركب

يتصوّر الاقتراح الاستراتيجي لخطة التمنيع لعام 2030 عالما يستفيد فيه كل فرد في كل مكان وكل عمر، استفادة تامة من اللقاحات من أجل التمتع بالصحة والرفاه. ويتمثل الهدف الرئيسي في توسيع نطاق فوائد اللقاحات ليستفيد منها كل فرد في كل مكان. وتتمحور هذه الاستراتيجية حول الناس، وتقودها البلدان، وتُنفّذ من خلال شراكات واسعة النطاق، وتستند إلى البيانات. وتطبق هذه المبادئ الأساسية الأربعة بشكل منهجي على مجموعة من الأولويات الرئيسية، مع التأكيد على أن التمنيع هو استثمار في المستقبل، ويتيح تهيئة عالم أوفر صحة وأكثر أمانا وازدهارا للجميع.

وتُتاح لقاحات للوقاية من أكثر من 20 مرضاً مهدداً للحياة، مما يساعد الأشخاص من جميع الأعمار على العيش حياة أطول وأوفر صحة. وفي الوقت الراهن، يتيح التمنيع توقّي أكثر من 3 ملايين حالة وفاة ناجمة عن أمراض مثل الخُناق والكزاز والشاهوق والأنفلونزا والحصبة كل سنة؛ ومع ذلك، فإن عددا كبيرا جدا من الأشخاص في العالم – بما فيهم حوالي 20 مليون رضيع كل عام – لا يحصلون على اللقاحات بقدر كافٍ.

الوقاية من سرطان عنق الرحم ومكافحته

تحدد الاستراتيجية العالمية للمنظمة بشأن تسريع وتيرة التخلص من سرطان عنق الرحم بوصفه مشكلة من مشاكل الصحة العمومية أهدافا وغايات للفترة 2020-2030. وتقوم على 3 ركائز رئيسية هي: الوقاية من خلال التطعيم ضد فيروس الورم الحليمي البشري؛ وتحرّي الآفات السابقة للتّسرطن وعلاجها؛ والتدبير العلاجي لسرطان عنق الرحم الغزوي، بما في ذلك الحصول على الرعاية الملطّفة. ويجب العمل على تحقيق جميع هذه الركائز بشكل جماعي حتى يتسنى التخلص من المرض.

وللتخلص من سرطان عنق الرحم، يجب على جميع البلدان أن تحقق (وتحافظ على) معدل إصابة أقل من 4 حالات لكل 100 ألف امرأة سنويا. ومن أجل المضي في طريق التخلص من المرض، تحث الاستراتيجية جميع البلدان على تحقيق الغايات التالية بحلول عام 2030: تلقّي 90% من الفتيات التطعيم الكامل (عند بلوغهن 15 سنة من العمر)؛ وتحقيق نسبة 70% من التغطية بالتحرّي باستخدام اختبار عالي الأداء (اختبار أول في سن 35 عاما واختبار آخر في سن 45 عاما)؛ وحصول 90% من النساء اللاتي شُخّصت إصابتهن بمرض عنق الرحم على العلاج (حصول 90% من النساء المصابات بآفات سابقة للتّسرطن على العلاج؛ وخضوع 90% من النساء المصابات بالسرطان الغزوي للتدبير العلاجي. إن بلوغ غايات 90-70-90 سيكون له أثر مزدوج يتمثل في انخفاض معدل الإصابة ومعدل الوفيات على حد سواء. وبحلول عام 2030، سينخفض متوسط معدل الإصابة بسرطان عنق الرحم بنسبة 10%، مما من شأنه أن يتيح تجنب حدوث 70 مليون حالة في العالم خلال القرن.

ويتسبب سرطان عنق الرحم حالياً في وفاة أكثر من 300 ألف امرأة سنويا. ويعد رابع أكثر أنواع السرطان شيوعا لدى النساء على الصعيد العالمي، وتتحمل أثقل أعبائه البلدان المنخفضة الدخل والبلدان المتوسطة الدخل، التي تعاني من محدودية فرص الحصول على خدمات الصحة العمومية.

البحث والابتكار في مجال السل

أُعدّت الاستراتيجية العالمية للبحث والابتكار في مجال السل بهدف دعم الجهود التي تبذلها الحكومات وغيرها من الشركاء في سبيل تسريع وتيرة التقدم وتحسين الإنصاف في إتاحة فوائد البحوث بما يتماشى مع الالتزامات المقطوعة في استراتيجية المنظمة للقضاء على السل وإعلان موسكو بشأن القضاء على السل والإعلان السياسي الصادر عن اجتماع الأمم المتحدة الرفيع المستوى بشأن السل.

وتسلط الاستراتيجية الضوء على 4 مجالات عمل رئيسية، وهي: تهيئة بيئة مواتية للبحث والابتكار في مجال السل؛ وزيادة الاستثمارات المالية في البحث والابتكار في مجال السل؛ وتعزيز وتحسين النُهج الرامية إلى تبادل البيانات؛ وتعزيز الإنصاف في إتاحة فوائد البحث والابتكار. وتبرر الاستراتيجية أيضاً الاستجابة الموحدة والمواءمة التي يدعم في إطارها الشركاء الرئيسيون والمجتمعات المحلية المتضررة الدول الأعضاء من خلال الاضطلاع بالاستثمارات أو الشراكات اللازمة لتسريع وتيرة الابتكار.

ويطلب القرار من المنظمة أن تقدم تقريرا كل سنتين، حتى عام 2030، عن تنفيذ الاستراتيجية. كما يدعو الأوساط العلمية والشركاء الدوليين وغيرهم من الجهات صاحبة المصلحة المعنية إلى تقديم دعمهم من أجل الاضطلاع بأنشطة البحث والابتكار بما يتماشى مع احتياجات البلدان الأكثر تضرراً من السل؛ وتعزيز الشراكات بين القطاع العام والقطاع الخاص؛ وتيسير تبادل المعارف. وعلاوة على ذلك، يدعو القرار المنظمة إلى تقديم المساعدة التقنية والاستراتيجية إلى الدول الأعضاء في تنفيذ الاستراتيجية.

خدمات رعاية صحة العيون المتكاملة والمركزة على الناس

يشدد قرار جديد صادر عن جمعية الصحة العالمية على ضرورة دمج خدمات رعاية صحة العيون المركزة على الناس في النظم الصحية. ويتوقع أول تقرير صادر عن منظمة الصحة العالمية بشأن الرؤية (والذي نُشر في عام 2019) زيادة كبيرة في عدد الأشخاص المصابين باعتلالات العيون وضعف البصر في السنوات المقبلة. ويبرز القرار 4 استراتيجيات رئيسية كفيلة بتمكين الدول الأعضاء من تحسين إتاحة الخدمات والحد من حالات الغبن. وتتمثل الاستراتيجية الأولى في تحسين سبل إشراك الأفراد والمجتمعات المحلية من خلال زيادة الوعي بأهمية الكشف المبكر عن اعتلالات العيون وتبسيط حصول السكان الذين يعانون من نقص في الخدمات على الرعاية. وتتمثل الاستراتيجية الثانية في تعزيز رعاية صحة العيون في مرافق الرعاية الصحية الأولية حتى يتسنى للناس الحصول على الخدمات على مقربة من منازلهم. أما الاستراتيجية الثالثة فتتمثل في تحسين تنسيق خدمات رعاية صحة العيون مع الخدمات الصحية الأخرى وقطاعات أخرى مثل التعليم والعمل. وتقضي التوصية النهائية بدمج رعاية صحة العيون في الخطط الاستراتيجية الوطنية بشأن الصحة وفي نظم التغطية الصحية الشاملة. وأشارت الدول الأعضاء إلى أن الوقاية من ضعف البصر ومعالجته لا يؤديان إلى تحسين نوعية حياة المرضى فحسب، بل يتيحان لهم أيضاً أن يظلوا منتجين اقتصادياً.

تعزيز الجهود في مجال سلامة الأغذية

يحث قرار جديد الدول الأعضاء على تطبيق نهج "الصحة الواحدة" الذي يعزز استدامة الأغذية المأمونة والكافية والمغذية وإتاحتها لجميع الفئات السكانية. وإذ يعترف القرار بالمخاطر التي تهدد سلامة الأغذية، بما فيها مقاومة مضادات الميكروبات المنقولة بالأغذية وتغير المناخ، فإنه يدعو أيضا الدول الأعضاء إلى الاستثمار في النظم والابتكارات الوطنية المتعلقة بسلامة الأغذية، وتبادل البيانات والبيّنات في الوقت المناسب بشأن فاشيات الأمراض المنقولة بالأغذية والأخطار المحدقة بالشبكة الدولية للسلطات المعنية بسلامة الأغذية.

ويُطلب من الأمانة أن تحدّث الاستراتيجية العالمية للسلامة الغذائية بغية التصدي للتحديات الحالية والناشئة، وأن تدرج فيها التكنولوجيات الجديدة والاستراتيجيات المبتكرة بهدف تعزيز نظم سلامة الأغذية. كما يُدعا المدير العام للمنظمة إلى تعزيز دور المنظمة القيادي في كل من هيئة الدستور الغذائي والشبكة الدولية للسلطات المعنية بسلامة الأغذية، وإصدار تقديرات محدثة عن الأمراض المنقولة بالأغذية بحلول عام 2025.

وعلى الصعيد العالمي، تشير التقديرات إلى أن 600 مليون شخص - أي شخص واحد من كل 10 أشخاص تقريباً - يُصابون بالمرض كل سنة بعد تناول أغذية ملوثة، مما يتسبب في 420 ألف حالة وفاة وفقدان 33 مليون سنة من الحياة المفعمة بالصحة (سنوات العمر المصحّحة باحتساب مدد العجز). ويقع عبء المرض على كاهل أشد الفئات ضعفا، لاسيما الأطفال والأشخاص الذين يعيشون في البلدان النامية.

الاستراتيجية وخطة العمل العالميتان بشأن الصحة العمومية والابتكار والملكية الفكرية

تُحثّ الدول الأعضاء، بموجب مقرر إجرائي متعلق بالاستراتيجية وخطة العمل العالميتين بشأن الصحة العمومية والابتكار والملكية الفكرية، على تعزيز تنفيذ الاستراتيجية وخطة العمل العالميتين بما يتماشى مع توصيات فريق الخبراء المعني بالاستعراض البرمجي الشامل. ويدعو المقرر الإجرائي الدول الأعضاء أيضا إلى مواصلة مناقشة التوصيات الصادرة عن فريق الخبراء بشأن تعزيز ورصد شفافية أسعار الأدوية والإجراءات اللازمة لتجنب نقصها، وذلك في إطار المشاورات غير الرسمية التي من المقرر أن يدعو إلى عقدها المدير العام. ويؤكد المقرر الإجرائي على ضرورة تخصيص موارد لتنفيذ التوصيات الموجهة إلى أمانة المنظمة، ويطلب كذلك من المدير العام أن يقدم تقريراً عن التقدم المحرز في تنفيذ المقرر الإجرائي إلى جمعية الصحة العالمية الرابعة والسبعين في عام 2021، عن طريق المجلس التنفيذي.

عقد التمتع بالصحة في مرحلة الشيخوخة

وافقت الدول الأعضاء على اقتراح بشأن عقد التمتع بالصحة في مرحلة الشيخوخة 2020-2030 وطلبت من المدير العام أن يقدم تقريراً عن التقدم المحرز في تنفيذه كل ثلاث سنوات خلال العقد. وطلبت جمعية الصحة أيضا من المدير العام أن يحيل هذا المقرر الإجرائي إلى الأمين العام للأمم المتحدة لكي تنظر الجمعية العامة للأمم المتحدة في الاقتراح المتعلق بعقد التمتع بالصحة في مرحلة الشيخوخة.

تتزايد شيخوخة السـكان في جميع أنحاء العالم بوتيرة أسرع مما كانت عليه في الماضي، وسيكون لهذا التحول الديمغرافي أثر على جميع جوانب المجتمع تقريبا. وهناك حاليا أكثر من مليار شخص ممن تبلغ أعمارهم 60 سنة أو أكثر، ويعيش معظمهم في البلدان المنخفضة والبلدان المتوسطة الدخل. والكثير منهم لا يحصلون حتى على أدنى الموارد الضرورية لعيش حياة كريمة وذات مغزى. ويواجه كثيرون آخرون عقبات متعددة تحول دون مشاركتهم في المجتمع مشاركة كاملة.

ويمثل عقد التمتع بالصحة في مرحلة الشيخوخة فرصة للجمع بين الحكومات والمجتمع المدني والوكالات الدولية والأوساط الأكاديمية ووسائط الإعلام ومؤسسات القطاع الخاص لمدة عشر سنوات من أجل الاضطلاع بعمل منسّق وحفاز وتعاوني في سبيل تحسين حياة كبار السن وأسرهم والمجتمعات المحلية التي يعيشون فيها.

التأهب لمواجهة الأنفلونزا

طلبت الدول الأعضاء من الأمانة أن تواصل دعمها للاستراتيجية العالمية للمنظمة بشأن الأنفلونزا للفترة 2019-2030. كما دعت إلى تعزيز أوجه التآزر، حيثما كان ذلك مناسباً وملائماً، مع اللوائح الصحية الدولية (2005)، وتنفيذ الخطط الوطنية للتأهب للأنفلونزا والاستجابة لها، وبرامج التمنيع. ويُطلب من الأمانة أن تقدم تقريراً عن التقدم المحرز إلى جمعية الصحة العالمية الخامسة والسبعين، عن طريق المجلس التنفيذي.