السلّ: السلّ المقاوم للأدوية المتعدّدة أو السلّ المقاوم للريفامبيسين

يشير عادةً تعريف السلّ س م م/ س م ر إلى السلّ المقاوم للأدوية المتعدّدة أو السلّ المقاوم للريفامبيسين. 

والسلّ المقاوم للأدوية المتعدّدة هو شكل من أشكال مرض السلّ الناجم عن سلالة من مركب المتفطّرة السلّية المقاومة للريفامبيسين والأيزونيازيد. 

وأُصيب في عام 2022 عدد قُدّر بنحو 000 410 شخص (فاصل عدم اليقين 95٪: 000 370-000 450 شخص) بالسلّ المقاوم للأدوية المتعدّدة أو السلّ المقاوم للريفامبيسين على الصعيد العالمي. وشهد معدل نجاح علاج من شُخّصت إصابتهم بالسلّ المقاوم للأدوية المتعدّدة/ السلّ المقاوم للريفامبيسين تحسناً مستمراً، ولكنه ما زال منخفضاً بشكل يثير للذعر. كما بلغ على الصعيد العالمي معدل نجاح العلاج في عام 2020 نسبة 63٪ بعد أن ارتفع من 60٪ في عام 2019 و50٪ في عام 2012. 

وسوء التدبير العلاجي للسلّ وانتقاله من شخص إلى آخر هما السببان اللذان يقفان وراء استمرار ظهور حالات السلّ المقاوم للأدوية المتعدّدة/ المقاوم للريفامبيسين وانتشار حالاته. ويتعافى معظم المُصابين بالسلّ باتباع نظام علاج مدته 6 أشهر يُوفّر للمرضى مع ما يلزم من دعم. ويمكن أن يؤدي استعمال أدوية السلّ بشكل غير مناسب أو غير صحيح واستعمال تركيبات غير ناجعة من أدويته (مثل استعمال أدوية مفردة أو أدوية رديئة النوعية أو تخزينها في ظروف سيئة)، والانقطاع المبكر عن العلاج إلى ظهور مقاومة الأدوية التي يمكن أن تنتقل لاحقاً إلى الأفراد، وخاصة في الأماكن المكتظة مثل السجون والمستشفيات. ويمكن أن ينقل المرضى المُصابون بالسلّ الرئوي المرض عن طريق السعال أو العطاس أو التحدّث ببساطة مع الآخرين. فما على الشخص، لكي يُصاب بعدوى المرض، إلا أن يستشنق قدراً قليلاً من هذه الجراثيم. 

وبناءً على السياسة الحالية للمنظّمة، يمكن إعطاء عدّة نظم علاج للمرضى المُصابين بالسلّ المقاوم للأدوية المتعدّدة/ المقاوم للريفامبيسين. وتشمل العوامل الرئيسية التي تحدد اختيار نظام العلاج توصيف مقاومة المريض للأدوية، والتعرّض سابقاً لأدوية السلّ والتاريخ المرضي، وتوصيف مقاومة الأدوية لدى المخالطين المقرّبين، وعمر المريض، ومدى انتشار مرض السلّ الرئوي، وتحديد موضع آفات السلّ خارج الرئة. 

• نظام العلاج  بالبيداكويلين - البريتومانيد - اللينيزوليد - الموكسيفلوكساسين (6 Bdq-Pa-Lzd-Mfx): لدى المرضى المُصابين بالسلّ المقاوم للأدوية المتعدّدة/ المقاوم للريفامبيسين الذين يبدون مقاومة إضافية للفلوروكينولونات أو لا يبدوم مقاومتها. يتكون نظام العلاج الفموي هذا لمدة 6 أشهر من البيداكويلين والبريتومانيد واللينزوليد والموكسيفلوكساسين. ويمكن حذف الموكسيفلوكساسين من النظام وبدء اتباع نظام علاج بالبيداكويلين - البريتومانيد – اللينيزوليد (BPaL) أو الاستمرار في اتباع هذا النظام مع المرضى المُصابين بالسلّ المقاوم للأدوية المتعدّدة/ المقاوم للريفامبيسين الذين يبدون مقاومة مؤكدة للفلوروكينولونات.
• نظام علاج فموي كامل لمدة 9 أشهر (4–6 Bdq_{(6 m)}-Lfx/Mfx-Cfz-Z-E-Hh-Eto or Lzd_{(2 m)} / 5 Lfx/Mfx- Cfz-Z-E): لدى المرضى المُصابين بالسلّ المقاوم للأدوية المتعدّدة/ المقاوم للريفامبيسين ممّن تُستبعد لديهم مقاومة الفلوروكينولونات. يتكون نظام العلاج الفموي الكامل هذا لمدة 9 أشهر من البيداكويلين (المُستعمل لمدة ستة أشهر)، بالاقتران مع الليفوفلوكساسين/ الموكسيفلوكساسين والإيثيوناميد والإيثامبوتول والإيزونيازيد (بجرعة عالية) والبيرازيناميد والكلوفازيمين (لمدة أربعة أشهر مع احتمال تمديد نظام العلاج إلى 6 أشهر إذا ظلت لطاخة البلغم إيجابية لدى المريض في نهاية فترة الأربعة أشهر)؛ يليه علاج بالليفوفلوكساسين/ الموكسيفلوكساسين والكلوفازيمين والإيثامبوتول والبيرازيناميد (لمدة خمسة أشهر)، علماً بأنه يمكن الاستعاضة عن الإيثيوناميد بعلاج لمدة شهرين باللينيزوليد.
• نُظم العلاج الفردية الأطول أجلاً: لدى المرضى المُصابين بالسلّ المقاوم للأدوية المتعدّدة/ المقاوم للريفامبيسين غير المؤهلين للعلاج بنُظم العلاج المذكورة أعلاه لمدة 6 أشهر أو 9 أشهر، أو المُصابين بمرض السلّ الناجم عن سلالات السلّ المتفطّرة الشديدة المقاومة للأدوية (مثل السلّ الشديد المقاومة للأدوية) أو المرضى الذين لا يتقبلون المكونات الرئيسية لنُظم العلاج المذكورة أعلاه، أو المرضى الذين لم يجنوا حصائل علاج إيجابية من اتباع كل هذه النُظم. وتبلغ مدة هذه النُظم 18 شهراً على الأقل، وهي مصمّمة بشكل فردي بالاستناد إلى عملية هرمية لتجميع أدوية الخط الثاني لعلاج السلّ، وتوصيف مقاومة الأدوية، والتاريخ الطبي للمريض. 

وبناءً على استعراض أحدث البيّنات المتاحة، فإن نظام العلاج  بالبيداكويلين - البريتومانيد - اللينيزوليد - الموكسيفلوكساسين لمدة 6 أشهر هو الخيار المفضل لدى معظم المرضى المُصابين بالسلّ المقاوم للأدوية المتعدّدة/ المقاوم للريفامبيسين.