- يعكف الفريق الاستشاري التقني على استعراض البيانات المتاحة لتوفير الحماية المثلى بواسطة اللقاحات المضادة للمتحورات المنتشرة السائدة. ويدعم الفريق الاستشاري التقني بشدة إتاحة جرعات أولية وجرعات معززة من لقاحات كوفيد-19 الحالية على نحو عاجل وعلى نطاق واسع، لا سيما للفئات المعرضة للإصابة بمرض وخيم، بالنظر إلى أن لقاحات كوفيد-19 الحالية لا تزال توفر مستويات عالية من الحماية من المرض الوخيم والوفاة، حتى في سياق انتقال متحور أوميكرون.
- بيد أن ضمان توفير الحماية المثلى في المستقبل يتطلب تحديث لقاحات كوفيد-19 في ظل ظهور متحورات جديدة متمايزة مستضديا. وقد تكون اللقاحات المحدثة أحادية التكافؤ وتستهدف المتحور السائد المنتشر، أو متعددة التكافؤ وتستند إلى متحورات مختلفة.
- وفي الوضع المثالي، ستقي لقاحات كوفيد-19 من العدوى وانتقالها، بالإضافة إلى توفير الحماية من المرض الوخيم والوفاة. وقد يكون تطوير لقاحات المضادة لمختلف سلالات فيروس كورونا-سارس-2 أو الجنس الفرعي ساربيكو فيروس، وكذلك تطوير لقاحات قادرة على توفير مناعة الأغشية المخاطية، خيارين مرغوبين، غير أن الإطار الزمني لتطويرها وإنتاجها غير مؤكد.
- ويواصل الفريق الاستشاري التقني تشجيع مصنعي لقاحات كوفيد-19 على توليد البيانات عن أداء لقاحات كوفيد-19 الحالية والخاصة بالمتحورات وإتاحتها لمنظمة الصحة العالمية حتى تدرج في إطار واسع لاتخاذ القرارات بشأن تركيبة لقاحات كوفيد-19، وهو ما يسمح للفريق الاستشاري التقني بتقديم مشورة ذات طابع أكثر تحديدا إلى المنظمة بشأن التعديلات اللازمة لتركيبة سلالة لقاحات كوفيد-19.
وتواصل المنظمة، بدعم من الفريق الاستشاري التقني المعني بتركيبة لقاحات كوفيد-19(الفريق الاستشاري التقني)، استعراض وتقييم التأثيرات الصحية العامة لمتحورات فيروس كورونا-سارس-2 الناشئة المثيرة للقلق على أداء لقاحات كوفيد-19. ومنذ نشر البيان المؤقت بشأن لقاحات كوفيد-19 في 11 كانون الثاني/ يناير 2022، أصبح أميكرون أكثر المتحورات المثيرة للقلق انتشارا في العالم، حيث حل بسرعة محل المتحورات المنتقلة الأخرى. ويسلط هذا البيان الضوء على الوضع الوبائي العالمي، والتحديات التي تواجه تحديث تركيبة اللقاحات، ويقدم الموقف الحالي للفريق الاستشاري التقني.
الوضع الوبائي
يتسم الوضع الوبائي العالمي الحالي بهيمنة سريعة ومتزامنة نسبيا لمتحور أوميكرون في جميع أقاليم المنظمة الستة. ولئن كانت حالات الإصابة في العالم تشهد تراجعا مضطردا، فإن موارد وقدرات اختبار التشخيص قد انخفضت في بعض الأقاليم، ولا يزال الوضع الوبائي متباينا، حيث أبلغ عدد من الأقاليم والبلدان عن زيادات في حالات الإصابة الأسبوعية الجديدة، في حين أبلغت أقاليم أخرى الآن عن تسجيل انخفاضات.
ويتألف أوميكرون من عدة سلالات فرعية مرتبطة وراثيا، ومنها السلالات BA.1 وBA.2 وBA.3، وتعكف المنظمة وشركاؤها على رصد كل واحدة منها. وعلى الصعيد العالمي، كانت السلالة BA.1 هي سلالة أميكرون المهيمنة، بيد أن نسبة المتواليات المصنفة في السلالة BA.2 المبلغ عنها شهدت زيادة مضطردة في الأسابيع الأخيرة مقارنة بالسلالة BA.1، وهي سلالة أوميكرون المهيمنة في العديد من البلدان. وتنطوي السلالتان BA.1 وBA.2 على بعض الاختلافات الجينية، مما قد يجعلهما متمايزتين مستضديا. وقد وُثقت عودة الإصابة بعدوى السلالة BA.2 بعد الإصابة بالسلالة BA.1، غير أن البيانات الأولية المستمدة من الدراسات على مستوى السكان تشير إلى أن العدوى بالسلالة BA.1 توفر حماية كبيرة من عودة الإصابة بعدوى السلالة BA.2 ، على الأقل للفترة المحدودة التي تتوفر بشأنها البيانات. للمزيد من التفاصيل عن سلالات أوميكرون الفرعية، يرجى الرجوع إلى بيان المنظمة بشأن سلالة أميكرون الفرعية BA.2، الذي نشر في 22 شباط/ فبراير 2022.
تحديث لقاحات كوفيد-19 الحالية
يعطي هدف الصحة العامة للتطعيم ضد كوفيد-19 الأولوية للحماية من المرض الوخيم والوفاة. ويبدو أن اللقاحات الحالية تمنح مستويات عالية من الحماية من حصائل المرض الوخيم المرتبطة بعدوى أوميكرون. وبناء على ذلك، يدعم الفريق الاستشاري التقني بشدة إتاحة جرعات أولية وجرعات معززة من لقاحات كوفيد-19 الحالية على نحو عاجل وعلى نطاق واسع، لا سيما للفئات المعرضة للإصابة بمرض وخيم. وقد سجلت إمدادات اللقاحات المتاحة في الأجلين القريب والمتوسط زيادة كبيرة، بيد أن الإنصاف في إتاحة اللقاحات لا يزال يشكل تحديا هاما، وتشجع بقوة جميع الجهود الرامية إلى معالجة أوجه عدم الإنصاف تلك.
وقد سلّط البيان المؤقت الأول الصادر عن الفريق الاستشاري التقني الضوء على ضرورة تطوير لقاحات توفر الحماية من العدوى وتقي من انتقالها، بالإضافة إلى الحماية من المرض الوخيم والوفاة، باعتباره وسيلة لتحقيق أكبر استفادة للصحة العامة من التطعيم ضد كوفيد-19. وفي هذا السياق، تعد اللقاحات القادرة على تعزيز مناعة الأغشية المخاطية، بالإضافة إلى الجهاز المناعي، هدفا مهما. كان أحد الخيارات المقترحة في البيان الأول هو تطوير لقاحات مضادة لجميع سلالات فيروس كورونا-سارس-2 أو الجنس الفرعي ساربيكو فيروس. وستوفر هذه اللقاحات الحماية التي من شأنها أن تكون فعالة في مقاومة المتحورات، وينبغي تسريع العمل في هذا المجال.
وتستند اللقاحات الحالية إلى الفيروس الذي انتشر في وقت مبكر من الجائحة (الفيروس السلف مثل GISAID: hCoV-19/Wuhan/WIV04/2019). ومنذ ذلك الوقت، طرأ تطور مستمر وكبير على الفيروس، ومن المرجح أن يستمر هذا التطور، مما يؤدي إلى ظهور متحورات جديدة. لذلك قد يتعين تحديث تركيبة لقاحات كوفيد-19 الحالية. وسيستهدف أي تحديث للتركيبة الحالية للقاحات كوفيد-19، في الحد الأدنى، الاحتفاظ بالحماية من المرض الوخيم والوفاة، مع ضمان اتساع نطاق الاستجابة المناعية ضد المتحورات المنتشرة والناشئة، والتي قد تكون متمايزة مستضديا.
وقد نظر الفريق الاستشاري التقني في عدد من القضايا، وكلها مهمة في أي قرار بشأن تركيبة لقاحات كوفيد-19:
- تتفاوت مناعة السكان بين البلدان بسبب اختلاف موجات المتحورات المثيرة للقلق وأنواعها ومستويات وتوقيت التطعيم فيها، ولكن البيانات القوية عن المشهد المناعي العالمي محدودة. وقد يختلف أداء أي لقاح (لقاحات) محدث (ة) اعتمادا على طبيعة وحجم المناعة المكتسبة سابقا.
- وعندما تصبح اللقاحات المحدثة متاحة، ستكون نسبة كبيرة من سكان العالم قد تعرضت لفيروس كورونا-سارس-2، إما نتيجة للتطعيم و/أو للعدوى السابقة. وكما تقدم ذكره أعلاه، قد يختلف أداء أي لقاح (لقاحات) محدث (ة) اعتمادا على طبيعة وحجم المناعة المكتسبة سابقا.
- وهناك أيضا شكوك كبيرة بشأن كيفية استمرار تطور الفيروس والخصائص المستضدية للمتحورات في المستقبل. وبالنظر إلى الانتقال الواسع لأوميكرون في العالم، فإن احتمال استمرار تطوره مرتفع وقد يظهر متحور جديد قبل أن يتسنى إنتاج لقاحات محدثة وتوزيعها على نطاق واسع.
- وتقوم منظمة الصحة العالمية بتتبع السلالات التي تنضوي تحت "مظلة" أوميكرون، بما في ذلك السلالتان BA.1 وBA.2. وعلى الرغم من ظهور البيانات، هناك حاجة إلى توصيف مستضدي وفيروسي إضافي لهذه السلالات على حدة وبالمقارنة مع السلالات الأخرى.
- وبالرغم من الزيادة المتسارعة في مجموعة الأدلة على الاستجابة المناعية لأوميكرون بعد الإصابة، فإن البيانات المتعلقة بمدى وحجم وديمومة الاستجابات المناعية الخلطية والخلوية للمتحورات من اللقاحات المرشحة الخاصة بالمتحورات باستخدام منصات لقاحات مختلفة لا تزال محدودة.
- وبالإضافة إلى لقاحات كوفيد-19 الحالية، وصلت العديد من لقاحات كوفيد-19 الأخرى إلى مراحل مختلفة من التطوير السريري وما قبل السريري. وسيطبق أي قرار يتخذه الفريق الاستشاري التقني بشأن تركيبة لقاحات كوفيد-19 في المقام الأول على لقاحات كوفيد-19 الحالية.
موقف الفريق الاستشاري التقني
يرحب الفريق الاستشاري التقني بتطوير وبدء التجارب السريرية على اللقاحات المرشحة الخاصة بالمتحورات التي صنفتها المنظمة مثيرة للقلق، بما في ذلك أميكرون، حيثما أمكن ذلك. وفي هذا السياق، يسعى الفريق الاستشاري التقني إلى الحصول على أدلة على استجابات مناعية متجانسة قوية لدى الأفراد المستعدين وغير المستعدين وبيانات التفاعل المتبادل لدى الأفراد المستعدين. ويشجع الفريق الاستشاري التقني على جمع البيانات بعد جرعة واحدة أو جرعتين من أي لقاح معدل من مجموعة متنوعة من منصات اللقاحات ذات الصلة.
ولا يزال الفريق الاستشاري التقني يشجع مصنعي لقاحات كوفيد-19 على توليد البيانات بشأن أداء لقاحات كوفيد-19 الحالية واللقاحات المرشحة الخاصة بالمتحورات وتوفيرها للمنظمة، بما في ذلك البيانات بشأن مدى الاستجابة المناعية الخلطية والخلوية المضادة للمتحوّرات، الناجمة عن اللقاحات الأحادية و/أو المتعددة التكافؤ، وحجم هذه الاستجابة وديمومتها. وسينظر الفريق الاستشاري التقني في هذه البيانات بعناية في إطار أوسع لاتخاذ القرارات بشأن تركيبية لقاحات كوفيد-19، وهو ما يسمح للفريق الاستشاري التقني بتقديم مشورة ذات طابع أكثر تحديدا بشأن أي تعديلات قد تلزم لتركيبة سلالات لقاحات كوفيد-19، التي تطور كلقاحات أحادية التكافؤ تستهدف المتحور المهيمن (المتحورات المهيمنة) أو لقاحات متعددة التكافؤ مشتق من متحورات مختلفة.
ويقر الفريق الاستشاري التقني بالدور المستقل والإجراءات المستقلة للسلطات التنظيمية ذات الصلة في وضع المتطلبات اللازمة للتقييم في إطار المسارات التنظيمية القائمة حاليا، وبدور المنظمة في ضمان المواءمة والتعاون والتبادل المستمر للمعلومات بين المنظمة وأفرقة خبرائها، والفريق الاستشاري التقني، والسلطات التنظيمية، ومصنعي لقاحات كوفيد-19.
ويعكس البيان الأداء الحالي للقاحات ومشهد تطوير اللقاحات. ولذلك سيتم تحديث البيان حالما تتوفر البيانات.