الأمراض غير السارية
دعا المندوبون المشاركون في جمعية الصحة العالمية إلى تكثيف الجهود المبذولة لمكافحة الأمراض غير السارية على الصعيد العالمي، ولا سيما عن طريق حث رؤساء الدول والحكومات على المشاركة في الاجتماع الثالث الرفيع المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة المعني بالوقاية من الأمراض غير المعدية (غير السارية) ومكافحتها المقرر عقده في 27 أيلول/ سبتمبر 2018.
وذكرت الدول الأعضاء مجدداً أن المجتمع الدولي التزم، تمشياً مع أهداف التنمية المستدامة، بتخفيض الوفيات المبكرة الناجمة عن الأمراض غير السارية التي تشمل أساساً أمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان والسكري وأمراض الجهاز التنفسي المزمنة بمقدار الثلث بحلول عام 2030، وتعزيز الصحة النفسية والعافية. ويلقى سنوياً 15 مليون شخص حتفهم ممن تتراوح أعمارهم بين 30 و70 سنة بسبب الأمراض غير السارية وليست المستويات الحالية للتراجع في مخاطر الوفاة المبكرة الناجمة عن الأمراض غير السارية كافية لتحقيق الغاية المتصلة بالأمراض غير السارية والمدرجة في أهداف التنمية المستدامة.
واعترفت الجمعية بضرورة تحسين القيادة السياسية لتسريع وتيرة الوقاية من الأمراض غير السارية ومكافحتها ولا سيما من خلال تنفيذ "أفضل الخيارات" المجدية ذات المردودية وسائر التدخلات التي يوصى بها للوقاية من هذه الأمراض ومكافحتها. وتشمل هذه التدابير الإجراءات الرامية إلى الحد من المخاطر الرئيسية المسببة للمرض أي تعاطي التبغ والخمول البدني وتعاطي الكحول على نحو ضار والنظم الغذائية غير السليمة وتلوث الهواء. ويجب تعزيز النظم الصحية عبر تنفيذ تدابير فعالة تحسن الكشف عن الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بالأمراض غير السارية وتوفير العلاجات بالأدوية والخدمات من أجل تخفيض حالات الوفاة الناجمة عن النوبات القلبية والسكتات الدماغية والسكري. ويتطلب كل من الوقاية من الاضطرابات النفسية وتدبيرها العلاجي أيضاً اتخاذ إجراءات عاجلة.
الانتقال في مجال شلل الأطفال
نظر المندوبون اليوم في خطة العمل الاستراتيجية للمنظمة لمدة خمس سنوات بشأن الانتقال في مجال شلل الأطفال التي تهدف إلى تعزيز النظم الصحية القطرية المتأثرة بتقلص أنشطة المبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال وانتهائها في نهاية المطاف. واستندت الخطة الاستراتيجية إلى أولويات خطط الحكومات الوطنية الانتقالية ووُضعت بالتعاون الوثيق مع مكاتب المنظمة الإقليمية والقطرية. وسيستلزم تنفيذ الخطة التنسيق مع جميع الجهات الشريكة القطرية والعالمية. وتكمّل الخطة دراسة جدوى التمنيع في أفريقيا لتدعيم نظم التمنيع في القارة الأفريقية والتقدم الملحوظ المحرز في إدماج الوظائف المرتبطة بشلل الأطفال في إقليم جنوب شرق آسيا.
وتدعم الاستراتيجية ملكية البلدان للوظائف الأساسية لبرنامج استئصال شلل الأطفال مثل الترصد وشبكات المختبرات ويعض البنى التحتية الأساسية اللازمة من أجل ما يلي: (1) الحفاظ على عالم خال من شلل الأطفال عقب استئصال فيروس شلل الأطفال؛ (2) وتدعيم نظم التمنيع، بما في ذلك ترصد الأمراض التي يمكن الوقاية منها باللقاحات؛ (3) وتعزيز التأهب للطوارئ والكشف والقدرة على الاستجابة بهدف ضمان تنفيذ اللوائح الصحية الدولية بالكامل. وتلتزم المنظمة بمواصلة تقديم المساعدة التقنية والدعم لحشد الموارد إلى البلدان المعنية بالانتقال في مجال شلل الأطفال.
وأحاط المندوبون علماً بأهمية إدماج الوظائف الأساسية لبرنامج استئصال شلل الأطفال في النظم الصحية الوطنية. واقترحوا اعتبار هذه الخطة "وثيقة حية" وتنقيحها على أساس وضع الميزانية البرمجية للثنائية 2020-2021 وطلبوا تقديم تقرير محدّث إلى المجلس التنفيذي في دورته الرابعة والأربعين بعد المائة وجمعية الصحة العالمية الثانية والسبعين.
السل
وافق المندوبون على قرار يحث المدير العام للمنظمة والدول الأعضاء والجهات الشريكة على مواصلة دعم التحضير للاجتماع الرفيع المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة المعني بإنهاء السل المقرر عقده في شهر أيلول/ سبتمبر خلال هذه السنة.
ويُلزم القرار أيضاً الدول الأعضاء بتسريع وتيرة إجراءاتها الرامية إلى إنهاء السل استناداً إلى الالتزامات المتعهد بها خلال المؤتمر الوزاري العالمي للمنظمة بشأن القضاء على السل الذي عُقد في موسكو في تشرين الثاني/ نوفمبر 2017. وفي القرار، يُرحَّب بجهود المنظمة المبذولة لوضع إطار للمساءلة متعدد القطاعات من أجل إنهاء السل ويُطلب من الأمانة وضع استراتيجية عالمية جديدة للبحث والابتكار في مجال السل وتُدعم الخطوات القادمة في وضعها واستخدامها.
والجهود الحالية المبذولة لتنفيذ الاستراتيجية بشأن القضاء على السل التي اعتمدتها جمعية الصحة العالمية وتحقيق الغاية المدرجة في أهداف التنمية المستدامة والمتمثلة في القضاء على السل لا تفي بغرضها في الوقت الحالي. فقد سبب السل وفاة 1.7 مليون شخص في العالم في عام 2016 من بينهم 400000 شخص من الأشخاص المصابين بالعدوى بفيروس العوز المناعي البشري. ويظل السل أكثر الأمراض المعدية فتكاً وأحد أسباب الوفاة العشرة الرئيسية في العالم. ويؤمل أن يحث الاجتماع المقرر عقده في شهر أيلول/ سبتمبر على تجديد الالتزام السياسي الرفيع المستوى بتسريع وتيرة الإجراءات الرامية إلى إنهاء السل.
الكوليرا
وافق المندوبون على قرار يحث البلدان المتضررة من الكوليرا على تنفيذ خريطة طريق تهدف إلى الحد من حالات الوفاة الناجمة عن المرض بنسبة 90% بحلول عام 2030. ويحث القرار أيضاً المنظمة على تعزيز قدرتها على دعم البلدان التي تكافح المرض؛ وتوطيد الترصد والتبليغ عن الكوليرا؛ وتدعيم دورها القيادي وتنسيق الجهود العالمية للوقاية من المرض ومكافحته.
ويسبب الكوليرا حسب التقديرات وفاة 95000 شخص ويصيب 2.9 مليون شخص آخر كل سنة ويؤثر تأثيراً غير متناسب في المجتمعات المثقلة بالأعباء من جراء النزاعات والافتقار إلى البنى التحتية وضعف النظم الصحية وسوء التغذية. وما زال هناك أكثر من ملياري شخص في العالم لا يحصلون على المياه المأمونة ويحتمل تعرضهم لخطر الإصابة بالمرض.
وصدرت الاستراتيجية المعنونة "وضع نهاية للكوليرا: خريطة طريق عالمية إلى عام 2030" عن فرقة العمل العالمية لمكافحة الكوليرا في العام الماضي وهي تشدد على ضرورة اتباع نهج منسق لمكافحة المرض والتخطيط على الصعيد القطري للكشف المبكر عن المرض والاستجابة للفاشيات وتنفيذ تدخلات وقائية طويلة الأجل مرتبطة بتوفير خدمات المياه والإصحاح والنظافة.