تقرير جديد يشير إلى زيادة كبرى في عدوى الأمراض المنقولة جنسياً وسط التحدّيات المواجهة في مكافحة فيروس العوز المناعي البشري والتهاب الكبد

21 أيار/مايو 2024
بيان صحفي

لا يزال فيروس العوز المناعي البشري العالمي وأوبئة التهاب الكبد الفيروسي وعدوى الأمراض المنقولة جنسياً تشكل تحدّيات كبيرة ماثلة أمام الصحّة العمومية، وهي تحصد أرواح 2,5 مليون شخص سنوياً وفقاً لما يذكره تقرير جديد صدر عن منظّمة الصحّة العالمية (المنظّمة) بعنوان - تنفيذ الاستراتيجيات العالمية لقطاع الصحّة بشأن مكافحة فيروس العوز المناعي البشري والتهاب الكبد الفيروسي وعدوى الأمراض المنقولة جنسياً للفترة 2022-2030

وتثبت بيانات جديدة أن عدوى الأمراض المنقولة جنسياً آخذة في التزايد بأقاليم كثيرة. وكانت الدول الأعضاء في المنظّمة قد حدّدت في عام 2022 غاية طموحة تقضي بتخفيض عدد حالات عدوى الزهري بين البالغين سنوياً بمقدار عشرة أمثال بحلول عام 2030، أي من 7,1 مليون حالة إلى 0,71 مليون حالة. على أن حالات الزهري الجديدة بين البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و49 عاماً زادت بواقع أكثر من مليون حالة في عام 2022 ليصل عددها إلى 8 ملايين حالة وتبلغ الزيادات أعلى معدلاتها في إقليم الأمريكتين والإقليم الأفريقي. 

وعلاوة على قصور التخفيض المشهود في الحد من الحالات الجديدة للإصابة بفيروس العوز المناعي البشري والتهاب الكبد الفيروسي، يشير التقرير إلى مواجهة مخاطر في بلوغ الغايات ذات الصلة من أهداف التنمية المستدامة بحلول عام 2030. 

وتحدّث الدكتور تيدروس أدحانوم غيبريسوس المدير العام للمنظّمة قائلاً: "إن ارتفاع معدلات الإصابة بمرض الزهري يثير مخاوف كبيرة. ولحسن الحظ، فقد أُحرز تقدم كبير على عدد من الجبهات الأخرى، بما فيها جبهة تسريع وتيرة إتاحة السلع الصحّية الحاسمة الأهمية، ومنها وسائل التشخيص والعلاج. ولدينا الأدوات اللازمة لإنهاء هذه الأوبئة بوصفها من مخاطر الصحّة العمومية بحلول عام 2030، ولكن يلزمنا الآن أن نكفل قيام البلدان، في سياق طابع تعقيد عالمنا الآخذ في التزايد، ببذل كل ما في وسعها لبلوغ الغايات الطموحة التي حدّدتها لنفسها". 

زيادة حالات الإصابة بعدوى الأمراض المنقولة جنسياً 

يوجد أربعة أمراض منقولة جنسياً يمكن علاجها هي - الزهري (اللولبية الشاحبة)، وداء السيلان (النيسرية البنية)، والكلاميديا (المتدثرة الحثرية)، وداء المشعرات (المشعرة المهبلية) - تستأثر بأكثر من مليون حالة عدوى يومياً. ويشير التقرير إلى حدوث زيادة مفاجئة أثناء جائحة كوفيد-19 في مرض الزهري لدى البالغين والأمهات (1,1 مليون حالة) والزهري الخلقي المرتبط به (523 حالة لكل 000 100 مولود حي سنوياً). كما شهد عام 2022 وقوع 000 230 وفاة ناجمة عن مرض الزهري. 

وتثبت أيضاً بيانات جديدة حدوث زيادة في داء السيلان المقاوم لعدة أدوية. ولغاية عام 2023، كان هناك من أصل 87 بلداً جرى فيها تعزيز ترصد مقاومة داء السيلان لمضادات الميكروبات 9 بلدان أبلغت عن ارتفاع معدلات مقاومة الداء للسيفترياكسون (من 5٪ إلى 40٪)، وهو آخر خط علاج للداء. وتواصل المنظّمة رصد الوضع بعد أن حدّثت العلاج المُوصى به للحد من انتشار سلالة السيلان هذه المقاومة لعدة أدوية. 

وسُجل في عام 2022 حوالي 1,2 مليون حالة جديدة من التهاب الكبد B ومليون حالة جديدة تقريباً من التهاب الكبد C. كما أشارت التقديرات إلى ارتفاع عدد الوفيات الناجمة عن التهاب الكبد الفيروسي من 1,1 مليون وفاة في عام 2019 إلى 1,3 مليون وفاة في عام 2022، برغم توافر أدوات فعالة للوقاية من المرض وتشخيصه وعلاجه. 

ولم تُخفّض حالات العدوى الجديدة بفيروس العوز المناعي البشري إلا من 1,5 مليون حالة في عام 2020 إلى 1,3 مليون حالة في عام 2022. وما زالت هناك خمس فئات سكانية رئيسية - الرجال الذين يمارسون الجنس مع الرجال، ومتعاطو المخدّرات عن طريق الحقن، والمشتغلون بالجنس، والمتحولون جنسياً، ونزلاء السجون وغيرها من الأماكن المغلقة – تشهد ارتفاعاً كبيراً في معدلات انتشار فيروس العوز المناعي البشري بينها مقارنة بعامة السكان. وتشير التقديرات إلى أن نسبة 55٪ من حالات العدوى الجديدة بهذا الفيروس تصيب الأفراد المنتمين إلى هذه الفئات السكانية وعشرائهم. وما زالت الوفيات الناجمة عن الفيروس مرتفعة، إذ شهد عام 2022 وقوع 000 630 وفاة ناجمة عنه، منها نسبة 13٪ وقعت بين أطفال هم دون سن 15 عاماً. 

المكاسب المحقّقة في مجال زيادة إتاحة الخدمات 

يتواصل تحقيق مكاسب هائلة بفضل الجهود التي تبذلها البلدان والشركاء من أجل زيادة إتاحة خدمات مكافحة عدوى الأمراض المنقولة جنسياً وفيروس العوز المناعي البشري والتهاب الكبد. وتحقّقت المنظّمة من تخلّص 19 بلداً من انتقال فيروس العوز المناعي البشري و/ أو الزهري فيها من الأم إلى الطفل، ممّا يعكس الاستثمارات الموظفة في مجال التغطية بالاختبارات والعلاجات اللازمة لمكافحة هذه الأمراض فيما بين الحوامل. وتسير بوتسوانا وناميبيا على الطريق الصحيح صوب التخلّص من فيروس العوز المناعي البشري، علماً بأن ناميبيا أول بلد يقدم ملفاً لتقييمه بشأن التخلّص من انتقال ثلاثة أمراض من الأم إلى الطفل هي فيروس العوز المناعي البشري والتهاب الكبد B والزهري. 

وبلغت على الصعيد العالمي نسبة التغطية بعلاج فيروس العوز المناعي البشري 76٪، لتتمكّن بذلك نسبة 93٪ من الحاصلين على العلاج من كبت الأحمال الفيروسية لديهم. ويتواصل بذل جهود رامية إلى زيادة معدلات التطعيم ضد فيروس الورم الحليمي البشري وفحص النساء المصابات بفيروس العوز المناعي البشري. كما طرأت تحسينات طفيفة على معدلات التغطية بوسائل تشخيص حالات التهاب الكبد B وC وعلاجها على الصعيد العالمي. 

التخطيط المستدام بشأن مجالات الأمراض الثلاثة اللازمة ككل 

يبين التقرير بإيجاز التوصيات التالية الموجهة إلى البلدان لتعزيز النُهج المشتركة المُتبعة من أجل بلوغ الغايات المنشودة: 

  • إقامة حوارات بشأن السياسات والتمويل لإعداد مبررات استثمار وخطط شاملة بشأن الاستدامة على الصعيد الوطني؛
  • ومواصلة توحيد ومواءمة الإرشادات والخطط وجهود دعم التنفيذ فيما يتعلق بهذه الأمراض تحديداً في إطار اتباع نهج الرعاية الصحّية الأولية؛
  • وتسريع وتيرة الجهود الرامية إلى التصدي للتجريم والوصم والتمييز المستمر داخل المرافق الصحّية، وخصوصاً ضد فئات السكان الأكثر تضرراً بفيروس العوز المناعي البشري والتهاب الكبد الفيروسي وعدوى الأمراض المنقولة جنسياً؛
  • وتوسيع نطاق نُهج وحزم التخلّص من عدة أمراض بالاستفادة من العبر المستخلصة من التخلّص من انتقال ثلاثة أمراض من الأم إلى الطفل؛
  • وزيادة التركيز على الوقاية الأولية من هذه الأمراض ككل وتشخيصها وعلاجها رفعاً لمستوى الوعي بالتهاب الكبد وعدوى الأمراض المنقولة جنسياً تحديداً. 

ومع أن الغايات الطموحة التي حدّدتها الدول الأعضاء لعامي 2025 و2030 تساعد في دفع عجلة إحراز التقدم - فإن التقدم المُحرز في مجالات هذه الأمراض ككل منقوص. ونظراً لوجود مؤشرات كثيرة خارجة عن المسار الصحيح لبلوغ الغايات العالمية المنشودة، فإنه يلزم إبداء المزيد من الإرادة السياسية وقطع الالتزامات بشأن تسريع وتيرة بذل الجهود على وجه السرعة في هذا المضمار. 

ملاحظة للمحرّر 

ستُناقش جمعية الصحّة العالمية السابعة والسبعون هذا التقرير الذي يبين بإيجاز التقدم المُحرز في تنفيذ الاستراتيجيات العالمية لقطاع الصحّة بشأن مكافحة فيروس العوز المناعي البشري والتهاب الكبد الفيروسي وعدوى الأمراض المنقولة جنسياً للفترة 2022-2030

وكانت جمعية الصحّة العالمية الخامسة والسبعون قد أحاطت علماً مع التقدير في عام 2022 بالاستراتيجيات العالمية لقطاع الصحّة بشأن مكافحة فيروس العوز المناعي البشري والتهاب الكبد الفيروسي وعدوى الأمراض المنقولة جنسياً، على التوالي، للفترة 2022-2030. وهي استراتيجيات غايتها توجيه عمل قطاع الصحّة في ميدان تنفيذ استجابات مركزة استراتيجياً لتحقيق الأهداف المتعلقة بالقضاء على الأيدز والتهاب الكبد الفيروسي B وC وعدوى الأمراض المنقولة جنسياً بحلول عام 2030 في إطار الجهود الرامية إلى تنفيذ خطة التنمية المستدامة لعام 2030. وتعزز الاستراتيجيات أوجه التآزر بين مجالات الأمراض بموجب إطار التغطية الصحّية الشاملة وتعزز تنفيذها في سياق اتباع نهج الرعاية الصحّية الأولية.