منظمة الصحة العالمية/ غيرشوم نديبو
شن حملة تطعيم ضد شلل الأطفال من منزل إلى آخر.
© الصورة

تقرير المنظمة عن النتائج لعام 2024 يبين التقدم المُحرز في مجال الصحة عبر أنحاء جميع الأقاليم في التغلب على التحديات الخطيرة

12 أيار/مايو 2025
بيان صحفي
جنيف

يبين  تقرير منظمة الصحة العالمية (المنظمة) عن النتائج لعام 2024 التقدم المُحرز في تحقيق أهداف الصحة العالمية، حتى في أوقات يتزايد فيها انعدام اليقين بشأن التمويل. 

ويعرض التقرير، الذي صدر عشية انعقاد جمعية الصحة العالمية الثامنة والسبعون (19-27 أيار/ مايو 2025)، تقييماً بشأن منتصف المدة لأداء المنظمة في مجال تنفيذ الميزانية البرمجية للثنائية 2024-2025، ويقدم لمحة سريعة عن التقدم المُحرز صوب تحقيق الأولويات الاستراتيجية لبرنامج العمل العام الثالث عشر، 2019-2025. 

كما يبرز التقرير عمل المنظمة في أكثر من 150 بلداً وإقليماً، ويبين معلومات محدثة عن تنفيذ برنامج العمل العام الثالث عشر في ظل استعراضه لكل من الإنجازات المحققة حتى الآن والتحديات الماثلة في الأفق. 

وتحدث الدكتور تيدروس أدحانوم غيبريسوس المدير العام للمنظمة قائلاً: "إن هذا التقرير يوضح كيفية تمكن بلدان كثيرة، بفضل الدعم المقدم إليها من المنظمة، من إحراز التقدم بشأن طائفة كبيرة من المؤشرات الصحية، ممّا يساعد سكانها على عيش حياتهم في ظل التمتع بصحة أوفر، وزيادة إتاحة الخدمات الصحية الأساسية أمامهم، وتمتعهم بقدر أكبر من الحماية من الطوارئ الصحية. وتأتي نتائج هذا التقرير، في عالم يواجه العديد من التحديات المتداخلة والقيود المفروضة على الموارد اللازمة لصون الصحة العالمية، لتبين السبب الذي يقف وراء حاجة العالم إلى تزويد منظمتنا بتمويل متين ومستدام لكي تتمكن من تقديم دعم موثوق وعالي الجودة تعتمد عليه البلدان وشعوبها." 

التقدم المُحرز في بلوغ غايات المليارات الثلاثة 

يثبت التقرير إحراز تقدم كبير في معدلات التغطية بالخدمات الصحية الأساسية، والحماية من الطوارئ الصحية، وتمتع الناس بقدر أوفر من الصحة في حياتهم، ولكن التقدم المُحرز لا يكفي لبلوغ أهداف التنمية المستدامة المتعلقة بالصحة بحلول عام 2030. 

وفيما يتعلق بأول مليار من المليارات الثلاثة – أي استفادة مليار شخص آخر من التغطية الصحية الشاملة – فإن التقديرات تشير إلى تغطية نحو 431 مليون شخص إضافي بالخدمات الصحية الأساسية من دون اضطرارهم إلى الإنفاق على الصحة بشكل كارثي، وهو ما يمثل نصف العدد الذي يُصبى إلى بلوغه. ويعود الفضل في إحراز هذا التقدم بشكل كبير إلى التحسينات المدخلة على القوى العاملة في مجال الرعاية الصحية، وزيادة إتاحة وسائل منع الحمل، وزيادة سبل الحصول على العلاج بالأدوية المضادة للفيروسات القهقرية لمكافحة فيروس العوز المناعي البشري. ولكن الناس ما زالوا يواجهون صعوبات مالية وما زالت هناك تحديات ماثلة أمام برامج التمنيع. 

أمّا بالنسبة للمليار الثاني من المليارات الثلاثة – أي حماية مليار شخص آخر من الطوارئ الصحية على نحو أفضل - فإن التقديرات تشير إلى تمتع نحو 637 مليون شخص إضافي بحماية أفضل بواسطة تعزيز قدرات التأهب والترصد وقدرات القوى العاملة وتحقيق الإنصاف في إتاحة الأدوات والخدمات، والدعم المقدم لتحقيق كل ذلك بفضل إجراء إصلاحات مثل التعديلات المُدخلة على اللوائح الصحية الدولية، وإن كانت قيود مالية تهدد جهود الاستجابة للجوائح.  وفي ظل مواجهة فاشية أنفلونزا الطيور الناجمة عن فيروس H5N1 المسبب لأنفلونزا الطيور، ما زالت هناك حاجة ماسة إلى التأهب لمواجهة الجوائح. وبعد إجراء مفاوضات لأكثر من ثلاث سنوات، قامت الدول الأعضاء في المنظمة بوضع مسوّدة اتفاق بشأن الجوائح سيُنظر فيها أثناء انعقاد جمعية الصحة العالمية المقبلة. ويتضمن مشروع الاقتراح تدابير لتعزيز البنية التحتية للبحوث وزيادة تعداد القوى العاملة الصحية العالمية أثناء الطوارئ وآليات رئيسية أخرى للوقاية من تهديدات الجوائح والاستجابة لها. 

وفيما يخص المليار الثالث من المليارات الثلاثة – أي تمتُّع مليار شخص آخر بمزيد من الصحة والعافية - يبين التقرير وجود 1,4 مليار شخص إضافي يعيشون في ظل التمتع بمزيد من الصحة والعافية، أي بما يتجاوز الهدف المحدد مبدئياً. ويعود الفضل في ذلك إلى انخفاض معدلات تعاطي التبغ، وتحسين نوعية الهواء، واستعمال أنواع الوقود النظيف في المنازل، وإتاحة إمدادات المياه وخدمات الصرف الصحي والنظافة الصحية، بيد أنه يوجد تحديات رئيسية في مجال التصدي لزيادة معدلات السمنة واستهلاك الكحول. 

ولكن يواجه أيضاً تحقيق هذه الأهداف تحديات متزايدة، لأن وقف المساعدات الخارجية وتخفيض الميزانيات الصحية يتسببان في زيادة إجهاد النظم الصحية المنهكة فعلاً، وخصوصاً في صفوف المجتمعات المحلية التي تمس حاجتها إلى الخدمات الصحية. وتهدد كذلك القيود المالية جهود الاستجابة للجوائح. كما سيتسبب تخفيض التمويل في تقويض التقدم المُحرز بشق الأنفس. 

وقد اتخذت المنظمة خطوات ملموسة لزيادة كفاءتها وفعاليتها بوسائل منها تحسين الكفاءة التشغيلية والشفافية من خلال الابتكار الرقمي، وتعزيز خدمات الدعم، وتدعيم نظم إدارة المخاطر وصون الأمن. كما عززت المنظمة في عام 2024 دعمها المقدم في مجال توليد البيانات وإتاحتها والاستفادة منها بما يمهد السبيل أمام وضع المزيد من البرامج المسندة بالبينات وإحداث أثر أنسب توقيتاً على أرض الواقع. 

أبرز الإنجازات 

تمكنت سبع بلدان في عام 2024 من التخلص من أحد أمراض المناطق المدارية المهملة، ليصل بذلك مجموعها إلى 54 بلداً تخلصت من مرض واحد على الأقل من تلك الأمراض. وبات الآن استئصال داء الدودة الغينية أقرب من أي وقت مضى. 

وخصصت المنظمة 481 اسماً دولياً غير مسجل الملكية للأجهزة الطبية، وتمكن 185 بلداً من الوصول إلى قاعدة بيانات المنظمة بشأن تسميات الأجهزة الطبية

وأُتيحت بحلول نهاية عام 2024 خدمات الصحة النفسية لسبعين مليون شخص إضافي، وحصل ما لا يقل عن مليون شخص آخر من المتعايشين مع اعتلالات الصحة النفسية على علاج. 

كما حصل أكثر من نصف مليون طفل في قطاع غزة على التطعيم بفضل شن حملة طارئة لمكافحة شلل الأطفال. 

وبفضل الدعم المقدم من المراكز الأفريقية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، وزعت المنظمة 000 259 اختباراً للكشف عن جدري القردة (الإمبوكس) في 32 بلداً. وجرى التعهد على الصعيد العالمي بتقديم 6 ملايين جرعة من اللقاح المضاد للإمبوكس. 

وتولت المنظمة تنسيق الاستجابات الموجهة لنحو 51 طارئة مصنفة عبر أنحاء 89 بلداً وإقليماً. كما أجرت أفرقة الطوارئ الطبية التابعة للمنظمة أكثر من 000 37 عملية جراحية وقدمت الدعم في مجال الوقاية من العدوى ومكافحتها، وتوفير إمدادات المياه وخدمات الصرف الصحي والنظافة الصحية، ورعاية المصابين بالرضوح، وتعزيز الصحة النفسية. 

ودربت المنظمة كذلك أكثر من 000 15 فرد من مقدمي الخدمات الصحية وراسمي السياسات على تلبية الاحتياجات الصحية للاجئين والمهاجرين في أكثر من 160 دولة عضواً. 

وأفضى تعاون المنظمة مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) ووكالات أخرى تابعة للأمم المتحدة إلى وضع برامج تمويل بأطر زمنية متعددة السنوات في 15 بلداً مثقلاً بالأعباء، ممّا أدى إلى استفادة 9,3 مليون طفل منها وإنقاذ أرواح مليون شخص، بحسب التقديرات. 

ولزيادة الكفاءة، تعمل الآن الشبكة العالمية لإصدار الشهادات الصحية الرقمية، بدعم من المنظمة، على تمكين ملياري شخص تقريباً من الاحتفاظ بسجلات صحية رقمية. 

وتدرك المنظمة الالتزام المستمر للدول الأعضاء وستعمل مع المانحين والشركاء الجدد والحاليين لتأمين توفير تمويل إضافي. ويتمثل الغرض الرئيسي من الجولة الاستثمارية في تأمين توفير تمويل يمكن التنبؤ به ومستدام ومتين، وقد حُشد بفضل هذه الجولة مبلغ زاد على 1,7 مليار دولار أمريكي اتخذ شكل تعهدات بالتبرع من 71 جهة مساهمة، ليغطي بذلك نسبة 53٪ من احتياجات المنظمة من التمويل الطوعي. 

ولا غنى عن التقرير المتعلق بالنتائج لمساءلة المنظمة أمام الدول الأعضاء، لأن هذا التقرير يكفل الاستفادة من التمويل لإحداث الأثر المنشود، وقياس النتائج المحققة بانتظام، وتحديد الاحتياجات بشكل صحيح في المستقبل بناءً على العبر المستخلصة.