قرر الدكتور تيدروس أدحانوم غيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تعيين السيد كارل بيلدت مبعوثاً خاصاً للمنظمة لدى مبادرة تسريع إتاحة أدوات مكافحة كوفيد-19 (مبادرة تسريع الإتاحة ACT).
وسيساعد السيد كارل بيلدت، في دوره كمبعوث خاص للمنظمة، في قيادة أنشطة الدعوة الجماعية للمبادرة، وحشد الدعم والموارد اللازمة لتمكينها من الوفاء بوعود استراتيجيتها لعام 2021.
كما سيقدّم الدعم لقادة الوكالات المشتركة في إنشاء المبادرة، لضمان اتساق أعمالها المتداخلة بين ركائز التشخيص والعلاج واللقاحات والربط بين النُظم الصحية؛ وإجراء مشاورات واسعة النطاق بشأن عمل المبادرة؛ وتقديم المشورة إلى المدير العام ومديري المبادرة وأصحاب المصلحة بشأن القضايا الناشئة؛ وتمثيل المبادرة في المحافل الوطنية والدولية الرئيسية.
ويعدّ توقيت انضمام كارل بيلدت للمبادرة بالغ الأهمية بينما ينهمك العالم في نشر اللقاحات المضادة لكوفيد-19 واستحداث وسائل تشخيص جديدة وزيادة إنتاج الأكسجين المنقذ للحياة والكورتيكوستيرويدات لمعالجة حالات المرض الوخيمة، فيما تُبذل الجهود في الوقت ذاته للتصدي للتوزيع غير المتكافئ للقاحات على الصعيد العالمي ولظهور متحورات الفيروس الجديدة المقلقة.
وقد سلط العام الماضي الضوء على الحاجة إلى استجابة منسقة عالمياً للجائحة، تعطى الأولوية للإتاحة المنصفة لأدوات مكافحة كوفيد-19، وتحظى بدعم استثمارات مالية كافية. وشراكة مبادرة تسريع الإتاحة التي تضم وكالات رائدة في مجال الصحة العامة، هي المبادرة العالمية الوحيدة التي تتيح حلاً شاملاً متكاملاً للإسراع بخطى إنهاء الجائحة من خلال التوزيع المنصف للقاحات والاختبارات والعلاجات.
ويحظى كارل بيلدات بسيرة مهنية عريقة كرّسها للعمل من أجل الصالح العام العالمي. فقد عمل رئيس وزراء ووزير خارجية للسويد، وهو دبلوماسي دولي ذائع الصيت اضطلع بأدوار مبعوث خاص للاتحاد الأوروبي إلى يوغسلافيا السابقة؛ وممثل رفيع المستوى للبوسنة والهرسك؛ ومبعوث خاص للأمم المتحدة إلى البلقان؛ ورئيس مشارك لمؤتمر دايتون للسلام.
وفي هذا الصدد، قال الدكتور تيدروس إن "تعيين رئيس الوزراء السابق مبعوثاً خاصاً لمبادرة تسريع الإتاحة يجيء في وقت يكتسي فيه التضامن العالمي والإتاحة المنصفة للأدوات المنقذة للأرواح بأهمية أكثر من أي وقت مضى. ونحن محظوظون بتقلده هذا الدور القيادي الهام لمساعدتنا على إيصال العلاجات ووسائل التشخيص واللقاحات إلى العاملين الصحيين والفئات السكانية الضعيفة في جميع أنحاء العالم".
ومن جانبه قال كارل بيلدت "يشرفني تعييني مبعوثاً خاصاً لمنظمة الصحة العالمية إلى مبادرة تسريع الإتاحة. فهذه المبادرة التي تشكّل أداة فريدة لتنسيق الجهود العالمية الرامية إلى مكافحة الجائحة، قد أثبتت أهميتها خلال العام الماضي. غير أنه في ظل تزايد حالات العدوى في شتى مناطق العالم، وتنامي خطر المنظور القومي للقاحات، يتعين علينا تكثيف الجهد في جميع مجالات العمل الرامية إلى مكافحة الجائحة. الأمر يتعلق بإنقاذ الأرواح وحماية النُظم الصحية وتعافي الاقتصاد العالمي".
ويتقلد كارل بيلدت دور المبعوث الخاص خلفاً لكلٍ من الدكتور نغوزي أوكونجو-أويالا والسير أندرو ويتي.
ملاحظات للمحررين
مبادرة تسريع إتاحة أدوات مكافحة كوفيد-19 هي مبادرة تعاون عالمي قائمة ومثبتة الفعالية ترمي إلى تسريع وتيرة تطوير الاختبارات التشخيصية والعلاجات واللقاحات لمكافحة كوفيد-19 وإنتاجها وضمان الإنصاف في إتاحتها. وقد أُنشئت المبادرة استجابةً لنداء وجهه قادة مجموعة العشرين في شهر آذار/مارس وأطلقتها منظمة الصحة العالمية والمفوضية الأوروبية وفرنسا ومؤسسة بيل وميليندا غيتس في نيسان/ أبريل 2020.
وهذه المبادرة ليست هيئة لصنع القرار أو منظمة جديدة، وإنما هي مبادرة تستهدف تسريع جهود التعاون بين المنظمات القائمة من أجل إنهاء الجائحة. وهي إطار للتعاون مصمّم لحشد الجهات الفاعلة الرئيسية بهدف وضع حد للجائحة في أسرع وقت ممكن عن طريق تسريع وتيرة تطوير الاختبارات التشخيصية والعلاجات واللقاحات وضمان الإنصاف في توزيعها وتوسيع نطاق توفيرها لحماية النظم الصحية والنهوض بالمجتمعات والاقتصادات في المدى القريب. وتستند المبادرة إلى تجربة منظمات عالمية رائدة في مجال الصحة تتصدى لأصعب التحديات الصحية في العالم وتتمكن من خلال تعاونها من تحقيق نتائج جديدة وأكثر طموحاً في مكافحة كوفيد-19. ويشترك أعضاء المبادرة في الالتزام بضمان حصول جميع الأشخاص على كل الأدوات اللازمة للقضاء على كوفيد-19 وبالعمل على أساس مستويات غير مسبوقة من الشراكة لتحقيق ذلك.
وتتألف المبادرة من أربع ركائز هي: وسائل التشخيص، والعلاجات، واللقاحات، وتعزيز النُظم الصحية.
- ركيزة وسائل التشخيص، التي يشارك الصندوق العالمي ومؤسسة وسائل التشخيص الجديدة الابتكارية في قيادتها وتركز على ضمان الإنصاف في إتاحة الاختبارات التشخيصية الجديدة والراهنة ودعم البلدان في استخدامها ونشرها وتدعيم طائفة الوسائل التشخيصية من خلال الاستثمار في أنشطة البحث والتطوير لتوفير اختبارات جيدة ومنخفضة التكلفة وسهلة الاستخدام. ومحور تركيز هذه الركيزة في عام 2021 هو شراء ما لا يقل عن 900 مليون اختبار من الاختبارات الجزيئية والاختبارات التشخيصية السريعة للكشف عن المستضدات (AG-RDTs) وتوزيعها على البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط.
- ركيزة العلاجات، التي يقودها المرفق الدولي لشراء الأدوية ومؤسسة ولكوم الاستئمانية. ويمكن أن يكون للعلاجات دور في جميع مراحل مرض كوفيد-19 أي في الوقاية من العدوى؛ وإزالة الأعراض ووقف انتقال العدوى إلى أشخاص آخرين؛ وعلاج الأعراض أو الوقاية منها؛ وإتاحة علاج منقذ للحياة في حال ظهور أعراض خطيرة؛ وتوفير علاج يمكن أن يسهم في تسريع التعافي. وتستهدف هذه الركيزة خلال فترة الاثني عشر شهراً المقبلة تطوير ملايين الجرعات العلاجية وتصنيعها وتوزيعها لمساعدة المرضى المعانين من كوفيد-19 على التعافي من المرض.
- ركيزة اللقاحات، التي يقودها الائتلاف المعني بابتكارات التأهب لمواجهة الأوبئة والتحالف العالمي من أجل اللقاحات والتمنيع ومنظمة الصحة العالمية، والتي تركز على تسريع وتيرة أعمال البحث عن لقاح ناجع لفائدة جميع البلدان وتدعم في الوقت نفسه بناء قدرات التصنيع وشراء الإمدادات مسبقاً حتى يتسنى توزيع ما لا يقل عن ملياري جرعة من اللقاح بشكل عادل على السكان الأشد تعرضاً للخطر وللمرض على الصعيد العالمي بحلول نهاية عام 2021.
- ركيزة ربط النظم الصحية، التي يقودها البنك الدولي والصندوق العالمي ومنظمة الصحة العالمية، والتي تسعى إلى ضمان إمكانية إتاحة هذه الأدوات لمن يحتاجها.
- مسار العمل المتعلق بالإتاحة والتخصيص، الذي يشمل جميع هذه الركائز معاً وتقوده منظمة الصحة العالمية.
وقد دعمت المبادرة منذ نيسان/ أبريل 2020 أسرع الجهود العالمية المبذولة وأكثرها تنسيقاً ونجاحاً في التاريخ لتطوير أدوات ترمي إلى مكافحة المرض. وبفضل التقدم الملحوظ المحرز في مجال البحث والتطوير في الأوساط الأكاديمية والقطاع الخاص وفي إطار المبادرات الحكومية، ساهمت المبادرة في تعزيز فهم الوسائل الناجعة في مكافحة المرض. وأحدثت تحولاً في قدرتنا على التصدي لكوفيد-19 على نطاق العالم إذ أصبحت اللقاحات مهيأة لنشرها في العالم بأسره، وأصبحت الاختبارات التشخيصية السريعة للكشف عن المستضدات، المنخفضة التكلفة والعالية الأداء متاحةً الآن للكشف عن انتقال العدوى في كل مكان، كما أصبح بمقدور العلاجات الميسورة التكلفة لمكافحة حالات المرض الوخيمة أن تنقذ الأرواح في أي سياق، في حين يجري تهيئة النظم الصحية لاستخدام هذه الأدوات.