اعتمدت جمعية الصحة العالمية هذا العام أكثر من 30 قرارًا ومقررًا إجرائيًا في مختلف مجالات الصحة العامة: منها مقررات إجرائية عن السكري، والإعاقة، والقضاء على العنف ضد الأطفال، ورعاية صحة العيون، وفيروس العوز المناعي البشري، والتهاب الكبد والأمراض المنقولة جنسيًا، إلى جانب الإنتاج المحلي للأدوية، والملاريا، وأمراض المناطق المدارية المهملة، والأمراض غير السارية، والتمريض والقبالة، وصحة الفم، والمحددات الاجتماعية للصحة، والتوجُّهات الاستراتيجية للقوى العاملة في مجالي الصحة والرعاية.
وقد ذكَّر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية الدكتور تيدروس أدحانوم غيبرييسوس، في كلمته الختامية، المندوبين بأن موضوع هذه الجمعية هو "وضع نهاية لهذه الجائحة، والوقاية من الجوائح في المستقبل: نبني معًا عالمًا أوفر صحة وأكثر أمانًا وعدلًا".
وقال الدكتور تيدروس "إنه من دواعي سرورنا البالغ أن تستمر حالات الإصابة والوفيات في الانخفاض على الصعيد العالمي، ولكن من الخطأ الجسيم أن يعتقد أي بلد أن الخطر قد زال"، وحث البلدان على الالتزام بدعم الأهداف الرامية إلى الانتهاء من تطعيم ما لا يقل عن 10% من سكان جميع البلدان بحلول نهاية أيلول/سبتمبر، و30% على الأقل بحلول نهاية العام.
وأضاف "في يوم ما - نأمل أن يكون قريبًا - ستكون الجائحة من الماضي، لكننا سنظل نواجه نقاط الضعف ذاتها التي سمحت لفاشية صغيرة أن تتحول إلى جائحة عالمية".
واستطرد قائلا "لهذا السبب، فإن التوصية الوحيدة التي أعتقد أنها ستكون الأهم في تعزيز منظمة الصحة العالمية والأمن الصحي العالمي على السواء هي التوصية بإبرام معاهدة للتأهب للجوائح والاستجابة لها".
وقد كرر الدكتور تيدروس رسالته الداعية إلى ضرورة توفير التمويل المناسب للمنظمة حتى تظل قوية، وهي الرسالة التي أكدتها وسلطت الضوء عليها جميع استعراضات الخبراء التي قُدِّمت إلى هذه الجمعية. وحث الدكتور تيدروس الدول الأعضاء على اغتنام هذه اللحظة المحورية ورسم مسار لنموذج تمويل مستدام.
واليوم، ركزت الجمعية على المسائل التالية:
تعزيز تأهب المنظمة واستجابتها لحالات الطوارئ الصحية
تُبرز جائحة كوفيد-19 وغيرها من فاشيات الأمراض الرئيسية، فضلًا عن الأوضاع الإنسانية المستمرة، الحاجة إلى اتباع نهج جماعي ومنسق أقوى للتأهب لحالات الطوارئ الصحية والاستجابة لها.
وقد وافقت الدول الأعضاء اليوم على الاجتماع مرة أخرى في دورة استثنائية لجمعية الصحة العالمية في تشرين الثاني/نوفمبر، للنظر في إعداد اتفاق عالمي للمنظمة.
وقال الدكتور تيدروس "إننا بحاجة إلى التزام عبر الأجيال يتجاوز دورات الميزانية والدورات الانتخابية والدوائر الإعلامية، ويضع إطارًا شاملًا يربط بين الآليات السياسية والمالية والتقنية اللازمة لتعزيز الأمن الصحي العالمي". فهذه المعاهدة سوف "تعزز المشاركة المُحسنَّة والثقة والمساءلة، وتوفر أساسًا متينًا تقوم عليه آليات أخرى لتحقيق الأمن الصحي العالمي".
كما وافقت الدول الأعضاء على قرارٍ يؤكد مجددًا دور المنظمة بصفتها سلطة التوجيه والتنسيق في مجال الصحة أثناء حالات الطوارئ وفي جميع الأوقات، ومساعدة الحكومات في تحقيق نظم صحية قادرة على الصمود وبلوغ التغطية الصحية الشاملة.
ويقدم القرار توصيات إلى المنظمة بتعزيز العمل الحالي والمقبل، ولا سيما من خلال الدعوة إلى انعقاد فريق عامل مكون من الدول الأعضاء يُعنى بتعزيز تأهب المنظمة واستجابتها لحالات الطوارئ الصحية، وتكون عضويته مفتوحة أمام جميع الدول الأعضاء، ويضطلع الفريق بمراجعة التوصيات الواردة في مختلف التقارير التي عُرِضت على هذه الجمعية. وسيكون الفريق العامل مُكلَّفًا بتقديم تقاريره إلى جمعية الصحة العالمية العام المقبل.
ويدعو القرار الدول الأعضاء إلى توفير التمويل المستدام للمنظمة، وأن تواصل في الوقت ذاته استجابتها للجائحة، وأن تُعزِّز قدرات التأهب، وتُعزِّز أيضًا القوى العاملة بها والأنشطة البحثية ونظم الترصُّد، وأن تتبنى نهج الصحة الواحدة، وأن تواصل العمل بروح التعاون العالمي، وأن تتبادل فيما بينها المعلومات الموثوق بها، وأن تتصدى للأوبئة المعلوماتية والوصم، وأن تضمن ألا تؤدي جهود الاستجابة إلى تفاقم التحديات الصحية الأخرى.
وشكر المدير العام الدول الأعضاء على اعتماد هذا «القرار التاريخي»، وأثنى على دعمها لتعزيز المنظمة. وأضاف «تتفق تقارير الفريق المستقل المعني بالتأهب والاستجابة للجائحة، ولجنة المراجعة المعنية باللوائح الصحية الدولية، ولجنة الإشراف الاستشارية المستقلة، وتُجمِع على أن العالم في حاجة إلى تعزيز دور المنظمة في قيادة هيكل الصحة العالمية... وكما تفيد كل التقارير وحسب ما أكد العديد من الدول الأعضاء، فإن إحداث تحوّلٍ نوعي في التمويل المقدَّم إلى الأمانة، كمًّا وكيفًا، يمثل قضية رئيسية».
ويمكنكم الاطلاع على القرار بشأن تعزيز تأهب المنظمة واستجابتها للطوارئ الصحية عبر الرابط التالي: https://apps.who.int/gb/ebwha/pdf_files/WHA74/A74_ACONF2-ar.pdf
ويمكنكم كذلك الاطلاع على المقرر الإجرائي بشأن الدورة الاستثنائية لجمعية الصحة العالمية من أجل النظر في وضع اتفاقية أو اتفاق أو صك دولي آخر للمنظمة بشأن التأهب والاستجابة للجوائح، عبر الرابط التالي: https://apps.who.int/gb/ebwha/pdf_files/WHA74/A74_ACONF7-ar.pdf
الصحة النفسية في أوقات طوارئ الصحة العامة
يزداد يومًا بعد آخر اعتراف البلدان بأهمية هذا المجال. فخلال الجائحة، على سبيل المثال، تضاعف عدد البلدان التي تمتلك منصة فاعلة ومتعددة القطاعات لتنسيق دعم الصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي في حالات الطوارئ الإنسانية، في حين أفادت 90% من الدول الأعضاء التي استجابت لمسح أجرته المنظمة في مطلع عام 2021 أن دعم الصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي كانا جزءًا من خططها للاستجابة لجائحة كوفيد-19.
وفي عام 2020، أعدت المنظمة بالتعاون مع الشركاء مجموعة كبيرة من الموارد بلغات عدة، منها: دليل التعامل مع الضغط النفسي للجمهور؛ ودليل المستجيبين لكوفيد-19 بشأن المهارات النفسية والاجتماعية الأساسية؛ ودليل لمساعدة كبار السن في الحفاظ على سلامتهم النفسية. وبالإضافة إلى ذلك، تعاونت المنظمة في إعداد أول برنامج من نوعه للنشر السريع للخبراء في مجال دعم الصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي أثناء طوارئ الصحة العامة والطوارئ الإنسانية. وقد أُطلِق هذا البرنامج في كانون الثاني/يناير 2020، ونُفِّذَت حتى الآن أكثر من 20 عملية لنشر الخبراء.
واعتمد المندوبون إلى جمعية الصحة العالمية خطة العمل الشاملة بشأن الصحة النفسية للفترة 2013-2030، وأقروا أيضًا الخيارات والمؤشرات المُحدَّثة لتنفيذها. وتتضمن الخطة، للمرة الأولى، مؤشرًا يُعنى بالتأهب لتقديم دعم الصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي في أوقات الطوارئ.
وجدير بالذكر أن المجلس التنفيذي سيعقد دورته التاسعة والأربعين بعد المائة في 2 حزيران/يونيو، عقب اختتام جمعية الصحة العالمية. ويمنكم الاطلاع على جدول الأعمال المؤقت، وقائمة بأعضاء المجلس التنفيذي عبر الرابطين التاليين:
https://apps.who.int/gb/a/a_eb149.html
https://apps.who.int/gb/gov/ar/composition-of-the-board_ar.html