أعلنت منظمة الصحة العالمية (المنظمة) يوم الثلاثاء عن جدوى الاستثمار (بالإنكليزية) التي تبرز إسهام المنظمة الأساسي في الصحة العالمية وتسعى إلى تسخير الاستثمار في استراتيجيتها للفترة 2025-2028 لإنقاذ أرواح 40 مليون شخص وتحسين صحة 6 مليارات شخص.
وتدعم جدوى الاستثمار الجولة الاستثمارية (بالإنكليزية) للمنظمة التي انطلقت يوم الأحد وحظيت بتأييد قوي وإعراب بلدان عديدة عن التزامها بالمشاركة في استضافتها وتقديم عدد من التعهدات الأولية التي تعزز الزخم نحو إنجاح الجولة الاستثمارية في وقت لاحق من هذا العام.
وجاءت بيانات الدعم والتزامات التمويل من الدول الأعضاء والاتحاد الأوروبي خلال فعالية إطلاق جدوى الاستثمار يوم الثلاثاء في اجتماع مائدة مستديرة استراتيجي لجمعية الصحة العالمية السابعة والسبعين.
وقال المدير العام للمنظمة الصحة العالمية، الدكتور تيدروس أدحانوم غيبريسوس، في كلمته خلال الفعالية التي نظمت يوم الثلاثاء "أشكر البرازيل، التي ستستضيف الجولة الاستثمارية بصفتها رئيسة مجموعة العشرين، إلى جانب المضيفين المشاركين فرنسا وألمانيا والنرويج، وموريتانيا بصفتها رئيسة الاتحاد الأفريقي. وأشكر كذلك وزراء المالية في مجموعة الدول السبع، الذين دعوا مؤخرا إلى زيادة التمويل المخصص للمنظمة من خلال الجولة الاستثمارية. وأشكر جميع الدول الأعضاء والجهات المانحة الأخرى على مساهماتها الطوعية، ولا سيما تلك التي تقدم بالفعل تمويلا مرنا ويمكن التنبؤ به".
وتعرض جدوى الاستثمار التي تقع في 40 صفحة بيانات وأمثلةً ثرية على إنجازات المنظمة- في مجالات شتى منها صحة المرأة ومقاومة مضادات الميكروبات والقضاء على الأمراض المعدية - وتبين كيف تعظّم المنظمة من تأثير عملها لتوليد عائد قدره 35 دولارا أمريكيا عن كل دولار أمريكي من الاستثمارات، وتحدد ما يمكن تحقيقه إذا حصلت المنظمة على تمويل مستدام.
وتدعو استراتيجية المنظمة في مجال الصحة العالمية، التي ترد في برنامج العمل العام الرابع عشر الذي أقر يوم الثلاثاء، إلى تعميق التعاون مع الدول الأعضاء والشركاء لتلبية نطاق واسع من الاحتياجات الصحية في هذه الظرفية التي تتسم بتغير المناخ والاضطرابات الجيوسياسية والهجرة الجماعية وغيرها من التحديات المعقدة.
الإعراب عن التأييد وتقديم تعهدات بالتمويل
وفيما يتعلق بالجولة الاستثمارية، لا تطلب المنظمة المزيد من الأموال، بل تطلب مساهمات طوعية قبل استراتيجية السنوات الأربع لضمان إمكانية تنفيذها تنفيذا كاملا. ولا تغطي رسوم عضوية الدول الأعضاء سوى جزء من تكاليف الأنشطة المعتمدة للمنظمة؛ وتسعى الجولة الاستثمارية إلى جمع الأموال لسد فجوة قدرها 7.1 مليار دولار أمريكي.
وخلال هذه الفعالية، أعلن وزير الصحة السنغافوري أونغ يي كونغ عن مساهمة بلده بمبلغ 24 مليون دولار سنغافوري (18 مليون دولار أمريكي) في الجولة الاستثمارية. وأعلن وزير الصحة الأيرلندي ستيفن دونيلي أن بلده سيقدم على الفور مساهمته المقررة لمستويات 2028-2029 من خلال الالتزام بأموال مرنة إضافية.
وأكد الاتحاد الأوروبي من جديد التزامه إزاء المنظمة.
وقالت مفوضة الشراكات الدولية، يوتا أوربيلاينن، في كلمة بالفيديو، "نريد أن نرى المنظمة ممولة تمويلا مستداما وخاضعة للمساءلة وفعالة. وأنا فخورة اليوم بأن أعلن، في إطار الجولة الاستثمارية للمنظمة، مساهمة من المفوضية الأوروبية بمبلغ يزيد عن 250 مليون يورو".
ويوم الأحد، تعهد معهد الأعمال الخيرية عند إطلاق الجولة الاستثمارية بتقديم 1.2 مليون دولار أمريكي لصحة المهاجرين والنازحين المتضررين من تغير المناخ.
ما الذي ستقدمه المنظمة خلال الفترة 2025-2028
توضح جدوى الاستثمار كيف ستنقذ الأنشطة المبينة في برنامج العمل العام الرابع عشر أرواح 40 مليون شخص من خلال التركيز على حالات الطوارئ الصحية، ومقاومة مضادات الميكروبات، ومجالات صحة الأم والطفل، والأمراض المعدية، والأمراض غير السارية، والتطعيم، وآثار تغير المناخ، وعوامل الخطر بما في ذلك التبغ والكحول والنشاط البدني والنظام الغذائي.
وترتكز استراتيجية المنظمة للفترة 2025-2028 على تعهد المنظمة المستمر بتعزيز الصحة وتوفيرها وحمايتها. وتعرض جدوى الاستثمار في نصوص وبيانات ورسوم بيانية أمثلة على الأنشطة التي ستدعم هذا التعهد على مدى السنوات الأربع المقبلة.
ويشمل ذلك توفير الكهرباء بالطاقة الشمسية في 10000 مرفق صحي لجعلها تعمل بكامل طاقتها؛ ودعم 55 بلدا في تعليم وتوظيف 3.2 مليون عامل صحي؛ وزيادة عدد اللقاحات التي تقدم إلى البلدان ذات الأولوية؛ وتوفير الخدمات الصحية لأكثر من 150 مليون شخص في الأوضاع الإنسانية في 30 بلدا؛ ومساعدة 84 بلدا على بلوغ أهداف القضاء على الملاريا وانتقال فيروس نقص المناعة البشرية من الأم إلى طفلها وغيرهما من الأمراض؛ والكشف عن 30 تهديدا صحيا في الشهر واتخاذ إجراءات للتصدي لها؛ وتعزيز إتاحة البيانات الصحية الموثوقة في الوقت المناسب؛ والتأهيل المسبق لـ400 منتج صحي سنويا.
وعلى مدى السنوات الخمس الماضية، ساعدت المنظمة البلدان على تطبيق أحدث الممارسات العلمية والصحية وحققت نتائج قابلة للقياس: يعيش 1.2 مليار شخص حياة أوفر صحة من خلال الحد من المخاطر والبيئات الصحية؛ وهناك نحو 430 مليون شخص إضافي يستفيدون من الخدمات الصحية الأساسية دون التعرض لضوائق مالية؛ ويتمتع 600 مليون شخص بحماية أفضل من حالات الطوارئ الصحية. وقد تحققت هذه النتائج بميزانية سنوية قدرها 2.75 مليار دولار أمريكي - أو أقل من 0.35 دولار أمريكي للشخص الواحد.