، قدمت الدكتورة مارغريت تشان في كلمتها الافتتاحية الأخيرة أمام جمعية الصحة العالمية بصفتها المدير العام بعض النصائح للمندوبين قائلة إنه يمكنهم النظر فيها في سعيهم المستمر نحو "رسم ملامح مستقبل هذه المنظمة".
ودعت الدكتورة تشان الجمعية إلى اعتبار "الحد من أوجه عدم المساواة" مبدأ أخلاقيا توجيهيا. وأضافت أن منظمة الصحة العالمية "تؤيد العدالة". ومضت قائلة إنه ينبغي أيضا أن تعمل البلدان على تحسين جمع البيانات الصحية وأن تخضع الاستراتيجيات الصحية لمزيد من المساءلة.
واستطردت قائلة إنه يجب أن تشكل حماية البينات العلمية "الركن الركين للسياسة"، مشيرة إلى أن رفض اللقاح من بين الأسباب التي أدت إلى "عدم تحقيق الإمكانات الهائلة للقاحات بالكامل".
وشددت الدكتورة تشان على أهمية مواصلة الابتكار، مشيرة إلى شراكات البحث بين منظمة الصحة العالمية والأطراف الأخرى لإنتاج لقاح فعال وبأسعار معقولة للغاية لالتهاب السحايا الذي حول حياة الملايين من الناس في أفريقيا. وقالت إن "تحقيق الغايات الطموحة لأهداف التنمية المستدامة يتوقف على الابتكار".
وواصلت كلمتها فطلبت من الحكومات والشركاء ضمان نزاهة المنظمة في جميع التعاقدات مع أصحاب المصلحة. وقالت إن إطار "المشاركة مع الجهات الفاعلة غير الدول هو أداة أساسية للقيام بذلك". كما دعت إلى "الاستماع إلى المجتمع المدني" قائلة: إن "منظمات المجتمع المدني في وضع أفضل لإخضاع الحكومات والشركات، مثل صناعات التبغ والمواد الغذائية والكحول للمساءلة. فهي التي بإمكانها أن تعطي لمن يعانون أكثر فرصة للظهور وللتعبير عن رأيهم".
وفي الختام، ناشدت الدكتورة تشان ممثلي الحكومة قائلة: "لنتذكر الناس ... لأن وراء كل رقم شخصٌ يجسد إنسانيتنا المشتركة ويستحق الشفقة والرحمة، وخصوصا عندما يعاني أو عندما يمكن منع الوفاة المبكرة."
رئيس جديد لجمعية الصحة العالمية
في وقت سابق من اليوم، انتخبت جمعية الصحة العالمية البروفسور فيرونيكا سكفورتسوفا، وزيرة الرعاية الصحية في الاتحاد الروسي، رئيسا جديدا لها. وعُين أيضا خمسة نواب للرئيس من كابو فيردي، وجزر كوك، وجمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية، والصومال، وسورينام.
ويحضر الجمعية التي تنتهي أعمالها في 31 أيار/مايو ما يقارب 3500 مندوب من الدول الأعضاء في المنظمة- البالغ عددها 194 دولة عضوا- بمن فيهم عدد كبير من وزراء الصحة في دول العالم. ويناقشون حاليا سبل النهوض بخطة 2030، مع التركيز على بناء نظم صحية أفضل.
انتخاب مدير عام جديد
ستنتخب الدول الأعضاء غدا مديرا عاما جديدا سيتولى منصبه لمدة خمس سنوات ابتداء من 1 تموز/ يوليو 2017.
وسيلقي المرشحون الثلاثة للمنصب وهم: الدكتور تيدروس أدهانوم غيبرييسوس من إثوبيا، والدكتور ديفيد نابارو من المملكة المتحدة، والدكتورة سانية نيشتار من باكستان كلمة لمدة 15 دقيقة أمام الجمعية غدا بعد ظهر ابتداء من الساعة 14.00 (بتوقيت وسط أوروبا). وسيلقي الدكتور تيدروس كلمته أولا، يليه الدكتور نابارو ثم الدكتورة نيشتار. وستُبث الكلمات مباشرة على الإنترنيت.
وستتم الانتخاب بالاقتراع السري وتُعلن نتائجها فور الانتهاء من عملية الانتخاب. وسيؤدي المدير العام المنتخب اليمين في احتفال عام يُنقل مباشرة على الإنترنت.
الموضوعات المطروحة على جمعية الصحة
خلال الأيام القليلة المقبلة، سيوافق المندوبون على الميزانية البرنامجية للمنظمة للفترة 2018-2019 وسيناقشون مجموعة واسعة من القضايا ذات الصلة بالصحة. وسيتخذون قرارات متعلقة باستجابة المنظمة لحالات الطوارئ الصحية، واللوائح الصحية الدولية، والتأهب للأنفلونزا الجائحة. وستدور مناقشات هامة بخصوص شلل الأطفال، ومقاومة مضادات الميكروبات، وفرص الحصول على الأدوية واللقاحات، وصحة اللاجئين والمهاجرين، وتحسين مكافحة النواقل، وصحة المراهق، وإدارة المواد الكيميائية. وستنظر أيضا الجمعية في عدد من الموضوعات المتعلقة بالأمراض غير السارية، بما في ذلك الخرف، والسرطان، والتحضير للاجتماع الرفيع المستوى للجمعية العامة بشأن الوقاية من الأمراض غير المُعدية (غير السارية) ومكافحتها، المقرر عقده في أيلول/سبتمبر 2018.
وستُنقل سلسلة من الإحاطات التقنية اليومية مباشرة على الإنترنت ابتداء من يوم الأربعاء 24 أيار/مايو وستبتدئ بجلسة عن وصول الجميع، في كل مكان إلى اللقاحات المنقذة للحياة. وستركز إحاطات لاحقة على التغطية الصحية الشاملة: التزام متواصل وإنجازات ملموسة (الخميس 25 أيار/مايو) والصحة والبيئة، توريث عالم مستدام (الجمعة 26 أيار/مايو).
ملاحظات إلى المحررين:
يشارك في جمعية الصحة العالمية مندوبون من الدول الأعضاء في منظمة الصحة العالمية، وكذلك ممثلون عن العديد من الوكالات، والمنظمات، والمؤسسات، والمجموعات الأخرى التي تسهم في النهوض بالصحة العمومية. وتوافق الدول الأعضاء على القرارات في إطار اللجان قبل اعتمادها رسمياً في الجلسة العامة عند اختتام أعمال جمعية الصحة.