يوسع تحري البيانات الجديدة نطاق المعلومات حول انتشار الفاشية ومعدل الإماتة
النشرة الإخبارية 25
جنيف - 22 أيلول/ سبتمبر 2014 - تشير مقالة جديدة في مجلة نيو انجلاند الطبية صدرت بعد مرور ستة أشهر من إبلاغ منظمة الصحة العالمية لأول مرة بحدوث الفاشية في غرب أفريقيا، إلى أن خبراء منظمة الصحة العالمية (WHO) وكلية امبريال في لندن يتوقعون استمرار تصاعد الأرقام بشكل هائل وإصابة ما يربو على 20000 شخص بالعدوى في أوائل تشرين الثاني/ نوفمبر، ما لم يتم تعزيز تدابير مكافحة الإيبولا في غرب أفريقيا بشكل عاجل.
وقد تولى الأخصائيون في مجال وبائيات الصحة العمومية والإحصاء في هذه المقالة مراجعة البيانات منذ بداية ظهور الفاشية في كانون الأول/ ديسمبر 2013 لتحديد حجم هذا الوباء، وفهم سبل انتشار المرض، وكيفية تحقيق انحسار في اتجاه هذه الأنواع من العدوى.
حجم الوباء
على الرغم من إبلاغ منظمة الصحة العالمية لأول مرة باندلاع الفاشية في يوم 23 آذار/ مارس عام 2014، تشير التحريات التي تم إجراؤها بأثر رجعي إلى بدء ظهور الفاشية في كانون الأول/ ديسمبر 2013. وفي الفترة ما بين 30 كانون الأول/ ديسمبر 2013 و 14 أيلول/ سبتمبر 2014، تم إبلاغ المنظمة عن ما مجموعه 4507 حالة.
وتساعد بيانات الدراسة في توضيح بعض التفاصيل عن الأشخاص الأكثر تضررا بالفاشية. فعلى سبيل المثال هناك تقارير متضاربة حول ما إذا كانت النساء هن الأكثر تضررا نظرا لزيادة احتمال رعايتهن للمرضى، أو أن الرجال هم الأكثر تضررا بسبب زيادة احتمال دفنهم لجثامين المصابين بالعدوى.
"وهذه الدراسة تعطينا بعض التصور الحقيقي عن كيفية انتشار هذه الفاشية، فعلى سبيل المثال، أدركنا أنه لا يوجد فرق كبير بين مختلف البلدان من حيث إجمالي عدد المرضى من الذكور والإناث"، ويقول الدكتور كريستوفر داي، مدير الاستراتيجيات في منظمة الصحة العالمية، والمؤلف المشارك في إعداد هذه الدراسة. "قد تكون هناك اختلافات في بعض المجتمعات، ولكننا عندما ننظر بالفعل في جميع البيانات مجتمعة، نجد أن النسبة بين الرجال والنساء تبلغ نحو 50-50".
إن الاستعراض المكثف للبيانات، يسمح كذلك بالنظر إلى معدل إماتة الحالات عن كثب
"يعتبر تقييم معدل إماتة الحالات خلال هذه الفاشية من الأمور المعقدة بسبب المعلومات غير المستوفاة عن الحصائل السريرية للعديد من الحالات سواء المكتشفة أو التي لم يتم اكتشافها بعد" ويقول الدكتور داي " إن هذا التحليل يبين أنه بحلول 14 أيلول/ سبتمبر ، كان ما مجموعه 70.8٪ من المرضى الذين يعانون من حصائل محددة قد لقوا حتفهم. وقد كان هذا المعدل ثابتا في غينيا وليبيريا وسيراليون".
ولكن معدل إماتة الحالات كان أقل بالنسبة للمرضى الذين تم احتجازهم في المستشفيات مما يدعم البينات التي تشير إلى أن حصول المرضى على رعاية صحية داعمة بسرعة يحدث فرقا.
انتشار العدوى
وقد أظهرت دراسة البيانات كذلك انتشار المرض بشكل أوضح. ففي أواخر كانون الأول/ ديسمبر، تم الإبلاغ عن الحالات الأولى في مناطق الغابات في غينيا. وبحلول شهر آذار/ مارس، عندما دقت الحكومة ناقوس الخطر لمنظمة الصحة العالمية، كانت الحالات قد امتدت بالفعل من مناطق الغابات إلى العاصمة كوناكري. وفي أيار/ مايو، امتد تركز الفاشية في غينيا بقوة إلى سيراليون، وفي حزيران/ يونيو تمكن الفيروس من ليبيريا. ومن تموز/ يوليو فصاعدا، شهدت البلدان الثلاثة زيادة حادة في عدد الحالات.
التوقعات
على الرغم من أن الوباء الحالي في غرب أفريقيا غير مسبوق الحجم، بيد أن المسار السريري للعدوى وقدرة الفيروس على الانتقال لا يختلفان عن فاشيات الايبولا السابقة.
ويقول الدكتور داي "إننا نستنتج أن الوباء الحالي كبير للغاية، ليس فقط على أساس الخصائص البيولوجية للفيروس، وإنما أيضا بسبب سمات السكان المتضررين، وحالة النظم الصحية، وعدم كفاية جهود المكافحة لوقف انتشار العدوى".
وهناك تحديات في هذا الإقليم تفاقم من صراعنا لاحتواء الفيروس بشكل سريع. والأهم من ذلك هو انهيار النظم الصحية في البلدان الثلاثة بعد سنوات من الصراع، ناهيك عن النقص الكبير في عدد العاملين الصحيين، مما يجعل هذه النظم أضعف من تلك الموجودة في البلدان الأخرى التي تعاني من فاشيات الإيبولا. وبالإضافة إلى ذلك، قد تؤدي خصائص معينة لدى السكان إلى سرعة انتشار المرض، على سبيل المثال، الترابط الشديد بين السكان في غينيا وليبيريا وسيراليون، وكثافة حركة المرور عبر الحدود في المركز والسهولة النسبية للانتقال البري بين المدن والقرى والعواصم المكتظة بالسكان.
و يقول أستاذ كريستل دونلي، أستاذ علم الأوبئة الإحصائية، في جامعة امبريال، وفي المركز البحثي الطبي لتحليل الفاشية وإعداد النماذج. "لقد يسر الاختلاط الكبير بين السكان من انتشار العدوى، وإن كان هذا لا يعني بالضرورة وقوع فاشية كبيرة". "وفي نيجيريا، على سبيل المثال، حيث توجد نظم صحية أقوى، كان عدد الحالات محدودا إلى الآن، على الرغم من وفادة العدوى إلى المدن الكبرى في لاغوس وبورت هاركورت".
ومن ثم تعتبر سرعة تنفيذ تدابير المكافحة الصارمة هي العامل الحاسم في تحديد حجم الفاشية.
ويقول الدكتور داي "تشير التوقعات المستقبلية أنه ما لم تتحسن تدابير المكافحة - بما في ذلك التحسن في تتبع المصابين، وعزل الحالات بشكل كاف، وتحسين جودة الرعاية، والقدرة على توفير التدبير العلاجي السريري، وزيادة المشاركة المجتمعية، ودعم الشركاء الدوليين – بشكل سريع، فستصل الحالات والوفيات في هذه البلدان الثلاثة إلى الآلاف كل أسبوع".
إن العلاجات واللقاحات التجريبية تعطي آمالا للمستقبل، ولكن يستبعد توافر الكميات اللازمة لإحداث فرق كبير في جهود المكافحة لعدة شهور، حتى وإن أثبتت هذه العلاجات واللقاحات مأمونيتها وفعاليتها.
إن مخاطر استمرار امتداد نطاق فاشية الايبولا حقيقية. وتقدم هذه الدراسة البينات اللازمة لدق ناقوس الخطر بشكل ملح داعيا إلى توسيع نطاق تدابير المكافحة بشكل مكثف بالتوازي مع العمل على تطوير ونشر الأدوية واللقاحات الجديدة بشكل سريع.
المسؤولون الإعلاميون الذين يمكن الاتصال بهم:
Fadéla Chaib
Communications Officer
Telephone: + 41 22 791 3228
Mobile: + 41 79 475 55 56
Email: chaibf@who.int
Margaret Harris
Communications officer
Telephone: +41 22 791 1646
Mobile: +41 79 516 40 63
Email: harrism@who.int
Daniel Epstein
Communications Officer
Mobile: +1 (301) 219-2105
Email: epsteindb@msn.com