الصمم وفقدان السمع: الاستماع المأمون

21 آذار/مارس 2025 | سؤال وجواب

تساعدنا الخلايا الحسية داخل آذاننا على السمع. ويسبب التعرض لأصوات عالية مع مرور الوقت إجهادا لهذه الخلايا الحسية. والنتيجة هي فقدان السمع مؤقتا أو الشعور بطنين الأذن. فإذا حضر مثلا شخص حفلا موسيقيا صاخبا، فقد يعاني في وقت لاحق من خفوت السمع لديه أو من الرنين أو الطنين في أذنيه (أي ما يعرف بطنين الأذن). وغالبا ما يتحسن السمع بعد تعافي الخلايا الحسية. بيد أن التعرض المطّرد للضوضاء العالية أو لمدة طويلة قد يسبب تلفا دائما للخلايا الحسية والهياكل الأخرى، مما يؤدي إلى فقدان السمع الناجم عن الضوضاء بشكل لا رجعة فيه، أو طنين الأذن، أو كليهما. ويسمى فقدان السمع الناجم عن التعرض للأصوات العالية فقدان السمع الناجم عن الضوضاء (NIHL).

ويمكن أن يحدث فقدان السمع الناجم عن الضوضاء على الفور (مثلا عند التعرض لطفرة مفاجئة من صوت عال)؛ غير أن فقدان السمع يكون في كثير من الأحيان تدريجيا ودائما، وغالبا ما لا يُلاحَظ أو يتم تجاهله حتى تزداد الآثار وضوحا. وقد يواجه المرء في البداية مشكلة تقتصر على صعوبة سماع بعض الأصوات العالية النبرة مثل الأجراس أو أصوات الطيور. ومع تفاقم فقدان السمع الناجم عن الضوضاء، يصبح من الصعب التواصل مع الآخرين، خاصة في الأماكن الصاخبة مثل المطاعم والأسواق.

يشير مصطلح الاستماع المأمون ببساطة إلى سلوكات استماع محددة لا تعرض سمعك للخطر.

ومستوى الأصوات، ومدة الاستماع، وتواتر التعرض للأصوات العالية كلها عوامل تؤثر على السمع. وكلما ارتفع مستوى الصوت وطالت مدة الاستماع، زاد خطر فقدان السمع. ويمكنك مثلا أن تستمع بأمان إلى مستوى صوت بمقدار 80 ديسيبل لمدة تصل إلى 40 ساعة في الأسبوع. أما إذا كان مستوى الصوت بمقدار 90 ديسيبل، فإن وقت الاستماع المأمون يتناقص إلى 12,5 ساعة في الأسبوع. ومن أجل حماية سمعك:

1- أبقِ مستوى الصوت منخفضا. يمكن القيام بذلك بضبط مستوى صوت جهازك عند حد لا يزيد عن 60٪ من الحد الأقصى. وإذا كنت تستخدم تطبيقا لضبط مستوى الصوت، فمن المحبذ إبقاء مستواه دون متوسط 80 ديسيبل.

2- استخدم سماعات رأس مثبتة بإحكام ومزودة بخاصية إلغاء الضوضاء للحد من الحاجة إلى رفع مستوى الصوت في الأماكن الصاخبة.

3- في الأماكن الصاخبة، استخدم واقيات الأذن مثل سدادات الأذن.

4- ابتعد دائما عن مصادر الصوت، مثل مكبرات الصوت والآلات التي تصدر ضجيجا، وغير ذلك.

5- قلل من الوقت الذي تقضيه في أنشطة صاخبة. امنح أذنيك مرارا استراحة من الأصوات العالية. فهذا يساعد الخلايا الحسية داخل الأذنين على التعافي.

6-راقب مستويات الصوت. يمكن القيام بذلك باستخدام تطبيقات. اختر الأجهزة المزودة بخصائص الاستماع الآمن التي تتيح لك رصد تعرضك للأصوات العالية.

7- انتبه للعلامات التي تنذر بفقدان السمع. اتصل بأحد الأخصائيين إن كنت تعاني من رنين مستمر في الأذن (طنين الأذن) أو تواجه صعوبات في سماع الأصوات العالية النبرة أو متابعة المحادثات.

الوحدة المستخدمة لقياس شدة الصوت هي وحدة ديسيبل (dB). وتصل شدة الصوت عند الهمس زهاء 30 ديسيبل وتصل عند المحادثة العادية زهاء 60 ديسيبل. وترد أدناه أمثلة على بعض الأصوات الشائعة الأخرى وشدتها التقريبية (بوحدة ديسيبل).

شدة الصوت بوحدة ديسيبل مثال على نوع الصوت عند الشدة المحددة
10 ديسيبل التنفس الطبيعي
30 ديسيبل الهمس الخافت
40 ديسيبل المكتبة
60 ديسيبل المحادثة العادية
80 ديسيبل جرس الباب
85 ديسيبل حركة المرور الكثيفة (الصوت داخل السيارة)
90 ديسيبل المحادثة الصاخبة
95 ديسيبل الدراجة النارية
100 ديسيبل مجفف الشعر
105 ديسيبل بوق السيارة على مسافة 5 أمتار
110 ديسيبل الصراخ في الأذن
120 ديسيبل الوقوف قرب صفارة الإنذار
130 ديسيبل المطرقة الثاقبة
140 ديسيبل الطائرة عند الإقلاع
150 ديسيبل المُفَرقِعات

تنخفض مدة وقت الاستماع المأمون بسرعة كلما زادت شدة الصوت. فمثلا، إذا استمع المرء إلى مستوى صوت بمتوسط 80 ديسيبل، فيمكنه الاستمرار في الاستماع بأمان لمدة تصل إلى 40 ساعة في الأسبوع. وخلاف ذلك، إذا اختار المرء الاستماع إلى مستوى صوت بمقدار 90 ديسيبل، فإن أربع ساعات في الأسبوع هي المدة المتاح له للاستماع بأمان. ويشار أدناه إلى وقت الاستماع المأمون في الأسبوع الواحد بحسب اختلاف شدة الصوت، فضلا عن أمثلة على نوع الصوت الذي يشير إليه مستوى وحدة ديسيبل.

ويمكنك التحقق من مستوى الصوت بوحدة ديسيبل في بيئتك أو مستواه في جهاز الموسيقى الذي تستخدمه ومراقبته باستخدام تطبيقات.

شدة الصوت بوحدة ديسيبل وقت الاستماع المأمون في الأسبوع (7 أيام) مثال على نوع الصوت عند الشدة المحددة
     
10 ديسيبل غير محدود التنفس الطبيعي
30 ديسيبل غير محدود الهمس الخافت
40 ديسيبل غير محدود المكتبة
60 ديسيبل غير محدود المحادثة العادية
80 ديسيبل 40 ساعة جرس الباب
85 ديسيبل 12 ساعة و30 دقيقة حركة المرور الكثيفة (الصوت داخل السيارة)
90 ديسيبل 4 ساعات المحادثة الصاخبة
95 ديسيبل ساعة و15 دقيقة الدراجة النارية
100 ديسيبل 20 دقيقة مجفف الشعر
105 ديسيبل 8 دقائق بوق السيارة على مسافة 5 أمتار
110 ديسيبل 2,5 دقيقة الصراخ في الأذن
120 ديسيبل 12 ثانية الوقوف قرب صفارة الإنذار
130 ديسيبل <1 ثانية المطرقة الثاقبة
140 ديسيبل 0 ثانية الطائرة عند الإقلاع
150 ديسيبل 0 ثانية المُفَرقِعات

معظمنا لا يعرف مدى ارتفاع مستوى الصوت بوحدة ديسيبل سواء في محيطنا أو في سماعات الرأس. وتوجد العديد من التطبيقات التي يمكن استخدامها للتحقق من مستوى الصوت في بيئتك، ومنها مثلا تطبيق NIOSH-SLM. ويمكنك تنزيل هذا التطبيق أو غيره من التطبيقات المشابهة والاطلاع على مستوى الصوت بوحدة ديسيبل.

وهناك أيضا تطبيقات يمكن تنزيلها على العديد من الهواتف الذكية ويمكنها إخبارك بمستوى صوت الموسيقى الذي تستمع إليه عبر سماعات الأذن/ سماعات الرأس. وهناك بعض الهواتف الذكية المزودة بتطبيقات استماع مأمون تراقب مستوى الصوت والوقت الذي تقضيه في الاستماع لتقدير خطر الإضرار بالسمع.

وينبغي استخدام هذه التطبيقات لممارسة الاستماع المأمون.

يمكنك استخدام تطبيقات مجانية للتحقق من مستويات الصوت في محيطك. ومن غير المرجح أن تسبب مستويات الصوت دون 80 ديسيبل إضرارا بالسمع. وكلما زادت شدة الصوت، زاد أيضا احتمال الإضرار بأذنيك. ويمكن استخدام تطبيقات مجانية مثل تطبيق NIOSH-SLM للتحقق من مستوى الصوت الخارجي.

وإذا لم يكن لديك تطبيق من تلك التطبيقات، فتحقق مما إذا كان عليك رفع صوتك لإسماع شخص يقف على مسافة ذراعك الممدودة. وإذا كانت الإجابة بنعم، فإن مستوى الصوت مرتفع جدا.

نعم، يمكن للتعرض لصوت عال جدا ولو لمرة واحدة أن يتلف خلايا الأذن الداخلية ويسبب فقدان السمع.

هناك تطبيقات متاحة على الهواتف الذكية تسمح لك بتتبع التعرض للصوت داخل الأذن أثناء الاستماع إلى الموسيقى. وكلما قمت بزيادة مستوى الصوت فوق حد معين، تُظهر هذه التطبيقات رسالة آنية تذكرك بالتقيد بمستويات الاستماع المأمون. ويمكن تنزيل هذه التطبيقات على هاتفك واستخدامها في كل مرة تستمع فيها إلى الموسيقى باستخدام سماعات الرأس. ومن الأمثلة على هذه التطبيقات تطبيقا dBTrack وHearAngel.

يحتمل أن تكون مصابا بفقدان السمع إذا ظهرت عليك الأعراض التالية:

  • رنين مستمر في الأذنين (طنين الأذن).
  • صعوبة في سماع الأصوات العالية النبرة (أصوات الطيور، أجراس الأبواب، الهواتف، المنبهات).
  • صعوبة في فهم الكلام، وخاصة عبر الهاتف.
  • صعوبة في متابعة المحادثات في البيئات الصاخبة، مثل المطاعم أو الأسواق أو التجمعات الاجتماعية.

إذا كنت تعتقد أنك تواجه أيا من هذه المشاكل، فيجب عليك فحص سمعك. وقد طورت منظمة الصحة العالمية تطبيق "hearWHO" الذي يتيح لك فحص سمعك متى شئت.

طنين الأذن هو رنين أو طنين أو صوت آخر لا يأتي من مصدر خارجي. وكثير من الناس يشعرون بطنين الأذن بعد الاستماع إلى الموسيقى الصاخبة بيد أنه يختفي بمرور بعض الوقت. ويحدث هذا الطنين بسبب تعرض الخلايا الحسية  الحسي للإجهاد وغالبا ما يكون عابرا. وفي بعض الأحيان، يمكن أن يستمر طنين الأذن، خاصة بعد التعرض المتكرر للموسيقى الصاخبة أو لأصوات أخرى.

ويمكن أن يدل طنين الأذن المستمر على تضرر سمعك. غير أن هناك العديد من الحالات الصحية الأخرى التي يمكن أن تؤدي إلى طنين الأذن أو ترتبط به. وفي حالة طنين الأذن المستمر، من المهم التماس المشورة الطبية.

إذا ظهرت عليك أي من العلامات التحذيرية لفقدان السمع، فينبغي لك أن تفحص سمعك. وقد طورت منظمة الصحة العالمية تطبيق "hearWHO" الذي يتيح لك فحص سمعك متى شئت. ويمكنك أيضا اختبار سمعك  باستشارة أخصائي صحة السمع.

ومن المهم اتخاذ إجراءات وقائية والحد من التعرض للأصوات العالية. ويمكن أن يحد ذلك من خطر تفاقم فقدان السمع.

يمكن أن يزيد الاستماع لمستويات صوت عالية لفترات طويلة من خطر الإضرار بالسمع. ومن أجل الحد من خطر الإضرار بسمعك، يمكنك اتباع ما يلي:

  • أبقِ مستوى الصوت دون 60٪ من الحد الأقصى.
  • استخدم تطبيقا يراقب مستويات الصوت وخطر فقدان السمع.
  • استخدم سماعات الأذن / سماعات الرأس المانعة للضوضاء والمثبتة بإحكام.
  • خذ فترات راحة بين المكالمات، ويفضل أن يكون ذلك في بيئة هادئة لإراحة أذنيك.
  • قلل من التعرض للضوضاء أثناء ساعات فراغك.


ينبغي أن تفحص سمعك كل عام من أجل المراقبة الذاتية لمستويات السمع لديك.

يمكن أن تشكل بيئات العمل الصاخبة خطرا على السمع. من أجل حماية سمعك:

  • ضع واقيات السمع مثل سدادات الأذن أو غطاءات الأذنين.
  • انقل مكان العمل بعيدا عن مصادر الضوضاء، حيثما أمكن.
  • خذ فترات الراحة (الغداء والقهوة وغير ذلك) في الأماكن التي يكون فيها مستوى الضوضاء منخفضا.
  • تجنب وسائل التسلية الصاخبة التي يمكن أن تزيد من خطر فقدان السمع.
  • ناقش مع رب العمل سبل الحد من خطر فقدان السمع.


افحص سمعك كل عام.

لمواصلة الاستمتاع بالموسيقى بأمان:

  • أبقِ مستوى الصوت على جهازك عند أقل من 60٪ من الحد الأقصى.
  • استخدم سماعات رأس مثبتة بإحكام ومانعة للضوضاء. ويمكن أن يقلل ذلك من الحاجة إلى رفع مستوى الصوت، خاصة عندما تكون في أماكن صاخبة مثل وسائل النقل العام، أو في الكافتيريا.
  • قم بتنزيل واستخدام التطبيقات التي يمكنها الحد من مستوى الصوت ومراقبة المخاطر. هذه التطبيقات متاحة على منصتي App store وGoogle Play.
  • اختر الأجهزة (مثل الهواتف الذكية وسماعات الرأس) التي تأتي مزودة سلفا بخصائص الاستماع المأمون، مثل مراقبة التعرض للصوت والحد من مستوى الصوت.
  • قلل من الوقت الذي تقضيه في الاستماع إلى الأصوات العالية.

عندما تكون في بيئة صاخبة، احرص على ما يلي:

  • ابتعد عن مكبرات الصوت / مضخمات الصوت. تقل شدة الصوت كلما ابتعدت عن مصادر الصوت.
  • واظب على وضع سدادات الأذن بشكل صحيح لأنها تقلل إلى حد كبير من شدة الصوت الذي يصل إلى أذنيك.
  • أرِح أذنيك في مكان هادئ لمدة 10 دقائق بعد كل ساعة.

لحماية سمعك عند لعب ألعاب الفيديو:

  • أبقِ مستوى الصوت على جهازك دون 60٪ من الحد الأقصى.
  • اختر مكبرات الصوت المدمجة أو الخارجية بدلا من سماعات الأذن / الرأس، حيثما أمكن ذلك. إذا كنت تستخدم سماعات أذن/رأس، فاختر سماعات مثبتة بإحكام ومانعة للضوضاء.
  • قم بتنزيل واستخدام التطبيقات التي يمكنها الحد من مستوى الصوت ومراقبة المخاطر. هذه التطبيقات متاحة على منصتي App store وGoogle Play.
  • اختر الأجهزة (مثل الهواتف الذكية وسماعات الرأس) التي تأتي مزودة سلفا بخصائص الاستماع المأمون.
  • تجنب لعب الألعاب الصاخبة لفترات طويلة. خذ استراحة لمدة عشر دقائق كل ساعة أو العب لعبة صامتة لفترة وجيزة.


ينبغي أيضا أن تفحص سمعك كل عام من أجل المراقبة الذاتية لمستويات السمع لديك.

في خضم جائحة كوفيد-19، انتقل العديد من الأطفال إلى التعلم عبر الإنترنت، باستخدام جهاز حاسوب أو جهاز آخر من منازلهم لعدة ساعات في اليوم. وعلى الرغم من أن هذا الأمر لا يشكل بالضرورة خطرا على سمع طفلك، فإن اتباع ممارسات الاستماع المأمون يمكن أن يقلل من خطر إصابة طفلك بفقدان السمع.

يمكنك القيام بما يلي:

  • تشجيع طفلك على استخدام مكبرات الصوت المدمجة أو الخارجية للاستماع؛ وتجنب سماعات الرأس حيثما أمكن ذلك.
  • عند استخدام سماعات الرأس، اختاري سماعات تحتوي على خصائص الاستماع المأمون مثل ضبط الآباء لمستوى ارتفاع الصوت. اختاري سماعات الرأس المانعة للضوضاء والمثبتة بإحكام.
  • علمي طفلك الإبقاء على مستوى الصوت على الجهاز دون نسبة 60٪ من الحد الأقصى.
  • عندما لا يكون لدى الطفل فصول دراسية، شجعيه على أخذ فترات راحة بعيدا عن الكمبيوتر أو الجهاز، في مكان هادئ لإراحة آذانهم.
  • قللي من التعرض للأماكن الصاخبة قبل وبعد الفصول الدراسية.

سدادات الأذن الأكثر شيوعا مصنوعة من الرغوة، أو مادة مماثلة، ويمكن شراؤها بسعر زهيد من صيدلية أو متجر أدوية أو مجمع تجاري أو ما شابه. لإدخال سدادات الأذن هذه بشكل صحيح:

  • لفّ سدادة الأذن بين الإبهام والسبابة لضغطها.
  • باستخدام يدك الأخرى، ارفع أذنك للأعلى وللخلف. فهذا سيزيد من فتح قناة الأذن.
  • أدخل سدادة الأذن في قناة الأذن، إلى عمق مريح، وثبتها في مكانها بإصبعك حتى تتوسع وتستقر في مكانها بأمان.


يمكن أن تقلل سدادات الأذن التي يتم إدخالها بشكل صحيح من مستوى التعرض للصوت إلى حد كبير، مما يقلل من خطر الإضرار بالسمع. 

تتوفر واقيات سمعية أخرى بما في ذلك غطاءات الأذن التي تغطي الأذن الخارجية بأكملها، وواقيات السمع المكيفة حسب احتياجات الزبون.