مستجدّات جمعية الصحة العالمية الحادية والسبعين، 26 أيار/مايو

26 أيار/مايو 2018
بيان صحفي
جنيف

خاطب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس ، المندوبين في جمعية الصحة العالمية اليوم قائلاً إنهم قد رسموا مساراً جديداً للمنظمة.

واختتم أعمال الجمعية قائلاً إن كل ما قامت به المنظمة للمضيّ قُدّماً سيتم تقييمه على ضوء الغايات التي أُقِرّت هذا الأسبوع في الخطة الاستراتيجية الخمسية الجديدة للمنظمة بشأن "استفادة ثلاثة مليارات أخرى من السكان ".  وتستهدف الغايات تحقيق ما يلي بحلول عام 2023:

  • استفادة مليار شخص إضافي من التغطية الصحية الشاملة
  • تحسين حماية مليار شخص إضافي من الطوارئ الصحية
  • تمتّع مليار شخص إضافي بمستوى أفضل من الصحة والرفاه.  

وفي اليوم الأخير للجمعية، توصّل المندوبون أيضاً إلى اتّفاق بشأن تغذية الأمهات والرضع وصغار الأطفال واحتواء فيروسات شلل الأطفال.

التغذية

جدّد المندوبون بالإجماع التزامهم باستثمار سياسات وبرامج التغذية وتعزيزها من أجل تحسين تغذية الرضّع وصغار الأطفال.

وناقشت الدول الأعضاء الجهود المبذولة لتحقيق غايات التغذية العالمية المحدّدة من قِبَل جمعية الصحة العالمية، وانتهت إلى أن التقدمّ كان بطيئاً ومتفاوتاً، لكنها أشارت إلى تحقيق تقدم طفيف في الحدّ من التقزّم، حيث انخفض عدد الأطفال المتقزّمين دون الخامسة من 169 مليون في عام 2010 إلى 151 مليون في عام 2017.

وتقود المنظمة الإجراءات العالمية لتحسين التغذية، بما في ذلك مبادرة عالمية لجعل جميع المستشفيات ملائمة للأطفال، وتعزيز الوقاية من فقر الدم لدى المراهقات، ومنع زيادة الوزن لدى الأطفال من خلال تقديم المشورة بشأن التغذية التكميلية. وقد تمّ إطلاق تقرير جديد عن تنفيذ مدوّنة تسويق بدائل لبن الأم، مسلّطاً الضوء على قيام 6 بلدان أخرى في عام 2017 باعتماد أو تشديد تشريعات لتنظيم تسويق بدائل لبن الأم.

شلل الأطفال

 مع انخفاض مستويات انتقال فيروس شلل الأطفال البري عن ذي قبل، واقتراب العالم أكثر من أي وقت مضى من أن يصبح خالياً من شلل الأطفال، ركّزت المناقشات على تأمين عالم خالٍ على الدوام من شلل الأطفال. وحتى أيار/مايو 2018، لم يتجاوز عدد ما تم الإبلاغ عنه 9 حالات ناجمة عن فيروس شلل الأطفال البري على مستوى العالم، من بلدين فقط وهما: أفغانستان وباكستان. واستعرض المندوبون خطط الطوارئ للإجهاز على السلالات الأخيرة المتبقية من الفيروس.

وتمهيداً لجعل العالم خالياً من شلل الأطفال، يستمرّ تكثيف الأنشطة العالمية لاحتواء فيروسات شلل الأطفال، وقد اعتمدت الدول الأعضاء قرارًا يمثل أحد المعالم البارزة فيما يتعلق باحتواء فيروسات شلل الأطفال. وسوف يستمرّ في عدد محدود من المرافق احتجاز فيروسات شلل الأطفال، بعد عملية الاستئصال، لخدمة وظائف وطنية ودولية بالغة الأهمية من قبيل إنتاج لقاح شلل الأطفال أو إجراء البحوث. ويتسم بأهمية حاسمة احتواء مواد فيروسات شلل الأطفال بشكل مناسب وفق شروط صارمة للسلامة الأحيائية والأمن البيولوجي فيما يخص التداول والتخزين بما يضمن عدم انطلاق الفيروس إلى البيئة، إما عن طريق الخطأ أو عن قصد، ليتسبّب مرّة أخرى في تفشّي حالات المرض لدى الفئات القابلة للتأثّر.

وأعربت اﻟدول اﻷﻋﺿﺎء عن اﻟﺗزاﻣﮭﺎ القوي بالتنفيذ التام ﻟﺟﻣﯾﻊ اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺎت وتمويلها بما يضمن تحقيق ﻋﺎﻟم ﺧﺎلٍ على الدوام ﻣن ﺷﻟل اﻷطﻔﺎل ﻋﻟﯽ اﻟﻣدى اﻟﻘرﯾب ﺟداً. وقدّمت منظمة الروتاري الدولية، في كلمتها نيابةً عن المبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال (التي تتكوّن من منظمة الصحة العالمية، ومنظمة الروتاري، ومراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها، واليونيسف، ومؤسسة بيل وميليندا غيتس)، مناشدة قوية إلى المجتمع العالمي للقضاء على أحد الأمراض البشرية للمرة الثانية على الإطلاق في التاريخ، وضمان عدم إصابة أي طفل إلى الأبد بالشلل جرّاء فيروسات شلل الأطفال بأي شكل من الأشكال وفي أي مكان.

الملاحظات الختامية

في كلمته الأخيرة أمام الجمعية هذا العام، قال الدكتور تيدروس إنه أينما ذهب ، كانت لديه نفس الرسالة: الصحة كجسر للسلام. وقال للمندوبين: "إن الصحة لديها القدرة على إحداث تحوّل في حياة الفرد، ولكنها قادرة أيضاً على تحويل الأسر والمجتمعات والأمم".

وقال إن الخطة الاستراتيجية الخمسية الجديدة لمنظمة الصحة العالمية تدعو المنظمة إلى قياس نجاحها ليس على ضوء مخرجاتها، بل بمقياس الحصائل- بما تحققه من تأثير قابل للقياس في أكثر الأماكن أهمية – أي في البلدان.

وقال المدير العام: "في نهاية المطاف، فإن الناس الذين نخدمهم ليسوا أصحاب السلطة؛ بل هم أولئك الذين لا يملكون السلطة". وقال للمندوبين إن الاختبار الحقيقي لما إذا كانت المناقشات التي جرت في الجمعية هذا الأسبوع قد تكلّلت بالنجاح هو ما إذا كانت قد أدّت إلى تغيير حقيقي على أرض الواقع، وحثّهم على العودة إلى بلدانهم بعزم متجدّد على العمل كل يوم من أجل صحة شعوبهم.

واختتم قائلاً: "إن الالتزام الذي شاهدته هذا الأسبوع يمنحني أملاً عظيماً وثقة كبيرة في أنه يمكننا معاً تعزيز الصحة، والحفاظ على سلامة العالم، وخدمة المستضعفين".