WHO
المنظمة تحدث قائمة الأدوية الأساسية وتدرج فيها علاجات رئيسية للسرطان والسكري ‏
© الصورة

المنظمة تحدث قائمة الأدوية الأساسية وتدرج فيها علاجات رئيسية للسرطان والسكري ‏

5 أيلول/سبتمبر 2025
بيان صحفي

نشرت اليوم منظمة الصحة العالمية (المنظمة) إصدارين محدثين من قائمتيها النموذجيتين للأدوية الأساسية والأدوية الأساسية للأطفال، وأضافت إليهما علاجات جديدة لأنواع مختلفة من السرطان وداء السكري وحالات المراضة المصاحبة لهما مثل السمنة. ومن بين العلاجات الأخرى التي أضافتها إليهما أدوية التليف الكيسي والصدفية والهيموفيليا والاضطرابات المرتبطة بالدم.

وتتضمن قائمتا المنظمة النموذجيتان للأدوية الأساسية والأدوية الأساسية للأطفال أدوية تلبي الاحتياجات الصحية ذات الأولوية للسكان. وهما قائمتان معتمدتان في أكثر من 150 بلداً وتشكلان أساس مشتريات القطاع العام وعمليات الإمداد بالأدوية وخطط التأمين الصحي والسداد. وتمثل التنقيحات المُدخلة على القائمتين الإصدار الرابع والعشرين من قائمة المنظمة النموذجية للأدوية الأساسية والإصدار العاشر من قائمتها النموذجية لأدوية الأطفال.

وتحدثت الدكتورة يوكيكو ناكاتاني المديرة العامة المساعدة لإدارة شؤون النظم الصحية وإتاحة الأدوية والبيانات قائلة: "يمثل الإصداران الجديدان من قائمتي الأدوية الأساسية خطوة هامة على طريق زيادة إتاحة أدوية جديدة مجربة ومفيدة سريرياً وقادرة تماماً على إحداث أثر عالمي في مجال الصحة العامة."

وبعد إصدار قائمتي المنظمة النموذجيتين في عام 1977 لتحسين إتاحة الأدوية في البلدان النامية إلى حد كبير، أصبحتا أداتين سياساتيتين عالميتين موثوقتين لاتخاذ القرارات المتعلقة باختيار الأدوية وتحقيق تغطية شاملة بها في جميع النظم الصحية.

واستعرضت لجنة الخبراء التابعة للمنظمة والمعنية باختيار الأدوية الأساسية واستعمالها (لجنة الخبراء) 59 طلباً، منها 31 مقترحاً بشأن إضافة أدوية جديدة أو فئات أدوية جديدة إلى القائمتين. وبناءً على ذلك، أُضيف 20 دواءً جديداً إلى القائمة النموذجية  للأدوية الأساسية و15 دواءً آخر إلى القائمة النموذجية للأدوية الأساسية للأطفال، جنباً إلى جنب مع مؤشرات جديدة بشأن استعمال سبعة منتجات مدرجة فعلاً في القائمتين. وتضم الآن القائمتان المحدثتان ما مجموعه 523 دواءً أساسيا للبالغين و374 دواءً آخر للأطفال، لتلبيان بذلك الاحتياجات الأكثر إلحاحاً في مجال الصحة العامة.

أدوية السرطان

السرطان هو السبب الرئيسي الثاني للوفاة في العالم لأنه يحصد أرواح حوالي 10 ملايين شخص سنوياً ويتسبب تقريباً في ثلث الوفيات المبكرة الناجمة عن الأمراض غير السارية. وقد ركزت قائمة المنظمة النموذجية للأدوية الأساسية خلال العقد الماضي على علاجات السرطان بشكل كبير. ونظراً لأن أدوية السرطان تستأثر اليوم بحوالي نصف الموافقات الصادرة إجمالاً عن الوكالات التنظيمية على الأدوية الجديدة، فإن لجنة الخبراء تطبق معايير صارمة بشأن التوصية فقط بالعلاجات الأكثر فائدة من الناحية السريرية. ولذلك، لا يُدرج في القائمة سوى عدد قليل من أدوية السرطان المعتمدة - أي فقط تلك التي ثبت أنها تطيل العمر بما يتراوح بين 4 و6 أشهر على الأقل.

كما خضعت للتقييم سبعة طلبات تضم 25 دواءً للسرطان. وأوصت لجنة الخبراء، في إطار الجهود التي تبذلها على نطاق أوسع لتقليل أوجه الإجحاف في رعاية مرضى السرطان، بزيادة إتاحة مثبطات نقاط التفتيش المناعية PD-1/PD-L1، وهي فئة من أدوية العلاج المناعي تساعد جهاز المناعة في الجسم على التعرف على الخلايا السرطانية ومهاجمتها بمزيد من الفعالية. وأُضيف البيمبروليزوماب إلى القائمة النموذجية للأدوية الأساسية بوصفه علاجاً أحادي الدواء من الخط الأول لكل من سرطان عنق الرحم النقيلي وسرطان القولون والمستقيم النقيلي وسرطان الرئة النقيلي ذي الخلايا غير الصغيرة. كما أُدرج في القائمة الأتيزوليزوماب والسيميبليماب بوصفهما علاجيين بديلين للنوع الأخير من السرطان.

ونظرت أيضاً لجنة الخبراء في العديد من الاستراتيجيات التي أوصى بها الخبراء - والتي أبرزها تقرير الخبراء عن السرطان - بهدف زيادة إتاحة علاجات السرطان وتحسين القدرة على تحمل تكاليفها. وأيدت اللجنة استراتيجيات النظم السريرية والصحية المسندة بالبينات، بما فيها نُهج تحسين إعطاء الجرعات لزيادة إتاحة الأدوية. كما شددت اللجنة على أنه رغم أن إصلاحات النظام الصحي تستغرق وقتاً وتتطلب إجراءات حكومية، فإن الاستراتيجيات السريرية يمكن تنفيذها فوراً للإسراع في جني الفوائد، وخصوصاً في الأماكن المحدودة الموارد.

أدوية داء السكري والسمنة

داء السكري والسمنة من أكثر التحديات الصحية إلحاحاً الماثلة اليوم أمام العالم. وقد زاد في عام 2022 عدد المصابين بداء السكري على 800 مليون شخص، ولم يحصل نصفهم على العلاج. ويوجد في الوقت نفسه أكثر من مليار شخص في جميع أنحاء العالم ممّن يعانون من السمنة، علماً بأن معدلات المعاناة من السمنة آخذة في الارتفاع بسرعة في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل تحديداً. وترتبط هاتان الحالتان الصحيتان ارتباطاً وثيقاً ببعضهما البعض ويمكن أن تسببان مشاكل صحية خطيرة، منها أمراض القلب والفشل الكلوي.

واستعرضت لجنة الخبراء التابعة للمنظمة بينات علمية قوية تثبت أن هناك مجموعة من الأدوية تسمى ناهضات مستقبلات الببتيد -1 الشبيهة بالغلوكاغون يمكن أن تساعد المصابين بداء السكري من النمط 2 - وخاصة الذين يعانون منهم أيضاً من أمراض القلب أو الكلى - عن طريق تحسين ضبط نسبة غلوكوز الدم، والحد من خطورة التعرض للمضاعفات الناجمة عن أمراض القلب والكلى، والمساعدة في فقدان الوزن، وحتى تقليل خطورة التعرض للوفاة المبكرة.

وأُضيفت إلى القائمة النموذجية للأدوية الأساسية ناهضات مستقبلات الببتيد -1 الشبيهة بالغلوكاغون - السيماغلوتيد والدولاغلوتيد والليراغلوتيد - وناهضات مستقبلات الببتيد -1 الشبيهة بالغلوكاغون/ الناهض المستقبل المزدوج الأنسولين والمتعدد الببتيد المعتمد على الغلوكوز (التيرزيباتيد). وتُستعمل هذه الأدوية بوصفها علاجاً خافضاً لنسبة الغلوكوز لدى البالغين المصابين بداء السكري من النمط 2 المصاحب لحالات راسخة من أمراض القلب والأوعية الدموية أو أمراض الكلى المزمنة والسمنة (المحددة على أساس منسب كتلة الجسم (BMI) ≥ 30 كغم/ م2). وتوفر هذه المعلومات إرشادات واضحة للبلدان التي يمكن أن يجني فيها المرضى أقصى الفوائد من هذه العلاجات.

ويتسبب ارتفاع أسعار أدوية مثل السيماغلوتيد والتيرزيباتيد في الحد من إتاحة هذه الأدوية. وعليه فإن من الضروري لزيادة إتاحة الأدوية وتحسين الحصائل الصحية إعطاء الأولوية للمرضى الذين يجنون أقصى الفوائد من هذه الأدوية، وتشجيع المنافسة في مجال توفير الأدوية الجنيسة لتخفيض الأسعار وإتاحة هذه العلاجات في إطار تقديم الرعاية الأولية، وخاصة في المناطق المحرومة. وستواصل المنظمة رصد التطورات الطارئة، ودعم استراتيجيات التسعير المنصف، ومساعدة البلدان في زيادة إتاحة هذه العلاجات المغيرة لمسار حياة المرضى.

ومن جهته، تحدث السيد ديوسيديت موبانغيزي مدير إدارة السياسات والمعايير الخاصة بالأدوية والمنتجات الصحية في المنظمة قائلاً: "ينفق الأفراد من جيبهم الخاص مبالغ كبيرة على أدوية علاج الأمراض غير السارية، بما فيها الأدوية المصنفة على أنها أساسية، والتي ينبغي مبدئياً أن تُتاح للجميع بسهولة من دون مواجهة صعوبات مالية. ويتطلب تحقيق الإنصاف في إتاحة الأدوية الأساسية من النظام الصحي توجيه استجابة متسقة مدعومة بإرادة سياسية قوية وتعاون متعدد القطاعات وبرامج تركز على الناس ولا تترك أحداً خلف الركب."

ويُتاح في الموجز التنفيذي الوارد هنا مزيد من التفاصيل عن توصيات لجنة الخبراء التي تصف الأدوية والتركيبات الدوائية المُضافة والتغييرات الطارئة عليها وتلك المشطوبة من القائمة، وقراراتها المتخذة بالتوصية بعدم أخذ أدوية معينة.

ملاحظة للمحررين

عُقد الاجتماع الخامس والعشرون للجنة الخبراء التابعة للمنظمة والمعنية باختيار الأدوية الأساسية واستعمالها في مقر المنظمة الرئيسي الكائن في جنيف بسويسرا خلال الفترة من 5 إلى 9 أيار/ مايو 2025. ونظرت لجنة الخبراء في 59 طلباً إجمالاً، وأجرت تقييماً لبينات علمية عن مدى نجاعة كل دواء ومأمونيته وتكلفته النسبية ومردوديته عموماً واسترشدت بها في وضع توصياتها. كما نظرت اللجنة في مقترحات تتعلق بتعاريف تصنيف المضادات الحيوية طبقاً لنهج الإتاحة والمراقبة والاحتياط (تصنيف AWaRe)، وتحديث التصنيف.

وتتولى لجنة الخبراء تحديث القائمتين النموذجيين كل سنتين، وهي لجنة مؤلفة من أعضاء متخصصين معتمدين من الأوساط الأكاديمية والبحثية والمهن الطبية والصيدلانية، لأجل التصدي للتحديات الصحية الجديدة، وإعطاء الأولوية للعلاجات العالية النجاعة وزيادة إتاحتها بأسعار معقولة.

 

للاتصال الإعلامي

استفسارات وسائل الإعلام

مختارات

النشرات الإخبارية

صحيفة وقائع